+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

حوار مع الدكتور ظفر الإسلام خان
محمود عاصم

الدكتور ظفر الإسلام خان من أبناء الهند القلائل الذين درسوا وتعلموا في ثلاث قارات، فقد درس في الهند من الآسيا وفي مصر من الإفريقيا (1973-1979)وفي مانتشتير من أوربا (1979-1984). إنه قام بتأليف وتصنيف وترجمة أكثر من أربعين كتابا في العربية والأنجليزية والأردية التي طبعت من القاهرة وبيروت ولندن ودلهي.  وكتب ثماني مقالات في دائرة المعارف الإسلامية (Encyclopedia of Islam)  التي تصدرها ليدن(Leiden)،  هولندا حول موضوعات الهند والمسلمين، وساهم في موسوعة التاريخ الإسلامي التي تطبع من القاهرة بثلاث وعشرين مقالة. و من أهم أعماله إصدار جريدة ملي غزيت (The Milli Gazette) الإنجليزية التي أصبحت ناطقة بلسان حال الأمة الإسلامية في الهند، وتناولت قضاى المسلمين من كل ناحية. وقد أجرى هذا الحوار أخونا محمود عاصم باحث الدكتوراه في جامعة جواهر لال نهرو حول موضوع الصحافة العربية فى الهند وما تعانيه من مشكلات وتحديات بالإضافة إلى آفاق مستقبلها فى الهند. وهذا الحوار سيشكل جزء من كتاب الباحث حول مساهمة الدكتور في الصحافة العربية في الهند.

سؤال : هل ترى كل الأنشطة من إصدار مجلات وجرائد وكتابة مقالات فى الهند جزءا من الصحافة العربية؟ هناك أناس ينكرون وجود صحافة عربية فنية فى الهند ومن ثَم لا يعتبرون استخدام مصطلح الصحافة العربية فى الهند صحيحا. هل تتفق معهم؟

الصحافة بالضرورة تغطى الأحوال الحاضرة تغطية وتعليقا وتحليلا. أما المجلات العربية التى تصدر بالهند فهى عموما إسلامية وعلمية إلا أننا نجد جهودا فى الماضى والحاضر لإصدار ما ينطبق عليه وصف الصحافة مثل جريدة “الكفاح” سابقا ومجلة “الرائد” حاليا حيث أن كلتيهما تشمل أخبارا ومقالات وتحليلات حول القضايا الحاضرة سواء بالهند أو الخارج وخصوصا فيما يتعلق بالبلاد العربية والإسلامية وفلسطين وصراع الغرب مع المسلمين. وحتى المجلات الإسلامية مثل “البعث الإسلامي” و”الداعي” فهى الأخرى تحتوى على بعض المواد التى تتعلق بالقضايا الحاضرة.

سؤال : كيف تقييمك للصحافة العربية الموجودة فى الهند فنيا ؟

الصحافة العربية فى الهند سابقا وحاليا تتسم بالحماس ولا ترتقى الى المهنية. صحافتنا العربية فى الهند تخدم أغراض بعض المدارس الدينية والمنظمات الإسلامية التى تهدف الى التواصل مع العالم العربي.

سؤال : أخبرنا بقدر من التفصيل عن تجربتك مع الصحافة العربية مثل إصدار مجلة التاريخ الإسلامي وغيرها. هل كانت ناجحة، وما هي المشكلات التي واجهتها خلال تلك الرحلة؟

بدأت حياتى الصحفية العربية خلال سنوات 1968- 1973 عندما كنت طالبا بالقاهرة . فبدأت أكتب ببعض المجلات والجرائد مثل “الشبان المسلمون” و”منبرالإسلام” و”الاعتصام” و”سنابل” وجريدة “الأخبار” ومجلة “الحوادث” البيروتية ، كما ساهمت بعدة مقالات نشرت فى أرقى المجلات الأدبية العربية وهى مجلة “المجلة” التى كان يرأس تحريرها آنذاك الأديب الكبير يحيى حقي. وعندما انتقلت الى طرابلس الغرب (عاصمة ليبيا) للعمل بوزارة الخارجية الليبية فى فبراير 1973 بدأت أكتب لجرائد عربية ليبية وهى جرائد “البلاغ” و”الفجر الجديد” ومجلة “الأسبوع الثقافي”. وأقلعت عن الكتابة للصحف العربية حين انتقلت إلى لندن فى نهاية سنة 1979 ، ثم عدت إلى الكتابة للصحف والمجلات العربية مجددا حين عدت إلى الهند فى أواخر سنة 1984 فكتبت لمجلة “الدعوة” وجريدة “الرياض” السعوديتين ولجريدتى “الحياة” و”الهلال الدولي” اللنديتين. واختارتنى جريدة “الرياض” مندوبا متفرغا لها فى الهند سنة 1999 واستمرت هذه الصلة لنحو ست سنوات ، وأظن أننى الصحفي الهندي الوحيد حتى الآن الذى عمل مراسلا متفرغا – أى بمرتب شهري – لجريدة عربية. وبدأت صلتى بقناة “الجزيرة” منذ بدايتها تقريبا فى سنة 1996 وسافرت الى الدوحة للمشاركة فى بعض أهم برامجها مثل “الدين والحياة” و”الاتجاه المعاكس” . وصلتى مع “الجزيرة” مستمرة إلى اليوم فى صورة تعليقات على الهواء عبر الهاتف أو من خلال استديو فى دلهي وأيضًا بكتابة أخبار ومقالات وبحوث لموقع “الجزيرة” على الانترنت. ومنذئذ بدأت قنوات عديدة تتعامل معى مثل “العربية” وقنوات ابوظبي ودبي والسعودية والمغرب وسوريا الخ إلى جانب علاقتى معلقا على الأخبار والأحداث لإذاعة وتليفزيون البى. بى. سى. العربيتين وهى علاقة مستمرة إلى اليوم.

أما “مجلة التاريخ الإسلامي: ، التى أظن أنها المجلة العربية الهندية الوحيدة التى تمتعت بالمهنية ، إلا أنها كانت مجلة علمية متخصصة ولم تستمر لأكثر من سنتين بسبب صعوبات الحصول على البحوث الرفيعة وأيضًا نتيجة مشكلات التسويق لأن السوق الطبيعية لمثل هذه المجلة العلمية هى البلاد العربية وليست الهند.

سؤال: ماهي النصائح والاقتراحات التي تقدمها للجيل الجديد بهذا الصدد؟

على الذين يريدون دخول مضمار الصحافة العربية أن يجيدوا اللغة العربية العصرية إجادة تامة إذ بدونها ستكون مقالاتهم وتحليلاتهم وتقاريرهم مدعاة للسخرية والإهمال عند وصولها إلى محرري الصحف والمجلات والقنوات العربية. من الأفضل طبعا أن يعيش الإنسان فى بلد عربي متحضر مدة طويلة ، ولكن يمكن أيضًا إجادة اللغة العربية الحديثة بقراءة صحف ومجلات جيدة مثل جريدة “النهار” ومجلتَى “العربي” و”الفيصل” والاستماع الى قنوات إذاعية وتليفزيونية جيدة مثل الإذاعة البريطانية وقناة “الجزيرة”.

سؤال : ما هي المشكلات والتحديات التي تواجهها الصحافة العربية فى الهند؟

المشكلات كثيرة ومنها أنه لا يوجد عندنا صحفيون وكتّاب على المستوى العصري ، كما لا يوجد قراء للصحف العربية فى الهند. وهناك أيضًا مشكلة التسويق ، وحتى لو تم شحن المطبوعات الهندية إلى الأسواق العربية فلن تجد لها قراء بسبب هبوط مستواها وسوء ورقها ورداءة طباعتها مع ارتفاع سعرها الناتج عن تكلفة النقل الجوي العالية وخلوها من الإعلانات.

سؤال : هل ترى أن الصحافة العربية تعالج قضايا المسلمين الهنود الجادة، تنجح فى إبلاغها إلى العالم الإسلامي، وتمثل دور الجسر بين الهند والعالم العربي؟

لا أظن أن مطبوعاتنا العربية ناجحة حتى فى أداء هذا الدور الحيوي المطلوب منا. ولعل السبب فى ذلك عدم اكتراث الحكومة الهندية بالأمر، إذ بدون دعم حكومي قوي لا يمكن لمطبوعات كهذه أن تصدر، ناهيك أن تستمر.

سؤال : هناك خبر عن إغلاق مجلة ” ثقافة الهند” المرموقة الصادرة من الحكومة الهندية. كيف ترد على هذا القرار؟

هذا شئ مؤسف جدا، إن كان حقيقة . ولو كان صحيحا ، فهو يدل على عدم اكتراث الحكومة الهندية الحالية بالعالم العربي الذي يريد معرفة سياسات الهند وتاريخها وثقافتها وتربطها بالهند علاقات اقتصادية متينة جدا ، وهذه الحقيقة تستدعى أن يعرفونا جيدا وأن نعرفهم جيدا ولن يتيسر هذا بدون إجادتنا للغتهم.

سؤال : هل ترى جهود الحكومة الهندية لترويج اللغة العربية وصحافتها جادة و بشكل إيجابي، عن طريق الأقسام العربية فى الجامعات وإذاعة عموم الهند مثلا ؟

عقب الاستقلال، أدركت الحكومة الهندية أهمية اللغة العربية كجسر للاتصال بالعالم العربي ولذلك فتحت أقسام اللغة العربية فى كثير من الجامعات والكليات فى أنحاء الهند، وبدأت تنشر “مجلة ثقافة الهند” وأنشأت مراكز ثقافية فى بعض البلدان العربية مثل مصر وقامت بعض السفارات  الهندية فى البلاد العربية بإصدار مجلات مثل “صوت الشرق” فى مصر. ولكن لم يتم استضافة أساتذة عرب للتدريس فى الأقسام العربية بالجامعات الهندية ولو كان قد تم هذا لارتفع مستوى التدريس العربي جدا فى جامعاتنا. وفيما يتعلق بالإذاعة الهندية الموجهة بالعربية فهى على ما أعتقد ضعيفة للغاية بسبب عدم الاستفادة بالخبرات العربية.

سؤال : هناك جهود مبذولة لترويج الصحافة العربية الإلكترونية فى الهند يتكفلها الشبان مثل موقع  “الهند أونلاين”، ومجلة “أقلام الهند” الإلكترونية، و”مجلة التلميذ”. كيف ترى هذه الجهود؟

هى جهود محمودة ومشكورة ولكنها دون المستوى المطلوب ولذلك لا تجد لها من أثر فى البلاد العربية.

سؤال : هل ترى أي فرق بين الجيل القديم من علماء اللغة العربية وصحافتها والجيل الناشئ الجديد من الباحثين؟

ليس هناك فارق كبير بين الجيلين إذ أن كليهما نهل من مصدر واحد ولم يتح له الاتصال المباشر بعلماء وكتّاب وصحفيين عرب. قبل الاستقلال كان يأتينا علماء عرب للتدريس والبحث وكان له أثرا فى تثقيف وإثراء بعض الشخصيات مثل الشيخ أبى الحسن الندوي ومسعود عالَم الندوي.

سؤال : هل هناك فرق بين صحافة المدارس العربية والجامعات العصرية؟

هناك صحافة عربية فى بعض المدارس العربية، أما فى الجامعات العصرية فلا أعرف أن هناك صحافة عربية ولكن هناك كتّاب ومترجمون فى بعض أقسام اللغة العربية فى الجامعات الهندية ، وبعضهم جيد.

سؤال : كيف ترى مستقبل الصحافة العربية فى الهند؟

لا أظن أن هناك مستقبلا مشرقا للصحافة العربية فى الهند للأسباب التي ذكرتها آنفا . وقد يتغير الوضع لو بدأ عدد كبير من العرب يزورن الهند للدراسة والتجارة والسياحة وهو ليس ببعيد حيث أن انخفاض الدخول فى عدد من الدوال العربية سيدفع كثيرين منهم إلى التوجه إلى بلدان أرخص من الدول الأوربية والأميركية وعلى رأسها الهند التي ستوفر لهم بأسعار زهيدة كل شئ يطلبونه للسياحة والاستجمام والتسوق.  (انتهى)

*********

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of