+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

إطلالة على الصحافة العربية المهاجرة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية
*محمود عاصم

قام الأدباء والشعراء العرب بهجرة بلادهم في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى أوربا وغيرها من البلدان الأخرى لأسباب اقتصادية وسياسية. ومثَل هؤلاء العرب المهاجرون دورهم في تطوير الأدب والصحافة والثفافة في البلدان التي سكنوا فيها وهاجروا إليها. وهذا النشاط الأدبي والثقافي أدى إلى إيجاد أدب المهجر الغني والصحافة العربية المهاجرة. تناولت صحافة المهجر موضوعات فريدة وأساليب جديدة مثلما أدخلها أدب المهجر في الأدب العربي ، وهذا التداخل الفكري والموضوعي الجديد ساعد في تطوير الصحافة العربية  وتنقيحها في العالم العربي.

أصدر هؤلاء العرب عدة صحف وجرائد من مختلف بلدان العالم مثل أوربا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وغيرها من البلدان الأخرى. ولكن نخص في هذا المقال بذكر الصحف العربية الصادرة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

شهدت المملكة المتحدة على مر الزمن إصدار العديد من الصحف العربية التي ذاع صيتها في الآفاق، حيث قام الصحفي الليبي الراحل أحمد الصالحين الهدني باصدار  “صحيفة العرب” في شهر يوليو عام 1977 م والتي تعد أول صحيفة عربية صادرة من مدينة لندن.  علما بأن مؤسسة العرب العالمية للصحافة والنشر التي تأسست عام 1972م تشرف على إصدار الصحيفة المشار اليها.

اهتم السعوديون بإصدار عدة صحف عربية وإنجليزية من مدينة لندن ومن أبرزها “عرب نيوز” باللغة الإنجليزية التي قام بتأسيسها أخوان هشام حافظ و محمد حافظ بتاريخ 20 ابريل 1975م. يشار الى أن كلا الأخوين لعبا دورا ملموسا و متميزا في تطوير الصحافة العربية خارج العالم العربي. ويجدر ذكره في هذا الخصوص أن كلا الأخوين قاما باصدرا جريدة الشرق الأوسط التي يعرفها كل القاصي والداني في أنحاء العالم  وذلك بتاريخ 4 يوليو 1978م. توصف جريدة الشرق الأوسط بأنها جريدة يومية شاملة ذات طابع أخباري عام وموجه إلى القراء العرب في كل مكان.[1]

جاءت  صحيفة ‘القدس العربي’ في حيز الوجود عام 1989م على يد الصحافي البارز عبد الباري عطوان. اكتسبت هذه الصحيفة شعبية واسعة خلال فترة وجيزة من إنطلاقها وذلك بفضل محتوياتها وكيفية تغطيتها للأحداث والمستجدات اليومية ولاسيما تلك التي تحدث وتقع في أرض فلسطين بوجه خاص والعالم العربي بوجه عام. كما أن صحيفة ‘القدس العربي’ تحظى بمكانة مرموقة من بين الصحف العربية الأخرى الصادرة من العالم العربي و خارجه وذلك من جراء التأثير البالغ والمصداقية والتصفح الشبكي، إضافة إلى اقترابها وتوغلها في نبض الشارع واهتمامها بتغطية القضايا العربية الأساسية على أرض الواقع.

 صحيفة الحياة التي تأسست في بيروت بتاريخ 28 يناير 1946م، باعتبارها صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة، على يد  كامل مروة، استأنف صدورها في عام 1988 م من مدينة لندن. تحظى صحفية “الحياة” بسمعة عالمية وتعد إحدى الصحف العربية البارزة إذ تقوم بجذب انتباه القراء من أجل تنوعها في تغطية الأنباء وتخصصها في نشر المقالات العلمية ذات طابع عالمي. علما بأن كل هذه الصحف الصادرة من مدينة لندن توزع وتقرء على نطاق واسع في الوطن العربي عن طريق السواتل، إلا أن جريدة الحياة هي أكثر توزيعا كونها تطبع في أكثر من عشرين مدينة.[2]

وننقل هنا ما كتب الصحفي كمال عبيد عن هذه الصحفية: ” تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص.[3]

في عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لغليل قارئ فضولي. كما أن القبول بالقلائل والتوافه لم يعد كافياً للتجاوب مع القراء العائيشين في زمن الفضائيات والانترنت. وفي السيناريو الجديد تأقلمت صحيفة “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد.  فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر حجما ومضامينها أكثر يسرة من حيث التناول والاستيعاب،  وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.[4] أضف إلى ذلك، صدرت من مدينة لندن جريدة الزمان عام 1997 م وبرئاسة سعد البزاز.

وعلى نفس المنوال،ٍ بدأت تصدر عدة صحف ومجلات من الولايات المتحدة الأمريكية حيث قام الأدباء المهاجرون بإصدار جرائد عربية مثل جريدة “الهلال” ومجلة “الفنون” و وجريدة “السائح و ومجلة “السمير”.

تجدر الإشارة إلى أن مجلة الفنون عنيت بالأدب والتي قام بنشرها الأديب المهجري نسيب عريضة. وفي حين اهتمت جريدة “السائح” التي أخرجها عبد المسيح حداد بما يخص شؤون المهاجرين. ومجلة “السمير” التي صدرت على يد الأديب المهجري الشهير ايليا أبو ماضي، عنيت بشؤون العرب في أمريكا. علما بأن جريدة السمير كانت تصدر 5 مرات في الأسبوع وتوقف صدورها عام 1957م وذلك بعد وفاة مؤسسيها.

إلا أنه ومع مرور الوقت وتقادم الزمن، صارت نشاطات المهجر الأمريكي الأدبية وبالأخص الصحفية ضئيلة وفقدت مفعولها وذلك لعدة أسباب. يفيد صبحي غندور، رئيس منتدى الحوار العربي بواشنطن، وهو يتحدث عن ضعف تجربة الصحافة العربية في الولايات المتحدة بأنه ومن بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إصابة نشاطات المهجر الأمريكي الأدبية والصحافية بالضعف والضحلة، هي غياب عنصر الكفاءة الصحفية وشح الإمكانيات المادية، الأمر الذي تمخض عن الحيلولة دون انتشار هذه الجرائد على نطاق واسع.

وأضاف السيد غندورقائلا “أصبحت هذه الصحافة كالمرآة التي تعكس أنشطة الجالية العربية في أمكنة محددة، وهي عبارة عن صحافة تجارية أكثر منها إعلامية أو سياسية”. وبذلك فإن غندور يرى عدم “وجود شيء اسمه إعلام عربي في أميركا”، لافتاً إلى أنه كانت هناك محاولات في التسعينيات لعمل محطات تلفزيونية ومحطات إذاعية ولكنها فشلت.[5]  غير أن بعض الصحف والمجلات العربية تصدر من الولايات المتحدة التي لها تأثير على شعبها.  ونكتفي هنا بذكر بعض أسماء الصحف والمجلات التي صدرت ولاتزال تصدر من المملكة المتحدة  والولايات المتحدة الأمريكية وهي كما يلى:[6]

اسم الجرائد/ الصحف مدة الإصدار مكان الإصدار الوضع الحالي
الشرق الأوسط  يومية لندن – المملكة المتحدة لاتزال تصدر

 

الحياة يومية لندن – المملكة المتحدة لاتزال تصدر

 

القدس العربي يومية لندن – المملكة المتحدة لاتزال تصدر

 

العرب أونلاين يومية لندن – المملكة المتحدة لا تزال تصدر
المشاهد السياسي  أسبوعية لندن – المملكة المتحدة موقعها للبيع
الزمان يومية لندن – المملكة المتحدة لا تزال تصدر
صوت العروبة أسبوعية الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تصدر
وطن أسبوعية الولايات المتحدة لا تزال تصدر
عين اليقين أسبوعية لندن – المملكة المتحدة ، انترنت لا تزال تصدر
إيلاف يومية لندن – المملكة المتحدة ، انترنت لا تزال تصدر
كوكب أمريكا   أول جريدة بدأت تصدر من الولات المتحدة في عام 1892م توقفت عن الصدور في 1908م
عرب تايمز   تصدر من الولايات المتحدة لا تزال تصدر
الحقائق   لندن ، المملكة المتحدة  توجد بلاغ و صفحة فيس بوك فحسب

الجدير بالذكر أن الصحافة العربية الصادرة من أراضي الولايات المتحدة الأمريكية ظلت محدودة بالمقارنة مع الصحافة العربية الصادرة من المملكة المتحدة، رغم هامش الحرية الذي يمكن أن يتمتع به الكاتب والناشر العربي في العالم الجديد بخصوص القضايا العربية، إلا أن عامل البعد الجغرافي آنذاك والهواجس المادية والحياتية في العالم الجديد للمغترب والمثقف العربي، لم يساعدا في نمو وتطور الصحافة العربية الصادرة من العالم الجديد[7].

وأما الموضوعات التي تهتم بتناولها الصحافة العربية المهاجرة فهي لا تختلف عن أدب المهجر وشعره من الغربة والحنين إلى الوطن وضنك العيش. وهذه الموضوعات كانت تسود الصحافة العربية في المهجر في البداية مثل أدب المهجر.ولكن مع بداية عصر العولمة أصبحت قضايا الجالية العربية تغلب على صحافة المهجر.

وتولي الصحافة العربية المهاجرة اهتماما واسعا إلى قضية فلسطين وحرب العرب مع إسرائيل. وتتبوأ قضايا المرأة في الصحافة المهاجرة مكانا خاصا ينم عن المساواة والحب والتحرر وتكافؤ الفرص والمناصرة في المجتمع. كما أن الصحافة المهاجرة تركز جل عنايتها على موضوعات قلما تتناولها الصحف العربية الصادرة من العالم العربي وهي تنطوي على حرية التعبير والفساد المستشري و البطالة المتفشية في الوطن العربي و ما الى ذلك من الموضوعات المعاصرة التي سادت الصحافة العربية المهاجرة خاصة بعد آمال الربيع العربي الذي بدأ في عام 2010م.

يعتبر الكتاب والناقدون بأن الصحافة المهاجرة هي عبارة عن تجربة لا يستفيد منها إلا أناس قلائل من الجالية العربية التي تسكن في المهجر، إذ يقول د- حلمي القاعود إن الصحافة العربية المهاجرة هي  بمثابة “أقلام مأجورة” من بعض الأنظمة لخِدمة مصالح الحكومات العربية، ويدلِّل على ذلك بانهيار بعض الصحف المهاجرة التي إعتمدت على تمويل بعض الأنظمة.[8]

وجماع القول بهذا الصدد هو أن الصحافة العربية المهاجرة أدخلت موضوعات جديدة أساليب مبتكرة ومثلت دورا لا يستهان به في تنقيح وتطوير الصحافة العربية بأجمعها.

مراجع البحث:

[1] ويكيبيديا الموسوعة الحرة، https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7_(%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9)

[2] الصحافة العربية المهاجرة: لماذا نجحت في أوروبا وفشلت في أمريكا؟ عبد الحميد صيام ، جريدة القدس العربي اللندنية، مقتبسة من جريدة إيلاف الالكترونية http://elaph.com/Web/NewsPapers/2010/2/537286.htm

[3] جريدة الحياة اللندنية… من نحن ، http://www.alhayat.com/AboutWebsite

[4] بدايات الصحافة العربية وتطورها، كمال عبيد ، http://aletejahtv.org/permalink/57835.html

[5] حضور ضعيف للصحافة العربية بأميركا، ياسر العرامي، قناة الجزيرة القطرية، http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2013/1/28/%D8%AD%D8%B6%D9%8

[6] معظم الأسماء مأخوذة من مقال” الصحافة العربية الصادرة خارج العالم العربي بالإضافة الى معلومات من مواقع هذه الصحف الالكترونية، موقع اللغة والثقافة العربية، http://www.langue-arabe.fr/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D

[7] ويكيبيديا الموسوعة الحرة، https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%8

[8] عرض كتاب “الصحافة المهاجرة: دراسة وتحليل، د. حلمي محمد القاعود، الطبعة: الثانية، 1991 م ، دار الاعتصام.قام بعرضها محمود ثروت أبوالفضل ونشر هذا العرض في شبكة الألوكة بتاريخ 25مارس 2016م، http://www.alukah.net/culture/0/100717/

*الباحث في الدكتوراه بجامعة جواهر لعل نهرو،نيو دلهي، الهند

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of