+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

وضع المرأة في القرن الثامن الهجري كما وصفها ابن بطوطة
فردوس أحمد بت العمري

أعظم الرحالة المسلمين وسيدهم غير منازع أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، المعروف بابن بطوطة والملقب بشمس الدين المولود في طنجة بالغرب الأقصى سنة 703هـ = 1304م والمتوفي في مدينة فاس 776هـ = 1375م، قضى ثمانية وعشرين عاما من حياته في السفر والترحال طوّف خلال المدة المذكورة بقارتي إفريقية وآسية وجزء من قارة أوروبا. وبعد الرجوع من جولته أخذ يقص أخبار رحلاته في كنف السلطان ابن عنان المريني فأعجب بها وأمر محمد ابن جزي الكلبي أن يدوّنها، فتولى ابن جزي ترتيبها وتهذيبها وسمّاها: “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”.

يعتبر ابن بطوطة من أكبر الرحالين العرب والمسلمين وأشهرهم على الإطلاق. وقد سمي بأمير الرحالين المسلمين وشيخ الرحالين العرب وسيد الرحالين في القرن الثامن الهجري (القرن الرابع عشر الميلادي)[1]، وتلقبه جمعية كمبردج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالين المسلمين[2]. وقال عنه ابن جزي: ولا يخفى على ذي عقل أن هذا الشيخ هو رحال العصر ومن قال رحال هذه الملة لم يبعد[3].

لا يختلف الاثنان في أن الرحلة لم تزل ولاتزال تعتبر وسيلة مهمة لكسب المعرفة والتعرف على المواقف الإجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية وما إلى ذلك. ولقد عملت عيون الرحالين عمل الكاميرا التي تصور كل ما يتعلق بالأقاليم والبلدان التي يمرّون بها، فتعد الرحلات أصدق المصادر وأوثقها في تاريخ بلدما وأحواله المختلفة. أما رحلة ابن بطوطة التي سنتكلم عنها فهي تعتبر من أبرز كتب الرحلات في تراث الأدب العربي وهي تعتبر صورة فوتوغرافية للعالم الإسلامي في القرن الثامن الهجري المطابق القرن الرابع عشر الميلادي إذ هي تصور تصويرا رائعا وواضحا للأحوال السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية السائدة آنذاك، وتلقي الضوء على الطبقات الإجتماعية المختلفة، تحدث فيها ابن بطوطة عن الحكام والأمراء والعلماء والقضاة ورجال الدين كما تحدث فيها عن التجار وأصحاب الحرف إضافة إلى الفقراء والمتعطلين. وكذلك استرسل في وصف الزوايا والمدارس والخوانق والرباطات كما وصف المواكب والإحتفالات العديدة التي كان يحتفل بها المسلمون في أنحاء العالم الإسلامي آنذاك. ونقل ابن بطوطة لنا صورة واضحة لأهم البلدان وصور لنا المشاهد والآثار ولم يفته ذكر بعض المظاهر الإجتماعية بقدر من التفصيل كالأطعمة والأشربة والألبسة، وعادات الناس عامة والهنود خاصة في الجنائر والمقابر، وفي المناسبات الأخرى، واهتمامهم بالعلوم الدينية وتقديرهم للعلماء والصالحين كما لم يفته تسليط الضوء على الديانات المختلفة والمذاهب الإسلامية المختلفة. ولم يغفل ابن بطوطة عن ذكر المرأة ومكانتها في المجتمع، بل إنه عنى بوصفها عناية كبيرة. قام بوصف النساء الحرائر والجواري، والحاكمات والخادمات، والصالحات والطالحات، والكبيرات في السن والصغيرات وغيرهن وسنشير إلى ذلك  فيما يلي:

  1. ذكر الخواتين:

قد تردد ذكر الخواتين في رحلة ابن بطوطة لكونه على الإتصال الوثيق بالسلاطين والأمراء والوزراء، وقد كانت خواتينهم يرافقنهم في إرتحالهم وإنتقالهم من مكان إلى مكان. وقد دهش ابن بطوطة بجلالة الخواتين وعظمتهن، فنلن حظا وافرا من رحلته، فمثلا يقول عن خواتين السلطان أبي سعيد ملك العراق: “نزل كل خاتون من خواتينه في محلة على حدة، ولكل واحدة منهن الإمام والمؤذنون والقراء والسواق. فإذا كان الرحيل ضرب الطبل الكبير ثم ضرب طبل الخاتون الكبرى التي هي الملكة ثم أطبال سائر الخواتين”[4]. ويقول ابن بطوطة  في حديثه عن بلاد السودان والمغول والأتراك: “ورأيت بهذه البلاد عجبا من تعظيم النساء عندهم وهنّ أعلى شأنا من الرجال، والنساء لدي الأتراك والتتر لهن حظ عظيم وهم إذا كتبوا أمرا يقولون فيه: عن أمر السلطان والخواتين وكل خاتون البلاد والولايات والمجابي العظيمة، وإذا سافرت مع السلطان تكون في محلة واحدة.[5]

  1. المرأة الحاكمة والمرأة العادية:

لم تكن المرأة تقف بعيدة عن مجال السياسة بل لعبت دورها في هذا المجال أيضا. وكانت بعض النساء يحكمن في بعض البلاد كما أخبرنا ابن بطوطة عن امرأة حكمت في مدينة دهلي بالهند، يقول: “ثارت أخت السلطان على أخيها لقتل شقيقه، فقتلوه اختاروها سلطانة مكانه، ثم خلعت وولى أخوها الأصغر، وما لبثت أن ثارت عليه ولكنها هزمت وفرت”[6]. وهكذا تحدث ابن بطوطة عن حكم خديجة سلطانة في جزائر ذيبة المهل حيث كانت تنفذ الأوامر باسم خديجة ويذكرها الخطيب يوم الجمعة وغيرها.[7] وصف ابن بطوطة امرأة تحكم في بلاد طوالسي قرب الصين ولها في عسكرها نسوة وخوادم وجوار يقاتلن كالرجال وتخرج (الملكة) في العساكر من رجال ونساء، فتغير على عدوها وتشاهد القتال وتبارز الأبطال[8]. وبالإضافة إلى ذلك كانت المرأة تشارك بعض الأماكن زوجها الحاكم أو أخاها أو ابنها في التخطيط والتحكيم وكانت توجهه وترشده إلى ما هو الصواب والصحيح في الشؤون المختلفة. فتفيد هذه العبارات أن المرأة من الطبقة العالية تمتعت في ذلك العصر بقسط وافر من الإحترام والتقدير.

أما المرأة العادية التي تنحدر من الشعب فلا تحظي بنفس المرتبة ولا تلقي نفس التقدير والإحترام. ومن المعلوم أن النساء لم تكن تشغل الوظائف العامة كما لم تكن تعمل في المصانع إلا فيما ندر ومن أمثلة ذلك قوله عن نساء القسطنطنية، يقول: “وأهل كل صناعة على حدة لا يشاركهم سواهم وعلى كل سوق أبواب تسد عليه بالليل وأكثر الصناع والباعة بها نساء”[9].

  1. عمل المرأة:

وقد تحدث الرحالة عن عمل النساء الحرائر كمغنيات بالإضافة إلى عمل الجوارى كراقصات ومغنيات. يقول في حديثه عن مدينة دهلي: أخبرت أن النساء المغنيات الساكنات في طرب آباد (بدلهي) يصلين التراويح في شهر رمضان وعددهن كبيرة.[10] وأما الجاريات فكن يشتغلن بالرقص والغناء، وكن تباع وتهدى كما صرح به ابن بطوطة في حديثه عن ملك الهند أنه أهدى ملك الصين هدايا منها مائة جارية من كفار الهند كن مغنيات وراقصات.[11] وذكر ابن بطوطة أن سلطان سومطرة “بعث له جاريتين وغلامين”[12]. وقد أعجب ابن بطوطة بالنساء الحرائر في جزائر ذيبة المهل اللائي كن يعملن في بيوت الآخرين كخادمات لهم ولا يرين في ذلك عيبا، وكانت بناتهم يتزوجن من التجار والرحالين القادمين في المراكب فإذا أرادوا السفر طلقوهن.[13]

وتحدث ابن بطوطة عن الراهبات في الكنائس اللائي وهبن أنفسهن لخدمة تلك الكنيسة، رءوسهن محلوقة وعليهن أثر العبادة ومعهن صبيان يتلون عليهن الإنجليل.[14] وكذلك تحدث عن كنيسة سيلان حيث يجتمع البراهمة ونحو خمسمائة من بنات الهنود يغنين كل ليلة عند صنم من الذهب ويرقصن.[15]

  1. التعليم والمرأة:

وأما الإهتمام بتعليم البنات فيتضح من كلام ابن بطوطة أنه كان أقل من الإهتمام بتعليم البنين في ذلك العصر. ولم يرد في الرحلة ذكر تعليم البنات إلا فيما ندر، مثلا يقول عن بلاد المليبار: “رأيت بالمدينة ثلاثة عشر مكتبا لتعليم البنات وثلاثة وعشرين لتعليم الأولاد ولم أر ذلك في سواها”[16]. وكانت النساء يجتمعن لسماع الموعظة الحسنة والخطبات في بعض الأماكن ومن أمثلة ذلك قول ابن بطوطة عن نساء أهل شيراز حيث يقول: ومن غريب حالهن أنهن يجتمعن لسماع الوعظ في كل يوم اثنين وخميس وجمعة بالجامع الأعظم، فربما اجتمع منهن الألف والألفان وذلك في شدة الحر.”[17] ويجدر بالذكر هنا أن بعض النساء كن يعلّمن النساء ويجزن طلبتهن، فمن عالمات دمشق اللائي ورد ذكرهن في رحلة ابن بطوطة: الشيخة الصالحة رحلة الدينار زينب بنت كمال الدين[18] ومن عالمات بغداد ذكر منهن ابن بطوطة اسم الشيخة الصالحة المسندة بنت الملوك فاطمة بنت العدل تاج الدين.[19]

  1. التسهيلات الخاصة للبنات:

وأما التسهيلات في الحمامات والزوايا فقد كان للنساء منها حظهن، كانت هناك زوايا للأعزاب وإلى جانبها كانت هناك زوايا للمتزوجين.[20] وكانت المعاهد التعليمية المختصة للبنات في بلاد المليبار كما سبق الذكر[21]. وذكر ابن بطوطة في حديثه عن مدينة طبرية: “أن بها الحمامات العجيبة لها بيتان: أحدهما للرجال والثاني للنساء”[22]. وهكذا ذكر ابن بطوطة أنه يوجد بين مدينة بَلش ومدينة الحمّة في الأندلس “بيت لاستحمام الرجال، وبيت لاستحمام النساء”[23]. وكذلك كانت أماكن مخصوصة لطواف النساء حول الكعبة، يقول: “وطواف النساء في آخر الحجارة المفروشة”[24]. فتفيد النصوص المذكورة أنه كانت هناك إهتمامات خاصة لتوفير التسهيلات المختلفة للنساء في ذاك العصر.

  1. خُلق النساء وجمالهنّ:

وعندما نتأمل فيما كتب ابن بطوطة عن النساء فنجده يشيد بجمالهن وأخلاقهن في أغلب الأحيان، فمثلا يقول عن نساء شيراز: وأهل شيراز أهل صلاح ودين وعفاف وخصوصا نساءها وهنّ يلبسن الخفاف، ويخرجن ملتحفات متبرقعات فلا يظهر منهم شيء ولهن الصدقات والإيثار”[25]. وكذلك يقول عن نساء مكة: ونساء مكة فائقات الحسن بارعات الجمال وذوات صلاح وعفاف وهن يكثرن التطييب حتى إن إحداهن لتبيت طاوية وتشتري بقوتها طيبا، وهن يقصدن الطواف بالبيت في كل ليلة جمعة فيأتين في أحسن زي وتغلب على الحرم رائحة طيبهن وتذهب المرأة منهن فيبقى أثر الطيب بعد ذهابها”[26]. وكانت بعض النساء تتصف بالجود والكرم وضيافة الضيوف والأجانب حتى يقول ابن بطوطة في وصفه عن نساء مدينة العلاء ببلاد الروم: فإذا سافرنا عنهم ودّعونا كأنهم أقاربنا وأهلنا، ترى النساء باكيات لفراقنا متأسّفات، وبعد المغادرة بعثت النساء الخبز والإدام إليهم يطلبن منهم الدعاء.[27] ويقول ابن بطوطة في موضع آخر عن إحدى خواتين مدينة القيسارية: دخلنا إليها فقالت وأحسنت السلام والكلام، وأمرت بإحضار الطعام فأكلنا ولما انصرفنا بعثت إلينا بفرس مسرّج ملجّم وخلعة ودراهم مع أحد غلمانه واعتذرت”. مع أنها قدمت لهم خدمات متنوعة ولكنها كانت تعتبرنفسها مقصّرة في حقهم، فهذا دليل بيّن واضح على سخائها وجودها وكرمها. وهكذا وصف ابن بطوطة النساء عامة والنساء التركيات خاصة بالكرم ومد يد العون إلى الفقراء والغرباء وكنّ يكثرن الصدقة ويتحرين أفعال الخير والبر.

وكان ابن بطوطة يجد في النساء لونا من الجمال على أي حال وذلك ربما لرغبته فيهن والشهوة الشديدة لهن، نلاحظ في رحلته إنه يصف رجال البنغال بالقبح ويصف نساء نفس البلد بالجمال، يقول: رجالهم على مثل صورنا إلا أن أفواههم كأفواه الكلاب، وأما نساؤهم فلسن كذلك، ولهن جمال بارع”[28]. يقول حسين مؤنس معلقا على قوله هذا: لم تعجب رجال بنجالة ابن بطوطة بل استبشع خلقهم ولكن نساءهم أعجبنه وهذا مستغرب، إذ كيف يكون الرجال بهذا القبح ثم تكون النساء غاية في الجمال ؟ ولكن ابن بطوطة يرى النساء كلهن حسناوات فما كان يدقق في ملامح أو يتكلف الإختيار”[29].

وبعض الأحيان نجده يحدد مواطن جمالهن فمثلا يقول عن نساء الهند: خص الله نساءهم بالحسن وخصوصا في الأنوف والحواجب”[30]. وكذلك نجده يحدد أهم مقياس لجمال النساء ومن أمثلة ذلك قوله عن قبيلة بردامة من البربر: “ونساءهم أتم النساء جمالا وأبدعهن صورا مع البياض الناصع والسمن ولم أر في البلاد من يبلغ مبلغهن في السمن”[31]. فيتضح مما سبق أن ابن بطوطة أعجب باهتمامهن بالطيب وزينتهن وكان يعد البياض والسمن من مقايس الجمال.

  1. إحراق المرأة:

لم يكن ابن بطوطة يلفت أنظاره نحو المجتمع غير الإسلامي في معظم الأحيان. ولكنه أطال الحديث في تصوير العادة السيئة التي فشت بين نساء كفار الهنود آنذاك المعروفة باسم ” الساتي ” (Sati)، وهي: أن المرأة كانت تحرق نفسها مع زوجها إذا توفي. فكانت المرأة تخرج متزينة راكبة والناس يتبعونها وكانت تضرب الأبواق والطبول أثناء سفرها إلى محرقة. فمن النساء من أحرقت نفسها بعد زوجها كانت تزيد أهل بيتها شرفا وكانوا ينسبون إلى الوفاء. [32]

وبالجملة نقول: لقد اهتم أمير الرحالين ابن بطوطة بذكر وضع المرأة في البلاد المختلفة في عصره بل إنه بالغ العناية بوصف عن جميع النساء اللوائي صادفهن أثناء إرتحاله وتجواله في البلدان المختلفة، لاحظنا أنه تكلم عن السلطانة والجارية والصالحة والفاسقة والوفية والزانية والجميلة والقبيحة. وأما وضع المرأة في القرن الثامن الهجري فوجدنا أن النساء من الطبقة العالية كن يتمتعن بالتقدير والإحترام ولم يمارس عليها الظلم والجور الذي مورس على المرأة الجارية وأما المرأة العادية فلم تكن تحظي بهذا القدر من الإحترام، وفي الأغلب أشاد ابن بطوطة بجمالهن وأخلاقهن وتأثر في أغلب الأحيان بشخصية المرأة ووفائها وصبرها وإخلاصها وحسن معاشرتها، ولكن رغبته فيهن لم تمنعه من وجه النقد إليهن بعض الأحيان وذلك حينما وجد فيهن عديدة من العادات السيئات والأخلاق الذميمة.

مراجع البحث:

[1]  نقلا زياده، الجغرافية والرحلات عند العرب، ص 187، الشركة العالمية للكتاب، بيروت – لبنان، 1987م

[2]  الزركلي، الأعلام، ج 6، ص 236، دار العلم للملايين – بيروت، ط 17، سنة 2017م

[3]  رحلة ابن بطوطة، ابن بطوطة،  ص 710، دار صادر – بيروت لبنان

[4]  رحلة ابن بطوطة، ج: ح، ص 72

[5]  رحلة ابن بطوطة، ج: ح، ص 72

[6]  الرحلة ، 486 (واسم هذه السلطانة: رضية الدين ابن السلطان شمس الدين للمش واسم أخيها ركن الدين)

[7]  انظر: الرحلة 661

[8]  الرحلة 626 – 627

[9]  الرحلة 634

[10]  الرحلة 481

[11]  الرحلة 531

[12]  الرحلة 741،

[13]  الرحلة 659

[14]  الرحلة 390

[15]  الرحلة 683

[16]  الرحلة 634

[17]  الرحلة 121

[18]  الرحلة 123

[19]  الرحلة 244

[20]  الرحلة 714

[21]  الرحلة 634

[22]  الرحلة 82

[23]  الرحلة 670

[24]  الرحلة 158

[25]  الرحلة 121

[26]  الرحلة 169

[27]  الرحلة ص 312

[28]  الرحلة 392

[29]  حسين مؤنس، ابن بطوطة ورحلته تحقيق ودراسة، ص 189

[30]  الرحلة 627

[31]  الرحلة 798

[32]  ينظر: الرحلة 469

*الباحث بقسم اللغة العربية وآدابها، جامعة علي كراه الإسلامية، علي كراه، الهند

1
Leave a Reply

avatar
1 Comment threads
0 Thread replies
0 Followers
 
Most reacted comment
Hottest comment thread
1 Comment authors
عبد الله Recent comment authors
  Subscribe  
newest oldest most voted
Notify of
عبد الله
Guest
عبد الله

ما شاء الله مقالة رائعة وممتعة ومفيدة