إن روائع التاريخ الثقافية والتجارية والدعوية توحي الأجيال الآتية بأن بين العرب والهنود علاقات عريقة للتبادل التجاري والثقافي، حيث شهدت الخريطتان نموذجا رائعاً لهذا التبادل.
ومما تجدر بالإشارة هنا أنه جاء العرب إلى الهند قديما وتلمذوا على كبار العلماء الهنود، لما للعلم دور في مجال الحديث والفقه وصيانته وقد حقق الدكتور إبراهيم المديهش[1] كتابا لعمه الشيخ عبدالعزيز بن محمد المديهش (ت1351هـ)، المسمى بـــ « البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة” وهو وكان ممن ذهب إلى الهند مع عدد من العلماء، وكتب الدكتور إبراهيم حاشيةً أثناء الترجمة، وهي في (ص35 – 40) في بيان علماء نجد الذين ذهبوا إلى الهند، وذكر منهم (24) رجلاً، وبعد طباعة الكتاب استجدَّ لديه بعض المعلومات فقد أضاف بعض الأسماء في دراسة له منشور على موقع الجزيرة الثقافية، وهذه الدراسة تبحث عن العلماء العرب من منطق الجحاز الذين توجهوا إلى الهند وتلمذوا على كبار الأساتذة الهنود، بعضهم رجعوا إلى وطنهم، و بعضهم مكثوا في الهند وماتوا هنا، ومن هولاء العلماء: –
- الشيخ سعد بن عتيق (ت 1349هـ)[2].
– الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب (ت 1319هـ)، أقام تسعة أشهر عند الشيخ نذير حسين في دلهي سنة (1309هـ)، ثم رحل إلى بهوبال للقراءة على الشيخ حسين بن محسن الأنصاري، وسلامة الله، ومكث هناك حتى سنة (1315هـ)، ثم رحل بعد ذلك إلى مصر.[3]
– الشيخ: عبدالعزيز بن محمد المديهش (ت 1351هـ تقريباً ).[4]
– الشيخ: محمد بن إبراهيم القُصَيِّر .
– الشيخ علي بن إبراهيم القُصَيِّر.[5]
– الشيخ علي بن ناصر أبو وادي (ت1361هـ)[6].
– الشيخ علي بن ماضي[7].
– الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن علي بن عتيق (ت1359هـ)[8].
– الشيخ: فوزان بن سابق بن فوزان (ت1373هـ) سافر مع الشيخ علي أبو وادي[9].
– الشيخ: محمد بن ناصر بن مبارك[10].
– والشيخ عبدالله بن علي بن محمد بن يابس (ت1389هـ)[11].
– والشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي (ت1389هـ)[12].
– والشيخ عبدالعزيز بن راشد بن زيد آل حسين (ت1403هـ)[13].
– والشيخ عبدالله بن علي القصيمي[14].
– والشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (ت1343هـ)[15].
– والشيخ صالح بن عبدالرحمن الدرويش (ت1352هـ)[16].
– والشيخ عبدالعزيز بن أحمد بن رشيد البداح (ت1357هـ)[17].
– والشيخ محمد بن علي بن محمد بن تركي (ت1380هـ)[18].
– والشيخ صالح بن عبدالعزيز العثيمين (ت1410هـ)[19].
– والشيخ عبدالعزيز البويهلي[20].
– والشيخ عبدالكريم بن علي بن سليمان بن علي البكري (المولود في 1290هــ، ت 1370هــ)[21].
– والشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد (ت1359)[22].
– والشيخ صالح بن إبراهيم الرشيد بن محيميد (ت1370هـ)[23].
– سليمان بن محمد بن سليمان بن جمهور العدواني (ت1361هـ)[24].
– والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن محمد السناني (توفي 1350 هــ في الهند)[25].
– عبدالله بن سليمان بن سلامة المزروع الأحسائي. ( ت1385هـ)[26].
– والشيخ إبراهيم بن محمد بن محمد آل عمود من آل حسين أبا الخيل (ت1394هـ)[27].
– والشيخ عبدالله بن عمر بن عبدالله بن دخيل الله بن دهيش. (ت1406هـ)[28].
– والشيخ راشد بن علي بن جريس. ( ت أوائل القرن 14هـ)[29].
– والشيخ عبدالعزيز بن محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (ت1340هـ)[30].
– والشيخ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السماعيل الغانم الخالدي (ت 1393هــ في مدينة حيدر آباد بالهند)[31].
– والشيخ محمد بن شهوان بن عبدالله الشهوان النجدي الزبيري (ت 1379هــ)[32].
– والشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف بن إبراهيم آل مبارك الأحسائي. (ت1343هـ)[33].
– والشيخ عمران بن محمد العمران، وكانت رحلته سنة (1360هـ)[34].
– والشيخ أحمد آل مبارك التميمي الأحسائي[35].
هذا، وبجانب آخر ظل العلماء الهنود منذ تلك الفترة يذهبون إلى منطقة الحجاز (مكة المكرمة) وزيارة الآثار المقدسة (المدينة الطيبة وماتجاورها من المناطق) ويمكثون هناك للدرس أو التدريس، أو نزلوا هناك خوفا من ظلم الانكليز ولجأوا إليها. اللهم إلا أن العلاقات الثنائية بين منطقة حجاز والتي تحولت إلى مملكة عظيمة عرفناها باسم المملكة العربية السعودية ولفت انتباه الهنود واستقطبتهم المملكة إليها لأغراض مختلفة. ومن ثم نشأت تطورات في العلاقات الثنائية منذ غابر الزمان، وتعززت في العصر الحاضر بفضل العلاقات الدبلوماسية، وبالإضافة إلى ذلك بسبب نهوض العرب كقوة اقتصادية نفطية، وكونها من أكبر البلدان مصدرة للبترول إلى المناطق الأخرى من العالم، وحتى أصبحت المملكة العربية السعودية تصدر 24% من النفط في العالم، وكذا البلدان الخليجية الأخرى، وازدادت تستقطب الجمهور من الهند بنسبة فائقة نظرا إلى أهمية وقدرة العمال والمؤظفين الهنود في القيام بمسؤلياتهم للأعمال الموجهة إليهم. وتفيد إحدى دراسات منشورة على موقع الجزيرة الثقافية، بأنه تعتبر العمالة الهندية الأكبر بين تجمعات العمالة المهاجرة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي بلا استثناء؛ وتشكِّل العمالة الهندية نحو 36% و35% و34% من السكان في البحرين وقطر والإمارات على التوالي؛ وهي نسبة عالية بكل المقاييس.[36]
واللافت في هذا الصدد هو النمو الكبير للعمالة الهندية في دول مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من أربعة عقود، وذلك على خلفية ارتفاع أسعار النفط؛ وبالتالي الحاجة لأعداد كبيرة من العمال لتنفيذ مشاريع تنموية، ما نتج عن وجود نوع من تناقض بين فرص العمل المتوافرة وبين تطلعات المواطنين؛ الأمر الذي أفسح المجال أمام قدوم عمال من الهند ودول آسيوية وعربية أخرى لملء الفراغ في الوظائف المتاحة.
فمن أصلٍ نحو 22 مليونًا يعملون ويعيشون في الخارج بمن في ذلك الهنود غير المقيمين، يعمل نحو 7 ملايين منهم في دول مجلس التعاون الخليجي، وقد يصل العدد الفعلي إلى 8 ملايين نظرًا إلى بقاء بعضهم بصورة غير قانونية، وعدم تسجيل أسمائهم لدى البعثات الدبلوماسية الهندية؛ وقد تجلَّى ذلك بوضوح عند دخول مشروع “نطاقات” في السعودية حيز التنفيذ في عام 2013؛ وهو المشروع الذي يهدف إلى تعزيز دور العمالة الوطنية في القطاع الخاص[37].
ولأجل الوصول إلى التقدير الصحيح لعمالة الهند في دول مجلس التعاون (ما بين 1975 و 2012م ) يمكننا إلقاء نظرة على الجدول التالي[38]، الذي يحتوي على الرقم الصحيح للعمالة الهندية هناك:
الدولة | 1975 | 1991 | 2004 | 2012 |
السعودية | 107,500 | 400,000 | 1,500,000 | 1,789,000 |
الإمارات المتحدة | 34,500 | 600,000 | 1,000,000 | 1,750,000 |
عمان | 38,500 | 220,000 | 450,000 | 718,642 |
الكويت | 32,105 | 88,000 | 400,000 | 579,390 |
قطر | 27,800 | 75,000 | 150,000 | 500,000 |
البحرين | 17,250 | 100,000 | 150,000 | 350,000 |
المجموع | 257,655 | 1,483,000 | 3,650,000 | 5,687,032 |
هذا التقرير مستفاد من دراسة قديمة حوالي خمس سنوات، ففي العصر الراهن ازدادت نسبة العمالة الهندية في دول الخليج العربي، حتى بلغت في المملكة العربية السعودية وحدها نحو 2500000 نسمة، وفقا لإحدى التقريرات الحديثة.
هذا، بالإضافة إلى الداخلين في المملكة والبلدان الخليجية الأخرى لأغراض أخرى مثل التعليم، والتجارة، أو المستوطنين الهنود. ففي الجامعات السعودية مثل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وغيرها قائمة طويلة للطلاب والباحثين الهنود الذين يدرسون ……… هذه لمحة سريعة عن نزوح الهنود إلى البلدان العربية خاصة بعد منتصف القرن المنصرم إثر انفجار الثروة النفطية، وبروز البلدان الخليجية من الدول القوية في استقطاب العمال، وفتحت أبوابها على مصرعيها للهنود لتعميم التعليم والتربية، خاصة بعد أن أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لتعليم الطلاب الأجانب، ففي هذه الجامعة نزحت شريحة ممتازة من أبناء الهنود إلى المملكة العربية، الذين تثقفوا في جامعاتها، ثم أقاموا هناك أو توطنوا فيها، وقاموا بخدمات جليلة وأتوا بإنجازات مهمة وطارت سمعتهم ككتّاب أوباحثين أومحققين أودعاة إلى الله تعالى أوأساتذة في الجامعات أوالمسئولين في المكاتب الرسمية والمنظمات الإسلامية و الشركات.ثم جاء التركيز على إسهامات أحد الرجال الهنود الأعاظم، وهو الدكتور عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي البروفيسور في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في المملكة العربية السعودية منذ خمس وعشرين سنة، وهو مازال قيد الحياة ولم يتقاعد حتى الآن عن العمل وانجز أعمالا مهمة في مجال التعليم والدراسات العربية والإسلامية، والدعوة والإرشاد.
وأما فيما يتعلق عن أعماله العلمية الكتابية، فهو يعتبر غزير الانتاج ، يبلغ عدد كتاباته العلمية نحو 125 مؤلفاً، وقد عدّها الآخرون وأبلغها عدد أكثر يتجاوز مائتين فأكثر. وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على كثرة إنتاجه العلمي والثقافي.
يمكن تصنيف أعماله في الأنواع التالية:
الكتب المحققة المطبوعة، والكتب المحققة تحت الطبع، والكتب المؤلفة، وشرح مناهج السلف الصالح والرد على من خالفهم، ومؤلفات ورسائل خاصة حول علوم وإفادات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ومؤلفات ورسائل خاصة في شرح دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وتاريخ الإسلام والمسلمين في الهند، وترجمة الكتب والرسائل إلى اللغة الأردية ومنها إلى العربية، وبحوث ومقالات .
وبه يبلغ عدد أعماله المذكورة أعلاها نحو 123 كتابا. كما نرى في الرسم البياني التالي:
الأقسام/ الموضوعات | العدد | درجة |
مؤلفات ورسائل خاصة في شرح دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والانتصار لمملكة التوحيد | 25 | الأول |
كتبه المحققة المطبوعة | 21 | الثالث |
ترجمة الكتب والرسائل إلى اللغة الأردية ومنها إلى العربية | 23 | الثاني |
تاريخ الإسلام والمسلمين في الهند | 5 | الخامس |
الكتب المؤلفة | 16 | الخامس |
مؤلفات ورسائل خاصة حول علوم وإفادات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله | 17 | الرابع |
شرح مناهج السلف الصالح والرد على من خالفهم | 7 | السابع |
كتبه المحققة تحت الطبع | 10 | السادس |
وأما أعماله في مجال التحقيق ويبلغ عدد تحقيقاته نحو 53. ومن ميزات تحقيقاته:
- أنها تتراوح فيما بين التحقيق، والترتيب، والتخريج، والتعليق، والانتقاء، والتهذيب.
- أنها في كثير الأحيان تعالج التراث الإسلامي القديم.
- أن المحقق ركز على التراث الإسلامي الذي وصل إلينا من أعمال الإمام ابن تيمية والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله تعالى.
- وأنه بذل عنايته بتخريج الأحاديث لدى تحقيقاته.
- ومن أهم ميزات تحقيقاته أنه اعتمد على أوثق النسخ للمخطوط.
- وأنه اختار كبار الكتاب القدامى وأعمالهم لتحقيقاته، من أمثال العلامة الجوزقاني، والإمام وكيع بن الجراح، والهناد السري، وأبي حاتم الرازي، والإمام السيوطي، والإمام الذهبي، والإما المروزي، والإمام المنذري، وإبن مندة، والعلامة المقدسي، والإما الحازمي، والإمام ابن شيبة، والإمام أبي داؤد، والإمام البيهقي، والإمام أبي حاتم، وإبن طاهر المقدسي، والعلامة إبن حجر العسقلاني وغيرهم.
وأما تأليفاته فقد بلغ عدده نحو 34 مؤلفا. وأما المنهج في تحقيقاته وتأليفاته وأسلوبه. فمن أهم مناهجه في تحقيقه أنه يكثر ذكر المصادر والمراجع في الهوامش.وأنه ينقح العبارات، ويحققه، ويقابله بالمراجع الأصلية، ويعلق على النصوص، ويذيلها برأيه، ويصوبها، ويصححها بعض الأحيان، ومن مناهجه في التحقيق خاصة في تحقيق كتب الأحاديث والآثار أنه يكثر بإيراد الشواهد، والمرويات الأخرى، كما جرت عادته بعض الأحيان أنه يقوم باستدراك بعض مافات منه في جزء، فيريد تعويض في جزء آخر من الكتاب. ومن مناهج وأسلوبه في تحقيق الكتب أنه يجري على الطريقة التالية:
- يحقق إسم الكتاب ونسبته إلى مؤلفه.
- يحقق نصوص الكتاب.
- يقوم بإثبات ما جاء على هامش الأصل من اختلافات في نسخ الكتاب، أو الملاحظات والتصحيحات.
- يرقم أبواب الكتاب وأحاديثه وآثاره.
- يشير إلى أماكن آيات من السور القرآنية.
- يخرج الأحاديث والآثار ويكلم عليها بايجاز وبتفصيل بعض الأحايين الأخرى.
- يشرح بعض الكلمات الغريبة ويشكلها أحيانا.
- كما يضع عدة فهارس علمية للاستفادة من محتويات الكتاب، وهذه الفهارس تتكون من فهرس الآيات الكريمة، وفهرس الأحاديث، وفهرس الآثار، وفهرس موضوعات الكتاب.
وأما منهج تأليفاته وأسلوبه فيها، فمن مناهجه في التأليف أنه يتبع المنهج العلمي في التبويب ، وإعداد الخطة لدى تقديم المواد. وعلى هذا المنوال يعدّ الدكتور الفريوائي خطته للتأليف والتصنيف، وهي خطة دقيقة لتقديم المواد العلمية، وقدنرى في هذا الكتاب، ومؤلفاته الأخرى أنه يستخدم علامات الترقيم. ولتقسيم المواد إلى أقسام أدق يستخدم بعض الأحايين الأخرى حروف الهجاء أو الأبجدية العربية. ومن منهجه العلمي في تأليفاته أنه في نهاية المطاف يقدم فهرس جامعا للكتاب، بما فيه فهرس المصادر والمراجع، وفهرس الأعلام، وفهرس الآيات القرآنية، وفهرس الأحاديث والآثار، وفهرس الكتب التي ورد ذكرها في الكتاب.
وعلى شاكلة تحقيقه، أنه يذيل مؤلفاته بتشريحات، وهوامش، وشواهد، وتعليقات، كما نرى في كتابه الشهير “جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة” ففي ترجمة العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي استقل خمس صفحات في الهامش لإضافة بعض المعلومات القيمة ماعدا المعلومات المذكورة في أصل المتن.
وأما أسلوبه فأنه يتسم بالعفوية، والعلمية، وقريب من أسلوب الصحافة بعض الأحيان، بل الأسلوب العلمي هو خلاصة القول في أسلوب الفريوائي. الرنانة والطنانة والفخامة في الأسلوب لاتجد لها مكانة عند الفريوائي، إنه يركز على إرسال الفكرة إلى قارئيه، ويختار لها أسلوبا يساعد في إبلاغ الرسالة. ومن أهم ميزات أسلوبه أنه يختار أسلوبا واحدا من البداية إلى النهاية، مع أننا نجد عند العديد من الكتاب غير العرب أن أسلوب في كتاب واحد يجول في أساليب عديدة؛ الأسلوب الأدبي، والأسلوب الخطابي، والأسلوب العلمي، فيختلط عندهم الحابل بالنابل، ربما يشتبه عليهم أمرهم، وإن دلّ هذا على شيء بخصوص الفريوائي فإنما يدل على نبوغه اللغوي، ومهارته في الأسلوب والبيان، وأنه يأخذ بناصية اللغة في كل حين وآن. ومن خصائصه في الأسلوب أنه يستخدم التعبيرات القديمة مما تعود عليه المحدثون والكتاب القدامى بعفوية، دون تكلف وسجع، ربما يكون ذالك بكثرة قراءته للتراث الإسلامي العلمي القديم.
وبالإضافة إلى أعماله العلمية الكتابية له أعمال متنوعة نحو أعماله في مجال التدريس حيث درس في الجامعة السلفية ببنارس نحو خمس سنوات، ومازال يدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منذ خمس وعشرين سنة، كما له دور كبير في مجال الدعوة والإرشاد حيث أنشأ مؤسسة دار الدعوة بنيودلهي و لال غوبال غنج (Lalgopalganj) بولاية أترابراديش ويقوم بأداء واجب الدعوة الإسلامية. ومن أعماله العامة لقاءاته العلمية على المنابر والرصف الثقافية والديجتالية، ومنها لقاءه لإلقاء على السنة في شكل الفيديوهات في خسم حلقات. ومن أعماله العامة هو إسهاماته في مجال التعليم، بتأسيس جامعة أبي هريرة الإسلامية في لال كوبال كنج بفريوا، بمدينة اله آباد، وإسهامات في الصحافة العربية والأردية، اللهم إلا أن الكمية الكبرى تذهب إلى العربية. ونشر معظم مقالاته في المجلات التالية:
“مجلة الجامعة الإسلامية” بالمدينة المنورة ، و “مجلة البحوث الإسلامية” بالرياض، ومجلة “الدعوة” بالرياض، ومجلة “صوت الأمة” بالجامعة السلفية ببنارس بالهند ، وبمجلة “الدعوة” بدلهي، وبمجلة “المحدث” الشهرية للجامعة السلفية ، وبمجلة “المنار” لندوة الطلبة بالجامعة السلفية ، وبمجلة “ترجمان” الأسبوعية لجمعية أهل الحديث لعموم الهند ، ومجلة “الإسلام” الشهرية بدلهي، كما نشرت مقالاته الصحفية في المجلات الأخرى، في دولة النيبال أيضاً مثل مجلة السراج ومجلة نورِ توحيد الصادرة من نيبال.
كما شارك في عدة مؤتمرات وندوات علمية ودعوية داخل البلاد وخارجها، وبالتالي عقد ونظم بعض الندوات بنفسه، كما انجازاته الأخرى أنه يقوم بمنح الجوائز وتكريم العلماء والكتاب والباحثين في كل سنة في 14 من أغسطس باسم أبيه. وله دار للنشر والطباعة باسم فريوائي أكاديمي ودار الكتب السلفية في شاهين باغ بنيو دلهي، وطبع منه أكثر من 38 كتابا في الأردية والهندية. ومشروع نقل علوم السلف إلى اللغات الهندية وعلى رأسها الأردية والهندية والبنغالية من أهم انجازات الدكتور الفريوائي.
وبالجملة إن حياة الدكتور عبدالرحمن الفريوائي حياة حافلة بالعلم والعمل، وله مآثر طيبة، وإسهامات كبرى في ثقافة الأخذ والعطاء، وهو بمثابة همزة وصل بين الثقافة العربية والثقافة الهندية، وناطقا بلسان العرب بين قومه الهنود ولسانهم ينطق نيابة عنهم بين العرب، يأتي بخيراتهم إلى الهند، ويستورد خيرات الهنود إلى العرب، وينقل لهم مآثر أجدادنا وأسلافنا[39].
الهوامش:
[1] . تم نشر مقاله بايجاز على موقع الجزيرة العربية، من خلال الرابط التالي:
()http://www.al-jazirah.com/culture/2013/18042013/zakarah37.htm
[2] . ينظر: «علماء نجد» (2 /220)، «مشاهير علماء نجد» (ص223)، «تراجم متأخري الحنابلة» (ص106)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» (3/250).
[3]. ينظر: «علماء نجد» (1/557)، «تراجم متأخري الحنابلة» (ص99)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» (1/374).
[4]. ينظر: مقدمة تحقيق كتاب « البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة» للشيخ : عبدالعزيز المديهش، «علماء آل سليم وتلامذتهم وعلماء القصيم» (1/42)، «تذكرة أولي النهى والعرفان» للشيخ: إبراهيم بن عبيد (2/44)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشـر قرناً» د.الطريقي (10/175) (5049).
[5]. ينظر: «علماء آل سليم» (ص44ـ 45)، وعنه: «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/268) (5829).
[6]. ينظر: «علماء نجد» (5/305)، و»علماء آل سليم» (2/419).
[7]. ينظر:»جهود مخلصة في خدمة السنة» للدكتور عبدالرحمن فريوائي(ص170).
[8]. ينظر: «تراجم متأخري الحنابلة» (ص30)، «علماء الحنابلة» (3/330)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/231).
[9]. ينظر: «علماء الحنابلة» (5/378)، «تسهيل السابلة» (3/1828) (3037)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د.الطريقي (10/348) (5318).
[10]. ينظر: «علماء الحنابلة» (6/407)، «روضة الناظرين» (2/264).
[11]. ينظر: « من سوانح الذكريات» للعلامة: حمد الجاسر (2/606، 615)، و»معجم أسر بريدة» (18/131)
[12]. ينظر: «علماء نجد» للبسام (4/398)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشـر قرناً « د. الطريقي (11/78) (5513).
[13]. ينظر: «روضة الناظرين» (1/333)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/309)، « من سوانح الذكريات» للعلامة: حمد الجاسر (2/606، 615).
[14]. ينظر:”معجم أسر بريدة” (18/140)، و”من سوانح الذكريات” للعلامة: حمد الجاسر (2/606، 615).
[15]. ينظر: «علماء نجد» للبسام (1/318)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/110).
[16]. ينظر: «علماء نجد» للبسام (2/482)، «روضة الناظرين» (1/196)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشـر قرناً» د. الطريقي(10/181).
[17]. ينظر: «علماء نجد» للبسام (3/307)، «تسهيل السابلة» (3/1809) (3009)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/217) (5114).
[18]. ينظر: «علماء نجد» للبسام (6/333)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/409).
[19]. ينظر: «علماء نجد» للبسام (2/488)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/415) (6050).
[20]. يُنظر: «باهلة القبيلة المفترى عليها» للأستاذ العلاَّمة: حمد الجاسر (ص24).
[21]. ينظر: «موقع خاص عن الشيخ في الشبكة العالمية»، «فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم» (1/75 ـ 76) وفيه أن اسمه «عبدالرحمن» ولعله وهم أو تصحيف، والصواب: عبدالكريم، [«علماء نجد» (4/510) في ترجمة عبدالله بن مطلق، «مدارس الكتاتيب في إمارة عجمان» (26 ـ 31، 57)، «رجال في تاريخ الإمارات» (67، 80)، «البكيرية» للخضيري (ص209)، «النهضة الإصلاحية في جنوب المملكة» (ص15)] ما بين المعكوفتين إفادة من كتاب «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/321) (5278).
[22]. ينظر: «تذكرة أولي النهى والعرفان» لإبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن (4/117)، «علماء نجد خلال ثمانية قرون» للبسام (4/138ـ 150)، «منبع الكرم والشمائل» للرديعان (ص311 )، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/234).
[23]. ينظر: «علماء آل سليم» (2/257)، و»علماء نجد» للبسام (2/435)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د.الطريقي (10/318).
[24]. ينظر: «علماء نجد» للبسام (2/383)، «المبتدأ والخبر» لابن سيف (1/510)، «الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/250) (5169).
[25].ينظر « علماء نجد « (3/504)، « الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (10/172).
[26]. ينظر« علماء نجد « للبسام ( 4/151)، « أعلام المكيين» (2/879)، « الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/34).
[27]. ينظر« علماء نجد « للبسام (1/421)، « روضة الناظرين» (1/56)، « الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/125).
[28]. «روضة الناظرين» (2/64)، «علماء نجد « للبسام (4/344)، « الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (11/356).
[29]. ينظر:« علماء نجد « للبسام (2/176)، « الحنابلة خلال ثلاثة عشر قرناً» د. الطريقي (9/367).
[30]. ينظر:« علماء نجد « للبسام (4/457)، « تسهيل السابلة» لصالح العثيمين (3/ 1773) (2958).
[31]. ينظر:« معجم أسر بريدة» للعبودي ( 10/ 375)، « ركب أدلج في ليل طال صباحه» لعبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري.
[32]. ينظر: « علماء نجد « للبسام (5/565)، « الحنابلة خلال ثلاثة عشـر قرناً» د. الطريقي (10/399)، « الزبير» لعبدالعزيز الناصر (ص644)، « إمارة الزبير» (3/131).
[33]. ينظر:« علماء نجد» للبسام (3 /430).
[34]. أفاد الباحث الدكتور إبراهيم أحد العلماء اسمه الشيخ رياض بن سعيد، ولم يجد ترجمة للشيخ عمران.
[35]. لم يجد الدكتور ترجمته بل أفاده بهذه الشخصية الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان.
الملحوظة: وبجانب المصادر المذكورة استفاد الدكتور من كتاب الفريوائي جهود مخلصة في السنة المطهرة، وبعض المقالات المنشورة المعنية بالموضوع.
[36] . معهد الأمن والدفاع في الهند:
Institute for Defence Studies and Analysis (IDSA), Developments in the Gulf Region, editor Rumel Dahiya, published by Pentagon Press, 2014.
[37] . العمالة الوافدة في دول الخليج: واقعها ومستقبلها، (تقرير) أعده الدكتور جاسم حسين، في السادس سبتمبر 2015م، ومنشور على موقع الجزيرة من خلال الرابط التالي:
(http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2015/09/201596418199269.html).
[38] . المصدر: معهد الأمن والدفاع في الهند نقلًا عن مصادر رسمية:
Institute for Defence Studies and Analysis (IDSA), Developments in the Gulf Region, editor Rumel Dahiya, published by Pentagon Press, 2014, pages 117 and 119
[39] . الملحوظة: توصل إلى هذه الميزات والمخلص من القول من خلال إلقاء نظرة على كتبه المحققة أو المؤلفة أو المترجمة، وبعد دراسة بعضها بشكل نقدي، وهنا اكتفينا على النتائج المهمة.
صدر كتاب جديد عن العلامة عبدالعزيز بن محمد السماعيل رحمه الله المستوطن حيدر آباد السند سيرته وجهوده العلمية والدعوية مع تحقيق بعض رسائله، تأليف الشيخ وليد بن علي العبدالمنعم. الناشر: دار المخطوطات والنفائس ببريدة ، الطبعة الأولى، 1439
العلامة عبدالعزيز بن محمد السماعيل المستوطن حيدر آباد السند سيرته وجهوده العلمية والدعوية ويتضمن تحقيق بعض رسائله الكتاب يتحدث عن سيرة عالم ولد في نجد، ونشأ في حضن أسرة علمية، فتلقى العلم على يد والده الشيخ القاضي محمد بن عبدالله السماعيل، وعلى يد جده الشيخ عبدالله السماعيل، وعلى يد الشيخ عبدالله العنقري، ثم رحل عام 1344 لطلب العلم في إماراة الشارقة على يد الشيخ عبدالكريم البكري، وإمارتي دبي ورأس الخيمة، ثم سمة همته لطلب علم الحديث فرحل إلى الهند عام 1347 فدرس في المدرسة الرحمانية وعلى عدد من علماء الهند، ثم بعد بضع سنين عقد العزم على العودة إلى وطنه،… Read more »
السلام عليكم
المرجو منكم ارسال الاستعراض غير المطبوع عن هذا الكتاب. سننشره في العدد القادم إن شاء الله.