باسم الله وبه نستعين
أيها الأفاضل،
أزف لكم التحية والسلاما من الأعماق حبا واحتراما
بعد التحايا، يسعدنا أن نجدد لقائنا معكم عبر إصدار عدد جديد لمجلتنا “أقلام الهند“، إذ تتميز مجلتنا العربية هذه دوما، بما يحويه من الدراسات الإسلامية والأدبية والإبداعات والخواطر الإنسانية، وذلك بغية تعزيز المجتمع الإنساني المعني باللغة العربية علما وفكرا وثقافة.
وفي هذا العدد، تتشرف المجلة بنشر مقال علمي مميز يختص للكتاب الحكيم الذي له فضل عظيم على اللغة العربية في إحيائها وإخلادها، ألا وهو المقال المعنون بـ” شرح كلمة فِيْل من أصحاب الفيل في ضوء كلام العرب” التي وردت في سورة الفيل. والذي دبجه يراع الدكتور أورنك زيب الأعظمي، لقد أبدع الدكتور الأعظمي في تحليل الكلمة من منظور لغوي مستشهدا بأشعار وكلام العرب، ليوضح معناها العميق من نواحي مختلفة، تقبل الله إسهامه وجعله في ميزان حسناته.
قبل أيام، انسلخ شهر ربيع الأول، شرفه الله بمولود خير البرية محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وأصبح هذا الشهر ربيعا للإنسانية جمعاء، فانتهازا لهذه المناسبة، أتى هذا العدد الجديد بمقال خاص بالمديح النبوي الشريف، ليكون لنا نورا يضيئ دروبنا نحو إتباع سنته الطيبة. ويليه مقال قيم أنجزه أخونا الدكتور فيصل نذير عن شخصية أستاذنا السيد خالد علي الحامدي رحمه الله، ركز فيه على جهوده التربوية التي كرس عليها الأستاذ الحامدي لأجل نشر الدعوة إلى الإسلام، وذلك من خلال مجلته الأردية المسماة بـ (الله كی پکار) أي “نداء الله”. والتي اعتنت دوما بنشر الثقافة الإسلامية، وإنه بذل كل الغالي والنفيس لأجل إصلاح المجتمع الهندي المسلم، بحيث أنه نذر حياته لأجل خدمة الدين والمسلمين طلبا لمرضاة ربه، ولم تأخذه لومة لائم. لو خُوطب الله بهذا البيت الشعري:
ليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
لكان أصدق وأبلغ ما يعبر عن حال أستاذنا المغفور له، على كل، نسأل الله أن يتقبل إسهاماته وأن يجعلها ثواباً في الآخرة وزيادة في ميزان حسناته.
وتعزيزاً لمكانة اللغة العربية، والتي نحن بصددها تعليما وتعلما، أتحفنا أخونا الحبيب د. عبد الحكيم بحوار علمي رصين أجراه مع الخبير اللغوي العماني ألا وهو د. مصطفى أمبو سعيدي، والذي يشارك خلاصة تجاربه الثرية وخبراته الغالية في تعليم العربية لغير الناطقين بها. مما يجعل هذا الحوار ملهما لمن له اهتمام بتعليم وتعلم اللغة العربية. كما تساهم في هذا العدد، الباحثة نصرت منظور بمقال تحليلي يتناول التقنيات السردة في رواية الروائي السوري حنا مينه، وهذا المقال بمثابة دراسة شاملة للموضوع. ويتضمن العدد قصة عربية مترجمة بعنوان: حبيس باغان، وهذه القصة أصلا في اللغة الفارسية فقامت بتعريبها الدكتور بثينة بشوس، وتكرمت بإرسالها إلى مجلتنا. نِعم ما يُسهم به من قصص.
واحتفاء باليوم العالمي للترجمة الذي صادف في الثلاثين من سبتمبر الفائت، يؤكد هذا العدد على أهمية الترجمة في تبادل المعارف ونقل الثقافات والحضارات بين شعوب العالم، في هذا السياق، تعتبر القصة المترجمة المذكورة أعلاه، عطاء متواضعا، مما يثري المجال المعرفي والثقافي، وأيضا تفضل صاحبنا الفاضل الدكتور محفوظ الرحمن بإسهام مقال فريد يلقي الضوء الخاص على جهود البروفيسور بدر الدين الحافظ رحمه الله، في ترجمة عبقريات محمود العقاد إلى اللغة الأردية، تناول هذا المقال الجوانب الفنية المختلفة للترجمة من العربية إلى الأردية، فيما أورد صاحب المقال بعض النماذج من النصوص الأصلية والمترجمة. وذلك خير إسهام في تقريب الأدب العربي إلى قراء اللغة الأردية.
وفي الجانب الإبداعي، يختص هذا العدد بتنوير أفكارنا بتقديم الخواطر الإنسانية والأفكار الإسلامية التي تنقلنا إلى عالم التفكر والتأمل، وإن هناك مقالين رائعين أولهما المعنون بــــ: الصيف وغواية الرحيل للدكتور عزالدين عناية، وثانيهما المعنون بــــ: أصداء الغلفة للأخ حسنور إسلام، ولهما كل الشكر والتقدير على هذه الخواطر التي تأخذنا إلى التجول العلمي، مما يثري العقل ويروح الروح ويفتح نوافذ جديدة على التفكر والتأمل والتذوق الأدبي، حبذا لو نتمتع بمثل هذه الجولات العلمية والفكرية باستمرار.
وفي الختام، نستأذنكم بهذه العطاءات العلمية المتواضعة على أمل أن تنال رضاكم، كما نرجو منكم التكرم بتزويدنا بإسهاماتكم العلمية والأدبية وآرائكم البناءة ليتسنى لنا تحسين أداء المجلة علما وأدبا وفكرا وإبداعا. ولا يفوتنا أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا البالغين لكل من ساهم في إخراج هذا العدد، متمنين لهم مزيدا من التوفيق والإبداع. والله ولي التوفيق.
د. عظمت الله
مدير التحــــرير
Leave a Reply