|
نبذة وجيزة:
الأستاذة د. عبير حيدر، هي محاضرة بمركز تعليم اللغة العربية للأجانب بجامعة قطر، وأستاذة سابقة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وكذلك في العديد من الجامعات الأمريكية بالولايات المتحدة.
تعد د. عبير من أبرز المعلمات العربيات والخبيرات اللغويات والمدربات المعتمدات على مستوى العالم، حصلت على شهادة الدبلوم العالي في العلوم التربية من الدرجة الممتازة بالمملكة المتحدة، كما حصلت على درجة الماجستير في تخصص تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم نالت درجة الدكتوراه من جامعة مينيسوتا الإسلامية في الولايات المتحدة، وكانت رسالتها حول “استخدام التقنية في فصول اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
تمتلك د. عبير خبرات لغوية ومهارات قيادية تدريبية، ولها جولات وصولات تمتد لأكثر من عشرين عاما في مجال تدريس اللغة العربية كلغة ثانية، وهي مدربة معتمدة من اليونسكو ومن جامعة كامبريدج، ولها عديد من الكتب والمقالات القيمة والأبحاث الأكاديمية المفيدة التي نشرت في دول عربية وغربية، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
السؤال: مرحبًا بك سعادة الأستاذة! هل يمكن أن تشاركي معنا من فضلك بعض المعلومات عن شخصيتك ونشأتك والأسرة الكريمة التي تنتمين إليها؟
الجواب: أولا، أشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة لأعرف نفسي لقراء مجلة “أقلام الهند” الصادرة من نيو دلهي، الهند، أما بالنسبة لي فأنا د. عبير حيدر، أستاذة جامعية ومختصة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، حصلت على الماجستير من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان مجال تخصصي تعليم العربية للناطقين بغيرها، ثم حصلت على الدكتوراه من جامعة مينيسوتا الإسلامية في الولايات المتحدة في عام 2020، وكانت رسالتي عن استخدام التقنية في فصول اللغة العربية للناطقين بغيرها، لدي خبرات تمتد لأكثر من 20 عامًا في تدريس العربية كلغة ثانية، وأنا عملت في مؤسسات عالمية مثل الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعات أمريكية بما فيها جامعة ويسكنسن، وجامعة مينسوتا، وجامعة ميدلبري وغيرها، كما أنني مدربة معتمدة من اليونسكو (UNESCO) ومن جامعة كامبريدج(Cambridge University)، وسافرتُ إلى 32 دولة للمشاركة في ورشات عمل كأستاذة اللغة العربية من أهمها أندونيسيا, ماليزيا, اليابان, تركيا, الأردن, البوسنة, صربيا وغيرها من البلاد الأخرى.
السؤال: أرجو من سعادتك، أن تتحدثي عن مسيرتك التعليمية في المرحلة الابتدائية والثانوية والعالية بالإيجاز؟
الجواب: قضيتُ سنواتي الأولى من الدراسة في المملكة العربية السعودية، حيث كان والدي يعمل مستشاراً قانونياً. فهناك، أكملت مراحل التعليم الابتدائي والثانوي، قبل أن أعود إلى بلدي مصر لأكمل مسيرتي التعليمية. كانت رغبتي الأولى هي دراسة علم النفس أو التربية، لكن والدي رفض ذلك، وبدلاً من ذلك التحقتُ بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، وبعد التخرج، واجهت صعوبة في العثور على عمل، فشجعني والدي على تطوير شغفي باللغات، خاصة اللغة الإنجليزية، ومن خلال دراسة الترجمة في الجامعة الأمريكية. حصلت على ثلاث دبلومات متخصصة في الترجمة الفورية، وعملت في هذا المجال لمدة عام، ثم جاءت نقطة التحول الكبرى في مسيرتي عندما شجعني أستاذي الدكتور ديفيد ويلمسن على دراسة الماجستير في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعة الأمريكية، وهو المجال الذي وجدت فيه شغفي الحقيقي وأدركت أنني أريد أن أترك بصمة فيه. هذه الرحلة المليئة بالتحديات والخيارات الصعبة علمتني الكثير في حياتي، وساعدتني في صقل مهاراتي وشغفي باللغات.
السؤال: كيف أثرت البيئة والجو السائد على إزدهار شخصيتك في الحياة البدائية، هل هناك شيء يذكر بهذا الصدد؟
الجواب: تربيتُ في كنف والد كان مثقفاً ورجلاً من رجال القضاء، فكانت طفولتي وشبابي محفوفين بالحكمة والتنوير. تخيلوا ابنة وحيدة تنشأ في ظل هذا الأب العظيم، الذي جمع بين الحزم واللين، وبين المحافظة والانفتاح. كان يزرع فيّ قيم الاحترام والثقة، ويشجعني على أن أكون صوتًا مسموعًا، فلا يتردد في مناقشتي في كل صغيرة وكبيرة، ويأخذ برأيي بجدية، دون أن يستخف بفكري أو مشاعري. في هذا الجو الأسري الفريد، تشكّلت شخصيتي كفتاة واثقة بنفسها، تحب القراءة والاطلاع، وتتوق لاكتشاف العالم من حولها. لم يكن السفر أو التعبير عن الرأي مجرد خيارات، بل جزءًا من هويتي، مارست هوايات غير تقليدية بالنسبة لفتاة في ذلك الوقت، مثل الكاراتيه، مما عزز لديّ روح التحدي والإصرار، هذا المزيج من الحرية والانضباط، والثقافة والرياضة، والانفتاح على العالم مع التمسك بالجذور، جعلني أتبحّر في العلم بلا خوف، وأسافر لأكتشف الثقافات المختلفة بفضول وشغف. كل هذه العوامل ساهمت في صقل شخصيتي، وجعلتني أعتمد على ذاتي، وأؤمن بقدرتي على تحقيق أحلامي، مهما كانت التحديات. كانت هذه التربية هدية لا تُقدّر بثمن، صنعت مني امرأة قادرة على الموازنة بين التقاليد والحداثة، وبين الشغف بالمعرفة وحب الاستكشاف.
السؤال: أنت التحقت بجامعة مينيسوتا الإسلامية الأمريكية، ونلت شهادة الدكتوراه بعنوان” استخدام التكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية”، ولا شك في أن هذه الجامعة المرموقة هي التي تعتبر محطة هامة بالنسبة لحياتك، فهل يمكن لنا أن نعرف كيف كانت تجربتك فيها كطالبة العلوم العربية؟
الجواب: كانت تجربتي في جامعة مينيسوتا بمثابة نقطة تحول فارقة في مسيرتي الأكاديمية والمهنية. هناك، سنحت لي الفرصة للغوص في عالم البحث العلمي، حيث ركزت على دراسة استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية، وهو مجال كان ولا يزال يشهد تطوراً كبيراً. وإن هذه التجربة لم تثري معرفتي الأكاديمية فحسب، بل فتحت لي آفاقاً جديدة لفهم كيفية توظيف التقنية الحديثة لخدمة اللغة العربية وتعزيزها. كما كانت هذه الفرصة ذهبية للتعامل مع طلاب من خلفيات ثقافية متنوعة، مما وسّع مداركي وفهمي لاحتياجاتهم التعليمية وأساليبهم المختلفة في التعلم. هذا التفاعل الثري مع طلاب من مختلف أنحاء العالم جعلني أكثر إدراكاً لأهمية التكيف مع أساليب تعليمية مرنة تلبي توقعاتهم وتحدياتهم. وقبل التحاقي بجامعة مينيسوتا، كنتُ أتردد بشكل متكرر على الولايات المتحدة لأغراض أكاديمية مثل التدريس والمشاركة في المؤتمرات العلمية. هذه الزيارات المتكررة عودتني على البيئة الأكاديمية الأمريكية وطرق التعليم المتبعة هناك، كما تسيرت لي فرصة التعرف على نخبة من أساتذة اللغة العربية من جنسيات مختلفة، مما أضاف بعداً جديداً لتجربتي وأثرى معرفتي بمناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
والآن باختصار، كانت جامعة مينيسوتا محطة إثراء لا تُنسى، حيث جمعت بين البحث الأكاديمي العميق والتفاعل الثقافي الثري، مما ساهم في صقل شخصيتي المهنية وشغفي بتعليم اللغة العربية بطرق مبتكرة وعصرية.
السؤال: كيف بدأت مهنتك التدريسية، ومنذ متى تدرسين اللغة العربية بمركز تعليم اللغة العربية للأجانب في جامعة قطر؟
الجواب: بدأت رحلتي في مجال تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها في عام 2000، وكانت البداية في المركز الثقافي البريطاني بالقاهرة بعد حصولي على دبلومة متخصصة في تعليم العربية للناطقين بغيرها. كانت هذه الخطوة الأولى بمثابة الأساس الذي أطلقت منه مسيرتي المهنية، حيث اكتسبت خبرة عملية في التعامل مع طلاب من خلفيات متنوعة، وتعلمت كيفية تصميم مناهج تلبي احتياجاتهم التعليمية. بعد ثلاث سنوات من العمل المثمر في المركز الثقافي البريطاني، انتقلت إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة لدراسة الماجستير في نفس التخصص. ولحسن حظي، تحولت هذه المرحلة إلى فرصة ذهبية، إذ تم تعييني كأستاذة في الجامعة الأمريكية أثناء دراستي، مما أتاح لي فرص الجمع بين الدراسة والعمل في بيئة أكاديمية محفزة. استمررت في العمل بالجامعة حتى عام 2013، وخلال هذه الفترة، أُوفدت إلى الولايات المتحدة للتدريس في عدة جامعات كجزء من اتفاقيات تعاون بين الجامعة الأمريكية والمؤسسات التعليمية هناك.
وفي عام 2013، انتقلت إلى مركز تعليم اللغة العربية للأجانب في جامعة قطر، حيث وجدت بيئة عمل غنية بالإمكانيات والدعم. وفرت لي الجامعة فرصاً لتطوير مهاراتي كمعلمة، من خلال المشاركة في دورات تدريبية متخصصة وبرامج تطويرية. ومنذ انضمامي إلى جامعة قطر، كرّست جهودي لتعزيز حب الطلاب للغة العربية وثقافتها، والعمل على تطوير مناهج تعليمية مبتكرة تلهمهم وتجعل تعلم اللغة تجربة ممتعة ومفيدة. هذه الرحلة الطويلة من العمل والتدريس في مؤسسات مرموقة مثل المركز الثقافي البريطاني والجامعة الأمريكية وجامعة قطر، لم تثري خبرتي المهنية فحسب، بل جعلتني أكثر إيماناً بقدرة اللغة العربية على بناء جسور التواصل بين الثقافات، وأكثر تصميمًا على مواصلة هذا العطاء.
السؤال: من هم الأساتذة البارزون والأساتذة البارزات الذين لعبوا دورا هاما في بناء شخصيتك علما وفكرا ولاسيما في مجالات تدريس اللغة العربية والتدريب والترجمة؟
الجواب: من حسن حظي أنني كنت جزءًا من رحلة تعليمية ثرية، حيث تتلمذت على مجموعة من الأساتذة البارزين الذين تركوا بصمات عميقة في مسيرتي الأكاديمية والمهنية. وعلى رأسهم، الدكتور ديفيد ويلمسن الذي كان بمثابة الملهم الأول لي في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. هو من شجعني على الانخراط في هذا المجال الذي لم أكن أعرفه من قبل، وفتح لي أبواب الفرص عندما رشحني للعمل في الجامعة الأمريكية بالقاهرة أثناء دراستي في الماجستير. كان دعمه وتوجيهه بمثابة حجر الأساس لمسيرتي. كما كان لي شرف التعلم على يد الدكتور سعيد البدوي، أستاذي في الماجستير ومؤسس مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها بالجامعة الأمريكية. علمني الدكتور البدوي كيفية التفكير بشكل منطقي ومنهجي، وزرع فيّ حب البحث العلمي. ولا أنسى أبداً دور أستاذتي الدكتورة زينب طه والدكتورة زينب إبراهيم والدكتورة رغدة العيسوي، اللاتي لم يقتصر دورهن على تعليمي القواعد وطرق التدريس الحديثة فحسب، بل كنّ بمثابة أمهات أكاديميات، عاملنني بحنان ودعم، وساهمن في صقل شخصيتي كمعلمة محترفة. آمنّ بي وبقدراتي، وأرسلنني إلى الولايات المتحدة لاكتساب الخبرات العملية والميدانية، مما وسّع آفاقي وأضاف إلى خبرتي بعداً جديداً. هؤلاء الأساتذة العظام لم يكونوا مجرد معلمين، بل كانوا مرشدين وملهمين، ساهموا في إخراج جيل من الأساتذة المحترفين الذين يحملون نفس الشغف والالتزام بتعليم اللغة العربية. كل ما حققته اليوم من نجاحات وإنجازات هو ثمرة جهودهم ودعمهم الذي لن أنساه أبداً.
السؤال: أية شخصية هندية علمية وأدبية أعجبتك كثيرًا، وما هو السبب لإعجابك؟
الجواب: كأستاذة لغة عربية، أجد نفسي معجبة بشخصيات هندية جمعت بين الإبداع الأدبي والعمق العلمي، خاصة تلك التي كان لها تأثير في مجال اللغة والثقافة والتعليم. ومن أبرز هذه الشخصيات التي أعتز بدراستها وتأثيرها:
- رابندرانات طاغور، والسبب في إعجابي به أنّ طاغور هو شاعر وكاتب وفيلسوف هندي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1913. أعجبني بشكل خاص بسبب قدرته الفريدة على الجمع بين الأدب والفلسفة والتعليم. كان يؤمن بقوة اللغة كأداة للتواصل بين الثقافات، وهو ما يتوافق مع تخصصي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. بالإضافة إلى ذلك، أسس طاغور جامعة “فيسفا بهاراتي”، التي تعكس رؤيته التعليمية المتكاملة بين الفنون والعلوم، مما يلهمني في تطوير مناهج تعليم اللغة العربية بشكل شامل.
- أميتاف غوش، وسبب في إعجابي هو أنّ أميتاف غوش هو روائي ومؤلف هندي معاصر، يتميز بأعماله الأدبية التي تبحث في التفاعل بين الثقافات والهويات. أعجبني بشكل خاص بسبب اهتمامه باللغة كجسر بين الشعوب، وكيفية استخدامها لفهم الآخر. هذا يتوافق مع تخصصي في تعليم اللغة العربية، حيث أرى اللغة كوسيلة لفهم الثقافات الأخرى وبناء جسور التواصل.
- محمد إقبال، وسبب في إعجابي هو أنه على الرغم من أن محمد إقبال يُعتبر في الغالب شخصية باكستانية، إلا أن جذوره الهندية وتأثيره على الأدب والفكر في شبه القارة الهندية لا يمكن إنكاره. أعجبني بشكل خاص بسبب شعره العميق الذي يجمع بين الروحانية والفلسفة، واستخدامه كلمات اللغة العربية والفارسية ببراعة. هذا يذكرني بقوة اللغة العربية كلغة عالمية قادرة على نقل الأفكار العميقة عبر الثقافات. هذه الشخصيات ألهمتني لأنها تجسد قوة اللغة والأدب كأدوات للتواصل بين الثقافات، وهو ما أؤمن به في عملي كأستاذة لغة عربية. كل منهم ترك إرثًا يعلمنا كيف يمكن للغة أن تكون جسرًا بين الشعوب، وكيف يمكن للتعليم أن يكون وسيلة لفهم الآخر واحترام تنوعه الثقافي.
السؤال: ما هي الكتابات والمقالات العلمية والأدبية والثقافية التي كتبتها للنشء الجديد القادم؟
الجواب: لقد كانت مسيرتي الأكاديمية والمهنية حافلة بالإنجازات التي تعكس شغفي بتعليم اللغة العربية وتطوير أساليب تدريسها. كتبت العديد من المقالات التي تستهدف الجيل الجديد من الطلاب والأساتذة، حيث ركزت على نقل خبرتي وتجربتي في هذا المجال. ومن أبرز هذه المقالات مقالة بعنوان “كيف تغيّر اللغة الثانية حياتك؟”، والتي ناقشت فيها التأثير العميق لتعلم اللغات على توسيع الآفاق الشخصية والمهنية إضافة إلى ذلك، قمت بتنظيم وإلقاء العديد من الدورات التدريبية في دول مختلفة، حيث ركزت على تدريب أساتذة اللغة العربية من جنسيات متنوعة، بهدف تطوير مهاراتهم وتمكينهم من استخدام أساليب تدريس حديثة وفعّالة. وفي مجال البحث العلمي، قمت بنشر بحث مهم في جامعة كامبريدج عن تأثير جائحة كورونا على التجربة التعليمية في جامعة قطر، حيث سلطت الضوء على كيفية تحويل التحديات إلى فرص للابتكار في التعليم. كما أنني أعمل حالياً على بحث سيُنشر قريباً في جامعة مصرية عن دور التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية، وهو موضوع أعتقد أنه سيحدث ثورة في مجال تعليم اللغات. وأيضاً، لدي بحث قيد الإعداد عن الأمن السيبراني والأمية الرقمية، حيث استعرض استراتيجيات للحد من هذه المشكلة المتنامية في عالمنا الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، قدمت العديد من الأوراق البحثية في مؤتمرات دولية، مثل بحثي عن لغة الشباب في العالم العربي واستخدام سكايب في التدريس كتجربة للمحادثة وكسر الجليد الذي قدمته في مؤتمر بجامعة الصداقة بمدينة موسكو، وبحث آخر عن لغة الصحافة والاعلام في تدريس العربية للناطقين بغيرها قدمته في جامعة ميلانو بإيطاليا.
كما كتبت سلسلة من المقالات عن استراتيجيات تعلم اللغة العربية، تناولت فيها طرقاً مبتكرة لتحفيز الطلاب وتعزيز حبهم للغة. وأعمل حالياً على تأليف كتاب يتناول أساليب مبتكرة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهو مشروع أعتز به وأرى أنه سيكون إضافة قيمة للمكتبة التعليمية في هذا المجال. هذه الإنجازات تعكس رحلتي في سعي دائم لتطوير تعليم اللغة العربية، وترك بصمة إيجابية في حياة الطلاب والأساتذة على حد سواء.
السؤال: نود أن نطلع على اختصاصك العلمي والأدبي، وأهم مشاريعك البحثية في المستقبل؟
الجواب: اختصاصي العلمي يركز على تعليم اللغة العربية كلغة ثانية، خاصة في مجالات تطوير مهارات التحدث والاستماع باستخدام التكنولوجيا والألعاب التعليمية. لدي مشاريع بحثية حالية تتناول “استخدام الألعاب التعليمية لتعزيز تعلم اللغة”، وأعمل على كتابة دليل تدريبي للمعلمين حول أساليب تعليم اللغة بشكل إبداعي. في المستقبل، أتطلع إلى تأليف كتاب يربط بين اللغة العربية والثقافة العربية في العصر الحديث.
السؤال: ما هو الدور الأبرز للمجلات العربية الحائطية في تعزيز اللغة العربية وآدابها، وكيف نحث الطلبة الأعزة على الكتابة بها؟ أي تعليق؟
الجواب: المجلات الحائطية تعد وسيلة فعّالة لتعزيز اللغة العربية وآدابها، مما يشجع الطلاب على التعبير عن أفكارهم وإبداعاتهم باللغة العربية. فيمكننا حثهم على الكتابة بها من خلال تنظيم مسابقات شهرية لأفضل مقال أو قصة قصيرة، وربط المجلة بأحداث ثقافية أو مناسبات خاصة مثل اليوم العالمي للغة العربية، مع توفير مكافآت رمزية لتحفيزهم.
السؤال: ما الذي دفعك لاختيار العمل في مجال تعليم اللغة العربية للطلاب الأجانب؟
الجواب: كانت بدايتي في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بمثابة مصادفة جميلة غيرت مسار حياتي المهنية. في ذلك الوقت، كنت أعمل في مجال الترجمة، ولم يكن لدي أي فكرة عن هذا المجال، حتى جاء اليوم الذي طلب مني فيه أستاذي في الجامعة الأمريكية، الدكتور ديفيد ويلمسن أن أدرّس مادة النحو بسبب غياب الأستاذ المسؤول. كانت اللحظة مفاجئة بالنسبة لي، خاصة أن الطلاب كانوا أكبر مني سناً، وأنا كنت مجرد طالبة في القسم. لكنني قبلت التحدي، وقمت بتدريس الدرس دون أن أعلم أن الدكتور ديفيد كان يراقبني عن بعد. بعد انتهاء الدرس، أخبرني أنه اكتشف موهبتي في التدريس وقدرتي على تبسيط المعلومات المعقدة، خاصة في النحو، وهو ما كان نتاج سنوات من الدراسة في المملكة العربية السعودية، حيث تلقيت تعليماً قوياً في اللغة العربية.
من تلك اللحظة، بدأت رحلتي في عالم التدريس، وتدرجت بين العديد من المؤسسات التعليمية المرموقة، مثل المركز الثقافي البريطاني والجامعة الأمريكية وجامعة قطر. مع مرور الوقت، تطور شغفي بتعليم اللغة العربية، خاصة للناطقين بغيرها، حيث وجدت في هذا المجال تحدياً كبيرًا وممتعًا في آن واحد. تعليم اللغة العربية للأجانب ليس مجرد تعليم قواعد أو مفردات، بل هو نقل للثقافة والفكر، واستخدام لطرق تدريس حديثة تتناسب مع احتياجاتهم وتوقعاتهم. هذا الشغف جعلني أدرك أن عملي لم يعد مجرد وظيفة، بل أصبح جزءاً من هويتي. كل يوم أتعلم شيئًا جديدًا من طلابي، وكل تجربة أقدم فيها اللغة العربية لغير الناطقين بها تزيد من حبي لهذا المجال وإيماني بأهميته في بناء جسور التواصل بين الثقافات. هذه الرحلة التي بدأت بمحض الصدفة أصبحت الآن شغفاً يدفعني للابتكار والتطوير، وأرى فيها فرص لترك أثر إيجابي في حياة الكثيرين.
السؤال: هل هناك لحظات مميزة أثرت في مسيرتك المهنية أو في طريقة تعليمك؟
الجواب: من أبرز اللحظات التي تركت أثرًا عميقًا في مسيرتي المهنية كانت خلال حفل تخرج إحدى طالباتي الأجانب، حيث وقفت أمام جمهور كبير وتحدثت بالعربية بطلاقة وثقة. تلك اللحظة كانت شهادة حية على قوة التعليم ودوره في تغيير حياة الآخرين، كما لا أنسى ورشة العمل التي قدمتها في اليابان، حيث شعرت بأهمية عملي في بناء جسور التفاهم الثقافي بين الشعوب. في أحد الفصول التي درستها، عشت لحظة استثنائية تأثرت فيها لدرجة البكاء، حيث كان لدي 17 طالبًا من جنسيات متعددة، بينهم طلاب من اليابان وكوريا، الذين يتحدون صعوبة البعد اللغوي الكبير بينهم وبين العربية، وطلاب من الهند وباكستان، ممن لديهم روابط لغوية وثقافية مع العربية. خلال هذا الفصل، قدم كل طالب عرضًا لمدة 10 دقائق عن حياته وخبراته، دون قراءة، وبعربية تتحدث عن إصرارهم وشغفهم. كانت تلك اللحظات مليئة بالإلهام، حيث شاهدت تنوع الثقافات وهو ينسجم في قاعة واحدة تحت مظلة اللغة العربية، مما أكد لي أن اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل أداة للتقارب الإنساني والتفاهم العميق.
السؤال: سعادة الأستاذة! تدرسين اللغة العربية ولغة الصحافة لغير الناطقين بها منذ عدة سنوات، فسؤالي هنا ما هو الوضع الحالي للغة العربية في عصرنا اليوم، وما هي التحديات والصعوبات التي يواجهها تعليم اللغة العربية كلغة حية للأجانب، وكيف يمكن التغلب عليها؟
الجواب: اللغة العربية، كلغة حية وواحدة من أقدم اللغات في العالم، تواجه اليوم مجموعة من التحديات في عصر العولمة والتطور التكنولوجي السريع. ومع ذلك، فإنها تحتفظ بمكانتها كلغة غنية ثقافيًا ودينيًا، خاصة مع وجود أكثر من 400 مليون ناطق بها كلغة أم، وملايين آخرين يتعلمونها كلغة ثانية. أما الوضع الحالي والتحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية للأجانب، وكيفية التغلب عليها، فهناك اهتمام عالمي متزايد بتعلم اللغة العربية، خاصة في الغرب، بسبب أهميتها السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم العربي. وتُعتبر العربية لغة استراتيجية في مجالات مثل الدبلوماسية، التجارة الدولية والدراسات الأكاديمية المتعلقة بالشرق الأوسط.
وهناك تحديات داخلية حيث هناك فجوة بين اللغة العربية الفصحى والعامية: يواجه المتعلمون صعوبة في التكيف مع الازدواجية اللغوية بين الفصحى (اللغة الرسمية) والعامية (اللهجات المحكية)، مما يجعل تعلم اللغة أكثر تعقيدًا. إضافة الى قلة الموارد التعليمية الحديثة: على الرغم من التقدم في السنوات الأخيرة، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من المنصات التفاعلية والمواد التعليمية التي تجمع بين الفصحى والعامية. ومن جهة أخرى هناك تحديات خارجية مثل الصورة النمطية حيث يعاني بعض المتعلمين من صورة نمطية عن اللغة العربية بأنها لغة صعبة ومعقدة، مما قد يثني البعض عن تعلمها. إضافة الى وجود منافسة مع اللغات العالمية ففي ظل هيمنة اللغات مثل الإنجليزية، قد يقل الاهتمام بالعربية كلغة ثانية في بعض المناطق. أما بالنسبة الى التحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية للأجانب فعلى سبيل المثال صعوبة اللغة العربية، حيث تعتبر العربية لغة غنية بالقواعد النحوية والصرفية، مما يجعلها تحديًا للمتعلمين، خاصة من غير الناطقين باللغات السامية. إضافة الى نظام الكتابة العربي (من اليمين إلى اليسار) والحروف التي تختلف عن اللغات اللاتينية قد تكون عائقًا في البداية.
السؤال: كيف ترين دور الترجمة من الهندية إلى العربية والعكس في تعزيز التفاهم الثقافي بين العالم العربي والهند؟
الجواب: الترجمة تلعب دورًا حيويًا في بناء الجسور الثقافية بين الهند والعالم العربي. الهند غنية بالتراث الأدبي والفكري، وترجمة هذه الأعمال إلى العربية تسهم في إثراء المكتبة العربية، والعكس صحيح، إذ تسهم الترجمة من العربية إلى الهندية في تعزيز فهم الحضارة العربية في الهند.
السؤال: ما هي النصوص الهندية التي تعتقد بأنها تستحق الترجمة إلى اللغة العربية؟ ولماذا؟
الجواب: هناك العديد من النصوص الهندية التي تستحق الترجمة مثل ملحمة “المهابهارتا” و”رامايانا” لما تحتويه من سرد أدبي وثقافي ثري، بالإضافة إلى أعمال الشعراء مثل رابندرانات طاغور التي تعبر عن الإنسانية والحب والسلام، وهو ما يمكن أن يثري الأدب العربي.
السؤال: كيف يمكن للغة العربية أن تصبح أكثر حضورًا في العالم الأكاديمي والثقافي؟
الجواب: لجعل اللغة العربية أكثر حضورًا في العالم الأكاديمي والثقافي، يجب تبني استراتيجيات شاملة تعزز مكانتها كلغة عالمية وتجعلها أكثر جاذبية للدارسين والباحثين. وهناك مجموعة من الأفكار والخطوات التي قد تسهم في تحقيق هذا الهدف وذلك ما يلي:
- تعزيز مكانة اللغة العربية في المؤسسات الأكاديمية العالمية، فيمكن للجامعات العالمية إضافة اللغة العربية كلغة اختيارية في برامجها الأكاديمية، خاصة في تخصصات تتمثل في العلاقات الدولية والدراسات الشرق أوسطية والعلوم السياسية وإنشاء كراسي بحثية مخصصة لدراسة اللغة العربية وآدابها، وذلك بالتعاون مع مؤسسات عربية، إضافة الى تقديم منح دراسية للطلاب الدوليين لدراسة اللغة العربية في الجامعات العربية، مما يعزز التبادل الثقافي والأكاديمي.
- يجب ألا ننسى أهمية تصميم المناهج التعليمية التي تجمع بين اللغة العربية الفصحى والعامية، مع التركيز الخاص على المواقف الحياتية اليومية وتطوير تطبيقات ومنصات تعليمية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتسهيل تعلم العربية مثل تطبيقات تعلم المفردات والقواعد، وذلك إضافة الى تمويل الأبحاث التي تدرس تأثير اللغة العربية في المجالات الأكاديمية المختلفة مثل اللغويات وعلم الاجتماع والدراسات الثقافية وتطوير البرامج التعليمية التفاعلية التي تختص بالأطفال لتعلم العربية كلغة ثانية، مثل الألعاب التعليمية والرسوم المتحركة.
السؤال: ما هو دور الأدب في إبراز الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بين الحضارات المختلفة؟
الجواب: الأدب هو وسيلة للتواصل بين الشعوب، ويعكس تجاربهم ومشاعرهم وقيمهم من خلال الأدب، فيمكن اكتشاف الروابط المشتركة بين الحضارات مثل القيم الإنسانية المشتركة وحب الطبيعة والسعي للعدالة، مما يعزز من التفاهم والتقارب بين الثقافات.
السؤال: كيف يمكن للطلاب والطالبات اكتساب المهارات في الترجمة، وهل هناك أي طريق مختصر للحصول على الخبرات والمهارات التامة فيها؟
الجواب: يمكن اكتساب مهارات الترجمة من خلال التدريب المستمر وقراءة النصوص بلغات متعددة والعمل على المشاريع الحقيقية. ولا يوجد طريق مختصر ولكن الانخراط في الدورات المهنية والتدرب على الترجمة في المجالات المتنوعة من شأنه أن يؤدي إلى تحسين المهارات في مجال الترجمة.
السؤال: سعادة الأستاذة، قضيت سعادتك، معظم سنوات حياتك في مهنة التدريس، ولديك خبرات كثيرة خاصة في مجال تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، فما هي طريقة سهلة لتدريس اللغة العربية من وجهة نظرك الخاص، وما هو دور المدارس والجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية في نشر اللغة العربية وتعليمها على مستوى العالم، وكيف يتم تدريس الأدب العربي في المدارس والجامعات المختلفة؟
الجواب: تدريس اللغة العربية بطريقة سهلة، يعتمد على استخدام أساليب تفاعلية مثل الألعاب التعليمية وتعزيز المحادثة اليومية وتوظيف التكنولوجيا. أما دور المؤسسات التعليمية فهو توفير بيئة تعليمية محفزة وتحديث المناهج بشكل مستمر. بينما أن تدريس الأدب العربي يتطلب التركيز على النصوص البسيطة في البداية ثم الانتقال إلى الأعمال الكلاسيكية مع تحليل الأدب في سياقه التاريخي والاجتماعي لجذب انتباه الطلاب.
السؤال: ما هي مواطن الضعف البارز في إجراء البحث في اللغة العربية وآدابها في العالم كله خاصة لطلاب غير أهلها، وما هي اقتراحاتك لتحسين الأوضاع لتحقيق الجودة والتميز؟
الجواب: من أبرز مواطن الضعف في إجراء البحث العلمي في اللغة العربية وآدابها: التركيز الزائد على النواحي النظرية على حساب الجوانب التطبيقية، ونقص الموارد الرقمية التي تناسب العصر الحديث، بالإضافة إلى قلة التعاون بين الجامعات العالمية في تطوير مناهج تعليم العربية. لتحسين الوضع، فيما أقترح زيادة استخدام التكنولوجيا في التعليم مثل البرامج التفاعلية والمنصات الرقمية. كما أن من شأن تشجيع الطلاب على إجراء البحث العلمي في القضايا المعاصرة التي تمس الأدب واللغة، أن يسهم في تحقيق الجودة والتميز.
السؤال: كيف يمكن النهوض بمستوى اللغة العربية وآدابها في المعاهد والجامعات العصرية العالمية ولاسيما في الجامعات الهندية ليستفيد بشكل أكثر، الدارسون والدارسات على حد السواء؟
الجواب: النهوض بمستوى اللغة العربية يحتاج إلى تطوير المناهج بحيث أن يتم التركيز على احتياجات الطلاب مع تعزيز الروابط الثقافية بين العربية واللغات المحلية. أما الحديث الخاص عن الجامعات الهندية، فيمكن أن يُدمج تعليم العربية مع تقنيات التعليم الحديثة، وتوفير منح دراسية لتشجيع التبادل الثقافي بين الدول العربية والهند. كما يمكن تحسين التدريب العملي للطلاب من خلال البرامج التعاونية مع مراكز اللغة العربية.
السؤال: سعادة الأستاذة! هل هذا صحيح بأن اللغة العربية عاجزة عن مواكبة الحضارة العلمية والحديثة؟ وتعلمها صعب بالفعل، وكيف ترين مستقبل اللغة العربية والأدب العربي في العالم عموما والهند خاصة؟
الجواب: القول إن اللغة العربية عاجزة عن مواكبة الحضارة العلمية غير صحيح. اللغة العربية كانت وما زالت لغة العلم والإبداع، ولديها القدرة على التكيف مع أي عصر إذا استُخدمت بشكل فعّال. أما صعوبة تعلمها فإنها ليست أكبر من أي لغة أخرى إذا تم تقديمها بأسلوب شيّق. وإن مستقبل اللغة العربية مشرق نظرا إلى تزايد الاهتمام بها عالميًا. أما في الهند، فيمكن تعزيز مكانتها من خلال ربطها بفرص العمل والتعليم الحديث.
السؤال: ما هي الكتب العلمية والأدبية التي تفضلينها أكثر في حياتك، وما هو الاتجاه الذي ترغبين فيه القراءة؟
الجواب: أنا أحبّ قراءة الكتب الأدبية مثل “ألف ليلة وليلة” وأعمال نجيب محفوظ. وأجد متعة كبيرة في قراءة الكتب المتعلقة بتعليم اللغة، مثل كتب ستيفن كراشن حول اكتساب اللغة الثانية. وفيما يخص الاتجاه، فأنا أتجه غالبا إلى قراءة الكتب التي تعالج التحديات التعليمية أو الكتب التي تقدم رؤى جديدة حول اللغة والثقافة. إضافة الى عشقي الأكبر وهو قراءة كتب علم النفس والمنطق.
السؤال: ما رأيك في البحوث الأكاديمية التي يقدمها الطلبة الباحثون والباحثات من حيث الجودة والإبداع؟
الجواب: البحوث الأكاديمية تختلف في الجودة بناءً على إعداد الطالب. هناك بحوث تتميز بالإبداع والتفكير النقدي، ولكن بعضها يفتقر إلى الابتكار بسبب قلة الموارد أو ضعف التوجيه الأكاديمي. علما بأن تحسين جودة البحوث يحتاج إلى تدريب الطلاب على أسس البحث العلمي وتوفير بيئة أكاديمية تشجع على الإبداع.
السؤال: ما هي النصائح والاقتراحات التي تريدين أن تقدميها للنشء الجديد الحريص على تعلم اللغة العربية وآدابها؟
الجواب: تعلم اللغة العربية وآدابها هو رحلة ممتعة ومثرية، ولكنها تتطلب الصبر والتفاني. إليك مجموعة من النصائح والاقتراحات التي يمكن أن تساعد النشء الجديد في تعلم اللغة العربية وإتقانها:
- ابدأ بالأساسيات:
- تعلم الحروف والأصوات: ابدأ بتعلم الحروف العربية وأصواتها مع التركيز على النطق الصحيح.
- القواعد الأساسية: تعلم القواعد النحوية والصرفية الأساسية مثل الإعراب والتصريف فهي أساس فهم اللغة.
- اقرأ بشكل منتظم:
- الكتب البسيطة: ابدأ بكتب الأطفال أو القصص القصيرة المكتوبة بلغة عربية مبسطة.
- القراءة اليومية: خصص وقتًا يوميًا للقراءة، سواء كانت قصصًا أومقالات أو حتى نشرات إخبارية.
- استمع إلى اللغة العربية:
- الأفلام والمسلسلات: شاهد الأفلام والمسلسلات العربية مع الترجمة إذا لزم الأم، بغية تحسين مهارات الاستماع والفهم.
- البودكاست: استمع إلى البودكاست باللغة العربية في مواضيع تهمك، مثل الثقافة والتاريخ أو العلوم.
- تحدث مع الآخرين:
- الممارسة اليومية: حاول التحدث بالعربية يوميًا حتى لو كانت الجمل بسيطة.
- التبادل اللغوي: ابحث عن شركاء لغويين يتحدثون العربية، ويمكنك التبادل معهم لتعلم اللغة.
- استخدم التكنولوجيا:
- التطبيقات التعليمية: استخدم تطبيقات مثل Duolingo، Memrise، أو تطبيقات متخصصة في تعليم العربية.
- منصات التعلم عبر الإنترنت: انضم إلى دورات تعليمية عبر الإنترنت، مثل تلك المتوفرة على منصات مثل Coursera أوUdemy.
- تعلم الثقافة العربية:
- الأدب العربي: اقرأ الأعمال الأدبية العربية الكلاسيكية والمعاصرة مثل أعمال نجيب محفوظ وطه حسين وغادة السمان.
- الفنون والموسيقى: استمع إلى الموسيقى العربية وشاهد الأفلام العربية لفهم الثقافة والتعبيرات اللغوية.
- كن صبورا ومثابرا:
- التعلم التدريجي: لا تتوقع إتقان اللغة بسرعة، فالتعلم يحتاج إلى وقت وجهد.
- عدم الخوف من الأخطاء: الأخطاء جزء من عملية التعلم، فلا تخف من ارتكابها واستخدمها كفرصة للتحسين.
- انضم إلى مجتمعات تعلم اللغة:
- المجموعات التعليمية: انضم إلى مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي أو منتديات تعلم اللغة العربية.
- الفصول الدراسية: إذا أمكن، انضم إلى فصول دراسية أو ورشة عمل لتعلم اللغة العربية.
- استخدم اللغة في حياتك اليومية:
- الكتابة اليومية: اكتب يومياتك أو ملاحظاتك باللغة العربية.
- التفكير بالعربية: حاول التفكير باللغة العربية في حياتك اليومية، مما يساعد على تعزيز الطلاقة.
- استمتع بالرحلة:
- تعلم من خلال الهوايات: إذا كنت تحب الطبخ، فابحث عن الوجبات العربية. إذا كنت تحب الرياضة، فتابع الأحداث الرياضية باللغة العربية.
- السفر: إذا سنحت لك الفرصة فسافر إلى بلد عربي لتجربة اللغة والثقافة بشكل مباشر.
- استفد من الموارد المتاحة:
- القواميس والمعاجم: استخدم القواميس العربية لتعلم المفردات الجديدة وفهم معانيها.
- المواقع التعليمية: استخدم مواقع مثل “معاهد تعليم العربية” أو “منصة اللغة العربية” للحصول على موارد تعليمية مجانية.
- تعلم اللهجات العربية:
- اختر لهجة محددة: إذا كنت تخطط للسفر أو العمل في منطقة معينة، فتعلم اللهجة المحلية لتلك المنطقة.
السؤال: ما هي نصائحك الخاصة لطلابنا الهنود الذين يريدون الإلمام بدراسة اللغة العربية وآدابها؟
الجواب: أنصحهم بالآتي:
- ابدأوا بتعلم الأساسيات بثقة، وركزوا على بناء القاعدة المتينة من المفردات والقواعد الأساسية للغة العربيةـ واستثمروا في قراءة النصوص البسيطة والاستماع إلى المواد الموجهة للمبتدئين.
- مارسوا اللغة بشكل مستمر، لا تقتصروا على الدراسة النظرية بل حاولوا التحدث والكتابة يوميا، سواء مع زملائكم أو من خلال مجموعات تعلم اللغة على الإنترنت.
- تعرفوا على الثقافة العربية لأن اللغة لا تنفصل عن الثقافة، لذا احرصوا على التعرف على العادات والتقاليد والأدب والفنون العربية لفهم اللغة بشكل أعمق. واظبوا على قراءة الأدب العربي مثل الروايات والشعر، مما سيعزز قدرتكم على التعبير وفهم السياق الثقافي.
- استفيدوا من التكنولوجيا، هناك العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تدعم تعلم اللغة العربية مثل تطبيقات التحدث وتحسين النطق والتي تتيح لكم فرصة ممارسة اللغة بطرق ممتعة.
- تابعوا دراستكم في برامج متخصصة، إذا كنتم جادين في إتقان اللغة فالتحقوا ببرامج أكاديمية في الجامعات أو المعاهد التي تركز على اللغة العربية وآدابها، وابحثوا عن البرامج التي توفر مزيجًا من التدريس النظري والعملي.
- اقرأوا النصوص الدينية بتأمل، وعلى الطلاب المهتمين بالدراسات الإسلامية دراسة النصوص الدينية مثل القرآن الكريم والسنة النبوية، مما سيوفر فرصة لفهم اللغة العربية الفصحى بجمالها وعمقها.
- شاركوا في مسابقات وورش عمل، وانخرطوا في الأنشطة والمسابقات الثقافية التي تعزز استخدام اللغة، وشاركوا في ورش العمل التي تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات لتبادل الخبرات.
ونهائيا، ضعوا نصب أعينكم أن تعلم اللغة العربية رحلة مليئة بالتحديات ولكنها تحمل مكافآت عظيمة. فاستمتعوا بهذه الرحلة ولا تترددوا في استغلال كل فرصة لممارسة اللغة والتعلم من أهلها.
كل الشكر والتقدير لسيادتكم الأستاذة د. عبير حيدر على تفضلك بقبول هذه الدعوة العلمية لإجراء هذا الحوار الثري، وعلى مشاركتنا هذه المعلومات القيمة والمفيدة عن مسيرتك العلمية المتميزة وعن حياتك الحافلة بالإنجازات المتنوعة، لقد أسهمت بجهودك الكبيرة وبمشاركاتك الفاعلة إسهاما بارزا في خدمة اللغة العربية والأدب العربي، مما جعلك من الشخصيات البارزة في هذا المجال. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في عمرك وأن يتقبل جهودك وأعمالك، وأن يمن عليك بموفور الصحة ودوام العافية ليستمر عطائك وجهدك في خدمة العلم والأدب والمعرفة. فجزاكم الله أحسن الجزاء.
***
[1]. محاضرة بمركز تعليم اللغة العربية للأجانب بجامعة قطر.
Leave a Reply