+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

قليل من كثير عن الشيخ عبد السلام الرحمانى رحمه الله
*الأستاذ محفوظ الرحمن

دخل الأسلام الهند في زمن الخلفاء الراشدين وأنجبت الهند كوكبة من المؤلفين والعلماء الكبار الذين أثروا المكتبات العربية بكتبهم ومؤلفاتهم في التفسير والحديث والفقه وغيرها من العلوم الشرعية والعقلية،و كما أنجبت عددًا ملحوظًا من شعراء هذه اللغة، وكُتَّابها، الذين لهم كتب قيمة في النحو والصرف، والبلاغة، وعلم اللغة، والمعاجم. وما إلى ذلك، ونجد كثيرا من العلماء الذين خدموا الشريعة الأسلامية من مقالاتهم التي نشرت في بعض الصحف الأردية والصحف في اللغات الأخرى، وكان الشيخ عبدالسلام الرحماني الذي كتب كثيرا من المقالات التي تتعلق بالأمور الإسلامية حول موضوعات شتى، وكتب أكثر من خمسة عشر كتابا في اللغة الأردية حول الموضوعات التي تتعلق بالعلوم الشرعية.

يعد الشيخ عبد السلام الرحمانى واحدا من أبرز علماء الهند  الذي كتب عديدا من الكتب حول موضوعات مختلفة في العلوم الإسلامية، نالت شهرة كبيرة، وكان صحفيا إسلاميا وكان يكتب مقالات في عدة مجلات تصدر من البلاد وخارجها، و تولى منصب نائب الأمين العام ثم الأمين العام مرتين لجمعية أهل الحديث بالهند وكان عضؤاً لهيئة أحوال الشخصية للمسلمين بالهند وكم كان عضواً لمنظمات ومدارس عديدة بمافيها الجامعة السلفية ببنارس، والجامعة المحمدية بماليكاؤن  بولاية  مهاراشترا.

 ولادته ودراسته: ولد الشيخ فى قرية إسمها كندؤ بمديرية بلرامفور فى ولاية اترابراديس في الهند فى شهر أغسطس في عام 1938م الموافق جمادى الأخرى عام 1357ه كما ذكره الشيخ نفسه فى كتابه “ديار غير مين” وعندما أوفى الشيخ الرحمانى على الخامسة من عمره فأدخله والده  في مدرسة قريته سراج العلوم بكندؤ بونديهار التي تم تأسيسها على يد المحدث الجليل عبد الرحمن المباركفوري صاحب تحفة الأحوذى رحمه الله، تعلم الشيخ اللغة الأردية والفارسية وقرأ القران الكريم وهكذا أكمل دراسته الإبتدائية في أربع سنوات كما كانت رائجة ذلك الوقت، ثم رحل إلى مدينة دلهي مع عمه العالم الكبير شيخ الحديث محمد عابد الرحماني رحمة الله عليه الذي كان يدرس فى مدرسة دارالحديث الرحمانية ودخل فى السنة الإعدادية من الثانوية فيها وقضى فيها أكثر من ثلاثة اشهر ثم رجع الى وطنه لأن الاضطرابات الطائفية كانت تلتهب فى البلاد وخاصةً فى مدينة دلهي و ولاية بنجاب بعد تقسيم البلاد عام 1947م وقتل فيها آلاف من الناس .

ثم التحق الشيخ بمدرسة سراج العلوم بكندؤ وبونديهار وواصل مسيرته العلمية إلى صف الثانية من الثانوية ثم رحل إلى الجامعة الرحمانية ببنارس حيث كان يتعلم عمه فيها فى السنة الأخيرة من الفضيلة وحصل أستاذنا عبد السلام الرحماني على شهادة الفضيلة من الجامعة الرحمانية عام 1958م الموافق 1377ه وكما حصل على الشهادات الأخرى من الهيئة العربية الحكومية لالله آباد خلال دراسته فى الجامعة الرحمانية، هذه كانت مسيرة دراسة الشيخ عبد السلام الرحمانى من الابتدائية إلى الفضيلة.

 حياته المهنية وأسفاره إلى البلدان المختلفة: وبعد ما تلقى العلوم الشرعية من الجامعة الرحمانية تولى الشيخ منصب التدريس فى عدة مدارس إسلامية فى أماكن عديدة فى البلاد بما فيها فى ولاية مدهابراديس، ومهاراشترا و اترابراديس، وسافر الشيخ الرحمانى فى البلاد وخارجها في سبيل الدعوة وتنظيم جمعية أهل الحديث لأنه كان نائب الأمين العام ثم الأمين العام مرتين لجميعة أهل الحديث فى الهند، وقام بخدمات جليلة خلال هذه السنوات وسافر البلاد كلها ونظم الجمعية وساهم فى النشاطات العلمية والدينية فى ندوات عديدة مساهمة فعالة وكما كان رئيس التحرير لمجلة “ترجمان” إلى عدة سنوات وكتب فيها مقالات كثيرة حول موضوعات مختلفة.

ورحل الأستاذ إلى دولة “فيجى” للدعوة وقضى هناك سبع سنوات ثم رجع إلى وطنه وتولى مهام التدريس ومنصب وكيل الجامعة لجامعة سراج العلوم بكندؤ بونديهار منذ عام 1985م حتى وافته المنية .

قد سافر شيح عبد السلام الرحمانى إلى بلدان عديدة بمافيها المملكة العربية السعودية ودولة كويت ودولة قطر والإمارات العريبية المتحدة وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ونيوزي لندا وفيجى وأستراليا واليابان ومصر ومليشياء وإندونيشياء وباكستان وكما ذكر الشيخ نفسه تفاصيل الرحلة فى كتابه ” ديار غير مين” .

أعماله العلمية: وكان الشيخ كاتباً كبيراً كتب كتباً عديدةً فى اللغة الأردية حول موضوعات مختلفة وطبع بعضها أكثر من مرة وكتب الشيخ هى كما يلي:

  • اسلامي كهانيان فى ثلاثة أجزاء، (القصص الإسلامية)
  • حضرت حسن بصرى حالات وملفوظات (الشيخ حسن البصري حياته وكلماته).
  • المنكرات فى العقائد والأعمال والعادات .
  • محرم الحرام اور مسئلة حضرت حسين ويزيد( شهرمحرم الحرام ومسئلة حسين ويزيد)
  • ماه ربيع الأول اور حب رسول كي مظاهري (شهر ربيع الأول ومظاهرة حب الرسول صلى الله عليه وسلم).
  • تزئين مساجد كى شرعي حيثيت ( حكم تزيئين المساجد في الشريعة الإسلامية).
  • تزئيين وتجمل كى شرعي حيثيت ( حكم التزيئين والتجمل في الشريعة الإسلامية).
  • فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • خضاب كى شرعى حيثيت( حكم الخضاب في الشريعة الإسلامية)
  • اتباع سنت كا مفهوم كتاب سنت اور اقوال سلف كى روشني مين (مفهوم اتباع السنة في ضوء الكتاب والسنة) .
  • ضعيف اور موضوع روايات( الروايات الضعيفة والموضوعة).
  • ديار غير مين (في البلدان الأجنبية).
  • بري بري غناه (الكبائر).
  • مكاتيب حضرت شيخ الحديث عبيد الله الرحمانى رحمه الله (رسائل شيخ الحديث عبيدالله الرحماني رحمه الله).
  • ساعت با اهل دل (ساعات مع أهل القلوب).
  • جنوبى هند كا ايك سفر (رحلة إلى جنوب الهند).
  • تراشئ (اقتباسات).

طبعت هذه الكتب المذكورة في حياة الشيخ الرحماني،  وأما الكتب الأخرى التى لم تطبع حتى الأن فهى عديدة بما فيها بعضها تلخيص الكتب المهمة، و كتب كتاباً اسمه “تذكار الصناديد فى ترجمة أصحاب الصحاح والمسانيد” هذالكتاب مهم جداً في الحديث، وأما مقالاته فهى منشورة فى مجلات عديدة تصدر من الهند ونيبال يوفق الله أحداً أن يجمعها فى كتاب.

كان أستاذنا الشيخ عبد السلام الرحمانى رجلا طيباً مصلحاً كبيراً وما رأيت أحداً مثله يعرف كيف يصدقك القول دون أن يجرحك وكان يلتزم الكتاب والسنة دائماً، ولا يبخل على أى إنسان بسماحة قلبه وابتسامته وكلماته الرقيقة فسرعان ما تشعرك معاملته انك عزيز وإن كنت تراه لأول مرة وكان يلق الناس بوجه تلق، وإذا كان يتحدث الأستاذ فيتحدث بكل هدوء و وضوح وجمال حتى لتظن أنه يقدم باقة من الزهور ذات الأريح الطيب الذي لا يفارقك بعد أن تفارقه .

وكان الشيخ داعياً كبيراً وخطيباً بارعاً قد سمعته مراراً وتكراراً فى مسجد جامعة سراج العلوم بكندؤ بونديهار حيث كان يلقي خطبة الجمعة فيلقي الخطب على موضوعات تناسب مع الوقت بأسلوب جذاب ومؤثر .

وفاته: انتقل الشيخ إلى رحمة الله متأثرا بمرض القلب وكان يعاني منه منذ أكثر من عشرة أعوام ماضية، وبذل كل مافى وسعه للتغلب على هذا المرض، وتم إجراء عملية جراحية لقلبه فى مدينة دلهي علم 2005م، ولكن مع هذا كان الأستاذ يقوم بمهام التدريس ونشاطاته العلمية والثقافية والدينية حتى زاد المرض قبل سنتين من وفاته، فترك التدريس لأن المرض يعرقله، وانتقل إلى رحمة الله في29 ديسمبر عام2013م.

شهد الأستاذ سبعة ونصف عقود من زمن الربيع فى حياته حتى وافته المنية فى عمر يناهز 75 عاماً

هذا قيض من فيض أتذكره ولن أنسى إنه كان مثالا ً متفرداً حياً للاخلاص والتواضع والكرم والتوكل على الله عزوجل والإنابة  إليه ورحمه الله رحمة واسعةً وأسكنه فى جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

*  أستاذ ضيف في قسم اللغةالعربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيودلهي، الهند

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of