+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

قراءة في رواية “التبر” لإبراهيم الكوني
محمد مهربان علي

المقدمة:

رواية “التبر” لإبراهيم الكوني من أهم الروايات التي اتخذت الصحراء موضوعاً لها، وذلك لأن الصحراء تحتوي دلالات حكائية ومكانية وتاريخية، ولكونها فضاء يتسع للحكاية الأسطورية والخرافية. وقد اهتمّ بالصحراء بعض من الأدباء الكبار من أمثال: عبدالرحمن منيف، وصبري موسى، وميرال الطحاوي، ولكن أكثر الأدباء اهتماماً بالصحراء في كتاباته في العصر الراهن هو الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني الذي ظهر على الساحة الأدبية في أربعينات القرن العشرين في الصحراء الأفريقية في ليبيا، وجعل الصحراء موضوعا لمعظم إبداعاته، وكتب عنها بكل التفاصيل بما فيه مكوّناتها ورجالها، وحيواناتها وعاداتها، ولغاتها وتواريخها بأسلوب سردي منفرد، فبلغ بأدب الصحراء ذروتها موضوعاً وفناً.

الكلمات المفتاحية: الأدب العربي،أدب الصحراء، الرواية العربية، إبراهيم الكوني، ليبيا،  الفنون الأدبية، الصحراء المغاربية.

رواية التبر: موضوعها ومحتواها:

رواية “التبر” من أشهر روايات إبراهيم الكوني التي ترجمت إلى عديد من اللغات الأجنبية.  بعد نجاح الطبعتين، صدرت طبعتها الثالثة عام 1992م عن دار التنوير للطباعة والنشر في بيروت، وهي من الحجم الصغير مقارنة مع بقية أعمال إبراهيم الكوني الروائية، أتت في 160 صفحة مقسّمة على 32 فصلا بدون عناوين. والتي تتحدث عن جانب من حياة قبائل الطوارق البربرية في صحراء ليبيا.

ولقد أتى عنوانها “التبر” عبارةً عن كلمة واحدة، وبالتالي هي مشحونة بطاقة ترميزية قوية، تجعل القارئ يوسع مجال تأويلاته، ويبحث عن الخبر: ما به التبر، على اعتبار أن العنوان هو المبتدأ والنص هو الخبر الذي يكشف لنا أسرار العنوان.

واسم الرواية “التبر” جاء حينما اُضطرّ “أوخيّد” إلى أن يطلّق زوجته ويسلمها إياها وطفلها منه لابن عمها “دودو” الذي كان يعشقها منذ الصغر مقابل أن يعيد إليه “المهري الأبلق” الذي كان قد رهنه أوخيد عنده ليتمكّن من توفير لُقمة الكفاف لعائلته، لكنّ المهري لا يتحمّل فراق صاحبه بل يهرب منه مرّة تِلو الأخرى نحو صاحبه، فوافق على استرجاع المهري وتطليق زوجته، فيمنحه العاشق حَفنتين من التبر فيقبلها أوخيد. ومن هنا جاء تسمية الرواية “التبر”. فما كان من دودو إلا أن “أخرج من صندوق الحديد جراباً جلدياً قديماً موسوماً بإشارات السحرة، غرف منه بفنجان الشاي مرتين، فتلألأ التبر وأعمى العيون، أشعة الغسق الصفراء انعكست على الحبيبات الصفراء فتلامع الذهب… قدّم له الصرة وقال: لا تعتبر هذارشوة، إنه سيقيك الحاجة عن تمر المجاعة”[1]. ثم استعاد “أوخيّد” المهري، وسار به إلى إحدى الواحات.

وأتت واجهتها بيضاء في أعلاها واسم الكاتب إبراهيم الكوني باللون البني المائل إلى السواد، ووظيفته هي تثبيت هوية صاحب الكتاب، وتحقيق مِلكيته، وذلك قد يتجاوز لتصبح ومضة إشهارية، “وهذا لوجود صفحة العنوان التي تعدّ الواجهة الإشهارية للكتاب وصاحب الكتاب أيضاً، والذي يكون اسمه عاليا يخاطبنا بصريا لشرائه”[2].

 أما الغلاف فكانت الخلفية التي تحتلّ أكبر مساحة منه باللون الأبيض، هذا اللون الذي له عدّة دلالات فهو يرمز للصفاء والنقاوة، “ولعل معنى الصفاء والنقاوة هو المقصود من اختيار اللون الأبيض عند المسلمين لباسا أثناء الحج والعمرة”[3]،  فهو لباس العبادة وبداية أعظم العبادات. ونجد أن اللون الأبيض علامة من علامات النجاة والفوز، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على تفضيل الأبيض على الأسود، فالأبيض يرمز إلى السلام الذي ينشده إبراهيم الكوني في جُل أعماله الروائية.

واللون الثاني الذي يأتي بعد الأبيض هو اللون البني الطيني، والذي يرمز للأرض الصحراوية – الحمادة الحمراء – وأتى على شكل تضاريس جبلية صحراوية، عليها رسومات تاريخية لصيادين يطاردان حيواناً قد يبدو من شكله ودّانا ونجد هنا تقاطعا بين ما ترمز إليه الرسومات في الواقع الروائي وهو مطاردة الصيادين لأوخيّد وجمله الأبلق عبر الجبال الصخرية، وانتهت المطاردة بالموت التراجيدي لأوخيد.

وأسفل الرسومات أتى عنوان الرواية بلون بني ترابي، والذي يُؤوَل على أنه تساوي التبر بالتراب، حتى إن أهل الصحراء عموماً والطوارق خصوصاً لا يعطون قيمة للذهب ويرون أنه يجلب اللعنة والشوؤم.

وفي أسفل الواجهة يوجد رمز لدار النشر ويتعمّد الناشر أن يضع الرمز محلّ اسم الدار لكي يضفي على الواجهة لغة الرمز التي تسيطر على الكتاب.

أشخاص الرواية:

تعد الشخصيةُ عنصرا مهمّاً من عناصر الخطاب السردي. وهي تشغل دورا رئيسيا في سرد القصة، ودونها يصعب العثور على أي عمل سردي، حتى وإن كانت درجة حضورها تختلف من عمل لآخر باختلاف مراحل الكتابة السردية، لكنها تظل حاضرة أبدا بصورة من الصور وبشكل من الأشكال. كما هي  تقدم  وتلعب بأدوار عاملية منفردة ومتعدّدة داخل خطاب سردي، ما يجعلها من “القوى الفاعلة” تعبيرا أعمّ من الشخصية، والقوى الفاعلة ليست مرتبطةً بالإنسان وحده، وإنما يمكن أن تكون إنسانا، أو حيوانا، أو مكانا، أو مفهوما مجردا. بيد أن حضور الحيوان وإسناد فعل السرد له حاضران في السرد العربي القديم، كما نجد في كتاب”كليلة ودمنة” لابن المقفع وغيره من كتب الروايات الأخرى.يحتلّ الحيوان مكانة كبيرة عند الكوني، وله دور رئيسي داخل هذه  الرواية أيضا.

نذكر هنا الشخصيات الرئيسية لرواية “التبر” بقدر من الاختصار :

  1. “المَهري”: هو بطل الرواية، وله سمات لا يتصف غيره من الجِمال بها،يصفه صاحبه بأنه “أبلق، رشيق، ممشوق القوام، نبيل، شجاع، وفيّ ….”[4]، هوإبل أهداه شيخ آهجار إلى فتى اسمه أوخيد ابن شيخ امنغاستن في القرن التاسع عشر، والذي لعب دوراً رئيسياً في صد الغزوات الفرنسية التي كانت تستهدف التوغل في الصحراء الكبرى. وهو نادر الوجود حتى أن القبائل تحسد على من يملك بعيرا من هذه السلالة، يقول أحدهم: ” لا يحب أن يفلت المهري النادر من نوق القبيلة، أنا أرى أن تستأثر نوقنا به، نريد نسلا من السلالة المنقرضة.المهاري البلقاء في إبلنا عمل ستحسدنا عليه القبائل”[5]. والمهري هو بطل الرواية الرئيس، فهو يسبق صاحبه في البطولة، بل إنه هو الذي كان يقوده الى تنمية الحدث، وهذا البعير ظهر في الرواية كالبشر الذي فيه من الحكمة والصبر والفلسفة وغيرها.
  1. “أوخيّد”: هو فتىً بدوي صحراوي و ابن شيخ امنغاستن. تلقّى من زعيم قبائل آهجّار جملاً هو “المهري الأبلق”، وتوطدت بينهما علاقة صداقة عميقة ومتواصلة. وكما يظهر من الرواية واضحا أن “أوخيّد” قد استمد بطولته عندما أقرن حياته بحياة “المهري الأبلق”، فهو جليسه ومستشاره ونبع حكمته. وعندما أصيب “المهري” بداء الجرب بدا كأنه سيهلك من شدته، بذل “أوخيّد” الغالي والنفيس، وتحمل المشاق في سبيل الوصول إلى نبتة “الترفاس” شبه المنقرضة، والتي تنمو في الصحاري البعيدة وتشفي من الأمراض جميعها كما وصف له ذلك أحد الحكماء .
  2. “أيور” : هي الحسناء من قبيلة آير وحبيبة أوخيّد. تزوّجها رغم منع  أبيه ’ شيخ امنغاستن’ و لعنته وحرمانه من الميراث. وبعد بضعة أعوام، اضطرّ أوخيد إلى أن يطلّقها لرغبة ابن عمها فيها  ولكي يسترد صديقه الجمل.
  3. “دودو” : ابن عم “أيور” وعاشقها.
  4. “تانيت”: الإلهة. إلهة الحب والخصب والتناسل عند الليبيين القدماء. وقد اعتنقها منهم البونيقيون فيما بعد. ويرمز لها بمثلث على شكل هرم[6].

 

المكان:

مكان الرواية هو صحراء ليبيا التي تمتدّ في الشَّمال الأفريقي من  ليبيا إلى موريتانيا، إنها صحراء إبراهيم الكوني. هي ’مملكة اللامكان’ بحسب عبارة بول باولز الكاتب الأميركي الذي لبّى نداء الصحراء في المغرب. إنها الصحراء التي لا ماضي لها لأنها هي الماضي ولا حاضر لها لأنها هي الزمن ثابتاً ومتحركاً. الصحراء الصوفية التي تلتمع بالسرابات والرؤى والحكم، تلك التي نصفها الآخر هو في داخل الإنسان.

الزمان:  الإمبراطورية الاستعمارية الإيطالية بين 1936-1941

 

تلخيص الرواية وأسلوبها:

الرواية هي حكاية عشق خالص تشهد بها طبيعة الصحراء المفتوحة العامرة بالأسرار. وهي تصور لنا علاقة صداقة بين إنسان وحيوان (الجمل)، علاقة عميقة متواصلة.

 تبدأ أحداثها بإهداء شيخ آهجّار (إحدى القبائل العريقة التي استوطنت جنوب شرق الجزائر) مهرياً صغيراً ” عندما تلقاه هدية من زعيم قبائل آهجّار”[7]، هو الأبلق لا يشبهه جمل آخر في جماله وقوامه وسرعته  لفتىً بدويٍ صحراويٍ اسمه”أوخيّد” ابن شيخ امنغساتن في القرن التاسع عشر، والذي أدّى دوراً رئيسياً في صد الغزوات الفرنسية التي كانت تستهدف إلى التوغل في الصحراء الكبرى، ونظراً للرابطة التي شجتها الأيام بين أوخيد والمهري الأبلق فاستحوذ ذلك الأبلق على قلب أوخيد حتى بدأ يلازمه في كل وقت، وأصبح يتحدث إليه، ويسامره، ويسافر معه، ويبوح له بما يختلج في صدره. وفي يوم من الأيام جعل أوخيد إحدى الشاعرات تنظِم قصيدةً في مدح المهري الأبلق، وروّضَ المهري على الرقص في الأعراس.

وهنا أحب “المهري” ناقةَ إحدى القبائل الأخرى، وعندما يظهر هذاالأمر على اوخيّد, لم يقف  في مكانه، بل كان يتسلّل في الليل نحو تلك القبيلة من أجل أن يجتمع المهري بناقته، وعندما انكشف الأمرعلى زعيم تلك القبيلة، أعطى الحلّ بأن يرعى المهري مع جِمال القبيلة لكي تنعُم القبيلة بسلالة نبيلة مثل سلالة المهري.

وفي هذا الغضون يمرض المهري الأبلق ويُصاب بداء الجرب، فيأخذه أوخيد معه في رحلة طلب الشفاء، وهي كانت رحلة أسطورية، فيدور كل مكان في الصحراء كي يجد دواءً للأبلق الذي كاد يهلك من شدّة المرض، وذلك لأنه صديقه ومصدر ثقته. وأخيراً يعثُر أوخيّد على الحل عند نُصُب الإله “تانيت”، فينصحه الشيخ موسى بأن يطعمه من نبتة “آسيار” الخرافية، فيذهب ومهريه محاولاً شفاءه، إذ يتذوق وإياه طعم الموت في الصحراء الكبرى، فتوهب لهما الحياة من جديد حيث يشفي المهري شفاء عجيبة.  وهناك ينذر أوخيّد ذبح جمل سمين مُقابل شفاء الأبلق، فيشتري أوخيّد جملاً ويُطلقه في المرعى كي يُقدمه للإله ’تانيت’ عندما يسمن، غير أنّ أوخيّد يذبح الجمل لعِرسه وينسى تماماً النذر.” تذكّر أوخيد الكلمات التي نطقها في وعده عند ضريح وليّ الأولين: “يا وليّ الصحراء إله الأولين. أنذر لك جملا سمينا سليم الجسم والعقل…” والمهري لا هو بالسمين ولا العاقل ولا يملك الجسم السليم بعد. فقرر أن ينتظر حتى يكبر فيسمن ويعقل ويسلم جسمه. عندما حدثت الفضيحة في ساحة الرقص كان المهري البكر لا يزال يسمن ويرتع المراعي الجنوبية، فرأى أوخيد اليوم إشارة فيما حدث. الولي أعلن عن نفسه وحذّرَ. طلب التعجيل بقربانه”[8] .

 وبعد شفاء صديقه الجمل، تدخل الأنثى مسرح الأحداث وتقلبه رأساً على عقب، فبدأ أوخّيد يفكر بالاقتران من امرأة غريبة كان يعشقها عن قبيلته فيطرده أبوه شيخ امنغساتن. وتلك المرأة هي  الحسناء “أيور” القادمة من تمبكتو فيتزوجها دون موافقة والده، ولعنته وتهديده من الحرمان من ميراثه، وتنجب له ولداً.” جاءت الحسناء من “آير” (يطاق آير أحيانا أخرى على تمبكتو أو أغاديس أو كانو) مع أقاربها هرباً من الجدب الذي حاق بتلك الصحراء في السنوات الخمس الأخيرة. وبرغم أن البلاء كان بادياً على الحيوانات البائسة إلا أن الحسناء لم تنقصها النظارة ولم يفقدها طول الطريق البهاء. وإلى جانب جمالها تمتعت بروح مرح وجاذبية. هذه الجاذبية هي التي صرعت أوخيد في أول اللقاء”[9].

وفي غضون ذلك، مات والد أوخيّد، وتشتّتت قبيلته، واشتدّت حرب الطُّلَيانِ مع رجال المُقاومة، فتحُلّ المجاعة أهل الواحة ويهلك الناس من الجوع، أمّا أوخيّد فترك له أحدُعشّاق زوجته كيسا من التمر وكيساً من الشعير،ثم يضيع الكيسان وينقُش في مكان الضائع  رمز المُثلث هو رمز الإلهة ’تانيت,، فيتذكّر أوخيّد النذر، هو ذبح جمل سمين مُقابل شفاء الأبلق، لكنّه لا يفعل شيئاً  لأنّه لا يملك مالاً، وهنا تطلب الآلهة تانيت المهري الأبلق ثمناً للنذر. فرفض أوخيّد ذلك.

ويضطرّ أوخيد إلى رهن المهري الأبلق عند قريب زوجته دودو (ابن عمها) ليتمكّن من توفير لقمة الكفاف لعائلته، لكنّ المهري لا يتحمّل فراق صاحبه فيهرب منه مرّة تِلو الأخرى نحو أوخيّد، حتّى يقرّر الأوخيد استرداد المهري مهما كلّف الثمن، فتقبّل دودو ذلك على شرط أن يطلق أوخيد زوجته ليتزوّجها هو،فيرفض، لكنّ دودو يصرّ على شرطه فيضطرّ أوخيّد  إلى تطليق زوجته، وكان أوخيد اتفق على ذلك لإنقاذ عائلته من المجاعة. ويمنحها لعاشق حَفنتين من التبر فيقبلها أوخيد. ومن هنا جاء تسمية الرواية “التبر”.

ينطلق أوخيّد مع مهريه  لكي يمسح العار الذي لحق به، وسار به إلى إحدى الواحات حيث ينمو نبات “الترفاس” العجيب، وبقي هناك مدة في عزلة إلى أن جاءه أحد رعاة الإبل، وأخبره -دون أن يعرفه- قصة الرجل الذي باع زوجته بالذهب، كما أشاع العاشق في الناس بأنه اشتراه بالتبر. ” إنما يذهب ويقول للناس إنه اشتراها بماله، بحلاله، بالتبر. وهؤلاء هم الشهود. وعبيده هم الشهود, سيشهدون. جاء من آير لاسترداد قريبته. ابنة عمه. بماله. بذراعه. من يستطيع أن يعترض؟ بالعكس. هو شهم. هو بطل. دودو بطل”[10]. فطار عقل أوخيّد حينما علم أن الشائعة قد انتشرت أنه باع زوجته وولده مقابل التبر، فيعود أوخيّد لينتقم من دود وذهب إلى مضارب قبيلته ويقتله ثم ينثر عليه التبر الذي اعطاه إياه، وكان عليه أن يفارق جمله لينجو من أتباع دودو الذين بدأوا بمطاردة أوخيّد كي يقتلوه، لا لأجل الأخذ بالثأر، وإنّما لأنّ العُرف يحتم قتل القاتل كي تستطيع القبيلة تقاسُم ميراث القتيل. فيهرع أوخيّد إلى أماكن بعيدة، وينجح في البداية بالهرب، ثمّ يُقرر في النهاية اللجوء إلى كهوف الجبال، ولأجل ذلك يُطلق مهريه في الصحراء حامياً إياه من الأذى، غير أنّ المهري لا يلبث أن يعود إلى صاحبه فيكشف عن مخبأ أوخيّد للأعداء، وهكذا تمكن أبناء قبيلة دودو من إخراجه من الكهف فيقتلونه بربط جملين يسيران بطريقتين متعاكستين. وذلك بطريقة تانس حسب أسطورة “تانس وأطلانتس” حيث تقول الأسطورة :”قَيّدوا يديه ورجليه بالحبال. جاؤوا بجملين. شدّوا اليد اليمنى والرِّجل اليمنى إلى جمل، وشدوا اليد اليسرى والرجل اليسرى إلى الجمل الآخر .. أحرقوا أجسام الجمال بألسنة السياط، قفز أحدهما نحو اليمين، وقفز الآخر في الاتجاه المضادّ”[11]،ثم قطعوا رأسه وأخذوه للقبيلة حتى يَتَيَقّنوا من قتله. هكذا تنتهي الرواية بشكل  مأساوي، وكانت نهاية تراجيدية لأوخيد،  فالتبر لَوثة الصحراء، يموت صاحبُه بسببه، ويموت أوخيِّد ومهريُّه أيضا بسببه. والعبارات التي جاءت على لسان أوخيِّد، ورغبته للانعتاق من الزوجة والأولاد، والتمسك بالبعير “المهري الأبلق، لها دلالتُها البعيدة؛ فكأنه أراد أن يؤكد على فكرة الأنثى المذنبة، الأنثى نفسها كانت سبباً في بلاء الأبلق. فالأنثى هي سبب جَرَب المهري، وهي سبب بُعده عن القبيلة وتشتتها وضياعها فيما بعد.

والشيء السلبي في الرواية هو الأمر الذي يضمّ بين جوانحه نفسا حساسة وطافحة بقيم العزة، يتمثل ذلك في عدة مستويات في متن الرواية، فعندما آثر “أوخيد” اتباع مشاعره ضد ما كان يرغب فيه والده، وتزوج “أيور” وغادر القبيلة إلى الحدود السفلية المتاخمة لحدود “فزان”. وهنا صادف أن حاصرهم القحط، فقتر عليهم في الرزق، أخبرته زوجته كحل أخير لتلافي الجوع، أن بندقيته لن تعدم ثلاث رصاصات ينهي بها حياتهم في الصحراء، لم يجب “أوخيد”، ولم يستنكر هذا الخيار، وبينه وبين نفسه وجده اقتراحا عمليا يجنبهم مغبة العار، هذا المشهد الروائي يفصح لنا بوضوح عن ذلك الاتفاق المسبق بين سكان الصحراء وبين الأزواج، فالموت بالرصاص أخف على أنفسهم من استجداء الناس، ومما يزيد من تصوير هذا الموقف أن اقتراح “أيور” جاء في سياق التأسي بعائلة مكونة من زوجين وثلاثة أطفال، ولولا أن جثتهم لحقها التفسخ والعفن لما انتبه إليهم أحد، قال إمام الجامع: “إنهم ماتوا مخنوقين، خنقهم الأب حتى يمنع صراخهم من الوصول إلى آذان الجيران”، تحت وطأة الجوع قضوا نحبهم في صمت، لم يشعر بهم أحد حتى جيرانهم.

والجمل (المهري الأبلق) الذي يقوده الى تنمية الحدث،ظهر في الرواية كالبشر، فيه من الحكمة والصبر والفلسفة. والكاتب أراد من خلال روايته هذه أن يزود القارئ بالمعلومات المهمة  عن حياة قبيلة الطوارق بما فيه تاريخها وثقافتها في الصحراء، وقسوة العيش التي يعانيها مواطنوها، والجدير بالذكر أن الكاتب قد عاش بين هذه القبائل وهو أحد أبنائها، كما أنه مطلع بشكل واسع على حياة هذه القبائل، وإلا ما استطاع أن يكتب مثل هذه الرواية بالتفاصيل الدقيقة عن حياتهم، وعن جغرافية صحرائهم، وعن معتقداتهم وأساطيرهم، وجوانب من تراثهم القديم. وهذه ميزات ينفرد بها الكاتب.

 

الصراعات والثورات في الرواية:

في الرواية، نجد شخصية أوخيّد أنه يريد أن يتزوج بالحسناء ’أيور’ التي تنتمي إلى قبيلة آير، لكن الأب لم يوافق، بل خالف وبعث له بالجواب الصاعق “<<لا بارك الله لك فيها>> بهذه الوصية بعث له أبوه مع الشيخ موسى، لم يتوقّع إجابة مثلها من أبيه، فطافت في عينيه سحابة غضب، فهدده موسى بسبابته: “تمهل. لا كما يجيب الأب يجاب” فبلغ غضبته، ونهض كي يخفي قهره في الصحراء”[12]. هكذا يدخل أوخيّدفي صراع مع نفسه من جهة، ومع الأب والعادات والتقاليد من جهة أخرى، لأن والده أراد أن يزوجه ابنة عمه.، فالخلاف معه بالزواج من فتاة من قبيلة مهاجرة غير معروفة لكن ” الشيخ موسى هو الذي توسط بينه وبين الوالد في خلافهما الأول، إذ أراد أن يحصّن المشيخة في نسله ويحفظها من الأغراب فقرر أن يزوجه بنت عمته.”[13]. لقد فهم أوخيّد الآن سبب منع الوالد لزواجه من حسناء آير، والسبب هو السلطة والزعامة.

لكن أوخيد لم يخطر بباله أنه يتزوج ابنة عمته لأنها فتاة بليدة لا جاذبية لديها ولا مواهب “فتاة بليدة، مطفأة العينين. لا شرر ولا شعر. لا جاذبية ولا مواهب، فتاة عادية ذات ملامح مرضية. ثم إنها لم تخطر له على بال في يوم من الأيام. لم ير فيها المرأة . لم ير فيها الأنوثة، فكيف يجرأ ويتزوجها؟”[14].

يعيش أوخيّد في صراع مع نفسه، صراع لا بدّ أن ينتهي باختيار أحد الأمرين، إما طاعة الوالدين، والحصول على  رضاهم، أو الزواج مع الفتاة التي أحبها والحرمان من الميراث، وفي آخر المطاف فضّل التمرد على الأب و على القبيلة وعاداتها.، هو تمرّد عن الصحراء وناموسها. لقد تزوج أيور فتاة أحلامه. وفي المقابل بدأ آثار غضب الصحراء والعادات والتقاليد من أول يوم من زواجه. “النتيجة تبرّأ منه. قال للشيخ موسى: “أبلغ الأحمق أن أيموهاغ (الطوارق) على حق عندما سنّوا النسب إلى الأم، قل له أن يرافقها إلى بلاد السحرة (تمبكتو)” ثم حرمه الميراث فانفصل عن القبيلة”[15]، كانت هذه أولى آثار اختياره، غضب الأب عليه وحرمانه من الميراث، لكن لم يزل عقاب خروجه عن تقاليد القبيلة والصحراء معاً، وبالفعل تتوالى المصائب على أوخيد من مصيبة إلي أخرى، حتى وقع ضحية الخديعة من ابن عم زوجته ’دودو’ الذي قام بإقراضه المال في المجاعة حتى أصبح لا يستطيع السداد وبعدها بدأت رحلة الابتزاز.، أول الأمر أخذ منه جمله المهري الأبلق، وبعد مدة لم يصبر على فراقه لكن دودو عرف كيف يضغط عليه بتعذيب الجمل، وإذا لم يتحمل أوخيد ذلك وأراد أن يسترده، طلب دودو منه -في المقابل- أن يسلّمه زوجته ’أيور’ التي ضحى من أجلها، واغضب الوالد والصحراء من أجلها. ثم العار الذي شاع في القبيلىة أنه باع زوجته وطفلته بالذهب، فقَتَلَ أوخيدُ دودو وقُتل. فاجتمعت اللعنات عليه، لعنة الأب، ولعنة العرف، ولعنة القبيلة ولعنةالصحراء. هكذا ستبقى قصة أوخيّد بتمرد على أبيه وتزوجه فتاة أحلامه أيور ثم فقدان زوجته لجمله،المهري الأبلق، ثم فقدان حياته في آخر الرحلة، رحلة التحول التي توقفت به في محطة الفناء.

“يصوغ نص التبر وجوده بالعلاقة التي نشأت بين أوخيد والجمل، والتي كانت محور النص، ولقد استعان الكوني بالبيئة الصحراوية لتأثيث نصه، كما استعان بالتاريخ والأسطورة من أجل صقل النص وصياغته بحيث تخدم المظهر والمخبر”[16].، والكوني الذي يمتلك لغة أدبية جميلة قد خلط الواقع بالخيال الأسطوري في هذه الرواية، فقد عاد إلى الجذور البعيدة للطوارق، مروراً بالإسلام، وعرج قليلاً على الاحتلال الإيطالي لليبيا، لتدور أحداث روايتة في تلك المرحلة .

الرموز والإشارات في الرواية:

ترتكز رواية التبر على الرمز الذي يُقدم رواية باطنية تختلف عن رواية الظاهر، والصراع الأساسي هنا يتمثّل في صراع الحرية مُقابل العبودية، فالصحراء هنا ترمز إلى الحرية، والتبر والمهري الأبلق يرمزان إلى العبودية، ويندرج تحت هذين الرمزين سلسلة من الرموز الأخرى، فكل ما في داخل الرواية رمز أو بالأحرى إشارة وفق قاموس إبراهيم الكوني اللغوي، فالحلم إشارة، والسر إشارة، ورسومات الكهف إشارة، وحيوانات الصحراء إشارة وغيرها.

أمّا المرأة فهي إحدى الإشارات التي عجز عن فهمها أوخيّد فأُصيب باللعنة، واللعنة في أقسى أشكالها منفى، والمنفى حرية، ففيه ينعتق المرء من أسر الملكية فيتحرر، غير أن أوخيّد ولأنّه عبد أعمى، أي أنّه عبد لا يُدرك أنّه عبد، لذا لم يستطع أن يتحرّر وهو حي، وربما تحرر حينما مات، أي حين تمكّن في لحظة موته من فهم معنى الإشارة.

 الأسلوب:

أما بالنسبة إلى محتوى النص في الرواية، فلقد استخدم الكوني لغة راقية خلط فيها بين الشعرية والغموض، بين الوصف والمجاز. وكان في بعض الأحيان يمزج في مقطع واحد الوصف، والمجاز والشعرية، على سبيل المثال نأخذ مقطعا من الرواية  يصف فيه جمل أوخيد المهري الأبلق، “عاد من إحدى الغزوات كئيبا. انطفأ بريق المرح في عينيه الكبيرتين ودلى شفته أكثر. وقف في العراء هادئاً، صامتاً، يشيّع الأفق المتراقص في ألسنة السراب السماوية، بنظرة حزينة”[17].

ومن حيث اللغة، ففي المقطع السابق نلاحظ أن الكوني يختار الأفعال وزمنها بدقة بحيث تتلائم مع مقتضى الحال، فالكوني يصف لنا الحالة التي آل إليها مصير الجمل الأبلق، هذا الجمل الذي حاز جَمال الجِمال، فكان  يضرب به المثل في الجمال.، وكان من فصيلة نادرة، فكأنه يتحسر على حاله  ويحن إلى ماضيه الجميل، ويظهر ذلك من خلال استعمال الأفعال الماضية:  فمن خلال الفعل <<عاد>> يبرر الكوني أن الذي أصاب الجمل ليس مرضاً وراثياً، إنما سببه مخالطته بجمال النجوع المجاورة.، والفعل <<انفطأ>> يوحي بأن الحاضر يخلتلف عن الماضي، ففي الماضي كانت عيناه منيرتان بالمرح. والفعل <<دلى>> يدل علامة من علامات المرض. “يشيّع” هذا الفعل المضارع الوحيد، فدلالة فهو يعني الوداع إلى المثوي الأخير، فكأنه يودع حياة الجمال ويستقبل الميستقبل بنظرة حزينة.

 اختار المؤلف في سرد أحداث الرواية التشويق كخاصية أسلوبية تكون الجسر بين السارد والقارئ، ولأجل هذه الوظيفة، استخدم مُفردات من المُعجم اللغوي الصحراوي. واستخدم كلمات وجمل صغيرة، وركز على استخدام علامات الترقيم.  كما جرى استخدام تقنية الوصف، والتكرار، والتقديم والتأخير، إلى جانب استخدام تقنيات سردية مُتعددة وأهمها الاستفهام، والنهي، وغيرها.

يستخدم الكوني أيضاً بعض التقنيات السردية من أجل صياغة نصه الروائي، فمثلاً يستخدم تقنية الاسترجاع، وهي العودة إلى الأحداث الماضية، وقد يكون هذا من أجل التوضيح أو للتذكير أو لإضاءة إحباط الحاضر. “تذكر كيف رعاه وربّاه عندما تلقا هدية من الزعيم المهيب وهو لا يزال مهران، كان يسرق الشعير من الخباء ويطرحه في راحتي يديه ويقدمه له”[18]. وكل ذلك قد تجلّى  من خلال الآتي:

–  تُسيطر ثُنائية البقاء والفناء على الفضاء الصحراوي.

–  يرتكز النص على الميثيولوجيا حيث قام الكوني بتوظيف الرموز، والإشارات، والأساطير.

– تظهر الأسطورة داخل النص حية مُتفاعلة ومُشكّلة مسار الأحداث ومُؤثرة على تطوّر الشخصيات.

– يحتلّ الحيوان مكانة كبيرة عند الكوني، وله دور رئيسي داخل الرواية.

– ارتكز الكوني على التناص في بداية بعض فصول الرواية لتقوم بدور تمهيدي إشاري يشير بشكل غير مُباشر بما سيقع من أحداث، كما ارتكز على الملمح الصوفي في سرد الرواية.

الحِكَم المتناثرة بين دفتي الرواية:

تتناثر كلمات الحكم والمعرفة في الرواية. وهذه من الأمور التي تميّز الرواية وصاحبه كليهما. وعندما يقرؤها أي قارئ، يجد هذه الكلمات الثمينة الغالية بين دفتي الرواية ويجد أنها تزيد من عقلها ومعرفتها أيضاً. أذكر هنا بعض كلمات الحكم المذكورة في الرواية:

  • من فقد عقله، فقد نفسه.
  • الحسد أقوى من السم.
  • عين الحسود أفتك من السهم المسموم.
  • الشجاع لا يهرب من نفسه.
  • إذا وهبك الله الصبر في الصحراء، وهبك كل شيئ.
  • في الشباب يتفتح الطيش.
  • الله جميل يحب الجمال.
  • الجمل لا ينسى الإساءة.
  • أخوة الدم أقوى من أخوة النسب.
  • الصبر هو التعويذة الوحيدة ضد البلاء.

الخاتمة:

 وفي النهاية نقول:  إن رواية “التبر” رواية رائعة ذات أهمية أدبية قصوى. يمكن للقارئ أن يجد فيها جميع ما ينبغي أن يكون هناك في أي عمل أدبي ففيها المأسات، والصراعات، والثورات واللعنات. وهي مملوءة بالرموز والإشارات كما هي تحمل المعلومات الشاملة الهامّة عن الصحراء الأفريقية الليبية وموجوداتها وسكّانها.  أسلوبها شائق وجذّاب ومقولتها الأساسية هي أنّ الصحراء هي الطهر والقداسة،والتبر والأنثى هما ما يدنس الصحراء. والرسالة المهة التي يريد الكوني أن يبلّغ سكان الصحراء خاصة والقارئ عامة هي أن لا يكون الإنسان حراً إلا إذا ابتعد عن المال والأنثى.

هوامش المقال:

[1].إبراهيم الكوني – رواية التبر، ص، 124

[2]بلعابد، عبد الحق، عتبات،ص65

[3]. أحمد مختار عمر – اللغة واللون، عالم الكتب، القاهرة، ط – 2، ص- 164، 1997م.

[4] إبراهيم الكوني – التبر، ص،8..

. المصدر نفسه، ص:16.[5]

[6]المضدر السابق- ص 77

الكوني، إبراهيم،التبر، ص 7[7]

[8]الكوني، إبراهيم، التبر، ص 65

الكوني، إبراهيم،التبر، ص 67 [9]

[10]. الكوني,إبراهيم, التبر، ض 140-141

[11]. المصدر نفسه- ص، 159

الكوني ،إبراهيم – رواية التبر، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط – 3، ص67، 1992م. [12]

الكوني ،إبراهيم – رواية التبر، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط – 3، ص71، 1992م. [13]

نفس المصدر، ص71، 1992م. [14]

المصدر  السابق، ص73. [15]

  1. شريف،عكازي، الصحراء وطاقتها الترميزية في أعمال إبراهيم الكوني الروائية، أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه، جامعة قاصدي مرباح، الجمهورية الجزائرية، ص 125.[16]

الكوني،إبراهيم ، رواية التبر، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط – 3، ص67، 1992م. [17]

الكوني،إبراهيم ، رواية التبر، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط – 3، ص20، 1992م.[18]

المراجع والمصادر:

[1].  إبراهيم الكوني – رواية التبر، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط – 3، 1992م.

  1. أحمد مختار عمر – اللغة واللون، عالم الكتب، القاهرة، ط – 2، 1997م.
  2. محمد عقيلة العمامي، قراءة في الرواية الليبية….. من كتاب أكسفورد “تقاليد الرواية العربية”، بوابة الوسط – 2018م.
  3. سمر روحي الفيصل، دراسات في الرواية الليبية، المنشأة العامة للتوزيع والنشر ، 1983م.
  4. سمر روحي الفيصل، نهوض الرواية العربية الليبية، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1990م.
  5. مدخل إلى تاريخ الرواية المصرية، طه وادي، ط 2، دار النشر للجامعات.
  6. هيكل رائد الرواية، السيرة والتراث، طه وادي، ط 2، دار النشر للجامعات، 1999م.
  7. الأدب العربي المعاصر في مصر، د. شوقي ضيف، ط1، دار المعارف القاهرة، 2001م.
  8. بواكير الرواية، محمد سيد البحراوي، ط 2007م، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة.
  9. دراسة في أدب عبد الرحمن الشرقاوي، ثريا العسيلي، ط 1995م، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  10. بناء الرواية، سيزا قاسم، مكتبة الأسرة، القاهرة، 2004م.
  11. الخطاب الروائي / ميخائيل باختين، ترجمة، محمد برادة: دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، ط 1، 1987م، مقدمة محمد برادة.
  12. دراسات في نقد الرواية / طه وادي، 1992م، دار المعارف القاهرة.
  13. التشكيل الروائي عند نجيب محفوظ / محمد أحمد القضاة، ط 1، 2000م، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.
  14. أتحدث إليكم، نجيب محفوظ، ط 2، 2006م، دار العورة، بيروت، 2014م.

 *الباحث في الدكتوراه، بقسم اللغة العربية، جامعة دلهي، الهند

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of