+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

حنا مينة والرواية الواقعية في سوريا
د ، عبد المجيد الأندرابي/تنوير أحمد مير

المقدمة

كلمة “الواقعية” هي اشتقت من وقع أي حدث ومنه الواقع والواقعية التى ترتكز على معالجة الأشياء ومشاكل الناس وفق ما حدث و وقع في الواقع. إنها كمذهب أدبي ظاهرة جديدة لكنها كمفهوم ومدلول لغوي كلمة قديمة قدمّها الأدب و الفن حتى كانت توجد في زمن أفلاطون حيث انتقد الأدباء المعاصرون له على أنهم ال يهتمون بالحقائق نفسها فيخدعون الناس الذين يثقفون بأن الأدباء مهما يقدمون لهم هو الحياة نفسها[1].وكانت الواقعية في البداية بسيطة جدا تقصد إلى وصف النفوس و تصوير الطبيعة والأحوال اليومية بطريقة صادقة وموضوعية[2].والمدرسة الواقعية في الأدب تجعل  العالم كله مادة للتصوير، وهذا يساعد الأديب في النظر بشمولية أكبر وموسوعية أعمق، ويكون متمعا بمساحة كبيرة من الحرية في التعبير و التصوير ولكن لابد من الانتباه إلى أن التصوير في هذا الصدد لايُقصد به علم البيان وما فيه من تشبيه وصور مجازية واستعارات،انما المقصود تصوير الواقع تصويرا موضوعيا دقيقا بعيدا كل البعد عن الانطباعات الذاتية والأفكار الشخصية والآراء التعسية الفردية[3].

وأن ظهور الرواية الواقعية كان نابعا من ظروف البيئة وطبيعة المرحلة التى بدأ يجتازها المجتمع العربي المعاصر. فالبيئة الشعبية موضوع هام عند روائي القرن التاسع عشر في أوروبا وعند كتّاب الرواية العربية الواقعية في القرن العشرين.وبدأ تظهر الرواية الواقعية في الأدب العربي في النصف الثاني من القرن العشرين إلا أن الأدباء الواقعيين العرب لم ينتهجوا منهج الواقعية الغربية بنظرتها المتشائمة ورفضها للحياة بل سلكوا لأنفسهم مسلكا خاصا مستوحى من واقع المجتمعات العربية بمشكلاتها الاجتماعية والسياسية ،فراحوا يكشفون عيوب المجتمع يصورون مظاهر البؤس والحرمان غايتهم من كل هذا الإصلاح.

إن الرواية الواقعية هي مدرسة الإخلاص في الفن تعنى تصويرا دقيقا مخلصا للواقع العادي والتعبير عنه خلال البحث الانسانية والاجتماعية معا.إنها انعكاس صادق للشخصية الانسانية في علاقتها المتعددة مع الواقع، واظهار واضح ما في الحياة من الأشياء منطقية ونموذجية لا لبس فيها ولا ابهام.فأضاءت أضواء المدرسة الواقعية وخصائص الرواية الواقعية في الأدب العربي منذ منتصف القرن العشرين،.وأثبتت الرواية الواقعية أنها الاتجاه الجمالي الأكثر ديمومة وانفتاحا على التجدد والتطور طوال ما يزيد عن ثلاثة قرون من تاريخها الحافل.قابلية هذه الرواية للتطور من داخل فضائها السردي والحكائي بنية وتقنيات ومنظورا سرديا، هو الذي منحها هذه القدرة على الاستمرارية والتجدد، عبر هذا التعاقب الذي عرفته، من الواقعية الطبيعية إلى الواقعية الاجتماعية والواقعية الاشتراكية وصولا إلى الواقعية السحرية التى تعد الإضافة المهمة التى جاءت من خارج حدود القارة الأوروبية[4].وفي الألفاظ الأخرى هي نقد الحياة وكشف عما فيها من شرور وآثار لأن هذا الكشف هو الذي يظهر واقع الحياة وحقيقتها الجوهرية، وهي حركة فنية نشأت فيى النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا وتعنى الواقعية بتصوير الأشياء والعلاقات، بصورة واضحة كما هي عليه في العالم الحقيقي الواقعي[5].في الأدب العربي انتشرت المدارس الأدبية فكثرت أتجاهاتها الخاصة وأفكارها التى شكلها الأدباء والشعراء في الحقبة الخاصة بهم وتوجهاتهم التى أعربت عن المدرسة الخاصةبهم في توليد الشعر والروايات وجاء أبرزها المدرسة الواقعية في الأدب العربي.

أنواع الرواية الواقعية

1- الواقعية النقدية:إنها تصور ماهية الواقع وجوهر أشيائه وتمهل الأحداث السطحية التى لا تحدث إلا بين الفينة والفينة.وفي مفهوم البحث العلمي والأكاديمي، هومصطلح فلسفي نظري يقول إن بعض البيانات التى نلتمسها بحواسنا تمثل بدقة حقيقة الأشياء في الحقيقة.وبمعنى آخر، تدعو النظرية أن واقعنا هو تصور عقلي بحت يحاول أن يفسر الحقيقة بناء على ما يدركه العقل.وتصور واقعية النقدية الواقع وتقوم بنقده ولها نظرة سوداوية للواقع وسميت أيضا بالتشائمية.ومن أعلام الواقعية النقدية هم: جون لوك ،رينية ديكارت، ولفرد سيلر، صمويل ألكسندر، جون كوك ويلسن، هارولد بيكارد، هنري برايس.

2-الواقعية الاشتراكية:واحد من تيارات الواقعية، وقد ظهر رسميا عام1932م في الاتحاد السوفيتي في بداية القرن العشرين وساد فيه وفي الدول الواقعة تحت تأثيره.وتهدف إلى الاهتمام والدفاع عن الطبقة العامة لبناء مجتمع جديد بعيد عن السلبيةو هي ضد الواقعية النقدية فقد سميت بالتفائلية.ومن أبرزهم: مكسيم غوركي، وتبعه أدباء آخرون مثل جون ريد وهنري باريوس.

3-الواقعية الطبيعية: هي امتداد للواقعية النقدية لكنها أكثر علمية وموضوعية منها،فبعد تطور العلم أرادت الواقعية الطبيعية أن يعكس هذا العلم على الأدب سواء الرواية أ المسرحية.من أعلامها: إميل زولا الذي كتب “الحيوان البشري”والمفكر الفرنسي غوستاف فلوبير.

4-الواقعية النفسية:هي أسلوب الكتابة التي برزت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.إنه نوع من النوعية العالية للكتابة الخيالية، حيث يركز على الدوافع والأفكار الداخلية للشخصيات لشرح أفعالهم.يسعى كاتب الواقعية النفسية لإظهار ليس فقط ما تقوم به الشخصيات ولكن أيضا لتوضيح لماذا يتخذون مثل هذه الأعمال.غالبًا ما يكون هناك موضوع أكبر في روايات الواقعية النفسية، حيث يعبر المؤلف عن رأي حول قضية اجتماعية أو سياسية من خلال شخصياته[6]

أهم رواد الرواية الواقعية ورواياتهم الشهيرة

أهم أدباء الواقعية في الأدب العربي الحديث بصفة عامة عبد الرحمن الشرقاوي في روايته الشهيرة “الأرض” ونجيب محفوظ ويوسف إدريس و يعتبر نجيب محفوظ أبرز أديب اعتمد الواقعية في أعماله الغزيرة مثل”القاهرة الجديدة” سنة 1945 و”خان الخليلي” سنة 1946.و”زقاق المدق” سنة 1947، و”السراب” سنة 1948، و”بداية ونهاية” سنة 1949، وبعد ذلك الثلاثية:”بين القصرين”و”قصر الشوق”و”السكرية”، فقد حرص محفوظ على الاحتفاظ بأسماء الأماكن وهذا مؤشر أولي على الواقعية وكذلك الاهتمام بمشاكل الطبقتين الدنيا والوسطى اللتين شكلتا غالبية المجتمع المصري.بعد ثورة يوليو عام 1952 كتب نجيب محفوظ أعمالا واقعية تندرج فيما اصطلح عليه بالواقعية النقدية فقد شرح المجتمع المصري وانتقد عدد من المظاهر السلبية مثل الانتهازية والخيانة والنفاق من تلك الأعمال” رواية اللص والكلاب” التي تجسد واقع ما بعد الثورة بعين ناقدة ورافضة.

الواقعية في الرواية السورية:المرحلة الواقعية في الرواية السورية الحديثة تبدأ بعد نهاية الحرب الثانية حتى وقوع كارثة 5 يونيو 1967م تقريبا. وقدشهدت ازدهارا فنيا لافتا ويعود ذلك إلى أسباب عديدة منها زيادة الاهتمام بهذا الشكل من التعبير النثري،و الايمان بقدراته على الخُلق و التوصيل ومنها انتشار الثقافة النقدية القصصية بعد مرحلة الشعر وقبيل مرحلة المسرح. ومن يتتبع تطور الأنواع الأدبية في بلاد الشام يجد أن الشعر ونقده استغرق فترة ما قبل المأساة(1948م)، ثم بوز بعدها فن القصة بنوعيها الطويل والقصر وثقافتهما النقدية.[7]

وأن الكتابة السردية الحديثة في سوريا اهتمت بالقضايا والموضوعات الوطنية والقومية والاجتماعية والتربوية وعندما كثرت الموضوعات المتعلقة بالأرياف،ووّظف الروائيون خطاب السخرية والتهكم من أحوال التخلف والقهر، واستعان بعضهم بالخطابات المرموزة حين تناولوا الجانب السياسي، وعلى العموم ساد في موجات الرواية السورية لدى جيل ما قبل الألفية النزوع تجاه الرومانسّية الحكائية، ابتداًء من الرواية السورية الفنية الأولى (نهم) للجابري -كما مّر معنا آنًفا- وكما كتب حسيب كيالي رواية (مكاتيب الغرام) التي غلف خطابها بالسخرية اللاذعة، ورواية (أجراس البنفسج الصغيرة)، ورواية (نعيمة زعفران)، وأصدر فارس زرزور ثلاثيته التاريخية (حسن جبل) و(لن تسقط المدينة)، ورواية (كل ما يحترق يلتهب). وقد غلب على موضوعات الرومانسيين الجانبين التاريخي والاجتماعي، إلى أن كتب عبد السلام العجيلي رواية (باسمة بين الدموع) فأضفى عليها قدرا من الحكائية الموشحة بنزعة رومانسية،وانقطع عن كتابة الرواية.[8]

ثّم ساد المذهب الواقعي تساوقاً مع سيادته في الدول الغربية المتحضرة، فنجد من كتب في الواقعية الحكائّية، وكانت رواياتهم نقدية أو تسجيلية وثائقية أو تقدمية الطابع، كرواية (المصابيح الزرق) لـحّنا مينة، ثّم كتبت روايات وفق مقتضيات المذهب الواقعّي، كرواية (في المنفى) لـ جورج سالم، وفي  الواقعية الاشتراكية المصابيح الزرق لحنا مينة، التي صور فيها بيئة الفقر في الساحل السورّي إبان الحرب العالمية الثانية.

و من أهم الكتاب الواقعين في هذه المرحلة من السورية: مطاع الضفدي ، وليد إخلاص، إسكندر لوقا، إلفة إدلبي، كوليت الخوري، مواهب الكيالي، شوقي بغدادي، على يلدور،غازي الخالدي، أديب النحوي، غادة السمان،بديع حقي، شكيب الجابري، فاضل سباعي وحنا مينه.

حنا مينة ومساهمته في الرواية الواقعية

أديب روائي سوري ولد في اللاذقية عام 1939 لعائلة فقيرة، عاش طفولته ( في حي المستنقع ) إحدى قرى لواء اسكندرون على الساحل السوري ،و في عام 1939 عاد مع عائلته إلى الالذقية و هي عشقه و ملهمته بجبالها و بحرها.فقد كافح كثيرا في بداية حياته ، يزعم أنه ولد بالخطأ أو كيفما اتفق فيقول:(رزقت أمي بثلاث بنات كن فيى ذلك الوقت ثلاث مصائب، فطلبت من ربها أن ترزق.بصبي فجئت أنا هكذا كيفما اتفق) عاش حنا مينه في وسط فقير يسوده البؤس وتخيم عليه التعاسة، ونشأ حنا مينه في هذا الوسط طفلاعليلا شاحبا يعاني من سوء التغذية وقلة الحيلة. ونظرا لهذه الظروف الصعبة فقد تعذر عليه إكمال دراسته بعد أن نال الإبتدائية، ليعمل ويكسب المال اضطر حنا مينه ليساعد أباه وأخواته ولو بقروش قليلة لإدامة الحياة للعمل في سن مبكر، فأثر أن يعمل حمالا في المرفأ مع والده. ولكن سوء التغذية جعل منه صبيا نحيلا غير قادر على القيام بعمل جسدي شاق وحين أحس بضرورة مساعدة عائلته المعدومة ماديا ذهب إلى الميناء و حين اكتشف عدم قدرته على رفع الأكياس شعر بالأسى، وحين برزت حاجة لكتابة بيانات بسيطة على الاكياس اختاره ( المعلم ) لأنه يتقن الكتابة[9].

إن فضاءات حنا مينة قد تتعدد من قرية ومدينة، بر وبحر، شرق وغرب، وتتغير شخصيات رواياته. فالقرية هي عالم ضيق تجده أطر محددة تلجم فكر الناس وتقيد مجالات تطورهم نظرا لسيطرة الإقطاعيين على معظم الأراضي، كما ينعكس ذلك، بالأساس في ثلاثية السيرة الذاتية. أما المدينة، مدينة مينة، فهي أحياء شعبية فقيرة، شأنها شأن القرية ترزح تحت نير الفقر،وتتعارك مع الطبقية والانتهازية على أمل الفوز بحياة حرة كريمة.

يقول حسام الخطيب إن الواقعية السورية أصبحت الاتجاه المسيطر في سنوات الستينيات بصورة متوازية مع تنامي التيار الوجودي من جهة وانتشار الأفكار الماركسية من جهة أخري ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية. إن الأدب مرتبط بالواقع برباط مرجعي والكاتب الواقعي يري أن الكلمات قادرة علي التعبير عن الواقع المعاش للناس وأن هناك تطابقاً بين الكلمات والواقع ولو أن الرؤية الساذجة للعلاقة بين الواقع والكتابة تغيرت بعد الحرب العالمية الثانية. “وروايات حنا مينة تمثّل تجربة متكاملة يرصد بها جذور الواقع ويتتبع حركة تطّوره ويرهص بمجتمع جديد يعيد للإنسان إنسانيته التي سلبها المجتمع الطبقي المتناحر القائم علي استغلال الإنسان وهو ينطلق في رواياته من مفهوم للإنسان يتمثّل في كونه كائناً طبقيا”[10].وروايات حنا مينة الواقعية التى اشتهرت بجمالها وكمالها في الفن الروائي والتى تجذب القارئ إليها جذبا عميقا وهو المبدع العربي السوري الذي قدّم لنا أربعين رواية فتحت للرواية السورية آفاقا واسعة لتمتد وتنتشر في أغلب أرجاء الوطن العربي.وأحس أغلبهم وبخاصة الطبقة الفقيرة- أن هذه الروايات تحكى واقعهم وكان كاتبها عايشهم لحظة بلحظة.وروايات حنا مينة تتميز بالواقعية وتعكس جوانب متنوعة من الحياة.وقد كشف حنا مينة عن سمات شخوص روايته الإيجابية، فهم مغامرون وكرماء وشجعان ويحاولون امتلاك مصائرهم بأيديهم، ونحا بموضوعاته نحو الحرية والحب والشهامة بمواجهة الظلم الاجتماعي والقهر السياسي والاضطهاد الطائفي، وشرع حنا مينة في تغيير منهاجه الواقعي الاشتراكي منذ أواخر الثمانينات.[11]

ويلح حنا مينة في مقابلة له مع مجلة النهج في عام ١٩٨٥م على الطابع الإنساني العميق للعلاقة التي يقيمها الأدب مع الواقع .يقول في البدء علي أن أقول ما أعتقد وما أثبتته التجربة الروائية التي عشته. وهذا الاعتقاد هو أنّه لا شيء يدخل الذات أوينعكس فيها ويخرج منها بنفس الشكل الذي دخل .الذات معمل داخلي، كيميايي، يمزج العناصر الواردة إليه ويطّورها بطريقة أخري .ولهذا قلنا وسنظّل نقول إ ّن الانعكاس عملية معّقدة بأكثر مما يتصّور المرء للوهلة الأولي. وحتى المدرسة الانطباعية لم ترّد الأشياء الخارجية بنفس الطريقة التي التقتها عدسة العين ومن هنا تتشكل الأشياء بعد انعكاسها في الذات وتغدو أشياء أخرى. إ ّن حنا مينة يأخذ بنظرية الانعكاس الماركسية ولكنه يؤكد أن هذا الانعكاس مار علي غربال الإحساس البشري وينسي أن يضيف غربال الكلما. وهو يقف في المقابلة نفسها ضد المثاليين الذين يعتقدون أن الفكر يسبق الوجود وهكذا يلتحق بمفهوم الواقعية الكلاسيكية المستوحاة في سورية من ترجمة الكتّاب الفرنسيين الكبار في القرن التاسع عشر والتي جري تكييفها مع متطلبات الحياة العربية. إ ّن حنا مينة مؤلّف متفائل قانع بأ ّن الأشياء يمكن أن تتغير وأن الصراع يجب أن يقود إلى تقدم التاريخ وهو يلتقي مع أهداف الواقعية الاشتراكية التي يعّده النقاد رأس القافلة فيها ولا سيما مع صدور” الثلج يأتي من النافذة. إن تيار الواقعية الاشتراكية جري تأسيسه في الاتحاد السوفيتي منذ ١٩٣٢م يأخذ أبعادا واسعة في العالم العربي في سنوات الأربعينيات، وهو لايشكل مدرسة أدبية حقيقية بقدر ما يثبّت أهداف أدب الملتزم بطريق الاشتراكية. ويتعلّق الأمر هنا بإظهار الناس والأحداث في تطّورها الثوري لإيقاظ وعي الجماهير وخلق أبطال إيجابيين مهّمتهم الإشارة إلي الطريق الصحيح وتقوية ارادة تقليدهم. إ ّن حنا مينة يتبني هذه الأفكار ولكن غن تجربته يأتي من أنّه يبيح لنفسه كل الحريات للتوصل إلي هذه الأهداف وكل إجراء أدبّ مهما كان شرعي في رأيه حين يندرج في المشروع السردي للرواية ويخدمه. “يقول مينة في عام ١٩٨٠إ ّن المدرسة الواقعية يمكن أن تهضم مجموع التيارات المعروفة سواء أكانت رومانسية أم رمزية، وهذا الموقف يفسَر كيف أنّه يستخدم الرمز أو التقنيات عصرية في رواية” الثلج يأتي من النافذة([12].ومن رواياته الشهيرة:المصابيح الزوق(2012م)،ونهاية رجل شجاع(1994م)وبقايا صور(1973م)والشمس في يوم غائم(1985م)والشراع والعاصفة(2011م).

خاتمة:

وصلت في هذا البحث إلى أن حنا مينة روائي واقعي يعالج قضايا المجتمع بجوانبه المتعّددة وبذلك قدم إلينا الصورة الحقيقة. إنّ رواية” الثلج يأتي من النافذة “من الروايات ذات الشخصية الرئيسة الوحيدة وهذا يتيح للكاتب أن يتعّمق ومن هنا يكشف لنا المشاعر والأطوار والتناقضات جميعاً. تتمتع الرواية بالواقعية حيث كانت الشخصيات يحملون أفكارهم وأعمالهم المتميزة وإن لهم ماضياً وتاريخاً والأمكنة التي يستخدم حنا مينة شديد الارتباط بتجربة من تجارب الحياة وأيضاً الحوار في الروايات يشير إلى أن المشهد المتعلّق بفضاء خارج النص ينتمي إلى الواقع. وإلى جانب ذلك تؤكّد الرواية أهمية الموقف الذي يتّخذ البطل، والانتماء الحزبي والروابط التنظيمية وتطّور شخصيته خلال الرواية وارتقائه إلى مرحلة النضال.

  ركّز حنا مينة في رواياته الاجتماعية على الأحداث التى قد يحدث أو يقع بين عينيه ويؤثره أحوال مجتمعه الخاصة.فكتب الكثير من الروايات التى تصور صورة مجتمع يابس حقيقيا، و استطاع أن يُبرز من خلالها الفكر الحقيقي والقيم الإنسانية الكبرى في صُور فنية ممتعة.

المصادر:

  • الرسيد بوشير، الواقعية وتياراتها في الأدب السرديةالأوروبية، ط 1 ،دمشق دار الأهالي، ص-8.
  • بين الكتاب السردية والقضايا الوطنية(نظرة في تاريخ الواية السورية): أدهم مسعود القاق،مجلة الرافد، 01يناير2021
  • تطور الروااية في سوريا حنا مينة أنموذجا،جمانة محمد نايف الديلمي، ص 05
  • باتريك، كنيدي، حوافز وأفكار الشخصيات في الواقعية النفسية، مجلة العفريت بدون التاريخ.
  • د طه وادي، القصة ديوان العرب، مكتبة لبنان ناشرون2001،2-114.
  • عباس خضر، الواقعية في الأدب، ص-9
  • مفيد نجم، الرواية الواقعية،صحيفة العرب المباشر، 21 يوليو 2015، ص-01
  • مازن الموسوي، الواقعية في الرواية العربية، مطبعة الأوقاف، بغداد، الطبعة الاولى، 1997م،.ص57.
  • نجيب محفوظ والرواية الواقعية، د ،صلاح الدين تاك، مؤسسة براون بوك للطباعة والنشر الخاصة المحدودة نيو دهلي،ط1

هوامش المقال:

[1] -نجيب محفوظ والرواية الواقعية، د ،صلاح الدين تاك، مؤسسة براون بوك للطباعة والنشر الخاصة المحدودة نيو دهلي، ط1

[2] -عباس خضر، الواقعية في الأدب، ص-9

[3] -الرسيد بوشير، الواقعية وتياراتها في الأدب السرديةالأوروبية، ط 1 ،دمشق دار الأهالي، ص-8.

 [4] – مفيد نجم، الرواية الواقعية،صحيفة العرب المباشر، 21 يوليو 2015، ص-01

[5] – المصدر السابق، ص-11.

[6] -باتريك، كنيدي، حوافز وأفكار الشخصيات في الواقعية النفسية، مجلة العفريت بدون التاريخ.

[7] -د طه وادي، القصة ديوان العرب، مكتبة لبنان ناشرون2001،2-114.

[8] -بين الكتاب السردية والقضايا الوطنية( نظرة في تاريخ الواية السورية): أدهم مسعود القاق،مجلة الرافد، 01يناير2021

[9]– تطور الروااية في سوريا حنا مينة أنموذجا،جمانة محمد نايف الديلمي، ص 05

[10] – مازن الموسوي، الواقعية في الرواية العربية، مطبعة الأوقاف، بغداد، الطبعة الاولى، 1997م،.ص57.[10]

[11] -أدهم مسعود، المصدر السابق.

[12] -الواقعية والوظيفة الرمزية في رواية(الثلج يأتي من النافذة)،سهام حسن خضر الزوفي،مجلةRoute educational & S Science journal(RESS)

المراجع

  • في الرواية العربية، مطبعة الاغادير، الطبعة الخامسة، الجزائر،.2017
  • بسام بركة، مبادئ تحليل النصوص الادبية، دار الكتب للطباعة، الموصل، العراق، .1997
  • حمدي الليثي، اصداء المدرسة الرومنتيكية في الادب العربّ الحديث، دارحافظ للنشر والتوزيع، الطبعة الرابعة، السعودية، .2007
  • حسام الخطيب، نشأة الرواية السورية، دار الصفاء للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، .2008
  • فاضل السباعي، اشكاليات الرواية السورية، مطبعة المعري، الطبعة الثانية، دمشق، سورية .2015
  • رياض عصمت، حنا مينة: الحب والكرامة، منشورات أضواء، الطبعة الاولى، بيروت، .1987
  • شكري الماضي، الدلالة الاجتماعية للشكل الروائي في روايات حنا مينة، مطبعة الحوادث، بغداد، الطبعة الاولى، .1998
  • محمد مندور، الادب ومذاهبه، مؤسسة شباب الجامعة، الطبعة الثالثة، الإسكندرية، مصر، 2010م.
  • سمر فيصل، الرواية العربية ومصادر دراستها ونقدها، مطبعة الحمداني، بغداد، .2006
  • محمد الزين، الكاشف في تحليل النصوص الادبية، دار قرطاج للمطبوعات، الطبعة الثانية، تونس، .2004
  • مازن الموسوي، الواقعية في الرواية العربية، مطبعة الأوقاف، بغداد، الطبعة الاولى، 1997م.

 *نوير أحمد مير( باحث الدكتوراه، في الجامعة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا،أونتى بوره، كشمير)، و د. عبد المجيد الأندرابي ( الجامعة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا، أونتى بوره، كشمير)

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of