+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

كلمة المجلة

في الشهر الماضي غمرت موجات الفرح والسرور كل مواطن هندي، مسلما كان أو هندوسيا، سيخيا كان أو مسيحيا، إذ بلغت الهند أوجها في الرقى التكنولوجي عندما هبطت مركبة تشاندريان-3 على القطب الجنوبي للقمر بنجاح من أجل استكشاف سطح القمر، ولكن في نفس الوقت، حدثت حادثة فاجعة صدمت كل قلب يؤمن بالمبادئ الإنسانية والخلقية، وأشارت إلى مدى غور الانهيار الخلقي، والكراهية ضد المسلمين بلغته الهند خلال السنوات الأخيرة.

انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لطفل مسلم يدرس في مدرسة ابتدائية. الطفل المسلم يقف في الصف باكيا منتحبا تسيل على خديه الدموع بينما يتناوب زملائه الهندوس على صفعه وضربه، وذلك على تحريض معلمة هندوسية متطرفة التي تدعوهم لصفعه وتقول “إضربه بشدة”، ثم تقول “علينا أن ندفع كل طالب مسلم خارج هذه المدرسة.” أدهش هذا الفيديو كل من يحمل القيم الخلقية والإنسانية، ولكن رغم ذلك لم يتم اتخاذ إجراءات لازمة ضدها. وهذه المعلمة الخبيثة ظهرت على شاشة التلفزيون تبرر عملها بدلائل مضحكة بدون أي خجل.  

قد تسبب التطرف الهندوسي، والكراهية ضد المسلمين في العدد المتزايد لحالات الإعدام الغوغائي للمسلمين، وتدمير بيوتهم بالهدامة من جانب السلطات، وشن الهجوم على مساجدهم وأحياءهم ومحلاتهم في أنحاء الهند المختلفة، ولكن هذا الحادث زادهم قلقا عن مستقبل أطفالهم الصغار في المدارس الهندية. وهكذا نرى وجهين متضادين للمجتمع الهندي، وجه يدل على الرقى التكنولوجي، والازدهار العلمي، ووجه يشف عنه حضيض الانهيار الخلقي، ومنتهى الكراهية والاستهانة للمسلمين، وللأقليات الأخرى في الهند.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of