+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

فاعلية الوسائل التعليمية في إنجاح العملية التربوية 
الدكتورة  أمينة صامت بوحايك، والدكتورة سعاد قمومية

ملخص:

يهدف هذا البحث إلى معرفة طرق التدريس الحديث في المدرسة الابتدائية ومؤشرات ذلك، ومدى فاعلية الوسائل التعليمية في إنجاح العملية التربوية التي أصبحت تتميز بخضوعها لنظام تعليمي جديد يعتمد على الصورة والألوان والبيانات وغير ذلك، كما يُسلِطُ الضوء على أنواع الوسائل الحديثة المستخدمة في المدرسة مع إبراز أهميتها.

الكلمات المفتاحية: الوسائل التعليمية، المنظومة، التعليم، الطور الابتدائي، التربية.

مقدمة:

يتميز عصرنا الحالي بتطور المعارف والعلوم الذي يظهر في الوسائل التكنولوجية التي أبدعها البشر، فالناس اليوم تعيش في قرية كونية صغيرة تتميز بالسرعة والتغير كل لحظة نظرا للانفجار  المعرفي الرهيب والتطور العلمي المشهود في كل مناحي الحياة، وكل هذا سببه طموح الإنسان وسعيه لاكتشاف المجهول وتحطيم القيود مهما كانت لضمان حياة الرفاهية والاستقرار والبحث الدائم عن التميز والتألق خاصة في المجال العلمي وذلك بتكوين أفراد قادرين على التكيف مع عصر الرقمنة الحديثة، فالتقدم العلمي والتكنولوجي أدى إلى كثرة الوسائل التعليمية التي استخدمت في مجال التعلم والتعليم وكان لها أثر على العملية التعليمية.

من هنا جاءت هذه المداخلة لتسلط الضوء على دور الوسائل التعليمية في إنجاح القطاع التربوي وتحسين نوعية التعليم وتجيب على الأسئلة الآتية: ما مدى مساهمة الوسائل التعليمية الحديثة في تحسين نوعية التعليم في المرحلة الإبتدائية؟ ما أنواعها؟ وما دورها في النظام التعليمي؟ هل يَستخدم المعلم في المدرسة الإبتدائية هذه الوسائل؟

الوسائل التعليمية: (مفاهيم ومصطلحات).

  • تعريفها: تعرف بأنها أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم، وتقصير مدتها، وتوضيح المعاني وشرح الأفكار، وتدريب التلاميذ على المهارات وغرس العادات الحسنة في نفوسهم وتنمية الاتجاهات، دون أن يعتمد المدرس على الألفاظ والرموز والأرقام، وذلك بغية الوصول بتلاميذه إلى الحقائق العلمية الصحيحة والتربية القويمة بسرعة وبدون تكلفة[1].

وتعرف كذلك بأنها: جميع الوسائط التي يستخدمها المعلم في الموقف التعليمي لتوصيل الحقائق، والأفكار والمعاني للتلاميذ لجعل الدرس أكثر تشويقا، ولجعل الخبرة التربوية خبرة حية هادفة ومباشرة في نفس الوقت[2].

كما تعد وسيلة تتدخل لمساعدة المعلم في تحقيق الأغراض التعليمية والبيداغوجية أثناء تعامله المباشر مع مادته من جهة، ومع المتعلم من جهة أخرى[3].

يظهر من خلال التعاريف السابقة أن العملية التعليمية ترتكز أساسا على طرفين مهمين هما: المعلم والمتعلم، فالأوّل يؤدي دور المرشد والموجه داخل حجرة الدرس، أما الثاني فهو المستقبل لإرشادات وتوجيهات المعلم فيطبقها، فكلا الطرفين يساهمان في رسم معالم فعل التعليم والتعلم.

وفي تعريف آخر يظهر أن الوسائل التعليمية في أدوات وطرق مختلفة تستخدم في المواقف التعليمية، والتي لا تعتمد كليا على فهم الكلمات والرموز والأرقام[4].

وهي كل الأدوات التي تساعد التلميذ على اكتساب المعارف أو الطرائق أو المواقف، على العموم هي كل ما لها علاقة بالأهداف الديداكتيكية المتوخاة، والتي تشغل وظيفة تنشيطها الفعل التعليمي[5].

وفي تعريف آخر اعتبرت وسيلة تساعد المدّرس على توصيل الخبرات الجيدة إلى تلاميذه بطريقة أكثر فعالية وأبقى أثرا، فهي تعينه على أداء مهمته، ولا تغني عن العلم ذاته، وهذه الوسائل تختلف باختلاف المواقف التعليمية، وباختلاف الحاجة الداعية إليها[6].

كما تتدخل لمساعدة المعلم في تحقيق الأغراض التعليمية والبيداغوجية أثناء تعامله المباشر مع مادته من جهة، ومن المتعلم من جهة أخرى[7].

فضلا عن ذلك فتقنيات التعليم تستخدم لحلّ المشكلات التعليمية مثل معالجة انخفاض مستوى التحصيل، أو رغبة في تحسين مستوى التعلم، الحل الذي تصل إليه تقنيات التعليم، وهو تصوير منظومات من المصادر التعليمية، المحتوى والمواد التعليمية والأجهزة التعليمية، والأماكن والأساليب من خلال تطبيق مراحل وخطوات أسلوب المنظومات، الدراسة والتحليل والتصميم والانتاج والتقويم والاستخدام[8].

على ضوء ما سبق يظهر جليا أن الوسائل التعليمية عبارة عن أداة يستخدمها المعلم في تدريس محتوى معين ومادة معينة قصد توضيح فكرة، أو تفسير تعريف ما، وذلك في خضم الاسهامات الموضوعة سابقا لتحقيق أهداف تربوية التي تسعى إلى تنشئة فرد مسؤول بتكيف مع عصر العولمة، يواكب الحداثة على كافة الأصعدة، كما تسهم الوسائل التعليمية في تحسين العملية التعليمية ونجاحها يتوقف على أسلوب استخدامها.

  • أنواع الوسائل التعليمية: تختلف الوسائل التعليمية باختلاف الأسس التي اعتمدت عليها، فنجد منها اللفظية المكتوبة، والمسموعة والخرائط والرسوم والبيانات، والتسجيلات الصوتية، والصور الفوتغرافية، والأجهزة التعليمية، واللوحات التعليمية، والنماذج والعينات والحسابات الإلكترونية المستخدمة في التعليم والفيديو وشبكة الإنترنيت .

2-1- تصنيف الوسائل التعليمية على أساس الحواس التي تخاطبها:

يقسم هذا التصنيف الوسائل التعليمية إلى ثلاثة أنواع:

  • الوسائل البصرية: هي مجموعة الأدوات والطرق التي تشغل حاسة البصر بأنواعها، الرسوم التوضيحية والبيانية، والرسوم المتحركة والأشياء المبسطة، العينات، والنماذج والخرائط والكرات الأرضية، والتمثيلات والرحلات وتجارب العرض، المعارض والمتاحف، وكذلك السبورة واللوحة البربرية، ومجلة الحائط ولوحة النشرات، واللوحة المغناطيسية ومنضدة الرمل[9].
  • الوسائل السمعية: تضم الوسائل التي تعتمد على حاسة السمع في عملية التعلم واكتساب الخبرات كعنصر أساسي، وهي ما يسمع في الراديو والمسجل، ولاعب الأسطوانات، مكبرات الصوت، مختبرات اللغة وكل ما يسمع[10].
  • الوسائل السمعية البصرية: تشمل جميع الوسائل التي تعتمد في استقبالها على حاستي السمع والبصر مثل: التلفاز التعليمي، الأفلام التعليمية الناطقة والمتحركة والشرائح عندما تستخدم بمصاحبة التسجيلات الصوتية للشرح والتفسير[11].

2-2- تصنيف الوسائل التعليمية على أساس الخبرة:

                اعتمد تقسيم الفيلسوف التربوي الأمريكي “إدجاردير” أساسا، حيث يتمثل التقسيم في مخروط الخبرات، وقسم هذه الوسائل إلى ثلاث مجموعات:

  • المجموعة الأولى: تمثل الممارسة العملية والعمل المباشر، حيث يمارس الإنسان الخبرة بنفسه، ويشارك فيه مشاركة إيجابية، ولو طُبِقَ ذلك على العملية التربوية لوجدنا أن المتعلم يتعلم كثيرا من المهارات والمعارف، وتتكوّن لديه مجموعة من المفاهيم عن طريق الممارسة العملية، وهذا لا يقتصر على المفاهيم التي تعلمها بالعمل المباشر أساسا لتكوين مفاهيم جديدة بواسطة خبرات شبه حسية أو مجردة.[12]
  • المجموعة الثانية: تعتمد على الملاحظة المحسوسة، وتشمل وسائل العروض التوضيحية التي يقوم بها المعلم داخل حجرة الصف، والرحلات التعليمية الميدانية التي يخطط لها المعلم مع طلابه مثل: زيادة مصنع أو معارض صناعية أو زراعية أو علمية، إضافة إلى جميع الوسائل السمعية البصرية كالسينما والنماذج والعينات.[13]
  • المجموعة الثالثة: تمثل هذه المجموعة كل الخبرات التي يحصل عليها التلميذ بواسطة البصيرة المجردة، أي أنها تعتمد على الخيال والخبرات السابقة التي يقارنها التعلم بالصورة الذهنية التي كوّنها في الماضي، وتتميز هذه الخبرات بأنها معرضة للتشويش وعدم الوضوح، مما يؤدي إلى تكوين مفاهيم غير صحيحة أو غير متكاملة، لذلك فإن على المعلم استخدام بعض الوسائل التي تساعد المتعلم في تكوين مفاهيم صحيحة للواقع.[14]

يتبين من خلال ما سبق أن الوسائل التعليمية لها عدة تصنيفات، فمنها ما اعتمد على الخبرات، ومنها ما أخذ معايير متعددة مثل صعوبة أو سهولة استعمالها، ومدى توفر الوسيلة أو عدم توفرها، وتشترك جميعا هذه الوسائل في الايضاح وتحسين العملية التعليمية، بهدف تحقيق الغايات المنشودة من عملية التعلم والتعليم.

  • دورها بالنسبة للمعلم:

تفيد الوسائل التعليمية المعلم في تحسين أداءه في إدارة الحصة التعليمية داخل حجرة الصف، وذلك من خلال العناصر الآتية:

  • تساهم في معالجة انخفاض المستوى التعليمي لدى المعلمين، فالوسيلة التعليمية الحديثة تساعده على التزود بالمادة العلمية وتوظيفها.
  • تساعد المعلم على تحسين عرض مادته وتقويمها والتحكم بها.
  • تجعل المعلم مخططا ومنفذا ومقوّما.
  • تمكن المعلم من استغلال الوقت وتوفير الجهد، وكذا التغلب على حدود الزمان والمكان داخل غرفة الصف.[15]
  • دورها بالنسبة للمتعلم:

للوسائل التعليمية فوائد عديدة للمتعلم وفيما يلي نعرض بعضها:

  • ترغب المتعلم في الإقبال على اتعلم وحب الاستطلاع، لذلك استعمال الوسيلة الحديثة يجعل المتعلم يتابع شرح معلمه ويستوعب ويركز أكثر.
  • تعالج مشاكل النطق عند بعض المتعلمين كالتأتأة.
  • تجعل الخبرات أكثر فاعلية وأبقى وأقل احتمالات للنسيان، فهي تقدم معلومة قوية التأثير تجعل المتعلم يتذكرها بسرعة.
  • تنمي خبراته الحسية ما يساعد ذلك على تسلسل وتماسك للأفكار لدى المتعلم.
  • تنمي قدراته على الملاحظة والتأمل، وتساعده على حل المشكلات.[16]
  • دورها بالنسبة للعملية التعليمية:

يتمثل دور الوسائل التعليمية بالنسبة للعملية التعليمية فيما يلي:

  • تعمل على إيصال المعلومة المبرمجة في المادة التعليمية إلى المتعلم.
  • تساعد التلاميذ على القيام بأداء المهارات كما هو مطلوب.
  • تعمل على تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة وتأكيد التعلم، خاصة إذا ما تمّ استخدام بعض الأجهزة في تثبيت نطق المتعلم كأشرطة

الفيديو والمسجل الصوتي.[17]

  • تعالج الفروق الفردية لأنها تتيح فرص التنويع والتجديد.

بناء على ما سبق يتضح أن للوسائل التعليمية دورا تأثيريا وتفاعليا على كل من (المعلم والمتعلم والمادة التعليمية)، ويتبلور هذا الدور في تحسين وتطوير المهام الإجرائية للأقطاب الثلاثة، فتحقق الجودة التربوية بزيادة خبرة المعلم وزيادة مشاركة المتعلم الإيجابية في اكتساب الخبرات وتنمية قدرته على التأمل، كما تجعل العلاقة الرابطة بين المعلم والمتعلم قوية، متكاملة يطبعها الانسجام والتنظيم بأقل تكلفة وجهد مبذول، إضافة أنها تعزز وتقوي دور المعلم وتشجعه على العطاء فيحوّل علامة النظري إلى رسوم بيانية وأشكال يسهل حفظها.

4- أهمية الصورة المعبرة في الطور الابتدائي:

                إن الوسيلة هي أساس نجاح العملية التعليمية، لذا وجب على المعلم حسن اختيارها ليحقق الهدف التربوي من الدرس، وهذا ما يظهر في الطور الابتدائي، فقد ركزت المنظومة التربوية الجزائرية على الصورة المختلفة والمعبرة لتجعل استيعاب الطفل أكثر.

                أما الوسائل التعليمية المعتمدة في مواد الطور الابتدائي فنجد أن وزارة التربية ترى أنّ: المشاهد المرسومة في الطور الأوّل من اسنة الأولى هي وسيلة إيضاح في غاية الأهمية، ذلك أصرت على طبعها في أوراق كبيرة وعرضها على السبورة وفق الطريقة القديمة، وتركت للمعلم حرية اختيار صور أخرى لأجل الدعم والاستثمار وتحقيق الأهداف المنشودة.[18]

                يعتمد الطور الابتدائي بالدرجة الأولى على الكتاب المدرسي، سنتطرق إلى أشكال الصورة فيه وتقديم بطاقة قراءة عنه.

أولا: نشاطات لغوية (السنة أولى ابتدائي)

  1. أشكال الصورة بالكتاب المدرسي:
  • بطاقة قراءة عن الكتاب:

أعد دفتر للأنشطة في اللغة العربية للسنة الأولى من التعليم الابتدائي وفقا للمنهاج الرسمي لسنة (2016- 2017) متماشيا مع التوجيهات التربوية الجديدة لوزارة التربية الوطنية، وتطبيقا منها للمقاربات البيداغوجية الحديثة في إطار المنهج الجديد، وإنه الكتاب المعتمد اليوم في المدارس الجزائرية مطابق للجيل الثاني.[19]

يتبين من خلال ما سبق أن دفتر الأنشطة في اللغة العربية، التربية الإسلامية، والتربية المدنية مُلِم بكل متطلبات المناهج والوثائق المرافقة.

                نجد دفتر للأنشطة يحتوي على العناصر الآتية:

  • الهوية الرسمية: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وزارة التربية الوطنية.
  • الهوية التربوية: عنوان الكتاب هو دفتر الأنشطة في اللغة العربية، التربية الإسلامية، تربية مدنية.
  • المستوى: السنة الأولى من التعليم الابتدائي.
  • تأليف: مجموعة من الأساتذة ومفتشي التربية.
  • دار النشر: الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية الجزائرية.
  • الطبعة الأولى: 2016/ 2017.
  • شكل الكتاب:[20]

إن دفتر الأنشطة للغة العربية للسنة الأولى من التعليم الابتدائي، هو كتاب بغلاف خارجي مصنوع من الورق المقوى، وهو متين ولامع، وعند تصفحي له وجدت ألوانه مريحة وجذّابة، تفتح نفسيّة التّلميذ.

الشكل (01)

يلاحظ على غلاف دفتر الأنشطة صورة لولد وبنت، فالولد يرتدي مئزرا أزرقا وهو يلوّح بيده اليمنى مع ابتسامة عريضة على وجهه، والبنت كذلك بابتسامتها الجميلة، ولون مئزرها وردس يبعث على الراحة والطمأنينة في نفسية القارئ، وعدد صفحات هذا الدفتر هو ثمانين صفحة.

  • المضمون:

من حيث مضمون هذا الدفتر، فكانت بدايته بمقدمة صاغتها لجنة التأليف، حيث ترى أنه يحتوي على مجموعة تمارين، وهي مكملة ومدعمة لما تعلمه التلاميذ من كتاب اللغة العربية: “يسرنا أن نضع دفتر الأنشطة بين أيدي أبنائنا (…) يمارسون عليه أنشطة متنوعة وتمارين مختلفة، تكمل ما تعلّموه في كتابهم المدرسي وتدعمه”.[21]

                وبعد التقديم نجد المقطع الأول من المحور الأوّل عائلتي بعنوان: أحد يرحّب بكم، ويستفتِح بمجموعة من التّمارين يتوجّب على التّلميذ حلَّها تبعا للدرس الذي قرأه بالكتاب المدرسي، وطبيعة الأسئلة كانت:

ألون الزهرة التي تمثل عائلة أحمد.

 أربط بين كل بطاقة بالصورة المناسبة لها وأقرأ.[22]

  • شكل الصور في الكتاب:

إن الصور الواردة  في دفتر الأنشطة للغة العربية سنة أولى ابتدائي هي صور مرسومة يدوياً، ذات طابع نفعي تؤدي أغراضا تربوية وتعليمية، كما أن معظم الصور بهذا الكتاب صغيرة الحجم، متقاربة كثيرا فما بينها، ومتشابهة في  الألوان، وهذا ما يشتت ذهن التلميذ، فيقل انتباهه للدرس، رغم عمق الألوان ووضوحها.[23]

الشكل (02)

وهذا ما يتضح لنا في الصورة أعلاه، فنلاحظ أنها صور صغيرة الحجم، وبالتالي فهي تقيد التلميذ، بحيث يكون محصورا فيما يراه أمامه، فتكبت حريته عن التعبير المطلق، ذلك لأنه كلما كبرت الصورة، كان الخيال أوسع وأشمل.

كما أنه يتوجب على التلميذ إعمال الفكر، والاعتماد على التسلسل في الربط بين الصور، من الناحيتين معا الزمنية والمكانية.

  1. أشكال الصورة بالملصقات الحائطية:

نجد أن أشكال الصور التعليمية في  أغلب المدارس التي زرتها كانت مختلفة، لأن الملصقات الحائطية من إبداعات المعلم، وهو الأدرى بقدرات تلامذته، إذ يهدف بتعليمه إلى إيصال الفهم لتلامذته في  أسرع وقت ممكن، وبأقل جهد، والصور التي أمامنا تدل على مدى اهتمام المعلم بهاته الملصقات، واعتماده عليها في  بسط مادته المعرفية للتلاميذ.[24]

الشكل (03)

  1. أشكال المشاهد التعبيرية:

أما الصور التعبيرية أي المشهد الذي يتكأ عليه المعلم أثناء رصد مادته اللغوية، ففي  التعبير الشفوي مثلا، نجد أغلب المشاهد كانت ذات ألوان زاهية تفتح نفسية التلميذ على استقبال المعلومة، وأيضا جاءت تلك المشاهد كبيرة الحجم ومصنوعة من الورق المقوى اللامع، والمشاهد التعبيرية ضرورية في كل درس، وأن كل محور أو كل مقطع يحتوي على مشهد، وعند تطلعنا على أغلب المشاهد وُجدت أنها كانت بسيطة الرسم وغير معقدة، حتى يستطيع التلميذ التجاوب معها أثناء التعبير الشفوي، وخاصة تلميذ السنة الأولى، فهو خلال هذه السنة لا زال لن يستطيع التعبير على أغلب المشاهد، إلا التي توافق مستواه العقلي والمعرفي .[25]

كما نشاهد في الصورة أمامنا أنها جاءت بسيطة خالية من التعقيد، مناسبة لمستوى التلميذ، ويتضح لنا من خلال العنوان: “عودة أبي من السفر” أن الصورة تحمل شخصيات كانت مسافرة )شخصية الأب(  وشخصيات أخرى أتت لاستقبال المسافرين) الأم والأبناء(، فالصورة التقطت من الزاوية الأمامية، وهذه الوضعية تجذب انتباه التلميذ أكثر للدرس، مما يسهل عملية التعبير الشفوي، وكانت صورة الأب والأم كبيرة الحجم، وأما الابن والبنت فهما صغيران، وهذا ما يتوافق مع طبيعة السن لكل أفراد الأسرة، أما بقية شخصيات الصورة فأحجامهم متفاوتة بين الصغير والكبير، والصورة يغلب عليها اللون الأزرق الذي يدل على الأمان والهدوء والاستقرار.[26]

فعند عودة الأب من السفر فيحس الأطفال بالأمان ويعم الهدوء في البيت، إضافة إلى ذلك أن الأب بدوره عند عودته إلى وطنه فسينتابه شعور عميق بالاستقرار في  وطنه الذي ينتمي إليه، وهذا ما يتبين لنا من خلال ابتسامته العريضة الظاهرة في الصورة الآتية:[27]

الشكل (04)

ثانياً : نشاطات رياضية

  1. شكل الصورة في الكتاب المدرسي:
  • بطاقة عن الكتاب:[28]

أنجز دفتر الأنشطة رياضيات، تربية علمية وتكنولوجية للسنة الأولى من التعليم الابتدائي، تماشيا مع البرنامج الجديد كغيره من الكتب المدرسية.

  • فالهوية الرسمية: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التربية الوطنية.
  • الهوية التربوية : عنوان الكتاب: دفتر الأنشطة رياضيات/ تربية عملية وتكنولوجية.
  • المستوى: السنة الأولى من التعليم الابتدائي.
  • تأليف: مجموعة من الأساتذة ومفتشي التربية.
  • دار النشر: الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، الجزائر.
  • الطبعة منقحة: 2018/ 2019.
  • الجانب الشكلي للكتاب: كما هو موضح في الصورة

الشكل (05)

دفتر الأنشطة للرياضيات/تربية علمية وتكنولوجية، للسنة الأولى من التعليم الابتدائي، يحتوي الدفتر غلاف خارجي مصنوع من الورق المقوى، بلون أصفر جذاب، ورسمت في  واجهته رسمة جميلة، تظهر فيه بنت بمئزر أبيض، وهي مبتسمة وتفكر وولد بمئزر أزرق يتمعن في  كلامها، ويوجد  أعلى التلميذين أرقام مبعثرة، بلونين الأحمر والأزرق إضافة إلى أدوات الحساب) الجمع، التساوي، الضرب( فالتلميذ عند حمله للكتاب بيده ومشاهدته لتلك الصورة، يتبيّن له أن المادة تحتاج إلى تركيز وتفكير عميقين، حتى قبل أن يطلع على محتواه، أما عدد صفحاته فهو:  ستة وتسعون صفحة.[29]

  • المضمون:[30]

أما من حيث المضمون نجد دفتر الأنشطة يبدأ بمقدمة وضعتها لجنة التأليف وهي: “عزيزي التلميذ، هذا دفتر الأنشطة الرياضيات (…)، وتمارين ذات سياقات متنوعة في ميادين الرياضيات )الأعداد والحساب( و(…) وفي ميادين التربية العلمية والتكنولوجية الإنسان والصحة …المادة وعلم الأشياء” [31] .

وبعد المقدمة مباشرة نجد جدول للفهرس، عناوين الدروس وأرقام الصفحات، ثم يلي ذلك الدرس الأول  وهو عبارة عن تمارين، وكان عنوان الدرس الأعداد من 01 إلى  05.

من خلال تصفحي للكتاب وجدت الصور صغيرة جدا، ومتلاصقة فيما بينها، أما الألوان فكانت واضحة ومتقاربة، وهذا ما يشتت ذهن التلميذ، وبذلك يقلل تركيزه فالإجابة عن التمارين كما تظهر الصورة.

الشكل (06)

  1. أشكال الصور على الملصقات الحائطية:[32]

الشكل (07)

من خلال الأشكال يتضح أن الملصقات من صنع المعلم، فهو ينتقي ما يناسب درسه، فيختار  صور بسيطة لافتة لانتباه المتعلم خصوصا في السن الصغير.

خلاصة:

               على ضوء ما سبق يتبين أن المحتوى التعليمي في الطور الابتدائي ينقسم إلى مواد لغوية وأخرى علمية، ومنها يستقي التلميذ ميوله المعرفي هل هو علمي أم أدبي.

  • استخدام الصور والألوان يشجع الطفل على الانتباه والاستيعاب، وبما أن الكتاب المدرسي في الطور الابتدائي ثري بالصور والرسومات الملائمة لموضوعاته من أجل إثارة دافعية للقراءة والاستيعاب، لذا تعتبر الصورة المعبرة من أكثر الوسائل الدراسية تميزا، فأغلبها صور تعليمية مثبتة في الكتاب المدرسي يؤتى بها لبناء الدرس شرحه وتوضيحه، فتحقق بذلك رسالة للمتعلم.
  • تعد الوسائل التعليمية من أهم الوسائل الفعالة في عملية التعليم، لأنها تعمل على تنمية تفكير المتعلمين نحو الأحسن وخاصة في المرحلة الابتدائية التي تعد ركيزة أساسية في تكوين المتعلم، فتخلق له رغبة قوية في الفصول المعرفي.
  • إن المنظومة التربوية الجزائرية اهتمت باستعمال الوسائل التعليمية منذ السنة الأولى للتعليم في الجزائر، ذلك لأنها اتخذت من اللوحة التعليمية والسبورة والكتاب وسائل ضرورية في التعليم عرفت تطورا مستمرا فاختلف في تسمية الوسائل الحديثة مثل المعينات التربوية، الوسائل الإيضاحية، الوسائل السمعية والبصرية التي استخدمت في جميع نشاطات الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.
  • عملت المدرسة الجزائرية على تحسين برامجها التربوية فمنذ الستينيات وهي ساهرة على التغيير خطوة بخطوة حتى وصلت اليوم إلى ما يعرف بالمقاربات البيداغوجية، والتي تهدف أساسا إلى تكييف المناهج والاستراتيجيات البيداغوجية، وكل هذا التغيير جاء عن طريق إصلاحات تربوية.
  • حاولت المنظومة التربوية توفير الأجهزة الإعلامية في أغلب المدارس الابتدائية، إضافة إلى فتح دورات تكوينية للمعلمين لأجل محاولة فهم واستيعاب التكنولوجيات الحديثة وبذلك أدرجت تكنولوجيا الاعلام والاتصال في مجال التعليم.
  • تعتبر الصورة المعبرة التربوية من أهم الوسائل المساعدة في التحصيل الدراسي ذلك لأنها تعمل على إثارة اهتمام المتعلّم وإشباع حاجته للتعلم، حيث يتخذ من هذه الوسيلة الخبرات التي تهمه وتحقق أهدافه.
  • الصّور التعليمية لا تقتصر على الصورة الموجودة في الكتاب المدرسي، بل تتعداه إلى الملصقات الحائطية والمشاهد التعبيرية.

الهوامش:

[1]  محمد محمود الحيلة، أساسيات تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية، دار المسيرة، عمان، الأردن، ط1، 2001، ص:25.

[2]  علونة شفيق، الدافعية للتعلم، دار الميسرة، عمان، الأردن، 2004، ص:35.

[3]  أحمد حساني، دراسات في اللسانيات التطبيقية( حقل تعليمية اللغات)، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2000، ص 152.

[4]  وليد أحمد جابر، طرق التدريس وتطبيقاتها التربوية، دار الفكر، عمان، الأردن، ط1، 1998، ص 27

[5]  صالح بلعيد، دروس في اللسانيات التطبيقية، دار هومة، الجزائر، دط، 2009.

[6]  محمد رطاس، أهمية الوسائل التعليمية في عملية التعلم عامة وفي تعليم اللغة العربية للأجانب خاصة، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1988، ص:55.

[7]  أحمد حساني، دراسات في اللسانيات التطبيقية( حقل تعليمية اللغات)، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2000، ص:..2 152.

[8]  فارعة حسن محمد، دراسات وبحوث في المناهج وتكنولوجيا التعليم، عالم الكتب، القاهرة، 1996، ص: 326-327.

[9]  كاظم نظير، منهجية البحث العلمي، دار الثراء، الأردن، ط1، 2007، ص: 41.

[10]  السيد صبري يوسف، من الوسائل التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم، مكتبة الشفري، الرياض، د ط، 1988، ص: 69.

[11]  محمد محمود الحيلة، تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، دار المسيرة، القاهرة، ط2، 2000، ص: 110.

[12]  سلامة عبد الحافظ، الوسائل التعليمية والمنهج، دار الفكر، عمان، ط1، 2000، ص: 84.

[13]  السيد صبري يوسف، من الوسائل التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم، ص: 77.

[14]  سلامة عبد الحافظ، تصميم الوسائل التعليمية وإنتاجها، إدارة اليازوري، عمان، ط1، 2008، ص : 26.

[15]  ينظر: إسكندر كمال وغزاوي محمد، مقدمة في تكنولوجيا التعليم، مكتبة الفلاح، الكويت، ط1، 1994، ص: 72.

[16]  أحمد اسماعيل حجي، التعلم الجامعي المفتوح عن بعد، دار الكتب، القاهرة، ط1، 2003، ص: 73.

[17]  القابلي، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، العدد 04، 2003، ص: 64.

[18]  محمود عبود، وزارة التربية الوطنية، دليل الكتاب، السنة الأولى من التعليم الابتدائي مطابق الجيل الثاني 2016، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، ص : 11.

[19]  محمود عبود، دفتر الأنشطة للغة العربية، تربية إسلامية/ تربية مدنية، السنة أولى من التعليم الابتدائي، الديوان الوطني لمطبوعات المدرسية، الجزائر، ص: 02. وينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، مذكرة ماستر تخصص تعليمية اللغات، جامعة أحمد دراية، أدرار، 2009، ص 48.

[20]  ينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 48.

[21]  ينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 48.

[22]  المرجع نفسه، ص: 48.

[23]  المرجع نفسه، ص: 49.

[24]  ينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 50.

[25]  ينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 50.

[26]  المرجع نفسه، ص 50.

[27]  المرجع نفسه، ص 50.

[28]  ينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 52.

[29]  ينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 52.

[30]  المرجع نفسه، ص 53.

[31]  شرابطة بلقاسم وآخرون، دفتر الأنشطة الرياضيات، التربية العلمية والتكنولوجية، السنة الأولى من التعليم الابتدائي، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، الجزائر، ص : 03. وينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 54.

[32]  ينظر: كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، ص 54.

قائمة المصادر والمراجع:

  • أحمد اسماعيل حجي، التعلم الجامعي المفتوح عن بعد، دار الكتب، القاهرة، ط1، 2003.
  • أحمد حساني، دراسات في اللسانيات التطبيقية (حقل تعليمية اللغات)، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2000.
  • إسكندر كمال وغزاوي محمد، مقدمة في تكنولوجيا التعليم، مكتبة الفلاح، الكويت، ط1، 1994.
  • دفتر الأنشطة للغة العربية، تربية إسلامية، تربية مدنية.
  • سلامة عبد الحافظ، الوسائل التعليمية والمنهج، دار الفكر، عمان، ط1، 2000.
  • سلامة عبد الحافظ، تصميم الوسائل التعليمية وإنتاجها، إدارة اليازوري، عمان، ط1، 2008.
  • السيد صبري يوسف، من الوسائل التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم، مكتبة الشفري، الرياض، د ط، 1988.
  • شرابطة بلقاسم وآخرون، دفتر الأنشطة الرياضيات، التربية العلمية والتكنولوجية، السنة الأولى من التعليم الابتدائي، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، الجزائر.
  • صالح بلعيد، دروس في اللسانيات التطبيقية، دار هومة، الجزائر، دط، 2009.
  • علونة شفيق، الدافعية للتعلم، دار المسيرة، عمان، الأردن، 2004.
  • فارعة حسن محمد، دراسات وبحوث في المناهج وتكنولوجيا التعليم، عالم الكتب، القاهرة، 1996.
  • القابلي، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، العدد 04، 2003.
  • كاظم نظير، منهجية البحث العلمي، دار الثراء، الأردن، ط1، 2007.
  • كريمة كوحيلة، الوسائل البيداغوجية ودورها في فاعلية العملية التعليمية في المنظومة التربوية الجزائرية (طور الابتدائي أنموذجا)، مذكرة ماستر تخصص تعليمية اللغات، جامعة أحمد دراية، أدرار، 2009.
  • محمد رطاس، أهمية الوسائل التعليمية في عملية التعلم عامة وفي تعليم اللغة العربية للأجانب خاصة، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1988.
  • محمد محمود الحيلة، أساسيات تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية، دار المسيرة، عمان، الأردن، ط1، 2001.
  • محمد محمود الحيلة، تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، دار المسيرة، القاهرة، ط2، 2000.
  • محمود عبود، دفتر الأنشطة للغة العربية،، تربية إسلامية/ تربية مدنية، السنة أولى من التعليم الابتدائي، الديوان الوطني لمطبوعات المدرسية، الجزائر.
  • محمود عبود، وزارة التربية الوطنية، دليل الكتاب، السنة الأولى من التعليم الابتدائي مطابق الجيل الثاني 2016، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية.
  • وليد أحمد جابر، طرق التدريس وتطبيقاتها التربوية، دار الفكر، عمان، الأردن، ط1، 1998.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of