+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

دراسة مقارنة في الشعر الاجتماعي العربي والشعر الاجتماعي المالايالامي
د. سابق. يم. ك.، و سوشير. ك. ك

الملخص:

تتناول الدراسة المقارنة بين الشعر الاجتماعي العربي والشعر الاجتماعي المالايالامي، وتهدف إلى تسليط الضوء على الخصوصيات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على الشعر في هذين الثقافتين. يستخدم المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة، وقد تم جمع البيانات من خلال دراسة المصادر المتاحة عن الشعر الاجتماعي في الثقافتين العربية والمالايالامية. وتشير النتائج إلى وجود عدد من أوجه التشابه بين الشعر الاجتماعي في الثقافتين، مثل تعاطي الشعراء مع المشكلات الاجتماعية والسياسية التي تواجه المجتمع، وتوظيف الشعر في النضال ضد الظلم والفساد. كما أن الدراسة كشفت عن بعض الفروق الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على شكل الشعر ومحتواه، مثل اختلاف المواضيع والأساليب واللغة المستخدمة في الشعر الاجتماعي في الثقافتين. ويمكن الاستفادة من هذه الدراسة في فهم أفضل للشعر الاجتماعي في الثقافتين العربية والمالايالامية، وكذلك في تحليل العلاقة بين الشعر والثقافة والمجتمع.

الكلمات المفتاحية: المقارنة، الشعر الاجتماعي، الثقافة، أوجه التشابه، فروق

المقدمة:

يعتبر الشعر الاجتماعي من أبرز أشكال الشعر التي تناولت العديد من الموضوعات الاجتماعية والسياسية والإنسانية التي تعبر عن حالات الظلم والفساد والمعاناة التي يعيشها الناس في مختلف أنحاء العالم. وتشهد اللغة العربية واللغة المالايالامية على تطور دائم في هذا المجال، حيث تعد الشعراء في هاتين اللغتين من أبرز المؤثرين في المجتمعات العربية والمالايالامية. تهدف هذه الدراسة المقارنة إلى تحليل الشعر الاجتماعي في الثقافتين العربية والمالايالامية، وتحديد الخصوصيات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على شكل الشعر في كل ثقافة. وبما أن الشعر الاجتماعي ينعكس فيه الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع.

الشعر العربي وأغراضه:

“تهرم القلوب كما تهرم الأبدان، إلا قلوب الشعراء والشجعان” أحمد شوقي

“لا تسألوني المدح أو وصف الدمى .. إني نبذت سفاسف الشعراء. ” –إيليا أبو ماضي

“الشعر للعيون الجميلة.. ولابتسامات الأطفال.. ولألوان الطبيعة بأشكالها المتعددة. الشعر للمعاناة.. للانتظار.. للموعد الذي نتعذب انتظاراً له.. وللشوق في القلوب العطشى. الشعر صناعة لغوية. للتعبير عن ذواتنا.. عن إنسانيتنا.. وأحلامنا التائهة. الشعر إيحاءات.. إيماءات.. وتخيلات ترسم بالكلمات.. صور ومشاعر وتأملات.. ترافقها موسيقى عذبة داخلية تتخلل سيل الكلمات وانسيابها.. وحوار هادئ بين الشاعر وقصيدته.. فكل قصيدة هي مولود جميل يولد للتو.. ينتظر تعميده لينضم إلى جماهير الأعمال الفنية الجميلة.. ألحان و آلام.. ومواويل.. وخواطر تنتظم في أسطر بطريقة معينة.. فيها الحساسية للأشياء.. والعمق في فهم الأمور.. الشعر محاولة صادقة لسبر أغوار الروح وكشف الحقيقة والتعبير عنها. إنه التعبير عن المشاعر والآراء مدعومة بالعاطفة.. فلا شعر أو فن دون عاطفة صادقة.” [1]

الشعر هو من الفنون التي تتطلب موهبة وإبداعاً من صاحبها، إلا أن المثابرة والتدريب المستمر يلعبان دوراً مهماً في صقل هذه الموهبة وتحسينها. وعلى الرغم من أن الشعر يتضمن تقنيات وقواعد معينة، إلا أنه يعتمد بشكل كبير على الإحساس والتعبير الشخصي، وهذا يعطيه طابعاً فريداً من الجمال والعمق. كما أن الشعر يمثل مناجاة للروح، حيث يتيح للشاعر التعبير عن أفكاره ومشاعره وتجاربه الحياتية بشكل يمكن أن يلامس مشاعر الآخرين ويثير فيهم الإيحاء والتأمل. وبهذه الطريقة، يمكن أن يلعب الشعر دوراً هاماً في إثراء الحوار الثقافي .

كانت الأغراض التقليديّة القديمة في الشعر العربي هي المدح والهجاء والفخر والرثاء والوصف والغزل. وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت فنون شعرية جديدة مع تطور العالم وتغير الظروف الاجتماعية والسياسية، تلبي احتياجات ومتطلبات العصر. ومن هذه الفنون الشعرية الجديدة  الشعر السياسي والشعر الاجتماعي والشعر الملحمي.

1- الشعر السياسي: وهو الشعر الذي يعبر عن المواقف والآراء السياسية للشاعر، ويتضمن مواضيع مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وغيرها. ويمكن أن يكون هذا النوع من الشعر مثيراً للجدل ويثير الانتقادات والتحديات.

2- الشعر الاجتماعي: وهو الشعر الذي يتناول المشكلات والقضايا الاجتماعية المختلفة، مثل الفقر والظلم والعنصرية والنزوح واللاجئين وغيرها. وهدف هذا الشعر هو تحريك الوعي الاجتماعي والتأثير في الناس للعمل على تغيير الواقع.

3- الشعر الملحمي: وهو الشعر الذي يتناول الأحداث الكبرى والتحولات التاريخية والمعارك الشهيرة، ويصف البطولات وشجاعة الأبطال. ويهدف هذا الشعر إلى إبراز القيم العليا مثل الشجاعة والنخوة والإيمان بالعدالة.

ويمكن أن يتضمن الشعر الحديث أيضا العديد من الأنماط الأخرى، مثل الشعر الرومانسي والشعر الوجودي والشعر الحر، وغيرها، وتختلف أساليب الكتابة والتعبير في هذه الأنماط تبعًا للفترة الزمنية والثقافة المحيطة.

الشعر الاجتماعي العربي:

يعتبر الشعر الاجتماعي في الثقافة العربية من أهم أنواع الشعر، حيث يعبر عن مشاعر وآلام المجتمع والفرد ويسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وقد ظهر الشعر الاجتماعي في الثقافة العربية منذ القدم، حيث كان الشعراء يستخدمون قدراتهم الشعرية واللغوية للتعبير عن المشاكل التي يواجهها المجتمع، وكانوا يناضلون من أجل الحرية والعدالة والإصلاح. ويتميز الشعر الاجتماعي العربي بالعمق والجاذبية والتأثير، حيث يتضمن توصيفًا دقيقًا للواقع والأحداث.

ومن أبرز الشعراء العرب الذين أسهموا في تطوير الشعر الاجتماعي على مر العصور: أبو الطيب المتنبي، وأحمد شوقي، معروف الرصافي، حافظ إبراهيم، ونزار قباني، ومحمود درويش، وغيرهم من الشعراء العرب الكبار الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ الأدب العربي.

نماذج من شعر معروف الرصافي الاجتماعي مجموعة من القصائد الشعرية الاجتماعية التي نظمها معروف الرصافي فيما يأتي:

 سل الإنكليزي الذي لم يزل له هي قصيدته فيقول الشاعر: [2]

سل الإنكليزي الذي لم يزل له

بدست وزير الداخلية مقعد

 أأنت وزير أم عميد وزارة

نراك إليها كل يوم تَرَدَّد

 فها أنت مُلقاة إليك أمورنا

 تحلّ لنا ما شئت منها وتعقد

 وتأخذ منا راتباً كموظف

 وهذا لعمر الله أنكى وأنكد

 أنحمل منك اليوم عبء تحكُّم

 وندفع فيه الأجر منّا وننقد

 مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي هي قصيدته فيقول الشاعر:[3]

مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي

 كي أستريح بموتي من تباريحي

 مَهزولةَ الجسم من فقر ومن نَكَد

 مصفَرّة الوجه من همّ وتتريح

 باتت بغير عشاءٍ وهي طاوية

 وأصبح وهي غَرثَى دون تصبيح

 نكب الشارع الكبير ببغداد هي قصيدته فيقول الشاعر:[4]

نكّب الشارع الكبير ببغدا د

 ولا تمش فيه إلا اضطرارا

شارع إن ركبت متنيه يوماً

 تلق فيه السهول والأوعارا

 تترامى سنابك الخيل فيه

 أن تقحّمن وعثه والخبارا

أنواع الشعر الاجتماعي[5]

يمكن وصف الشعر الاجتماعي في ثلاثة أساليب رئيسية: الشعر الواقعي، والذي يركز على كشف العيوب والأمراض والبحث عن حلول لها. بينما الشعر الثوري ينادي إلى الثورة ضد الظلم والفقر والاستبداد بكل أشكالها. والثالث، الشعر الرمزي الذي يكشف عن المشاكل الاجتماعية بأسلوب غير مباشر من خلال استخدام الرموز والإشارات. وهناك أنواع أخرى كما يلي:

1 – الشعر الاجتماعي الوطني: وهو الذي يركز على الحب للوطن والانتماء الوطني، ويعبر عن الإنجازات المحلية والإنجازات الوطنية والتضحيات من أجل الوطن.

2 – الشعر الاجتماعي الرومانسي: وهو الذي يركز على المشاعر والعواطف الإنسانية، مثل الحب والخوف والحزن والأمل، وكثيرًا ما يركز على قصص الحب والعواطف الإنسانية الأخرى.

3 – الشعر الاجتماعي الإنساني: وهو الذي يركز على القضايا الاجتماعية والإنسانية، مثل الفقر والظلم والعدالة وحقوق الإنسان والتعليم والصحة.

4 – الشعر الاجتماعي الفلسفي: وهو الذي يركز على القضايا الفلسفية، مثل الحقيقة والجمال والخير والشر، ويحاول فهم الحياة والوجود والطبيعة البشرية.

5 – الشعر الاجتماعي الديني: وهو الذي يركز على القيم والمعتقدات الدينية، ويعبر عن العبادة والتقوى والتعاطف مع الآخرين، وكثيرًا ما يركز على قصص الأنبياء والصحابة والقدوة الحسنة.

6 – الشعر الاجتماعي الحركي: وهو الذي يركز على الحركات الاجتماعية المختلفة، مثل النسوية والاشتراكية والبيئية والتقدمية، ويسعى لتعزيز المواطنة النشطة والمشاركة السياسية.

7 – الشعر الاجتماعي الاقتصادي: وهو الذي يركز على القضايا الاقتصادية والمالية، مثل الفقر والتضخم والبطالة والتحديات التي تواجه الاقتصاد، ويسعى لتوعية الناس بأهمية الاستثمار والتوازن الاقتصادي.

8 – الشعر الاجتماعي الجندري: وهو الذي يركز على القضايا الجندرية، مثل المساواة بين الجنسين والعنف ضد المرأة وحقوق المثليين وغيرها من القضايا التي تتعلق بالهوية الجندرية.

9 – الشعر الاجتماعي الثقافي: وهو الذي يركز على القضايا الثقافية، مثل التنوع الثقافي والتراث الثقافي والعولمة والتواصل الثقافي وغيرها، ويسعى لتعزيز التفاهم والتعايش الثقافي بين الشعوب

10 – الشعر النسوي الاجتماعي: وهو الذي يتحدث عن قضايا المرأة في المجتمع ويسعى إلى تحسين وضعها الاجتماعي والحصول على حقوقها المتساوية.

خصائص الشعر الاجتماعي[6]

1- المشاكل الاجتماعية يركز على الموضوعات والمشاكل الاجتماعية التي تهم الفرد والمجتمع، ويسعى لتسليط الضوء عليها وتحفيز الناس للتفكير والعمل لحلها.

2- يستخدم لغة بسيطة، وهذا لأنه يهدف إلى الوصول إلى الناس بطريقة سهلة وبسيطة، حتى يتمكنوا من فهم المعاني والرسائل التي يحملها.

3- يعتمد على التصوير والتشبيه، فالشاعر يحاول استخدام التشبيهات والصور الشعرية لنقل رسالته بشكل أفضل وأكثر تأثيرًا، ولإيصال المشاعر والأفكار بشكل أكثر إيضاحًا.

4- فهو يحمل رسالة إصلاحية ويسعى للتحفيز على العمل لتحقيق التغيير الاجتماعي المطلوب، وهذا يعتبر جوهر الشعر الاجتماعي.

5- يتمتع بالجرأة والانفتاح ويتحدث عن الموضوعات التي قد تكون مثيرة للجدل، ويتعامل معها بطريقة مباشرة وصادقة، وهذا يعكس حرية التعبير والانفتاح الذي يتمتع به الشعر الاجتماعي.

الشعراء الاجتماعيون في العرب:

الشعراء الاجتماعيون في العرب هم الذين ينشدون الحق والعدل ويعبرون عن الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بأسلوب شعري معبر ومؤثر. وهم يسعون إلى نشر الوعيبين الناس وتحسين حياتهم ومصيرهم.ومن أشهرهم:

أحمد شوقي: شاعر مصري، وجبران خليل جبران: شاعر وفيلسوف، ونزار قباني: شاعر سوري، وأمل دنقل: شاعر مصري، وعبدالوهاب البياتي: شاعر عراقي، ومحمود درويش: شاعر فلسطيني، وأحمد مطر: شاعر عراقي، وعبد الرحمن الأبنودي: شاعر مصري، ونجيب سرور: شاعر مصري، وسمير قصير: شاعر لبناني، وأدونيس: شاعر سوري، وعبد الرحمن يوسف: شاعر وكاتب سعودي، ود. شهاب غانم  شاعر إماراتي، وصلاح عبد الصبور: شاعر مصري، وعبد الله البردوني: شاعر وكاتب تونسي، ومريد البرغوثي: شاعر فلسطيني، وهيثم الحجازي: شاعر يمني

الشعر المالايالامي وأغراضه[7]

قد تكون بداية الشعر المالايالامي هي العادات الشعبية لعامة الناس المتعلقة بالعمل والتفاني وما إلى ذلك. لم يتم التأكد من آثار الأغاني الشعبية المالايالامية حتى اليوم. يتتبع المؤرخون أصول الشعر المالايالامي إلى الأعمال الموجودة في الأغنية (Pattu ) و  ( (Manipravalam.

الأغنية

هي القصائد المكتوبة بالأبجدية التاميلية، ذات بحور إيتاكا (Etaka ) ومونا (Mona )، والمكتوبة في بحور درافيديان (Dravidian ). تعتبر القصيدة الأولى في المالايالامية راماشاريتام (Ramacharitam ) هو نظم يعتقد أنه تم تأليفه في القرن الثالث عشر.

مانيبرافالام

المانيبرافالام هي القصائد المكتوبة بلغة تجمع بين السانسكريتية والمالايالامية. يتصف معظم قصائد مانيبرافالا في الأزمنة الأوائل بوصف المحظيات الجميلات. مؤلفات مانيبرافالا الأولى هي أبيات منفردة كتبها شاعر يدعى ثولان، الذي عاش بين القرنين التاسع والعاشر.

أثناء ولادة الشعر المالايالامي، نظرًا لتأثير الأدب السنسكريتي، كانت الأعمال التعبدية أو ملاحم الملوك تعتبر من أفضل القصائد. وغطى الشعر كل شيء من الرياضيات إلى العلوم. في وقت لاحق، نتيجة لتأثير أساليب الكتابة الأدبية الإنجليزية، تم فصل الرياضيات والعلوم جميعها إلى نثر وقصص وروايات وقصص قصيرة. مع ذلك، بدأ مجد الشعر يتضاءل من قصور الملوك إلى جوع وفقر عامة الناس، عرفهم الشاعر معرفة عميقة من أعماق قلبه.

أنواع الشعر المالايالامي حسب العصور

تاريخيًا، يمكن تقسيم الشعر المالايالامي إلى ثلاثة عصور:[8]

1- العصر القديم (حتى القرن الـ 13): وهو عصر الشعر الكلاسيكي الذي ازدهر فيه الشعر الديني والأساطيري والملحمي.

2- العصر الوسطى (القرن الـ 14 – القرن الـ 18): وهو عصر الانتقال إلى الشعر الرومانسي والواقعي.

3- العصر الحديث (القرن الـ 19 – حتى الوقت الحالي): وهو عصر الشعر المعاصر الذي يتضمن العديد من الأنماط الشعرية مثل الشعر الرومانسي والواقعي والتجريبي والاجتماعي والنسوي.

خصائص الشعر المالايالامي

وفي آراء بعض المؤرخين ينقسم الشعر المالايالامي إلى أقسام أخرى كما يلي:

عصر الكتب

 أظهر الشعراء العظماء مثل كوماراناشان، وأولور، وفالاتول، وقصائد شانغامبوشا الرومانسية الممتازة، قوة وجمال العالم الشعري للمالاياليين.

 في وقت لاحق، مع ظهور السينما كشكل من أشكال الفن وظهور الراديو والجراموفون، وجد الشعر مراعي جديدة. بدأ الشعراء في كتابة الأغاني السينمائية والأغاني المسرحية بكلمات تنتمي إلى جميع النظريات مثل الكلاسيكية والرومانسية والتقاليد الشعبية.

عصر الصوتيات والسمعيات

أصبحت القصيدة تكتسب شهرة هائلة بسرعة. كان الشعراء مثل وايالار Vayalar وبي بالاكريشنان P Bhaskaran واو ين وي كوروب ONV  مؤلفي الأغنية للأفلام، وربما صارت هذا التطور ثروة للسينما وفقدانا للشعر. بدأ الشعراء مثل كاداما نيتا وبالاشانتران شوليكادو Katdamnitta and Balachandran Chullikad، يغنون الشعر على المسرح وهم الذين لم يكونوا مهتمين بكتابة الأغاني. أصبحت طريقة أخرى للاستمتاع بالشعر للمالياليين. اعتبر الخبراء أنها ضربة حظ نادرة أن الشاعر نفسه تلا قصيدته بإيقاعه ولحنه.

عصر المرئيات (فيديو)

تلاشت القوافي الزخرفية والبحور والأوزان للكلاسيكية والرومانسية مع دخول مشهد الشعر الحديث بقيادة أيابا بانيكار. مع ذلك زاد عدد الشعراء أضعافا مضاعفة. أصبح كادامانيتا وبالاشاندران تشوليكاد وساشيثاناندان جميعًا قوادا في ساحات الشعر الفارغة. مع ظهور وسيلة التلفزيون، أتيحت للجمهور فرصة لمشاهدة الشعراء وهم يغنون بصور مناسبة مثل الشاعر موروكان كاتاكادا.

عصر الإنترنت

مع ظهور الإنترنت، بدأت القصائد الجديدة تتدفق باستمرار عبر المدونات، ويوتيوب، وفيسبوك، دون الحاجة إلى محرر. هنا تظهر بعض الأسئلة،

أولاً ، هل تساعد زيادة تسويق الشعر بمساعدة الموسيقى والمرئيات على تطوير الشعر؟

ثانيًا، هل يُكتب الشعر الحديث بسهولة مثل الولادة القيصرية، بريء وبسيط، لكنه ليس قويًا بما يكفي، فهل من الضروري العودة إلى شعر الاستدارة والتراث السابق؟

  1. يمكن تنشيط الشعر إذا تم التخلي عن الأهداف التجارية قدر الإمكان وتجسد الحكمة العميقة والجهد والحب وراء كل سطر.[9]
  2. إذا قررنا نشر أعمالنا الأدبية على المدونات بعد ثلاثة أشهر على الأقل من الكتابة، وفي هذا الأثناء سنحاول تحسين القصائد قدر الإمكان من خلال تقديمها في العديد من التجمعات الأدبية، وتصحيحها مع أهل العلم، إلخ.

يمكننا رفع جودة قصائد المدونات. الشعر المالايالامي هو فن الكلام الذي يستخدم اللغة المالايالامية، ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الحين، شهد الشعر المالايالامي تطورًا كبيرًا، وازدهر خلال الفترات الزمنية المختلفة.

في الفترة المبكرة من تطور الشعر المالايالامي، كان الشعراء يستخدمون أسلوبًا شعريًا يسمى “راماكاثا”، والذي يعني “قصة راما”، ويتحدث عن أسطورة الإله الهندوسي راما. وفي هذا الأسلوب، يتم الغناء بالقصص الخيالية والأساطير والتراث الهندي. في القرن التاسع عشر، تم تطوير أسلوب جديد يسمى “الشعر الجميل”، والذي كان يستخدم للتعبير عن الحب والغرام والجمال الطبيعي. وفي القرن العشرين، ظهر أسلوب آخر يسمى “الشعر الحديث”، والذي يستخدم الشعراء فيه اللغة الحديثة والمفردات المعاصرة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وآرائهم.

ومنذ ذلك الحين، استمر تطور الشعر المالايالامي، وظهرت أساليب جديدة مثل “الشعر الحر” و “الشعر السردي” و “الشعر الجديد” و “الشعر الوطني”. وتتميز هذه الأساليب بالتعبير عن مختلف المواضيع الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية.

الشعر الاجتماعي في المالايالامية وشعراؤه

يركز الشعر الاجتماعي باللغة المالايالامية على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ولاية كيرالا، وهي ولاية تقع في جنوب الهند. غالبًا ما يُكتب هذا النوع من الشعر للتعبير عن الظلم والتمييز والفساد في المجتمع وللمساهمة في تحسين الظروف الاجتماعية للمجتمعات المهمشة والمحرومة. وكان الشعر الاجتماعي جانبًا مهمًا من الأدب المالايالامي واكتسب مكانة بارزة خلال فترة استقلال الهند وما بعدها. استخدم الشعراء الاجتماعيون في ولاية كيرالا شعرهم لمعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والبيئية، ولعبوا دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام والمساهمة في التغيير الاجتماعي. فيما يلي بعض الشعراء الاجتماعيين البارزين في ولاية كيرالا:

ك. أيابا بانيكر، الذي كتب العديد من القصائد التي عبرت عن المشاكل الاجتماعية والسياسية في ولاية كيرالا وفي الهند بشكل عام. ك. ساتشيداناندان شاعر وكاتب مالايالامي معروف بقصائده الاجتماعية التي تتناول قضايا مثل الفقر والعدالة الاجتماعية والفساد.

سوغاثاكوماري: شاعرة وناشطة بارزة من المالايالامية، اشتهرت بقصائدها الاجتماعية والبيئية التي تتناول قضايا مثل المساواة بين الجنسين والحفاظ على البيئة والعدالة الاجتماعية.

أو. أن. وي. كوروب: شاعر غنائي ومخرج سينمائي معروف بقصائده الاجتماعية والفلسفية التي تتناول قضايا مثل الإنسانية والروحانية وعدم المساواة الاجتماعية.

أكيتام أتشودان نمبوتيري: شاعر ومفكر اجتماعي، اشتهر بقصائده الاجتماعية التي تتناول قضايا مثل التمييز الطبقي والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

ب. كونهيرامان ناير: شاعر وكاتب من المالايالامية، اشتهر بقصائده الاجتماعية التي تتناول قضايا مثل الفقر وعدم المساواة الاجتماعية والفساد السياسي.

ساهم هؤلاء الشعراء وغيرهم كثيرًا في الخطاب الاجتماعي والسياسي في ولاية كيرالا والهند من خلال شعرهم، والذي يعمل كوسيلة قوية للتعبير عن المخاوف والتعبير عن المعارضة والدعوة إلى التغيير.

الشاعر ك.  ساتشيداناندان له قصيدة شهيرة، اسمها كوزهيبانك (kozhippank)، قصيدة مكتوبة في السبعينيات. خلفية تلك القصيدة هي الوضع السياسي والظروف في ذلك الوقت.

جسد القصيدة هو مشاركة جسم ديك.

“قمتم بتقسيم ديكي[10]

لا بأس ، خذوا الديك

خذوا السن

خذوا بيضة الديك

خذ الثدي أيضا

أنتم تقسمون ديكي

لكن أعطني ديكي فقط “.

فسر الكثير من الناس ماديا أنه قصيدة تنتقد الحاكم الذي لا يريد المشاركة والمعاونة والمشاورة بين الناس وهم دكتاتور الديمقراطية المتمركز حول الذات. إذا غرقنا في الروح، فمن الواضح أنها مظهر حرفي لأنانية الشخص.

المقارنة في الشعرين العربي والمالايالامي الاجتماعيين

يمثل الشعر الاجتماعي في الثقافات العربية والماليالامية تعبيراً فنياً عن المشاعر والتجارب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للأفراد والمجتمعات. ومن الملاحظ أن الشعر الاجتماعي في الثقافات العربية والماليالامية يشترك في بعض النقاط المشتركة ويختلف في بعض الجوانب الأخرى.

ومن النقاط المشتركة بين الشعر الاجتماعي في الثقافات العربية والماليالامية هي تركيزهما على العدالة الاجتماعية والمساواة وحقوق الإنسان. وكذلك يركز الشعر في الثقافتين على الفقر والظلم والظروف الصعبة التي يواجهها الفرد والمجتمع بشكل عام. ويعبر الشعر في الثقافتين عن المعاناة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها الفرد والمجتمع وكذلك يتناول الشعر في الثقافتين الموضوعات السياسية الحالية.

من جهة أخرى، تختلف الثقافة العربية والماليالامية في بعض الجوانب في الشعر الاجتماعي. فالشعر الاجتماعي في الثقافة العربية يتميز بتركيزه على المفاهيم الدينية والإيمانية، بينما يركز الشعر الاجتماعي في الثقافة الماليالامية على الحياة اليومية والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحالية.

ويتميز الشعر الاجتماعي في الثقافة العربية بالاستخدام الواسع للمجاز والتشبيه والصور الشعرية المعقدة، بينما يستخدم الشعر الاجتماعي في الثقافة الماليالامية اللغة البسيطة والواضحة للتعبير عن الأفكار.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الشعر الاجتماعي في الثقافة العربية أكثر تركيزاً على المواضيع العامة والكبرى، مثل الحرية والعدالة والثورة، بينما يركز الشعر الاجتماعي في الثقافة الماليالامية على القضايا الشخصية والحياتية، مثل الحب والحزن والفقر والمجتمع.

ومن الناحية الفنية، يستخدم الشعر الاجتماعي في الثقافة العربية أسلوب القصيدة الطويلة والمفصلة، بينما يتميز الشعر الاجتماعي في الثقافة الماليالامية بالقصيدة القصيرة والمباشرة.

يمكن القول إن الشعر الاجتماعي في الثقافات العربية والماليالامية يعكس تجارب المجتمعات والأفراد، ويعبر عن مشاعرهم وآلامهم وآمالهم. وعلى الرغم من الاختلافات في الأساليب والمواضيع بين الثقافتين، فإن الشعر الاجتماعي يشكل جزءًا هامًا من التراث الأدبي والثقافي للعرب ومالاياليين.

الخاتمة

باختصار، يمكن القول إن الشعر الاجتماعي العربي والشعر الاجتماعي المالايالامي يتشابهان في العديد من الجوانب ويختلفان في الجوانب الأخرى، إذ يتميز كلاهما بالتركيز على قضايا المجتمع والعدالة الاجتماعية والسياسية، ويستخدمان الشعر كوسيلة للتعبير عن مشاعر الأقوام وآلامهم وأحزانهم  وأفراحهم وأخلاقهم وأزماتهم وعواقبهم. وعلى الرغم من أن اللغة العربية الفصحى هي لغة الشعر الاجتماعي في العالم العربي، إلا أن الشعر الاجتماعي المالايالامي يتميز بالاستخدام الواسع للغة المالايالامية المحلية التي تعكس الهوية الثقافية واللغوية للمجتمع المالايالامي. وكلا النوعين من الشعر الاجتماعي يعبران عن تجارب الحياة والظروف الاجتماعية والسياسية في المجتمعات التي ينتميان إليها، ويسعيان للتعبير عن العدالة والمساواة والحرية والتحرر الاجتماعي..

هومش المقال: 

[1] تركي بني خالد، كلام في الشعر، منبر حر للثقافة والفكر والأدب، 2004

[2] https://www.aldiwan.net/poem44790.html

[3]  https://www.aldiwan.net/poem44460.html

[4] https://www.aldiwan.net/poem44426.html

[5] تطور الشعر الاجتماعي وخصائسه، صدى الأدب، 2012 م . بتصرف

[6]  رنين السعدي، الشعر الاجتماعي في العصر الحديث، 2022م. بتصرف

[7]  http://www.keralaculture.org/malayalam/poem-genre/262

[8] يم. ليلافادي، مالايالاكافيتا ساهيتيا تشاريترام (تاريخ الأدب الشعري المالايالامي)، أكاديمية الأدب لكيرالا، الطبعة الثامنة، 2021م

[9] هاري تشانكار، كالاوور، تطورات الشعر المالايالامي، 2017

[10]  ك. ساتشيداناندان، عند يكتب ايزوتاتشان، الطبعة الرابعة، 1989م

المصادر والمراجع

  1. نجم الدين الحاج عبد الصفا، الشعر العربي والاتجاهات الجديدة في عصر النهضة الأدبية. 2004م.
  2. مسعد بن عيد العطوى، الشعر العربي الحديث. أطروحة الدكتوراه في الأدب من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية.
  3. د. علي العباس علوان، تطور الشعر العربي الحديث في العراق، وزارة الإعلام، العراق، 1975م.
  4. د. محمد عوني، بدايات الشعر العربي بين الكم والكيف، مكتبة الآداب، مصر، 2005 م.
  5. هاري تشانكار، كالاوور، تطورات الشعر المالايالامي، 2017 م.
  6. د. يم. ليلافادي، تاريخ الأدب الشعري المالايالامي، الطبعة الثامنة، أكاديمية أدب كيرالا، 2021م.
  7. ك. ساتشيداناندان، عندما يكتب ايزوتاتشان، الطبعة الرابعة، 1989م.
  8. http://harisankarkalavoor.blogspot.com/2012/03/blog-post_10.html

*الأستاذ المساعد، كلية يم إي أس مامباد، جامعة كاليكوت، كيرالا، الهند.  باحث الدكتوره، كلية يم إي أس مامباد، كيرالا، الهند

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of