+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

جمالية التعبير الفنّي للجناس في القرآن الكريم: قراءة في نماذج مختارة
أ.د/ جميلة روقـــاب و أ.د/ محمد حاج هنّي

الملخّص:

من السّمات اللفظية في التعبير القرآني وجود المحسنات اللفظية البديعيّة، وهي في متن القرآن كثيرة متنوّعة، لكنّ الله عزّ وجلّ أتى بها ليعجز الفصحاء من أساطين البلاغة والبيان. فأكسبته بذلك جمالا لفظيّا مائزا أخّاذا.

وفي هذه الورقة البحثية اخترنا الجناس لنميط اللثام عن أنواعه ( ناقص، تامّ، مماثل، ومحرّف؛ وأنواع أخرى لا يحسن السكوت عنها، ثمّ بيان جمالية إيقاعه في بعض الآيات القرآنية كنماذج مختارة للوصف والتحليل؛ إذ يعدّ الجناس تعبيرا فنيّا يمنح الكلام قيما دلالية بما يضفيه إلى النّسق اللغويّ من انسجام وتآلف في البنية الصوتية، فيثري المعنى، ويغني الصياغة اللغوية، إنّه ليس تلاعبا بالألفاظ أو مهارة في صياغة الجمل والعبارات، أو ربّما محسّنا خارجيّا إضافيّا، وإنّما هو أسلوب فنّي في التعبير، يضيف إلى الفكرة، ويسمو بجمال العبارة.

الكلمات المفتاحية: الجناس، البلاغة، القرآن، الإيقاع، التعبير.

مقدمة:

شغل الجناس بوصفه محسنا بديعيّا لفظيّا اهتمام علماء البلاغة وعلماء التفسير على حدّ سواء نظير ما يضفيه من جرس موسيقي عذب تستسيغه الأذن وتطرب لسماعه، فقسموه إلى أنواع شتّى، لعلّ أشهرها: الجناس التام والجناس الناقص، غير أنّ النصوص على اختلاف أجناسها وبخاصة النص القرآني يحفل بالعديد من المواضع والشواهد الدالة على الجناس بأنواعه الشائعة وغير الشائعة في وسط البحثة من المهتمين ببلاغة التعبير في الخطاب القرآني.

فما هي الأنواع الأخرى للجناس في المتن القرآني؟ وما أثرها في بلاغة الخطاب القرآني؟ وكيف يساهم الجناس بأنواعه في بناء الدلالة؟

الجناس لمحة تاريخية:

أوّل من تكلم عن الجناس: هو ثعلب (ت291ه) تحت اسم الطباق، وكانت محاولة تحدید مفهوم الجناس قدیمة عند العلماء قدم الجناس نفسه؛ إذ وُجد في خطب الجاحظ (ت255ه)، وصنّف فیه اللّغویون كتبا قبل اللغوي ثعلب (ت291هــ) فقد ألف فیه الأصمعي (ت 215هـ) كتابا سمّاه الأجناس وهو أوّل من جاء بهذا اللقب ، ولأبي عبید القاسم بن سلام (ت224هـ) كتابا عنوانه الأجناس من كلام العرب وما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى.

وما جعل النص القرآني الكريم مائزا عن غیره من الأجناس الأدبیة، هو ثراءه بالمحسنات المعنویة واللفظیة، وإن لم تكن هذه الأخیرة حكرا علیه، ولا ریب في أن القرآن أدهش العرب، وذلك لما فیه من سحر البلاغة والتأثیر في النفوس، وهذا ما دفعهم للبحث في سرّ إعجازه وعلوّ بلاغته، حیث ظهرت في تلك الفترة مجموعة متنوّعة من الدراسات العامّة في الإعجاز القرآني والأدب العربي كــكتاب مجاز القرآن لأبي عبیدة (ت 208 هـ)، وكتابا البیان والتبیین والحیوان للجاحظ (ت 255 هـ)، ومؤلّف مشكل تأویل القرآن الكریم لصاحبه ابن قتیبة (ت 276 هـ)، فضلا عن مؤلَّفِ النّكت في إعجاز القرآن للرماني (ت 386 هـ) ولأنّ كتب الإعجاز القرآني كثیرة جدا يصعب حصرها في بضع صفحات اكتفينا بالشائع منها على سبيل التمثيل، والباحث فیها یجدهم قد تطرقوا في مؤلفاتهم إلى مختلف فنون البلاغة التي تضمنها القرآن الكريم: فن المعاني، وفن البیان، وفن البدیع.

وفي هذه الورقة البحثية نروم إماطة اللثام عن واحد من هذه المحسّنات البديعيّة من خلال هذه المداخلة المسومة: جمالية التعبير الفنّي للجناس في القرآن الكريم قراءة في نماذج مختارة

1.مفهوم الجناس:

  1. في اللغة:

الجناس هو الجنس من كلّ شيء من الناس، والطير، والعروض، والنحو1،إنّه التجنيس والتجانس والتجنيس؛ وكلّها ألفاظ مشتقة من الجنس: وهو مصدر جانس والتجانس مصدر تجانس، والجنس في اللغة الضرب، وهو أعمّ من النوع، والجمع أجناس وجنوس2. وهو المشابهة والمماثلة بين حروف اللفظ مع اختلاف في المعنى.

  1. في الاصطلاح:

الجناس من محاسن اللفظ، فهو يقع في القرآن مطبوعا غير متكلف، فيحسن ويبدع لفظا ومعنى، وهو من صميم البلاغة، بشرط أن يضعه عالم بجوهر الكلام يحفظ معه صحّة المعنى وسداده، وكأنّ هناك تجنيسا لا يراعى فيه هذا الشرط فيضعه متكلون أدعياء لا يحفظون فيه روح المعنى ولا سلاسة النظم3.

2.أنواع الجناس:

أورد علماء البلاغة الكثير من صور الجناس في النص القرآني العظيم تمثيلا بها، كما تشير بعض الدراسات البلاغية الحديثة لوجود أنواع أخرى من الجناس منها:

الجناس بتفرّع إلى فرعين: التام وغير التام

ينقسم الجناس التام إلى:

3.المماثل: وهو نوعان اسمين وفعلين

قال عزّ وجلّ: ﴿وَيَوْمَ تَــقُوْمُ السَّاعَةُ يُـقْسِمُ الْمُجْرِمُوْنَ ڏ مَا لَبِثُوْا غَيْرَ سَاعَةٍ ۭ كَذٰلِكَ كَانُوْا يُؤْفَكُوْنَ 55؀ ﴾، كلمة الساعة ذكرت مرتين الأولى اسم من أسماء القيامة والثانية ظرف زمان4.

4.المستوفى: وهو اسم وفعل، فعل وحرف، حرف واسم

5.المركب: وهو المتشابه، المفروق، والمرفو

ينقسم الجناس غير التام إلى:

جناس القلب أو يسمى جناس العكس: وهو اختلاف اللفظين في ترتيب الحروف وهو قسمان: قلب الكل، وقلب البعض

جناس اختلف فيه اللفظان في هيئة الحروف حركات ونقطا وهو نوعان: جناس محرف وجناس مصحف

6.جناس ناقص:

وهو اختلاف اللفظين في عدد الحروف وه على ضربين:

  1. ما كان بزيادة حرف (إذا وقع في أوّله سمي مردوف، أما إذا كان في وسطه فهو مكتنف، وإذا وقع غي آخره فهو مطرف)

قال المولى عز وجل: ﴿ وَتَوَلّٰى عَنْهُمْ وَقَالَ يٰٓاَسَفٰى عَلٰي يُوْسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنٰهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيْمٌ 84؀5

يا أسفي أضاف الأسف وهو أشد الحزن والحسرة إلى نفسه، والألف بدل من ياء الإضافة، والتجانس بين لفظتي الأسف ويوسف مما يقع مطبوعا غير معتمد فيملح ويبدع6.

جناس على الاختلاف في أنواع الحروف يشترط بألاّ يقع بأكثر من حرف واحد وهو على ضربين:

7.جناس مضارع:

(يكون في أوّل، أو وسط، أو آخر الحرف)

قال الله تعالى: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيْدٍ فَقَالَ اَحَطْتُّ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهٖ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَاٍۢ بِنَبَاٍ يَّقِيْنٍ 7.

وقال الله جلّ جلاله: ﴿وَقِيْلَ يٰٓاَرْضُ ابْلَعِيْ مَاۗءَكِ وَيٰسَمَاۗءُ اَقْلِعِيْ وَغِيْضَ الْمَاۗءُ وَقُضِيَ الْاَمْرُ وَاسْـتَوَتْ عَلَي الْجُوْدِيِّ وَقِيْلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظّٰلِمِيْنَ 8

8.جناس لاحق: (يكون في أوّل، أو وسط، أو آخر الحرف)

9.جناس القلب:

قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيْدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّــلْنَا لَهٗ فِيْهَا مَا نَشَاۗءُ لِمَنْ نُّرِيْدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهٗ جَهَنَّمَ ۚ يَصْلٰىهَا مَذْمُوْمًا مَّدْحُوْرًا 18؀9 وقع جناس القلب بين كلمتي: عجّلنا، وجعلنا ويسمّى بجناس القلب؛ لاختلافهما في ترتيب بعض الحروف يعني العين والجيم. عجلنا بمعني السرعة أمّا قوله جعلنا؛ أي وضعنا.

10.جناس المضارع:

ومن شواهد الجناس المضارع قوله عزّ وجلّ ﴿ فَاِذَا جَاۗءَ وَعْدُ اُوْلٰىهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ اُولِيْ بَاْسٍ شَدِيْدٍ فَجَاسُوْا خِلٰلَ الدِّيَارِ ۭ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُوْلًا Ĉ۝10، وذلك لاختلاف ركنيه في حرفين هما الألف الممدودة والألف المقصورة، ولم يتباعدا مخرجا، فالجناس المضارع ما بين أوَلوأولىأرسلنا عليكم قوما أولى بأس شديد، ونجدة وشدة، والبأس والقتال والنسخ

11.جناس الاشتقاق:

ورد جناس الاشتقاق في مواضع كثيرة من سور القرآن الكريم على سبيل التمثيل قوله تعالى: ﴿ وَقَضَيْنَآ اِلٰى بَنِيْٓ اِسْرَاۗءِيْلَ فِي الْكِتٰبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْاَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيْرًا Ć۝ 11، وهي ما بين كلمت:ي لتعلن، وعلوّا فكلمة علوا مصدر منه وهما مشتقان من علا أي بمعنى استكبر، ودلالة الآية أخبرنا بني إسرائيل في كتابهم التوراة خبرا مؤكدا، وأوحينا إليهم بواسطة رسلنا، بأن قلنا لهم: لتفسدن في الأرض مرتين، لتستكبرن على الناس بغير حق، استكبارا كبيرا يؤدى بكم إلى الخسران والدمار12.

وفي قوله:﴿ تُـسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوٰتُ السَّـبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ فِيْهِنَّ ۭ وَاِنْ مِّنْ شَيْءٍ اِلَّايُسَبِّحُ بِحَمْدِهٖ وَلٰكِنْ لَّا تَفْقَهُوْنَ تَسْبِيْحَهُمْ ۭ اِنَّهٗ كَانَ حَلِــيْمًا غَفُوْرًا 13

12.جناس محرف:

نحو قوله:﴿ وَقَضٰى رَبُّكَ اَلَّا تَعْبُدُوْٓا اِلَّآ اِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَانًا ۭ اِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ اَحَدُهُمَآ اَوْ كِلٰـهُمَا فَلَا تَـقُلْ لَّهُمَآ اُفٍّ وَّلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيْمًا 23؀14 أي أمر الله تعالى أَلا تعبدوا غيره، وهذا يتضمن أمرين: الاشتغال بعبادة الله تعالى، والتحرز عن عبادة غير الله تعالى لأنّ العبادة نهاية التعظيم، ولا يستحق ذلك غير الله عز وجل لأنّه مصدر النعم والأنعام من إعطاء الوجود والحياة والقدرة والعقل وبالوالدين إحسان، قرن الله في كثير من الآيات الأمر بعبادته بالأمر ببر الوالدين وْالإحسان لهما إحسانا تاما في المعاملة لأنّهما بعد الله الذي هو السبب الحقيقي لوجود الإنسان، كانا السبب الظاهري في وجود الأولاد وتربيتهم في جو مشحون بالحنان واللطف والعطف والإيثار15؛ فالجناس المحرف بين أَلا” “و إِلاّلاختلافهما في الحركة الفتحة والكسرة ألاّ بمعني لا تفعل، وأما إلاّ بمعني سوى.

13.جناس الإطلاق:

الذي نعني به الترك والإرسال، عرفه القزويني:”هو أن تجمع بين اللفظتين المشابهة، وهي ما يشبه الاشتقاق وليس به، وقال السيوطي وله تسميات عدة منها تجنيس الإطلاق، والمشابهة، والمقاربة، والمغايرة، وإيهام الاشتقاق

ومن نماذجه: قوله تعالى: ﴿مُتَّكِــــِٕيْنَ عَلٰي فُرُشٍۢ بَطَاۗىِٕنُهَا مِنْ اِسْتَبْرَقٍ ۭ وَجَنَا الْجَنَّـتَيْنِ دَانٍ 54۝ۚ16

14.جناس التحريف:

في قوله: ﴿قَالَ اِنِّىْ لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِيْنَ      ١٦٨؀ۭ17

﴿وَلَقَدْ اَرْسَلْنَا فِيْهِمْ مُّنْذِرِيْنَ 72؀فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِيْنَ 73؀ۙ18

حيث نلاحظ تريب الحروف وعددها واحد في كلمتي مُنْذِرين والمُنْذَرين فهما اسمان أو قد يكونا فعلان أو من اسم وفعل، إلاّ أنّ القصد هو اختلاف الحركات كما تقرر في نصّ الآية الكريمة إن بينهما جناس التحريف جعلهما غير متحدان في المعنى.

15.جناس التذييل:

أو الجناس الناقص أو جناس الترجيع هو الجناس الذي يقع في إحدى كلمتيه حرف لا يوجد في الأخرى، وجميع حروفه موجودة في الأولى، وقسم في وسطها وقسم في آخرها، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ 29؀ۙ اِلٰى رَبِّكَ يَوْمَىِٕذِۨ الْمَسَاقُ 30؀ۧ19

وفي وسطها في قوله: ﴿اِنَّ الْاِنْسَانَ لِرَبِّهٖ لَكَنُوْدٌ Č۝ۚوَاِنَّهٗ عَلٰي ذٰلِكَ لَشَهِيْدٌ Ċ۝ۚوَاِنَّهٗ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيْدٌ Ď۝ۭ20

16.جناس التغاير:

ويراد به أن تكون إحدى الكلمتين اسما والأخرى فعلا ، كما في قول الله جلّ وعلا: ﴿ اِنِّىْ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِيْ فَطَرَ السَّمٰوٰتِ وَالْاَرْضَ حَنِيْفًا وَّمَآ اَنَا مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ   79؀ۚ21

17.جناس المقتضب:

أو ما يسميه علماء البلاغة وفي مقدمتهم السيوطي بالجناس المطلق، ونظرا لتشابهه بجناس الاشتقاق يوهم سامعه أو قارئه بأنّ أحد ركنيه أصلهما واحد، بينما هو ليس في شيء من ذلك، على غرار قوله تعالى:﴿ وَاِنْ يَّمْسَسْكَ اللّٰهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهٗٓ اِلَّا ھُوَ ۚ وَاِنْ يُّرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَاۗدَّ لِفَضْلِهٖ ۭ يُصِيْبُ بِهٖ مَنْ يَّشَاۗءُ مِنْ عِبَادِهٖ ۭ وَھُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ ١٠٧؁22

وقوله أيضا:﴿ فَبَعَثَ اللّٰهُ غُرَابًا يَّبْحَثُ فِي الْاَرْضِ لِيُرِيَهٗ كَيْفَ يُوَارِيْ سَوْءَةَ اَخِيْهِ ۭ قَالَ يٰوَيْلَتٰٓى اَعَجَزْتُ اَنْ اَكُوْنَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرَابِ فَاُوَارِيَ سَوْءَةَ اَخِيْ ۚ فَاَصْبَحَ مِنَ النّٰدِمِيْنَ 31۝ٺ23

18.جناس التّصريف:

أمّا جناس التصريف معناه أن تنفرد كلّ كلمة من الكلمتين عن الأخرى بحرف مثال قوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَاَقْسَمُوْا بِاللّٰهِ جَهْدَ اَيْمَانِهِمْ لَىِٕنْ جَاۗءَهُمْ نَذِيْرٌ لَّيَكُوْنُنَّ اَهْدٰى مِنْ اِحْدَى الْاُمَمِ ۚ فَلَمَّا جَاۗءَهُمْ نَذِيْرٌ مَّا زَادَهُمْ اِلَّا نُفُوْرَۨا 42؀ۙ24

بالنسبة لعائلة الجناس هناك ما يسمى عند علماء البلاغة بجناس الاشتقاق، وهو الجمع بين لفظين اشتقاقا نحو قول المولى عزّ وجلّ: ﴿فَاَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّيْنِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ اَنْ يَّاْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهٗ مِنَ اللّٰهِ يَوْمَىِٕذٍ يَّصَّدَّعُوْنَ 25.

خاتمة:

وصفوة القول إنّ الجناس بأنواعه المختلفة الواردة في القرآن الكريم، زانت التعبير وأضفت عليه دلالات قوية، لم يتوقف على تزيين النص والعناية بألفاظه فحسب، بل إنّه يتعدّى إلى البلاغة نفسها أو بالأحرى بلاغة التعبير في الخطاب القرآني والدخول في صميمه بما لديه من فاعلية التأثير لما يحّققه من أغراض ومقاصد وبما له من مدخل في الإعجاز القرآني.

هوامش المقال: 

1الخليل بن أحمد الفراهيدي، العين، ج1، ص: 213

2المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده الأندلسي، ج3، ص: 70.

3محمد حسين أبو موسى، البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها ي الدراسات البلاغية،دار الفكر العربي، القاهرة، ص: 499.

4حمادة خالد محمد علوان، الألوان البديعيّة في السّور المكيّة، غزة: الجامعة الإسلامية،ط2016م، ص: 91.


5سورة يوسف، الآية 84.

6الزمخشري، الكشاف، ج2، ص271.

7سورة النمل، الآية 22.

8سورة هود، الآية 44.

9سورة الإسراء، الآية 18

10سورة الإسراء، الآية 5.

11سورة الإسراء، الآية 4.

12طنطاوي، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، القاهرة: دار السعادة، د.ط، د. ت، ج1 ،ص390 .

13سورة الإسراء، الآية 44.

14سورة الإسراء، الآية 23.

15وهبة زحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دمشق: دار الفكر، ط3 ،1 1 ه، ج ، ص:53 وما بعدها..

16سورة الرحمن، الآية 54

17سورة الشعراء، الآية 168.

18سورة الصافات، الآية 72و73.

19سورة القيامة، الآيتان 29، 30.

20سورة العاديات، الآيات: 6،7، 8

21سورة الأنعام، الآية : 79.

22سورة يونس، الآية 107.

23سورة المائدة، الآية : 31.

24سورة اطر، الآية 42.

25سورة الروم، الآية 43.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of