+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

لقاء مع الروائي المغربي عمر الموريف
حاوره د. محسن عتيق خان

عمر الموريف كاتب وروائي مغربي قد صدرت له خمس روايات ومجموعتان في القصة القصيرة حتى الآن، وما عدا ذلك له دراسات عديدة في القانون. وفي هذا العدد للمجلة، نحاول أن نتعرف على شخصيته وإنجازاته الأدبية من خلال الحوار الذي أجراه معه د. محسن عتيق خان. 

س:- من هو عمر الموريف وكيف يعرف بنفسه إلى القراء، روائيا او اخصائيا في القانون؟

ج:- عمر الموريف شخص عادي من عامة الشعب، ينحدر من الجنوب الشرقي المغربي، وبالضبط من عاصمة الورد قلعة مكونة والتي تلقيت فيها تعلمي الابتدائي والثانوي، قبل أن أستكمل الدراسات العليا بمدينة مراكش سواء في شعبة القانون أو الفلسفة، لتصبح المدينة الحمراء حاليا المستقر بحكم العمل.

الميدان الأدبي بالنسبة لي عالم ولجته بلعبة الهواية قبل أن أجدني متورطا فيه حبا ورغبة في أداء رسالة، والقانون مدرسة تعلمت منها الكثير، لكن لا أحسبني متخصصا في أي منهما، وإن كان بد من التأكيد على صفة فأفضلها “كاتب” بدون نعت، فهي الكفيلة بأن تشمل المجالين معا… لأن لهما نفس القدر عندي.

س:-بدايتكم مع الكتابة متى كانت وكيف؟ وما أهم المحطات التي أثرت في حياتكم الأدبية؟

ج:- كأي فتى يقطع مسيرة الحياة، سيما إبان المراهقة، كانت لدي مذكرات وخربشات ومحاولات شعرية بسيطة، كلها كانت بالنسبة لي أرشيفا مؤرخا لجزء من حياتي الشخصية، والتي لم أتوقع يوما أن تكون اللبنة الأولى لخوض غمار الكتابة الأدبية، فمن شذراتها، وتحديدا تجربة فريدة منها كانت سببا في كتابة أول عمل روائي صدر لي سنة 2016 بعد أن ظلت في الرفوف لسنوات عديدة. فهذه التجربة العاطفية الأولى، والتي تزامنت مع إدماني لقراءة الروايات، جعلني أقرر الانخراط في مجال الكتابة الروائية وإن على سبيل التطفل، لكن صدى العمل فاق كل توقعاتي صراحة.

س:-من الذي تقتديه في انتاجاتكم الأدبية؟

ج:- أذكر أن أول عمل روائي قرأته كان للأديب المصري نجيب محفوظ وهو عبارة عن رواية بعنوان “بداية ونهاية” والتي كانت مقررة في مادة اللغة العربية بالسنة الأولى ثانوي شعبة الآداب، فكان محفوظ بالنسبة لي شيئا عظيما، غير أن إطلاعي بعدها على أسماء أخرى وأساليب متنوعة  في مجال الرواية والقصة القصيرة جعلني أقدر الكل، لكن دون أن أجدني ميالا إلى إسم محدد كقدوة… ربما يوجد كل كاتب قرأته له في سطر من سطوري بوعي مني أو بدون وعي.

س:-ما هي الكتب التي تحب قراءتها، و من المؤلفون المفضلون لديك؟

ج:- أميل كثيرا إلى الكتب الفكرية والفلسفية وكذا البحوث القانونية التي تعالج مسألة فريدة ومتميزة.

أما المؤلفون فمتعددون أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: محمد عابد الجابري، عبد الجواد ياسين، طه عبد الرحمان، يوسف القرضاوي، جورج طرابيشي، علي الوردي، نصر حامد أبوزيد… وغيرهم.

س:- من الذي ساعدكم في مشواركم الأدبي؟

ج:- بداية اعتمدت على مجهوداتي وتمويلاتي الخاصة، قبل أن أتعرف على جهتين كان الفضل لهما في إخراج بعض الأعمال الأخرى بتكلفة أقل وهما ” جامعة المبدعين المغاربة” مع الشاعر محمد اللغافي و “غاليري الأدب”،مع الأستاذ والأديب المعرف مصطفى لغتيري، واللذين أوجه لهما، ولطاقم العمل معهما التحية والقدير من هذا المنبر.

س:- هل انتم نشيط على مواقع التواصل الاجتماعي، وما موقفكم من استخدامها من أجل النشر الإبداعي؟

ج:- على مواقع التواصل الاجتماعي لا أتجاوز صفحتي الشخصية، والتي أتعلق بها لسبب واحد هو تلك الطينة الطيبة من من الأصدقاء والصديقات والإخوة والأخوات الذين أتقاسم معهم بعضا من منشوراتي، وأستفيد من ملاحظاتهم قبل إصدار أي عمل، بل منهم من صمم لي غلاف عملي الأول وهي الأخت هدى هريمش. وتظل تشجيعاتهم أكبر سند لي في الكتابة. لذا فهذه المواقع جد مفيدة للنشر الإبداعي، ما لم يتم المساس بطبيعة الحال بمجهودات الغير عبر الانتحال القرصنة.

س:- لكل مفكر أو مبدع أيدلوجية معينة تسيطر عليه، فإلى أي أيدلوجية ينتمي فكركم؟

ج:- موضوع الايديولوجية موضوع مركب ومعقد، لكن لا يمكن نكران وجوده وتأثيره. وشخصيا أحاول العيش والتفكير بموضوعية وحيادية بقدر أكبر. وإن كان لزاما الإشارة إلى وصف معين فأفضل القول بأني مسلم بلا أي نعت آخر.

س:- لك مجموعتان في القصة القصيرة، كيف كانت مسيرتكم في هذا المجال؟

ج:- أجد هاتين المجموعتين كملح الطعام، فهما اللتان تخللتا الروايات التي كتبت، وتظل تجربة جميلة، لكن أجدني لا أملك تلك المقومات الكافية للكتابة في هذا المجال بالغزارة المطلوبة، فهو مجال له أهله وخاصته.

س:- ما هي الموضوعات التي تطرقتم إليها في رواياتكم؟

ج:- ارتبطت أغلب رواياتي بمحيطي الذي ترعرت ونشأت فيه، فكانت شبه تأريخ لهموم وآمال وآلام الجنوب الشرقي المغربي، أو المغرب المنسي أو المهمش، أو المغرب غير النافع ..كل كما يصفه. لكن تأتي روايات أخرى خرجت بها عن هذا الأصل.

س:- ما هو المحور الرئيسي لروايتكم “أدراج الرياح”؟

ج:- أدراج الرياح أول أعمالي الأدبية، تتحدث عن العنف المادي والمعنوي الذي يتعرض له الطفل، وآثار ذلك على تكوينه النفسي، ومستقبله الاجتماعي، مجسدا ذلك ببطلة بلا اسم.

س:- فيما أعلم، روايتكم “القحافي: متظلم بالباب”عبارة عن سيرة ذاتية لمفكر  مصري يكتب التاريخ الفكري لأرض الكنانة بمصر.  فكيف تمكن كاتب مغربي عن تصوير حياة المفكر المصري؟

ج:- قصتي مع رواية القحافي بدأت حينما وقفت في إحدى الكتب على اسم نصر حامد أبوزيد والتحذيرات التي تضمنها المؤلَّف بخصوصه، لدرجة كنت كلما ولجت مكتبة أو وقفت أمام بائع كتب ولمحت اسم أبوزيد حتى أخلي المكان، فاستغربت من هذا الأمر الذي قررت مجابهته، فكان اطلاعي على أولى مؤلفاته التي كانت محور الصراع والجدل وهو “نقد الخطاب الديني” الذي قرأته مرات عديدة فلم أجد فيه تلك التهويلات التي اتهم بها، فانتقلت إلى مؤلفاته الأخرى أسبر أغوارها، كما تابعت العديدة من البرامج المصورة له من ندوات ولقاءات، فتشكل لدي ذاك الزاد المعرفي الذي لم أجد بدا من استثماره في عمل أدبي، سيما وأن لأبوزيد قصة محزنة شيئا ما. فكانت هذه الرواية، والتي أعتبرها رسالة تدعوا لأن “يقرأ المرء بنفسه ولا يدع أحدا غيره يقرأ له ” على حد تعبير البطل نفسه. وبطبيعة الحال يبقى الإنتاج الذي خلفه الراحل أبوزيد إنتاجا بشريا قابلا للخطأ والصواب، فيه ما نقبل وفيه ما نرد.

س:-روايتكم “قبيلة الضباب” تعتبر  رمزا للقرى النائية وتعكس صورة للمغرب العميق النفسي، وقد عالجتم فيها قضاى خيبة الأمل، والاتجار في المخدرات، والسياحة الجنسية. فما الذي دفعكم إلى هذا؟

ج:- تعتبر هذه الرواية بالنسبة لي وكأنها كتاب تاريخ مصغر لمنطقة محددة، ومن الصدف أنها تضمنت قصصا ووقائع أثبتت التجربة والحياة الواقعية وجود صور وأحداث تحاكيها قد حدثت بعد صدور الرواية، ولا تزال بعض الوقائع بالمنطقة تبرز من حين لآخر فيراسلني الأصدقاء مقارنين الخبر بصفحة من صفحات الرواية. فالرواية بطبيعة الحال ليست تنجيما، ولكنها حب التأريخ عن منطقة منسية، تصر أن تدفن تاريخها هو الآخر في النسيان.

س:-الرجاء، أخبرونا بتجربتكم الإبداعية في روايتيك “آذان الموت” و”ديايوليس: قرين الظل”؟

ج:- آذان الموت من الروايات التي كتبتها بألم شديد، فهي مزيج من قصص واقعية تركت في نفسي جرحا غائرا لا يريد أن يندمل إلى اليوم، بعض هذه القصص تعود لفرد من العائلة، أخرى لأم صديق عزيز، وبعضها لشخصيات من المنطقة أخذها الموت بعد حكاية دامية.

أما ديايوليس قرين الظل فقد جاءت بعد المشاكسة الفكرية التي تركتها فيّ الدراسة بشعبة الفلسفة بكلية الآداب، وبعدها الفلسفي لا يخفي موقفا إزاء التسلط والطغيان والديكتاتورية وهوان الشعوب.

س:- كيف ترى الحركة الثقافية في الوطن العربي؟

ج:-باختصار كئيب: لا تبشر بخير.

س:-ماهو الجديد الذي ينتظره القاريء العربي منكم في الفترة القادمة؟

ج:- حاليا لدي مشروع مجموعة قصصية ورواية.

وفي المجال القانوني مؤلف يتناول علاقة الدين بالقانون الجنائي الوضعي

س:- ماهي الرسالة التي توجهها إلى الأدباء الشباب في الوطن العربي؟

ج:- أحب دائما أن أقول لأصدقائي وأحبابي: اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ

وهي نفس الرسالة التي أوجهها إلى الأدباء الشباب في الوطن العربي، فهم الأحبة أيضا.

س:- رسالتك الأخيرة لمحبي اللغة العربية في الهند وخارجها.

ج:- حينما تتكلم الهند العربية يحضر الجمال وتحضر الرسالة والأمل..ولا غرابة في ذلك متى التقى جمال دولة بجمال لغة.

فهذه اللغة الرائعة الغنية تستحق الكثير الكثير من الاهتمام والعناية…والكثير من الصقل في قوالب أدبية وعلمية ومعرفية.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of