+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

المجتمع السعودي في ضوء رواية “الآخرون”: دراسة تحليلية
محمد أشرف رضوي

 ملخص البحث:

قد أثارت رواية صبا الحرز “الآخرون” جدلا واسعا وضجة كبيرة في الأوساط الدينية والثقافية في المملكة العربية، ونالت هجوما عنيفا من الأدباء والنقاد وخاصة رجال الدين بتهمة الفضائح والشذوذ وخدش الحياء وكشف الأسرار عن بنات المجتمع المحافظ الأصيل. تتسم رواية الحرز بجرأة وصراحة في تصوير العيوب الاجتماعية والفكر الديني المتشدد ورصد العادات والتقاليد والثقافة الذكورية وقضية التمييز الجندري وسيادة السلطة الأبوية ومعاناة المرأة الجسدية والنفسية ورغبتها في الحرية والمساواة. تعالج هذه الدراسة تصوير المجتمع المتدين في رواية “الآخرون” وما فيه من عادات وتقاليد، وتسلط الضوء على القضايا المطروحة كالزواج والعنوسة والطلاق والجنس وظاهرة التغيرات الاجتماعية والتفكك الأسري والتنديد بالظلم والاضطهاد وتفسخ الشباب والشابات في المجتمع السعودي.

كلمات مفتاحية:

الأدب النسائي، حياة المرأة، الرواية السعودية، صورة المجتمع المحافظ، العادات والتقاليد، القضايا الاجتماعية.

مقدمة:

إن الرواية النسائية السعودية تتبوأ مكانة بارزة بين الأجناس الأدبية الحديثة من حيث الكثرة والازدهار والانتشار، وفرضت نفسها كعمل ابداعي مختلف من حيث المحتوى والمضمون الجريء، وعالجت قضايا الحرية والمشاركة وترسيخ الهوية النسائية في واقع ثقافي ومجتمع ذكوري بشكل يبرز التمرد الجريء على الأعراف والتقاليد، واقتحمت مناطق التابوهات في طرح القضايا الاجتماعية والدينية والجنسية في مجتمع ديني عاشت فيه المرأة ضغوطا اجتماعية ودينية وعائلية وقبلية إلى أن جاء إنتاجها الأدبي الذي حاول تحطيم القيود المفروضة عليها وعلى كتاباتها الإبداعية منذ زمن. إنّ موجة الروايات النسائية السعودية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، ما هو إلا تعبير عن تمرد المرأة وإثبات وجودها واستعادة التوازن المفقود ومحاولة أدبية للكشف عن الخبايا المستورة في أساليب حياتها ومعاناتها في ظل قواعد اجتماعية قمعية، والثورة على الاستلاب والنظام الأبوي ومحاربة العادات والتقاليد وخلق واقع بديل. رواية الآخرون تصور المجتمع المتدين بوضوح من خلال التركيز على حياة الدعارة ومعاناة المرأة وصراع القوى المؤثرة في حياتها بين قوى دافعة لحريتها وتقدمها وانفتاحها، وأخرى تسعى لتكبيلها بالقيود التقليدية.

نبذة عن حياة الكاتبة صبا الحرز:

الأديبة الشابة السعودية، التي أطلقت على نفسها اسم “صبا الحرز” مستعارا على غلاف روايتها، كي تتهرب من الإدانة التي لحقت بالأديبات العديدة، ولدت في القطيف عام 1980م، ودأبت على الكتابة في الإنترنت منذ عام 2001م، واقتحمت عالم الرواية الأدبية، فكانت الرواية “الآخرون” عملها الأول. نشأت وترعرعت في بيئة المجتمع القطيفي كما ذكرت في حوار صحفي “أنا ابنة هذا المكان، عشت حياتي كلّها هنا، من الطبيعي إذا أن تحضر الثقافة التي كوّنتني في أعمالي؛ لكن أيضا، أنا كاتبة “نِتّيّة”، والإنترنت اشتغل بشكل ملموس على تذويب بعض خواصنا المحليّة.”[1] لا توجد تفصيلات عن حياة صبا الحرز، وكل ما نجد عنها هي روايتها “الآخرون” أو ما أخبرته عن نفسها في الحوار الذي أجرت معها جريدة الشرق الأوسط في مطلع يونيو 2006م. فتح اختيار الكاتبة اسما مستعارا أبواب تأويلات كثيرة وصلت بالبعض إلى تأكيد إمكان أن يكون رجلا، والناقد البحريني زكريا رضي عبّر عن رأيه في مقاله: “حتى اليوم لا أحد يعرف من هي صبا الحرز في الواقع” وهو ما تخوفت منه الأديبة جمانة حداد بقولها “أعترف أني سأشعر بغصة وخيبة إذا ما اكتشفت يوما أن اسم صبا الحرز المستعار ليس فعلا لصبية في العشرينات من عمرها، بل لكاتب خمسيني أو ستيني، سأشعر بغصة وخيبة إذا ما اكتشفت أنها ليست حقا شابة سعودية موهوبة ضربت نرد الأدب بشجاعة وقررت كسر التابو على طريقتها، بل محض لعبة ترويجية جديدة.”[2]

رواية الآخرون:

الآخرون محاولة جادة ورائعة ومثيرة بمحتواها، وهي من أفضل الروايات التي صاغتها كاتبات شابات سعوديات في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. النظرة الدونیة من المجتمع المتدين إلى المرأة والمشاكل التي تواجهها في حياتها اليومية، والمشاهد الجنسية المبثوثة في الرواية تأخذ مساحة كبيرة من النص. والرواية عبارة عن العلاقات المحرمة والصراع الطائفي بين الأقلية الشيعية والأغلبية السنية، وتكشف عن مدى معاناة شخصيتها الروائية الرئيسية وتعري العوالم السرية عن النساء والفتيات وتسبر أغوارهن وعن كل ما يجري خلف الأبواب المغلقة في مجتمع محافظ. تقول الكاتبة عن روايتها: “كتبت الرواية بنيّة أن تكون خاصّة، من دون الانشغال بنشرها… لفرط ما سمعت عن صعوبات النشر وتكاليفه. لاحقاً، باعتباري فردا افتراضيا على أيّة حال كنت قد قررت نشرها إلكترونياً. وأخيراً، عبر سعي صديق أوصلها إلى دار الساقي تكفلت الدار بنشرها.”[3]

وفق أحمد محمود القاسم رواية الحرز من الروايات المثيرة للجدل، في المجتمع العربي عامة والسعودي خاصة، لما تتضمنه الرواية بكل جرأة وشجاعة وصراحة من نقد قاس للمجتمع المتدين وما فيه من قمع للحريات الشخصية والفكرية والاجتماعية.[4] كل من يقرأ النص الروائي للحرز يتساءل: لماذا اختارت الروائية كلمة: “الآخرون” بدل “الأخريات”؟ وسيعرف القارئ عبر قراءة النص أن علاقة الساردة لا تقصر مع أخريات فحسب بل تتكون لها علاقة مع ذكور أيضاً، وكلمة “الآخرون” تشمل الآخرين والأخريات.[5]

جاءت الرواية ضد أخلاقيات المجتمع المتدين وعاداته وتقاليده والانحرافات الدينية والبيئة المحلية، والحياة المزدوجة والعنف ضد الأقلية الشيعية والممارسات الطائفية والسياسية والعلاقات الجنسية المستهجنة وحسب الناقد محمد العباس، فإن هذه الرواية وأمثالها “الروايات المكتوبة بأقلام نسائية هي حالة أشبه بانفجار الصمت، متأتية من مهبات العولمة التي وهبت صوتا لكل فرد، ولذلك تكتظ هذه الروايات بالقضايا الحقوقية والخيبات العاطفية، ويغلب عليها طابع الواقعية الاجتماعية، بما هو المكان الذي يتم فيه تأوين شخصيات مقهورة لا تبتعد كثيرا عن الذوات المنتجة لها.”[6] وتمثّل هذه الرواية إدانة على انغلاق المجتمع الذي يستخدم اسم الدين في فرض القوانين السياسية والعقوبات الصارمة ضد الحرية الشخصية، وعلى رأسها رفض العلاقات الودية التي تجمع بين أفراد المذهبين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية ذكرا كان أو أنثى.

        تحتوي الرواية على أربعة وعشرين مقطعا بقدر عدد سنوات عمر البطلة، وتبدأ بجملة الكاتب الفرنسي والفيلسوف الشهير جان بول سارتر “الآخرون هم الجحيم” وهي جملة وردت في نهاية مسرحيته الشهيرة “الانغلاق”. الأحداث تجري على لسان البطلة أو الساردة التي مصابة بمرض الصرع Epilepsy، وتتحكم بالوقائع والأحداث التي تنطلق من تجربتها الذاتية. البطلة طالبة جامعية شيعية في كلية الدمام وتمارس الكتابة في المجلات الدينية وتقدم الخدمات الاجتماعية في البرامج الدينية والحسينيات النسائية التي يقام فيها مراسم العزاء والاحتفالات الشيعية خلال أشهر السنة عامة وشهر محرم الحرام خاصة. هذه البطلة تشعر بوجع الانغلاق والضيق في المجتمع المحلي وتطمح بحكم ثقافتها الواسعة إلى التغير والانفتاح، والإنترنت بالنسبة لها ليس مجرد أداة التواصل بل ترياقا يعالج كل المعاناة والعذابات التي تشعر بها. والشخصيات الرئيسة هن فتيات في أول العشرينات، وأغلب شخصيات في الرواية من جيل 1980م تقريباً.

القصة تدور حول تجربات طالبات جامعات في علاقة عاطفية، ومن خلال الأحداث الجريئة تزيح الستار عن عالم المجتمع الشيعي وتكشف عن مدى معاناة شخصيتها المركزية وأفكارها وعواطفها وميولها. الأحداث تنطلق من منطقة القطيف مرورا بكلية الدمام والمنازل والمزارع وصولا إلى الحسينيات التي تجمع البطلة مع صديقاتها، فتجرّهن إلى منزلها وغرفتها ثم إلى سريرها الخاصة بها، إضافة إلى من عشقتهن وعشقنها من الطالبات والشابات عبر الشبكة العنكبوتية. ضي صديقة البطلة تتعرض أيام مراهقتها للإغتصاب المثلي على يد معلّمتها الرياضيات وصديقتها المدعوة بلقيس، ثم تتعرض البطلة للعلاقة المثلية على يد ضي، فتعاني من الخوف والاضطراب والقلق، وتندم على ما قامت به فتصف نفسها بالمسخ: “كنت بنتاً فصرت مسخاً” وتشعر معظم الأحيان بقذارتها التي لا يغسلها الماء والصابون بكونها ناشطة في الحسينية.

ينصب محور القصة ومضمونها على بعض الطالبات اللواتي يعشن من منطقة القطيف وفي ظروف قاسية في مجتمع توصف المرأة فيه من رأسها إلى أخمص قدميها بالعورة، ولا يحق لها الخروج من بيتها بدون محرم معها ولا يجوز لها الكلام مع الرجال الغرباء حتى في المستشفيات والمكتبات والمصانع كي لا يغويها الرجال ولو خرجت لقضاء بعض من حاجاتها فلا بدّ من حفاظة كرامتها، وشهادة إمرأة واحدة لا تكفي في المحاكم لأنّها ناقصة عقل ودين وخلقت من ضلع آدم الأعوج، مع أن الكثير من التقاليد والعادات الصارمة قد عفا عليها الزمن. وتعالج الرواية الجانب الخفيّ في الكائن الأنثوي وتشدّد المجتمع الذي يحمي إناثه من الإغراءات والأهواء بأحكام وقوانين قاسية، قد تؤدي نتيجة ذلك إلى انزلاقهن في الأهواء والإغراءات والمحرمات، وتسلط الضوء على أنواع القمع الذي تتعرّض لها المرأة في مجتمع متزمت معروف عنه بأنه لا يغفر أحدا في التجاوزات خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة وجسدها إذا ارتكبت الفاحشة مهما صغرت أو كبرت إلا من كان لهم وجاها ونفوذا وباعا طويلا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كل “من يقرأ النص الروائي لصبا الحرز بعنوان “الآخرون” قراءة جدية تليق به لا يعود لديه شك في تميزه وبأكثر من معنى. فاللغة السردية مشغولة برهافة عالية ترفع كثيرا من تعبيراتها إلى جماليات القول الشعري المشبع بالمعرفة والفكر. والأحداث التي تشخصها هذه اللغة وتمثّلها في مواقف وعلاقات هي من الجرأة والجاذبية بحيث تطرح القضايا المحرجة وتخرق التابوهات دونما رأفة أو وجل وكأن الكاتبة قررت أن تريح الرقابات كلها فتقدم لها أكثر مما تبحث عنه عادة في النصوص!”… بل إن هذه الرواية تذهب بعيدا في التفرد والتميز من جهة حوارها الواعي الخلاق مع مرجعيتين تسمان الثقافات الحديثة وتحددان جزءا جوهريا من معاني حداثتها. فالحكاية المركزية تعرض وتتقصى مغامرات مجموعة من الفتيات يصطدم وعيهن الجديد بأسوار الثقافة السائدة فتنخرط كل واحدة منهن في ممارسات جانحة هدفها تحقيق رغبات الذات الفردية ونزواتها وكأن الجسد الفردي يتحول إلى هوية فردية وجودية لا يمكن تحريرها من قمع السلطة الاجتماعية إلا بتملكها ومن استعمالها ضدها مباشرة أو مناورة.”[7]

الرواية تطرح القضايا الاجتماعية المتنوعة بما فيها قضايا تعليم البنات والزواج القسري والطلاق وتعدد الزوجات والعنوسة والعنف ضد المرأة ومشكلة الحجاب والسفور والاختلاط والحرية وعدم المساواة والنظرة الدُّونیة من المجتمع المتدين إلى المرأة والمشاكل التي تواجهها في حياتها اليومية. وتتناول العديد من المواضيع من أمثال الحب والخوف والضغط الاجتماعي وفقد الذات مع انتقاد شديد للأجواء الاجتماعية المتشددة الضيقة وظواهر تتعارض مع المبادئ الدينية والتعاليم السمحة. وتركّز على الانحراف عن قوانين المجتمع المحافظ والشذوذ الجنسي بين الطالبات والفتيات خارج إطار الزواج. سنتحدث باختصار عن بعض القضايا المطروحة في الرواية ومنها قضية زواج البنات.

مشكلة الزواج:

من أهم المشاكل، التي تواجهها البنات وقت الزواج في المجتمع التقليدي الذي يتمتّع فيه الرجال بحقوق متنوعة، حرية اختيار الزوج أو تحديد مسار حياتها “كان عمي وزوجته يقيمان هبة بكل ما من شأنه أن يزيد فرصها في الحياة، وماكانت الحياة في نظرهما، إلا أن تتزوج البنت و”ربي يسترها”. ولهذا كانت قيمتها تحط كلما ازداد وزنها بضعة كليوغرامات أو قلت تلبيتها لدعوات الزواج والمناسبات الاجتماعية.”[8] وزواج البنات في أيام الطفولة من الحقائق الثابتة في المجتمع المحافظ، لكنه أصبح في العصر الراهن أكثر وعيا بالمشكلات التي يتسببها زواج البنات في سن مبكر، ولذا تم وضع الكثير من التشريعات للحد من عمليات التزويج القسري وزواج الأطفال.

وكذلك ترفض الأسر الكثيرة التعارف بين الخاطب والمخطوب وبعض الأحيان تتحرج من اتصالاتهم الهاتفية أو عبر وسائل التواصل الحديثة، وترفض رفضا تاما أيّ لقاءات تتم بينهما بسبب الخوف على سمعة البنات والأبناء وخشية عدم إتمام فترة الخطوبة والتتويج بالزواج، “أريد أن أهاتفه… نحتاج إلى أن نتفق على بعض الأشياء. وأريد أن أفعل ذلك من دون معرفة أهلي. لا أريد أن أتسبب له بالإحراج حين لا نتفق.”[9] هبة ترفض الزواج بدون التعرف من خلال الحديث عبر الهاتف على شخصية الزوج المتقدم وسلوكياته وأفكاره، وتقول لا يمكن لي أن أوافق على الزواج من دون معرفة التفاصيل التي أريدها في الزوج والذي سأنتقل معه لحياة مختلفة تماما وجديدة عن حياتي الماضية والحالية. وتشدد زميلتها هبة بأنها لن تتزوج إذا لم تُمنح حرية الاختيار، لأن تعرف الفتاة على الشاب أثناء الخطوبة يقلل من فشل الحياة الزوجية في رأيها.

تنتشر ظاهرة زواج البنات من دون موافقتهن أو التزويج القسري للبنات بين بعض العائلات المحافظة وتشكل الخطر الأكبر على حياة البنات، “خالتي التي تقدم لي ابنها بمنّة ظاهرة وكأنّها تضحي به وأمّي التي تعتقد أنّها ستبلغ غايتها وهي تضمن لي سعادة دائمة مع حمزة، اتفقتا على أمر واحد سأوافق. بل ليس عندي أيّ سبب للرفض. وهما قد أمضتا أياما تخططان لحياتنا، ومسكننا، وصالة زواجنا، وتوقيته وصولا إلى أسماء أطفالنا وعددهم والفرق بين أعمارهم، ولذا عصيّا على أمي تصديق بأني حقا أقول، بهذا الصوت العالي: لا.”[10] إن تزويج البنات بالإكراه وممارسة العنف ضدهن ليتزوجن بمن لا يرغبن فيه، أو بدون موافقتهن من المشكلات التي تواجهها المجتمعات المختلفة ومنها المملكة العربية، ففي الزواج لا بد من التفاهم بين الفتاة صاحبة الشأن بشيء من الحوار والمصاحبة، وبين الخاطب والمتقدم، ويمكن لها الخروج برأي الموافقة أو الرفض.

العنف ضد المرأة:

العنف المنزلي من القضايا الهامة في المجتمع الذي تقوده ثقافة ذكورية “حتى غشاء عذريتنا لا نملك منه نسخة احتياطية.”[11] تتحدث البطلة عن أمّها وكيف كانت تعاملها من أيام طفولتها حتى مراهقتها، وعلى حد تعبيرها “تعاملني مثل كلبة، وتحرمني من ميزة إنسانيتي.”[12] البطلة تتعرض للإيذاء النفسي والجسدي والجنسي، وتواجه غياب الأب المفاجئ بشكل دائم، وفي أيام المراهقة تعاني من عدوان الأمّ عليها بدواعي عملية الختان التي خضعت لها وهي مجرد طفلة صغيرة، ثم عدوان معلمتها بلقيس بدواعي الحب والجسد والجنس، وفي مرحلة متأخرة وسن الرشد تنتابها نوبات الصرع المتكرر. “غير أنّي لا أعرف ما هو، الاستدراج تحول مطاردة، وحين أمسكت ابي، تعاونت المرأة الغريبة مع أمّي على تعريني، والمباعدة بين ساقي وتشويهي بقلامة أظفار ثم دسّت بقطعة لحمي في منديل ورمتها على سلة المهملات.”[13] تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أمر لا ينكر في الدول العربية والإسلامية.

المرض يلعب دورا بارزا في تحديد مسار البطلة ويأخذ رمزية خاصة، وهو الذي يكشف جميع التفاصيل بعد أن يتمرد على البطلة، “وجسدي خلفني في الوراء وراح نحو نقطة غير مرئية من حيث أنا باقية… دوما كان مرضي سترا، ولفترات طويلة كان مجرد الحديث عنه فعلا شائنا يستوجب الزجر في منزلنا. كأن المرض ذنب لا مغفرة، عيب يجب إخفاءه، فضيحة صغيرة بحق العائلة يجب ألا تخرج عن نطاق الأقربين.”[14] الرواية ترسم معالم حياة سوداء تقوم على هامش الحياة، ولا توجد فيها السخرية إلا قليلاً. فالبطلة تظل شخصية سلبية منذ البداية إذ تحلم بتغيير العالم ونظامه لكنها تدرك عجزها عن تغييره فتشعر بالقرف والغثيان. وكلما تجد نفسها وحيدة، تقوم بتأنيب وتعذيب نفسها، “كنت أحاول جادة تغيير وجه العالم، وعلى ما يبدو، وجهي وحده الذي تغير.”[15]  “حياتي كانت موضوعة تحت مجهر أخطائي وفشلي وسقطاتي ليست مسائل خاصة معنية بها وحدي، إنها ملك للجمهور، للعيون المتربصة جيدا أي زلل.”[16] و”ما حدث أني قرأت لها تقريرا من إحدى الصحف عن معدل الانتحار في البلد، وقد بلغ خمس مئة حالة، وكان ثلث ذلك العدد من القطيف، وثلاثة أرباعه من الفتيات، غالبيتهن قاصرات يعشن ظروف مادية متدنية، وتساءلت أليست مشكلة تستحق أن يعنى بها أحد.”[17]

إنّ المملكة العربية قطعت الشوط الأكبر في مجال الحقوق المدنية، لكنه لا يزال يعاني من النظرة الدونية للمرأة، تقول دارين: “أفكر مرّات أنّني لا أفهم ما حدث لأنّني امرأة. النساء لا يفهمن التاريخ لأنّهن لم يسجلنه، والتاريخ مجرد شرطي فاسد يشترى بالمال والقوة”[18] والمشكلة لا تكمن في عدم قدرة المرأة على التعامل الناجح مع الأوضاع، بل في التقاليد الراسخة التي لا تساوي قيمة المرأة قيمة الرجل، وعدم رغبة المجتمع بنسائه ورجاله في أن تصبح المرأة على قدم المساواة مثل الرجل، لأن الطبيعة الذكورية بطبيعة الحال، والمفاهيم المترسخة في اللاوعي عند الناس تعطي الرجل اليد العليا بشكل آلي، بكونه ذو طموح مشروع وذو شعور بالمسؤولية الملقاة على كاهله “نحن النساء نرتكب الغلطة نفسها منذ الأزل، نختزل حياتنا كلها في الرجل الذي ختم لينا اسمه، نخلف أهلنا وصداقاتنا وشهادات دراستنا وأحلامنا وأشياءنا الصغيرة والتافهة ونتعبد في محراب رجل، الرجل بدوره لا يفعل الكثير، يحافظ على حراك دوائره وزخمها فتتسع، وتتسع، وتتسع، ونظل مجرد نقطة داخل الزحام. سذاجة مفرطة فعلا.”[19]

عمل المرأة:    قد حققت المرأة السعودية إنجازات كبيرة نتيجة الانفتاح الذي شهدته الدولة في السنوات الأخيرة، وتمكنت من خدمة أسرتها ووطنها على الوجه الأمثل، ولعبت دورا بارزا في بناء الوطن ودعم الأسرة للتغلّب على الأزمة المادّية رغم المعوقات والعراقيل التي واجهتها ولا تزال تستمرّ بالجهد والكفاح لتُثبت وجودها عن طريق تعليمها وتخصصاتها وعملها في المجالات العلمية والعملية “أتعرفين أن تخصص الإنكليزي يتيح لي خيارات متعددة، شركة آرامكو أو مصرفا أو مستشفى.”[20] قبل سنوات كانت الخرّيجات تعاني من عدم إيجاد فُرص عمل، إمّا بسبب القيود الاجتماعية والأُسرية، أو بسبب ضيق فرص العمل المتاحة في الأسواق، لكنها في العصر الحديث تمكّنت من الحصول على المناصب العليا، ولا تزال طموحاتها تزداد لتوسيع مجالاتها.

الحجاب والسفور والاختلاط:

المرأة السعودية لا تزال تعاني من الأيديولوجية المرتبطة بالنظرة الدونية للمرأة، “يغلق الباب علينا بجحة أن أخوتها معتادون الدخول بلا استئذان، وأنه لا يصح أن يروا وجهي مكشوفا.”[21] و”نحن مضطرتان إلى أن نضع حدودا ونلبس تعقلا مفتعلا، من سيفهم هنا أيّ سبب يدفع بنتين للحديث عن أخ إحداهما، من دون تجريم الأمر في محاكمات مغلقة أو تفسيره بطريقة معيبة.”[22] على الرغم من القوانين الصارمة تلعب التقنية الحديثة والشبكة العنكبوتية والهواتف الذكية ووسائل التواصل الحديثة في العصر الحديث دورا بارزا وتوفر مجالا مفتوحا للذكور والإناث على حد سواء، تتمكن البطلة من اقتحام عالم الإنترنت، ووجودها المتنامي في هذا العالم الافتراضي يخلق لديها شعورا ووعيا بالحرية والمساواة حيث كسرت التكنولوجيا الرقمية حاجز الفصل بين الجنسين، “إذ إنّي بنت عاقلة ومقيدة خطواتي بالسائق، أهاتف في أوقات متأخرة، اقتنيت هاتفا نقالا وانسحبت في دوامة فادحة الدهشة اسمها: النت، بإمكاني عبرها أن أخاطب أياّ كان ب”ياعزيزي” وأنا ابنة مكان تُعدّ مخاطبة أيّ واحد يقع تحت جنس المذكر السالم، ضربا من المستحيل أو نوعا من التعهر، اللهم إلا إذا كان ببغاء ذكرا.”[23]

إن الواقع الافتراضي يقدم لها مجالًا أوسع لتحقيق رغباتها وبديلا عن الحضور في العالم الحقيقي. “وكانت النت أول وطء لي على أرض الحقيقة، النت لم يكن يوما هو الخارج، ولم يكن هو الحقيقة، لكنه البقعة الوحيدة التي أتاحت لي أن أرى أكثر من صورة.”[24] الشبكة العنكوتية مع مرور الوقت تدفعها إلى السقوط الأخلاقي حيث تنغمس في بحر الانترنت آناء الليل وأطراف النهار، ويتقاسم خبراتها على النت، “حينذاك بدأت أكثر أطواري غرابة على النت برغم الأبواب المقفلة بإحكام، على الجنس.”[25] “وأكثر عاداتي نشازا، دخول موقع دردشة، لم أكن قد دخلته قبلا إلا على سبيل التجربة، كان هادئا ومنضبطا طوال النهار، بحكم وجود مراقبين باستمرار، لكنه في الثلث الأخير من الليل يتحول إلى بازار جنس، كل يلقي بأشد رغباته جنوحا وينتظر من يقابله برغبة مماثلة.”[26]

مشكلة الطلاق:

العلاقات المحرمة تترك آثارا سلبية على الحياة الزوجية وتدمّر الزواج وقد تؤدي إلى الطلاق، “لكن غيرتها صارت حبالا تشدّ معصمي، وعيونا تتبرص بي، وشجارات كانت متأكدة دائما أنّه يضاجعني وأنّي أخبيء عنها الحقيقة. وانعكس سوء علاقتي بناديا على علاقتي بعلي، كنت أنتقم به ربما، عذبّته كثيرا، ألين معه فأتودد إليه راغبة في الاعتذار عن أخطائي في حقه، ومرّات أغلق الهاتف في وجهه بسبب أقل زلة وأمتنع عن قبول زيارته. يحقّ لي ألا يغفر لي أبدا.”[27] وبعض الأحيان سوء العلاقة بين الزوجين يدفعهما إلى الانفصال: “وانفصلت عنه؟ لا تكوني لطيفة هكذا! قولي تطلقنا. في بضعة أشهر تخلت عني ناديا تماما… إذ قررت التحول… اختفت ناديا ومعها حنان.”[28] وهي على علم تام بأن علي “لم يكن يستحق كل الإساءات التي صببتها عليه، وطلبت منه الطلاق… عارض أهلي وأهله كذلك… في النهاية رضخ الجميع لقرارنا، وتم الطلاق.”[29]

الحرية والعدل والمساواة:

تتطرق الرواية إلى العيوب الاجتماعية، والقيم البطريركية وضوابط الأعراف والتقاليد المنكرة التي تقض مضاجع المثقفين وتحد المرأة من الفرص المتاحة في المجالات المتنوعة على الرغم من أنها حصلت على بعض حقوقها بسبب العمل الدؤوب الذي تقوم به السيدات المثقفات بمساعدة بعض الرجال المثقفين. ومهما بلغ مستوى شهادة المرأة أو علمها وعمرها لا بد من موافقة الولي لها لكي تتمكن من الدراسة والزواج والعمل، حتى في أمسّ الحاجة يجب أن يرافقها محرم كالسفر والخروج من المنزل وتلقي العلاج الطبي، هذا القانون قد أودى بحياة بعض النساء، “تجاوزت الثامنة عشرة ومراهقتي وأولى سنوات دراستي الجامعية ولم يحدث فرق كبير. بقيت آخذ المصروف، وأحتاج إلى إذن للخروج من المنزل، وإلى فرمان عسكري، يقضي بقبول أو رفض كل صديقة جديدة في حياتي.”[30]

إن قانون الفصل التام بين الجنسين قد يعوق دور المرأة الإيجابية إذ تمنع من الاختلاط حتى بزملائهن بعض الأحيان كما تحكي لنا البطلة عن حياتها وما جرى في أيام مراهقتها، “كانت ناديا الصديقة الوحيدة التي يحق لي زيارتها متى شئت وبلا أخذ إذن أحيانا.”[31] و”عرفت دائما أنّها تراقبني. كان جليا حد أن عماي يراه.”[32] بالرغم من أنّها تجاوزت سن الرشد “عمري أربعة وعشرون عاما، أعتقد أنّي كبرت كفاية لأحقّق حياة لا يكونا هما ألفها وياءها.”[33] معركة المرأة للحصول على كافة حقوقها لا تزال طويلة لأن القانون الاجتماعي وأصحاب السلطة الذين تتباين آراؤهم خاصة في شؤونها، لا يزال يحدد اتجاهها ولو كانت مثقفة ومسنّة، مع أن المنظمات الدولية تبذل سعيا مشكورا لدعم حريتها وحقوقها المسلوبة ولكي تمكّنها من العيش بحرية وانفتاح أكثر مثل زميلاتها في المجتمعات المتحضرة.

العلاقات المحظورة:    

الرواية تتناول العلاقات الجنسية بين الطالبات الشابات والنساء المتزوجات اليائسات اللواتي لا يُشبع أزواجهن رغباتهن الجسدية المكبوتة، وتلعب معاناتها الشخصية والثقافة الذكورية دورا بارزا في خلقها، كما تتحدث البطلة عن حقيقة ما يدور من الممارسات الجنسية الشاذة ومدى تأثير العادات والأعراف والأفكار في انتشارها في المجتمع المنغلق. وعلى الرغم من أن الدولة تحاول المراقبة الشديدة والدائمة على الشبكة العنكبوتية وتعالج بالقوانين الصارمة استخدام الانترنت والبحث عن العلاقات المحظورة والمجموعة المثليات والمثليين، وخاصة من جانب مزود الخدمة المجانية في شركة أرامكو، لكن البطلة تجد نفسها غارقة في المحظورات، وتنضم إلى مجموعات المثليين واحدة بعد واحدة، وتستهلك نصيبها اليومي من الاشتراكات في مجموعة عشرون اشتراكا.[34]

تخوض البطلة في وصف علاقتها مع ضي وطباعها حتى عرفت متى تهادن وتغضب، وتروي علاقتها الجنسية بأدق تفاصيها: “أرخيت زرا وتركت بقية المهمة بيد ضي، وما بدا أنّه سيأخذ وقتا لا نهائيا كان قد حدث بالفعل مباغتا انتباهي.”[35]، حتى “وانتهينا، ابتسامة زائغة ظلت على فمي فيما هي تلطّخ وجهي بقبلاتها الرطبة كالعادة.”[36] تقيم البطلة علاقات ممنوعة مختلفة وتعيش حياة مزدوجة، من جانب تهيئ دروسا صيفية مكثفة في الفقه والتوحيد والأخلاق وتعمل عملا تطوعيا، وتكتب في مجلة دينية تُعنى بتثقيف الناشئة، وتخوض معارك فاشلة ومحبطة كي يكون لصوتها مكان ولخطواتها أرصفة.[37] ومن جانب آخر تحاول تعتيم نصفها الآخر، كي لا يطلع أحد على ما كانت تحدثه في حياتها البعيدة عن عيون الناس.[38] رغم أنها تعي تماما بأن حياتها السرية الأخرى هي مقامرة خطرة وشديدة الضرر.[39]

تعليم البنات:   

نظرا إلى أهمية التعليم وفرص العمل المتاحة للمرأة في المجالات المتنوعة كالتدريس والأعمال الإدارية في المدارس والكليات وأقسام البنات التي لا يمكن أن يشغلها إلا نساء بدأت الأسر السعودية تُدخل بناتها في المدارس والجامعات خاصة منذ السبعينيات من القرن المنصرم. “كان أهلي يقيمونني من خلال دراستي، وعملي التطوعي… والأكثر شقاء منذ أن قررت أن تتوقف عن الدراسة بعد أن اجتازت الأول الثانوي، ولم يسترع الأمر انتباههم في البدء، إلى أن باتت الدراسة الجامعية في سنوات معدودة شرطا شبه حاضر وملزما في قائمة الطلبات لأي زواج.”[40] تتحدث البطلة عن مراحل تعليمها والمشاكل التي تواجهها في الامتحانات مع صديقتها ضي وكيف التحقت بكلية الدمام “بعد ذلك بعام كنا قد تجازونا سنة الرعب الحقيقية: ثالث ثانوي، قُبلنا معا في كلية العلوم في الدمام.”[41]

يتضح من القصة أن البنات السعوديات يلتحقن مثل بنات المجتمعات الأخرى بالكليات والجامعات “حين تخرّجت في الثانوية وقررت التقديم إلى جامعة الملك سعود.”[42] ويدرسن التخصصات بشتى أنواعها، فبلقيس تدرس علم الرياضيات والبطلة مع ضي تدرسان العلوم وناديا تدرس الزراعة ثم تتحول إلى معهد الإدارة “وهكذا، كنت لأربع سنوات أدرس تخصصاتها.”[43] ليس في المملكة فحسب، بل تختار بعض البنات دول أخرى لدراسة بعض التخصصات بدون خوف أو خجل “ثم صدمتني إذ قررت التحول، هكذا فجأة، إلى كلية الزراعة في الملز.”[44] قبل ذلك “كنا في الرياض هي تدرس علم اجتماع وأنا تربية فنية، وقد بدأنا للتو مستوانا الدراسي الرابع.”[45] وتتخرج في المجالات المختلفة “في أول يونيو الماضي، حين تسلّمت وثيقة تخرّجي.”[46] تعليم البنات في العصر الراهن قد وجد مساعدة كبيرة من الحكومة والمجتمع وهذا لعب دورا حاسما في تغير حياتهن وتحديد اتجاهاتهن.

القارئ الجاد سيجد أن قصة الشخصية الرئيسية، لا تصف حالة البطلة الأنثى فقط بل أيضا تصف مفصلا المجتمع المغلق، وخاصة الجماعة الشيعية التي تنتمي إليها البطلة. “في الرواية، يبدو من الواضح كيف أن المجتمع السعودي مذكر، والذكر يمتلك السلطة التي لا ترحم من يحاول أن يسلك الطريق الآخر. والبطلة المؤنثة تدخل تحت تأثير إدراك جديد لجسمها”… في الخلفية، نشاهد أن البطلة تعاني من الصرع، وهو تعبير واضح عن ضعفها في المجتمع الذي تعيش به وعن أنه لديها شقيق تحبه فعلا، ولكنه ميت. القراءة المتأنية تؤكد أن رواية الحرز مكتوبة بشكل ممتاز ولها بنية روائية متينة، وتستحق الاهتمام.”[47]

“غير أن الحرز هذه، من منطلق التوثيق لوعي خاص شديد الذاتية، لا يسعها إلا العرض لحالة عامة أشبه بالوباء – أو هكذا تبدو أثناء القراءة – تتقاعس عن الاشتباك ولو جزئياً مع مسبباتها العقائدية والتاريخية. فيتذكر القارئ أن التقليد الأدبي المفترض أنها تعمل في حيزه – وهو تقليد فرنسي إلى حد بعيد – يستلزم قيام مجتمع مفتوح بعض الشيء، متسامح بعض الشيء، عادي بعض الشيء. بينما الحرز – في تجاوزها الظاهري – إنما تتأقلم مع مجتمع قفز من البداوة مباشرة إلى الاستهلاك، قفز على سجالات الحداثة بكل ما تحمله من تأثيرات وإجراءات من شأنها أن توفر على الناس بشاعة التطرف، وقفز حتى على التعريف الجنسي للذات.”[48]

خلاصة القول:

تطرح الرواية القضايا الاجتماعية المتنوعة بما فيها العادات والتقاليد التي لها دور بارز في حياة الشخصيات الروائية بالإضافة إلى الشؤون المذهبية ومشكلة الأقلية الشيعية. وتخرق الروائية التابوهات والفكر المتزمت بالجرأة دونما وجل أو خجل أو رأفة، وتعالج كل ما يفرض المجتمع على المرأة من موانع ومحظورات، ومنعها من أبسط حقوق الحياة الإنسانية، بعد ما بلغ الحرمان والكبت أقصاهما، ولم يعد يمكن السيطرة على الهيجان العارم والاحتياجات الجسدية وتفريغها بطريق مشروع.  والقصة عبارة عن نقد قاس وعميق للمجتمع، بكل ظواهره السلبية لأفراده، وبكل جرأة وصراحة تضرب بالمحظورات التراثية والخلافات الطائفية والعلاقات الجنسية والسياسية عرض الحائط وتكشفت عن كل ما يحدث خلف الأبواب من ممارسات مستهجنة في المجتمع الاسلامي.

هوامش المقال: 

[1] منتدى تاروت الثقافي، (الآخرون) رواية صبا الحرز عن المجتمع الشيعي في السعودية، تاريخ النشر: 04 أغسطس 2006، تاريخ الزيارة: 11 نوفمبر 2021م، متاح على: http://www.tarout.info/montada/showthread.php?t=36081

[2] الوسط، رضي، زكريا «الآخرون» أدب اعتراف لا تخيّل، تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2007م، تاريخ الزيارة: 15 نوفمبر 2021م، متاح على: http://www.alwasatnews.com/news/print/268838.html

[3]  ثابت، ياسر: كتاب الرغبة، (لبنان: الدار العربية للعلوم ناشرون، ط1، 2010م). ص:108.

[4] ديوان العرب، القاسم، أحمد محمود، (قراءة في رواية (الآخرون) تاريخ النشر: 24 يونيو 2008م، تاريخ الزيارة: 20 مارس 2022م، متاح على: https://www.diwanalarab.com/

[5] الأنطولوجيا، الأسطة، عادل، (ملاحظات أولى صبا الحرز: الآخـــرون) تاريخ النشر: 19 يناير 2022م، تاريخ الزيارة: 11 مارس 2022، متاح على: https://alantologia.com/blogs/53599/

[6] الشرق الأوسط، الروائيات السعوديات ومتعة اللعب بالنار، تاريخ النشر: 31 مايو 2006م العدد 10046، تاريخ الزيارة 11 نوفمبر 2021م، متاح على: https://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=9896&article=365838

[7] جريدة الرياض، الزهراني، معجب، (“الآخرون” رواية تبدأ من الذروة) تاريخ النشر: 18 يناير 2007م – العدد 14087، تاريخ الزيارة: 16 يونيو 2021م، متاح على: https://www.alriyadh.com/217265

[8] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م)، ص: 22.

[9] المرجع نفسه، ص: 55.

[10] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م)، ص: 242.

[11] المرجع نفسه، ص: 187.

[12] المرجع نفسه، ص: 188.

[13] المرجع نفسه، ص: 284.

[14] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م)، ص: 100.

[15] المرجع نفسه، ص: 24.

[16] المرجع نفسه، ص: 31.

[17] المرجع نفسه، ص: 24.

[18] المرجع نفسه، ص 189.

[19] المرجع نفسه، ص: 53-54.

[20] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م)، ص: 88.

[21] المرجع نفسه، ص: 168.

[22] المرجع نفسه، ص: 102.

[23] المرجع نفسه، ص: 43.

[24] المرجع نفسه، ص: 113.

[25] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م)، ص: 16.

[26] المرجع نفسه، ص: 16.

[27] المرجع نفسه، ص: 170.

[28] المرجع نفسه، ص: 171-172.

[29] المرجع نفسه، ص: 173.

[30] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م)، ص: 42.

[31] المرجع نفسه، ص: 167.

[32] المرجع نفسه، ص: 187.

[33] المرجع نفسه، ص: 192.

[34]  المرجع نفسه، ص 16.

[35]  المرجع نفسه، ص: 8.

[36] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م)، ص: 8.

[37] المرجع نفسه، ص: 30.

[38] المرجع نفسه، ص: 31.

[39] المرجع نفسه، ص: 32.

[40] المرجع نفسه، ص: 22.

[41] المرجع نفسه، ص: 47.

[42] المرجع نفسه، ص: 246.

[43] المرجع نفسه، ص: 246.

[44] المرجع نفسه، ص: 171.

[45] الحرز، صبا، الآخرون، (لبنان، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2005م ص: 171.

[46] المرجع نفسه، ص: 236.

[47] صحيفة المثقف، العدد: 5280، قراءات نقدية (المثلية الجنسية عند النساء في الرواية العربية المعاصرة)، تاريخ النشر: 18 فبراير 2021م، تاريخ الزيارة: 20 يونيو 2022م، متاح على: https://www.almothaqaf.com

[48] رخا، يوسف: (مثلي مثلك) تاريخ النشر 17 ابريل 2009م، تاريخ الزيارة 10 مايو 2022م، متاح على: https://sultansseal.com/2009/04/07/

المصادر والمراجع:

*الباحث في مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of