محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم وأطهر رجل على وجه الأرض
منذ خلق العالم لم تأت إلى هذا الكون شخصية أعظم وأكبر من النبي صلى الله عليه وسلم قبله ولا بعده على وجه الأرض، ولاشك في أنه افضل و أرفع من ﻣﺎﺋـﺔ وأرﺑﻌـﺔ وعشرﻳـﻦ الفا ﻣـﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﻜﺮام البررة الذين هم محبوبون و مكرمون أكثر من جميع المخلوقات الموجودة في هذا الكون، فهو إمام الأنبياءوالرسل، وسيد ابن آدم وقد وصفت جميع الكتب السماوية المنزلة من الله سبحانه و تعالى ولاسيما التوراة والإنجيل والزبور والقرآن صفاته الحميدة وسيرته الطيبة وعظمته القداسة، وكان وخاتم الأنبياء والرسل.
يعرف كل منا أن الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا غارقين في ضلالات الشرك والجهل،مولعين بالخمر والقمار، بالغين في القتال والعراك وسفك الدماء، متورطين في رغبات النفس وآمالها وطعم الملذات وشهواتها لا تنتهي ولا تصل إلى حد أو غاية، وفشت فيهم الفاحشة والبغضاء والطغيان والشنآن،وكثر فيهم الجور والفساد والسرقة والنهب، وعمت فيهم الأمراض الخلقية الجسيمة الكثيرة والأدواء المهلكة الموبقة لا يأتي عليها الحصر والعد فلم يتمكنوا من الخروج عن قيودها و أصفادها وليس في وسعهم أن يخرجوا عنها سهلا، وقاموا على شفا حفرة من النار، وجلسوا على فوهة بركان تكاد تميز وتتحول إلى دمار شامل. هنا إحتاجوا إلى مَن ينقذهم مِن هذا التخلف والإنهيار ويقودهم إلى التقدم والإزدهار، ومَن ينتشلهم مِن كومة الذل والهوان ويبلغهم إلى ذروة الفوز والفلاح، ومَن يخرجهم مِن عبادة الأوثان والأصنام إلى عبادة الله الواحد القهار.
والدنيا تغيرت تماماً بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بفضل تلك التعاليم السامية الصافية والدين السماوي النقي عن كل شائبة من شوائب الكفر والشرك، وقذر من أقذار البدع والخرافات، كما يتغيّر الطقس، وانتقلت الإنسانية من فصل كله جدب وخريف، وسموم وحميم، إلى فصل كله ربيع وأزهار، وجنات تجري من تحتها الأنهار، تغيرت طباع الناس وفطرتهم، وأشرقت القلوب بنور ربها، وعم الإقبال على الله، واطلع الإنسان على طعم جديد لم يألفه، وذوق لم يجربه، وهيام لم يعرفه من قبل. وانتعشت القلوب الخاوية الضامرة الباردة الهامدة؛ بحرارة الإيمان وقوة الحنان وشوق الجنان، واستضاءت العقول بنور جديد وسراج مضيئ، وسكرت النفوس بنشوة جديدة، وخرجت الإنسانيّة أفواجا تطلب الطريق الصحيح ومحلّها الرفيع، وتحنّ إلى مكانتها السامقة العالية ومنزلتها العظيمة النبيلة، وتنورت بيوت أهل العالم بمنير قمر الدين وأضاءت بظهور شمس الإسلام. لاغرو في أن شخصيته الفريدة، وتعاليمه السامية الخالدة أفاضت على الإنسانيّة مسحة جديدة من الحياة والنشاط، وكانت السبب المباشر في شفائها من أسقامها وعلّاتها، وفي حل معضلاتها، ونهاية آلامها وأحزانها، وهطول أمطار الرحمة والبركة، واليمن والسعادة، والخير، والفلاح على أرضها المجدبة القاحلة، وكانت هذه المعطيات المحمدية الغالية منقطعة النظير بحساب السعة والوفرة، والحجم والكميّة،
هذه الحقيقة الغراء لا يمكن أن تجحد ولاتنكر بأن عديدا من قادة وأئمة جميع المذاهب والديانات في العالم بأسره قد إعترفوا بعظمة محمد رسول صلى الله عليه وسلم، وعددا كبيرا من الكتاب والخطباء الذين نشؤوا في المذاهب المختلفة قد إعتبروه أطهر وأنقى من الإنس والجن، فإذا بحثت في المكتبات العامة حتى في أمريكا و أوربا ستجد هناك ذكر عظمة النبي الأمي ورفعته في جميع تواريخ اللغة الإنجليزية. وربما لم يؤمن كل مؤرخ إنجليزي به ولكنه سيقتنع بنقائه و إمامته وقيادته للبشرية الإنسانية كلها. من الذي لا يعرف الكتاب الإلهى القائم الدائم إلى يوم الدين،القرآن المبين؟ويعرف كل صاحب العلم والفكر القرآن الكريم هو كتاب هداية ورحمة، فمنذ وقت وحيه ونزوله حتى الآن قرأه المؤمنون والمتبعون من كل المذاهب والديانات الأخرى واعترفوا بعظمته وفضله على الإنسانية كلها، ويقرأه مئات من غير المسلمين ويستفيدون منه في هذا العصر.
بات من الواضح لجميع العلماء والمفكرين سواء كانوا ينتمون إلى أي ديانة ومذهب بأن هذا الكتاب سماوي محفوظ منذ أربعة عشر قرنا، وبقي كل حرفه محفوظاً مصونا دون أي تغيير وتبديل،وكل سطرمن سطوره مملوء من الصدق والعدل،ويعلم كل غير مسلم يطالع هذا الكتاب المقدس أن اسم النبي المبارك( محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم) موجود فيه على مواضع مختلفة ويصف الله تعالى بشأنه الكريم وذاته العظيم بطريقة جيدة جدًا بقوله في القرآن المجيد والفرقان الحميد۔ یٰۤاَیُّہَا النَّبِیُّ اِنَّاۤ اَرۡسَلۡنٰکَ شَاہِدًا وَّ مُبَشِّرًا وَّ نَذِیۡرًا ﴿ۙالأحزاب۴۵﴾وَّدَاعِیًا اِلَی اللّٰہِ بِاِذۡنِہٖ وَ سِرَاجًا مُّنِیۡرًا ﴿الأحزاب۴۵﴾وقد حمد الله تعالى عظمة آخرنبيه وآدابه في سورة الحجرات بطريقة نبيلة تجعله دليلاً على قدسه وسيرته دائما وباقيا إلى يوم القيامة۔ یٰۤاَیُّہَا الَّذِیۡنَ اٰمَنُوۡا لَا تُقَدِّمُوۡا بَیۡنَ یَدَیِ اللّٰہِ وَ رَسُوۡلِہٖ وَ اتَّقُوا اللّٰہَ ؕ اِنَّ اللّٰہَ سَمِیۡعٌ عَلِیۡمٌ ﴿الحجرات١﴾ یٰۤاَیُّہَا الَّذِیۡنَ اٰمَنُوۡا لَا تَرۡفَعُوۡۤا اَصۡوَاتَکُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ النَّبِیِّ وَ لَا تَجۡہَرُوۡا لَہٗ بِالۡقَوۡلِ کَجَہۡرِ بَعۡضِکُمۡ لِبَعۡضٍ اَنۡ تَحۡبَطَ اَعۡمَالُکُمۡ وَ اَنۡتُمۡ لَا تَشۡعُرُوۡنَ ﴿الحجرات۲﴾
التكلم بصوت عال أمام شخصية عظيمة يعتبر فظا غليظا ،وقياساً على هذا فما أكبر الجريمة وأجسمها خطيئة الإطالة على ذاتيته المباركة أو رمى الإتهامات على شخصيته المكرمة يمكن للمرء أن يفعل أي شيئ ولكن لايخون الرسول ولا يسامح أبداً مَن يسيئ إلى مجد الرسول.
ومن سب النبي وشتمه مسلما كان أو غير مسلم يجب أن يعاقب عليه عقابا شديدا، واعلموا أن ظلما ما سيؤدي إلى ظلم آخر وهكذا لم يزل تقدم هذه السلسة الخطيرة إلى الثالث و الرابع وما إلى ذلك، فإن بدأ الظلم والطغيان في أي بقعة من بقاع الأرض فنتيجتها النهائية ليست سوى الدمار والخراب، وقد شهد التاريخ عندما تدور رحى الظلم و الإستبداد في منطقة من مناطق العالم فتقلب رأسها إلى عقب، وأنطفأت مصابيح الإمبراطوريات العظيمة والملوك الكبيرة بالجور والإستبداد.
ولا يخفى على أحد الواقع المولم الذي وقع في الهند أخيراً هو إساءة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم من قِبل متحدثين رسميين من حزب بهارتيا جاناتا الحاكم ؛نوبور شارما، و نافين جندال؛ وهل هذان الشخصان الذليلان لا يعدان من الظالمين؟ إذا كان هناك أي أهمية للكرامة الإنسانية في نظرك، فافتح أذنيك واستمع.إن إهانة الإنسان إثم أعظم من هدم الكعبة ، وإساءة إلى مَن هو أعظم من البشر إثم عظيم، فلذالك من يسيئ إلى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) هو أعظم مذنب و عاص في العالم كله، ومن يدعم مثل هذا الشخص الخاطئ يُدعى أيضًا أعظم مذنب. لابد أن يعاقب هؤلاء الظالمين عقابة حتى لا يجرؤا عليه مرة أخرى، فالمسلمون قد يتحملون أعظم خسارة، و يصبرون على أكبر مصيبة، و لكنهم لا يحتملون أدنى إساءة إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. و يستعدون للتضحية بنفوسهم و نفائسهم ،أعز عزيز عليهم، و أحب حبيب إليهم دون عرضه صلى الله عليه و سلم و أعراض نسائه السيدات الطاهرات. فلا بد لنا أن نحترم جميع المذاهب والأديان و لانسب إلههم وأوليائهم مهما كان الدين.
وألتمس الى قادة المسلمين وروادهم يعملوا في إبلاغ الرسالة النبوية، وتعاليمه السامية إلى كل فرد من أفراد العالم لكى لا نرى الحوادث المفجعة التي تجرح قلوب المسلمين من حين لحين، تأجج مشاعر الغضب عند المسلمين في العالم كله تلواً بعد أخرى، ولا شك فيه أن إحسان النبي صلى الله عليه وسلم وامتنانه على الأمة المحمدية لدرجة أننا لا نقدر عليها ولا نحصى، حتى لو خلعنا جلود أجسادنا وصنعنا أحذية لرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لن يمكننا ندفع حقه بقدر ما يكون لطفه وكرمه علينا، هو احب وأرفع لنا بعد الله تبارك وتعالى،.
(عبدالرحمن الندوي)
Leave a Reply