بسم الله الرحمن الرحيم
إننا نستقبل شهر رمضان الكريم بحفاوة كبيرة في الهند والعالم الإسلامي. إننا في سوق ومسجد بدون الكمامة أول مرة بعد ظهورجائحة كورونا، فبدأ الناس يذهبون إلى المصانع والشركات للعمل، وإن الأسواق والدكاكين مكتظة بالمشترين، والجامعات مفتوحة على مصراعيها، والمساجد مليئة بالمصلين، والناس يأتون فوجا فوجا للإفطار في المساجد وخاصة شفنا ألوفا من الإخوة والأخوات في المسجد الجامع الذي بناه الإمبراطور شاهجهان، فالناس يفطرون ويصلون ويسبحون في المسجد، ولله الحمد على ذلك، فإننا نصلى في المسجد خمس صلوات أول مرة بعد وباء فيروس الكورونا. اللهم احفظنا من جميع الأمراض والأسقام والأوبئة.
وإن العالم الإسلامي الأجمع يستقبل شهر رمضان بطريقتهم خاصة ولكن هنا في الهند، نستقبل شهر رمضان كضيف شرف لنا، فالأمهات تلقن الأولاد على مواظبة الصوم والصلاة، وترتب البيت بأحسن طريق، وتشتري جميع الحاجيات العائلية قبل مجيئ الضيف. ورمضان في الهند شهر القرآن الكريم فالكبير والصغير والأب والأم حتى الصغار والأطفال يتلون كتاب الله جزءا أو جزئين وأكثر في يوم واحد حتى نشاهد التنافس بين الإخوة والأخوات على تكميل القرآن في قليل من الأيام، كما نشاهد التسابق والتنافس للصوم فيما بين الصغار بكل شوق ورغبة، وحتى هؤلاء الأطفال الذين لم يبلغوا السابعة من عمرهم! وبنتي العزيزة سدرة ما بلغت من عمرها السابعة هي التي صامت أول مرة، فحضر الجميع للإفطار معها مع هدايا غالية، وهي كانت فرحة ومسرورة للغاية عند الإفطار حينما ترى من الدمى والألبسة والكاك والشكولات. ورمضان رمز التسامح والتعاطف والتراحم بين العباد، فمسلمو الهند يرتبون مائدة الإفطار خارج البيت والشارع ويدعون جميع الناس من الأديان المختلفة أن يفطروا معهم. اللهم وفقنا للقيام والصيام والتلاوة والإنابة في هذا الشهر المبارك.
فهذا العدد أيها القراء الكرام بين أيديكم من جديد بعديد من المقالات العلمية النافعة، والحوار الماتع، والقصص القصيرة الشيقة، والشعر الجميل. ستقرأون الحوار مع السيدة الصحفية نالني تشادا، كما في هذا العدد قصيدة جميلة شيقة في مدح بي بي مسكان التي صدحت بالحق أمام جماعة الطغاة المتطرفين. كما تستفيدون من مقالات العلماء والباحثين من الهند وخارجها، فشكرا جزيلا لكل من ساهم وشارك في إخراج هذا العدد الجميل، وجزاهم الله أحسن الجزاء.
Leave a Reply