واقع القيم في المنظومة التربوية الجزائرية وحضورها في نصوص فهم المنطوق السنة الأولى متوسط أنموذجا
د. سعاد قمومية

                                   تلخيص:

      تقاس نهضة الأمم ورقيها بمدى نوعية وجودة التعليم بها، لذا فقد أولت الشعوب والأمم اهتماما منقطع النظير بمنظومتها التربوية بهدف تحقيق التطور المنشود، مما جعلها في كل مرحلة أو فترة زمنية معينة تعيد النظر في مناهجها التربوية بالتعديل، أو التغيير و الإصلاح، تبعاً وإشباعاً لحاجيات ومتطلبات المجتمع من ناحية، ومسايرة للواقع وما يحمله من تقدم تكنولوجي من ناحية أخرى.

      والمنظومة التربوية الجزائرية كغيرها من المنظومات التربوية الأخرى عرفت تغيرات عديدة فرضتها العولمة تماشيا مع التطورات الحاصلة، وقد كان الانتقال من التدريس بالأهداف إلى التدريس بالكفاءات أمراً حتميا اقتضته الضرورة، وتعد هذه الطريقة الحديثة في مجال التدريس آخر الصيحات في مجال التربية، إذ تبنتها شتى المنظومات التربوية عبر العالم والتي تجعل من المتعلم محور العملية التعليمية، وتجعله قادرا على حل مختلف الوضعيات والمشكلات التي تواجهه، أما المتعلم فله دور توجيهي.

      إن المتأمل لمنهاج الجيل الثاني للغة العربية يجد أن هناك بعض التغيرات، أهمها تقديم ميدان فهم المنطوق على ميدان فهم المكتوب فجاء موضوع مداخلتنا الموسوم ب عنوان: واقع القيم في المنظومة التربوية الجزائرية وحضورها في نصوص فهم المنطوق السنة الأولى متوسط أنموذجا

      ومن هنا يتبادر في ذهننا طرح التساؤل الآتي : هل أن النصوص المقترحة في ميدان فهم المنطوق تلبي حاجات المتعلمين وتتلائم مع قدراتهم الذهنية واللغوية وتكسبهم قيما تربوية؟.

الكلمات المفتاحية: التربية/ القيم/ المنظومة التربوية/ فهم المنطوق/ التدريس.

 

تمهيد:

      لعل ما ينبغي الإشارة إليه، أن نصوص فهم المنطوق لا أثر لوجودها في الكتاب المدرسي للتلميذ وإنما خصص لها حيزا في دليل الأستاذ، إذ يصل عددها إلى اثنين وثلاثين  نصاً موزعة على ثمانية مقاطع وهذه المقاطع ذات دلالة بالنسبة للمتعلم ومن صميم واقعه المعيشي وهي موحية بقيم أسرية ووطنية وإنسانية وأخلاقية واجتماعية[1]، وكل مقطع يدوم أربعة أسابيع تعليمية،وقد حددت ساعة واحدة في كل أسبوع لميدان فهم المنطوق وإنتاجه، وثلاث ساعات لميدان فهم المكتوب وساعة لميدان فهم المنطوق على بقية الميادين بعدما كان يدرس للأعمال الموجهة، ومن مستجدات المنهاج الجديد تقديم ميدان فهم المنطوق لتحقيق جملة من الكفاءات المستهدفة، ولعل من أبرزها التواصل الشفوي بلغة سليمة، والتعرف على أبجديات الحوار وآدابه.

      ومن المآخذ التي سجلت على النصوص السابقة من الكتاب المدرسي السابق غياب الكتاب والأدباء الجزائريين، وهذا ما تم تداركه في الكتاب الحالي، حيث كان حضورهم قويا ومتميزا، وقد دعا العديد من المفكرين من قبل إلى ضرورة تسليط الضوء على الكتاب والأدباء الجزائريين، خصوصا في المناهج التربوية وفي هذا الصدد يقول عز الدين ميهوبي:”إننا لا نريد أن نحرم التلميذ الجزائري من معرفة أدباء وكتاب عرب وأجانب…. لكننا نريده بالمقابل أن يكون عارفا على الأقل لا ملما بأدباء بلده ورموز أمته في الفكر والإبداع، بينما ترى أعمال أدبائنا وهم أحياء تدرس في جامعات عالمية[2]، وقد توصل عمر بوشنة من خلال بحث نشاط القراءة ودراسة النص لكتاب السنة الثالثة متوسط إلى غياب الأدب الجزائري في الكتاب المدرسي:”ولسنا نطلب أن يكون الكتاب كله أدبا جزائريا، ولكن على الأقل تكون الغلبة للأدب الجزائري لمنحه خصوصية ثقافية معينة وربط المتعلم بنتائج وطنه فلا يكون غريبا عنه[3].

استمارة الاستبيان حول فهم المنطوق وتحقيق القيم:

      للإجابة عن بعض التساؤلات المتعلقة بنشاط فهم المنطوق وقيمه وتقييما لهذا النشاط في العملية التعليمية، استعنا بعينة من المبحوثين بلغ عددهم ثلاثة وأربعين مبحوثا يتوزعون عبر مختلف متوسطات الولاية.

جول يمثل معلومات الاستبيان :

الجنس	العدد	النسبة
ذكور	25	58,84%
إناث	18	41,16%

جول يمثل الخبرة لدى المبحوثين:

الخبرة في العمل	العدد	النسبة المئوية
أقل من خمس سنوات	07	16,27%
من05 إلى 10سنوات	13	30,14%
أكثر من 10سنوات	23	53,93%

نموذج لمستويات الإجابة لردود فعل المبحوثين حول سؤال يتعلق بطبيعة فهم المنطوق:

01	02	03
سهلة	صعبة	صعبة جداً

وبعد فرز إجابات المبحوثين ظهرت النتائج على النحو الأتي:

الفئة	العدد	النسبة المئوية
سهلة	14	32,35%
صعبة	29	67,65%
صعبة جداً	00	00%

      من خلال الجدول أعلاه يتضح أن جل أفراد العينة يتفقون على أن نصوص فهم المنطوق صعبة على المستوى محل الدراسة السنة الأولى متوسط حيث يشكلون نسبة67,65% من حجم العينة الكلي، في حين أن نسبة الذين يعتقدون أنها صعبة جدا منعدمة.

      ومن خلال تمحيص نصوص فهم المنطوق وانطلاقا من إجابات المبحوثين، فإنه يتوجب ما يلي:

 -إعادة النظر في بعض النصوص كونها تفوق قدرة التلاميذ الإدراكية.

– فادي النصوص التي تشتمل على كم هائل من الكلمات الصعبة، والمعاني المبهمة التي تتطلب من المعلم العودة إلى المعاجم لإيضاح معناها وشرحها،ففي كثير من الأحيان يتحول هذا النشاط إلى دراسة معجمية.

نموذج لمستويات الإجابة لردود فعل المبحوثين حول سؤال يتعلق بتفاعل المتعلم مع نصوص فهم المنطوق:

01	02
نعم	لا

وبعد فرز إجابات المبحوثين ظهرت النتائج على النحو الأتي:

الفئة	العدد	النسبة المئوية
نعم	35	80,56%
لا	08	19,44%

      من خلال الجدول أعلاه اتضح لنا أن معظم افراد العينة ذهبوا إلى أن تفاعل التلاميذ محقق وقد مثلوا نسبة 80,65% وتر ىنسبة19,44% من بقية أفراد العينة أنه غير محقق.

      إن التفاعل الذي يحققه التلاميذ في فهم هذا النشاط مرده الطريقة التي تعتمد السماع كأساس الفهم في العملية التربوية وقد تمت الإشارة لذلك سلفا.

نموذج لمستويات الإجابة لردود فعل المبحوثين حول سؤال يتعلق بالقيم التربوية ومدى إشباعها لحاجيات الفرد والمجتمع:

01	02	03
نعم	لا	أحيانا

وبعد فرز إجابات المبحوثين ظهرت النتائج على النحو التالي:

الفئة	العدد	النسبة المئوية
نعم	09	18,63%
لا	01	2,54%
أحيانا	34	79,42%

      من خلال الجدول أعلاه اتضح لنا أن معظم أفراد العينة ذهبوا إلى أن تحقيق القيم وممارستها عند التلاميذ تلتمس فيهم أحيانا وقد مثلوا نسبة79,42%، وهذا الاعتقاد له ما يبرره إذ في كل يوم تطلعنا مختلف الجرائد من انتشار رهيب لحالات الاعتداء والإقبال على المخدرات وعدم الاحترام إلا دليل على اضطراب وتصدع منظومة القيم لذا يتوجب على الجهات الوصية والقائمين على العملية التربوية، العمل سويا من أجل تدارك الوضع وإنقاذ المدرسة الجزائرية وإعادتها إلى جادة الصواب والبحث عن الطرق المثلى لتفعيل هذه القيم في الوسط المدرسي.

تصنيفات القيم: تصنف القيم تبعا لفلسفة أصحابها ونظرتهم إليها وفيما يلي أشهر التصنيفات ومنها تصنيف دياب 1980م حيث اعتمدعلى ستة معايير[4]، ويمكن توضيحها ذلك على الشكل الآتي:

معايير تصنيف القيم

محتوى القيمة المقصد من القيمة    شدة القيمة   عمومية القيمة   وضوح القيمة   دوام القيمة

      ومن أشهر التصنيفات التي اعتمدت معيار محتوى القيمة ومضمونها تصنيف عالم النفس الألماني “سبرانجر” حيث قسم إلى ستة أنماط بناء على القيم الأساسية التي يعتقدونها وتصنيفه جاء على النحو الآتي:

1-القيم التربوية

2-القيم الاقتصادية

3-القيم الجمالية

4-القيم الاجتماعية

5-القيم السياسية

6-القيم الدينية.

      وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم القيم متفاوت بين الأمم والمجتمعات وإن كانت تتقاطع في بعضها، فقيمة الحرية مثلا عند المسلمين ليست هي عند الغرب وقد أشار “كيفن جيه أتول” إلى وجود اختلاف هام بين القيم الإسلامية والغربية من حيث التجسيد العملي لها على يد معتقيها، فأما بالنسبة إلى القيم الإسلامية التي يعتنقها الإنسان المسلم هي الإيمان المطلق بالإسلام والعيش وفق مبادئه[5]، والأمر نفسه ذهب إلية الجلاد بقوله:”فالديمقراطية والمساواة واحترام الذات قيم إنسانية توافقية تتفق عليها المنظومات القيمية كافة وبخاصة في سماتها العامة”[6](8). فقيمة المساواة بين الرجل والمرأة قيمة عليا لدى جميع الأمم لكن مفهومها الإسلامي يختلف عن مفهومها الغربي من حيث تفصيلاته ونظرياته فالإسلام ينادي بهذه المساواة ومع ذلك يحدد لكل منهما أدواره.

      وللقيم الإسلامية أيضا تصنيفات عديدة تختلف من باحث لآخر فقد قسمها “جابر قميحة”[7]، إلى نوعين هما:

1-القيم السلبية أو قيم التخلي: وتظهر في ترك الموبقات والشرور كالخمر والغدر والظلم والكذب

2-القيم الإيجابية أو قيم التحلي: مثل الصدق الأمانة الكرم..

واقع القيم في المنظومة التربوية الجزائرية:

      إن ما يشهده الوطن العربي عموما، من تردي القيم والأخلاق له انعكاساته السلبية على مختلف المجالات التربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يستقيم حال هذه الشعوب إلا إذا تمسكت بقيمها وأخلاقها العليا وفي ذلك قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه     فقوم النفس بالأخلاق تستقم

      وقد اجتمعت عدة عوامل أدت إلى تدهور القيم الأخلاقية في مؤسساتنا التربوية وعلى رأسها:

1-ضعف الوازع الديني وسيطرة الجانب المادي.

2-استقالة الأسرة عن ممارسة دورها التربوي وحملت المسؤولية للمدرسة وحدها.

3-مسؤولية وسائل الإعلام إذ لم تعد محتوياتها الكثير منها توجه أخلاقي بنائي بل تجاري محض.

4-تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أمام عولمة المجتمعات وأصبح شبابنا يعيش في مجتمعات مخالقة لقيمنا ومبادئنا.

5-تبني الكثير من القائمين على رسالة التدريس طرائق عمل بالية وعقيمة في تعليم القيم والأخلاق إذ تقدم للأجيال كمعارف مباشرة وجوفاء بدل أن تكون ممارسات حية تشاع في الحياة المدرسية وينتقل بريقها وأثرها خارجها في شتى المجالات[8].

      وإزاء هذا الوضع المضطرب فإنه يستوجب التفكير بجدية وفي أكثر من أي وقت مضى بضرورة الاهتمام بالمناهج التربوية بهدف تلبية حاجيات المجتمع وفق مبادئ وقيم تجعله يعيش في كتفها ومنها:

أولا: قيم تكرس الأمة الهدوء وتحترم النظام وتحث على التنمية البشرية على كل المستويات.

ثانيا: تكريس قيم جديدة تمجد العمل وتقدسه وتحترم العامل مهما كان عمله.

ثالثا: تكريس القيم التي تؤكد على احترام الآخر في جنسه ودينه وثقافته وبيئته وتاريخه…

رابعا: تكريس وتأكيد القيم التي تحث على العناية الصحية واحترام الجسد والاهتمام بالرياضة وإلزاميتها في المدرسة وخاصة في الأطوار الأولى[9].

حضور القيم في نصوص فهم المنطوق:

      تسعى المنظومة التربوية إلى غرس جملة من القيم الإنسانية والدينية والجمالية والبيئية… وذلك من خلال مختلف المواد الدراسية في إطار ما يسمى في الجيل الثاني بالكفاءات العرضية وهي قيم ومواقف مشتركة بين مختلف المواد والتي ينبغي اكتسابها واستخدامها أثناء بناء مختلف المعارف والمهارات والقيم؛ وذلك من خلال النصوص المدرجة في مختلف الأنشطة التعليمية بدءاً من فهم المنطوق وصولا إلى فهم المكتوب .. وقد انصب العمل على نصوص فهم المنطوق محاولين الوقوف على قيمه وأبعاده التربوية لمستوى السنة الأولى متوسط في الجدول أدناه.

جدول يمثل القيم في نصوص فهم المنطوق:

النص	القيمة التربوية	ملامحها
أم السعد	قيم أخلاقية ذات بعد أسري	صبر وتضحية أم السعد لزوجها
في انتظار أمين	قيمة دينية ذات بعد أسري	صلة أمين لأمه دليل على بره واكرامه لها
وداع	قيمة دينية ذات بعد أسري	تظهر في ألم الابن وهو يفارق أفراد أسرته
زوج أبي	قيمة اجتماعية	ليس زوج الأب يضمر الشر دائما بل قد يحقق قلبها حنانا ومحبة
سطر أحمر من الأمس	قيمة وطنية	أعظم جهاد هو التضحية من أجل الوطن
ليلة للوطن	قيمة وطنية	قبول نور بالمهمة الفدائية دليل على حبه لوطنه واستعداده للتضحية من أجله
الشاعر المضطهد	قيمة إنسانية	الشاعر عاش محروما ومع ذلك  فإنه يحمل قلبا واسع به الجميع حتى ظلت أشعاره تردد في الجبال والسجون
حدث ذات ليلة	قيمة وطنية	صمود الفدائي أمام وحشية المستعمر الغاشم
محمد البشير الإبراهيمي	قيمة وطنية ذات بعد تاريخي	الاعتزاز بأحد رموز وعظماء الوطن في التاريخ القديم
تينهينان الملكة الأمازيغية الجزائرية	قيمة وطنية ذات بعد تاريخي	جهود الإدريسي في وضع خريطة العالم
الإدريسي	قيمة إنسانية	مساعي الإسكندر الأكبر لإلغاء الحدود بين الدول ونشر العلوم في كل بقاع العالم
الإسكندر الأكبر	قيمة إنسانية	قيمة المرء في جوهرة ونقاء ضميره لا في شكله ومظهره
روان والقلم	قيمة أخلاقية	أن نكون دعاة بحق نشر الإسلام وتعاليمه السمحة
الواجب والتضحية	قيمة دينية	ضرورة فرض النظام لوضع حد للفوضى والازدحام
الحل الأخير	قيمة اجتماعية	ضرورة فرض النظام لوضع حد للفوضى والازدحام
معاناة جون	قيمة اجتماعية	ضرورة الالتفات إلى المتشردين والتخفيف من ألامهم
التجريب على الحيوان والأخلاق	قيمة أخلاقية بيئية	النهى عن التعذيب وإلحاق الضرر بالحيوان بهدف الحفاظ على التوازن البيئي
زراعة الفضاء بالنباتات	قيمة معرفية ذات بعد عقلي	الحاجة أم الاختراع ولا يوجد ما يمنع الإنسان من البحث والاستكشاف من خلال استغلال الفضاء الخارجي
البراكين ثورات باطن الأرض	قيمة معرفية بيئية ذات بعد عقلي	للبراكين مزايا رغم ما تخلفه من أضرار بيئية
إزدياد حرارة الأرض والأخطار	قيمة بيئية ذات بعد بيولوجي	الوعي البيئي ضروري للحفاظ على البيئة  ومن ثمة الحفاظ على جسم الإنسان
عيد الفطر المبارك	قيمة دينية تحمل بعدا اجتماعي	العيد مناسبة للفرح وتحقيق السعادة ومشاركتها الآخرين
إجتلاء العيد	قيمة دينية تحمل بعدا إنفعاليا عاطفيا	التحلي بمظاهر العيد من لبس جديد وإبداء للمحبة والوفاء.. وإبراز السعادة القلبية والمظهرية
الاحتفال بالمولد النبوي	قيمة دينية	التحلي بأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم
المولد النبوي عند الأزهريين	قيمة دينية ذات بعد اجتماعي	تعظيم العلم وأهله من تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم
الطبيعة والإنسان	قيمة أخلاقية ذات بعد وجداني انفعالي	حنية الطبيعة على المخلوقات كحنية الإنسان على ابنائه
الشمس	قيمة جمالية ذات بعد تأملي تدبري	الشمس مظهر من مظاهر الطبيعة التي تستفيد منها المخلوقات كالنباتات والإنسان
الإوز في بحيرة ليمان	قيمة جمالية وبيئية ذات بعد سلوكي	الاستمتاع بجمال البحيرات والحفاظ عليها والاهتمام بها
مدينة الجسور من رواية الزلزال	قيمة جمالية	جمال مدينة قسنطينة التي امتزج فيها آذان المساجد وضجيج الشوارع وبهاء الجسور المعلقة ومخازن الحبوب
مرض زينب	قيمة اجتماعية ذات بعد عاطفي	ضرورة الاهتمام بالمريض من خلال اهتمام الجدة بحفيدتها التي كانت طريحة الفراش
السباحة	قيمة معرفية ذات بعد تاريخي وبيولوجي	العقل السليم في الجسم السليم ولكي تكون سليم الجسم لابد من ممارسة الرياضة
السل الرئوي	قيمة معرفية ذات بعد بيولوجي	التعرف على الأمراض المعدية حفاظا على الصحة
قصة الألعاب الرياضية	قيمة معرفية ذات بعد تاريخي وبيولوجي	ممارسة الألعاب الرياضية لما لها من أهمية في تربية العقل والروح

وفيما يلي رسم بأعمدة تمثل القيم في نصوص فهم المنطوق:

      من خلال الرسم البياني يلاحظ أن القيم الدينية تغلب في نصوص فهم المنطوق إذ بلغ عددها ست مرات وهذا يدل على اهتمام الجهات الوصية بهذا النوع من القيم منذ أمد بعيد حيث جاء في الجامع في التشريع المدرسي ما نصه وترجع هذه العناية إلى عمق المشاعر الدينية لدى هذا الشعب الذي أقام مؤسساته الثقافية ونظمه القضائية وعلاقته الاجتماعية على أساس تعاليم الإسلام[10]، ثم تليها القيم الوطنية والقيم المعرفية والقيم الاجتماعية حيث تكرر كل منها خمس مرات لتتبع بالقيم الأخلاقية والقيم الإنسانية والقيم الجمالية وهذا التنوع يدل على مدى التكامل والشمولية في غرس القيم من أجل بناء جيل سوي ومحصن من أي انحراف أو تطرف ومعلوم أيضا أن ترسيخ القيم يقوم على التكرار وتلمس هذا من خلال تكرار نفس المقاطع التعليمية في السنة الثانية متوسط.

      والجدير بالذكر أن تحديد قيمة ما في النص لا يعني أبدا أن النص بأكمله يأخذ هذه القيمة بل قد توجد فيه أنواعا أخرى وتحديد هذه القيمة أو تلك يختلف من معلم لآخر نظرا لتفاوت الرؤى من جهة وأهمية القيمة التي يراد ترسيخها من جهة أخرى وعموما فإن المعلم أدرى بطبيعة القيم التي يود التركيز عليها وغرسها في نفوس المتعلمين كونه أقرب الناس إليهم لذا يجب أن تتوفر فيه القدوة الحسنة والمثل الأعلى.

      ومجمل القول إن الأديب الجزائري كان حاضرا في نصوص فهم المنطوق بعدما همش سابقا وما يلاحظ على هذه النصوص غلبة الطابع القصصي؛ إذ أن حرص المنهاج على الطابع القصصي كان أنفع للتلاميذ إذ القصة هي أكثر جذبا لأي قارئ وعليه يزداد تركيز المتعلم ومن ثمة تحقيق مهارة الاستماع والفهم فترسيخ القيم والإنتاج مشافهة.

الخاتمة:

      من خلال ما سبق ذكره يمكننا استخلاص أبرز النتائج وهي كالآتي:

• ü ميدان فهم المنطوق أحد الميادين اللغوية الهامة في العملية التربوية.
• ü جاء الاهتمام بفهم المنطوق من طرف المشرفين على مناهج اللغة العربية تماشيا مع حاجة المتعلمين له كونه يساهم في إثراء لغتهم ويساعدهم في التواصل فيما بينهم.
• ü نجح المشرفون على مناهج الجيل الثاني لمادة اللغة العربة حيث افتحوا المقطع التعليمي بميدان فهم المنطوق على عكس المناهج القديمة وعملوا بحقيقة علمية ثابتة وهي أن المنطوق أسبق من المكتوب وأن اللغات نقلت سفاهة ثم دونت.
• ü نجاح تعليم ميدان فهم المنطوق في العملية التعليمية مرهون بطبيعة النصوص المقدمة للمتعلمين.
• ü فهم المنطوق ميدان لساني يحتاج لمهارات متعددة وعمليات مركبة صوتية وصرفية ونحوية ودلالية منها ما يتعلق بالمعلم وما يتعلق بالمتعلم.
• ü تبني القيم والتعليم بواسطة البناء التراكمي للمتعلمين فالمتعلم يبني معارفه ومعتقداته ومبادئه كما يبني عامل البناء المنازل خطوة بخطوة.
• ü دور الأسرة في غرس القيم للأبناء وتنميتها لديهم في ميدان من ميادين مادة ما أو حتى جميع الميادين.
• ü غلبة القيم الدينية متبوعة بالقيم الوطنية في نصوص فهم المنطوق للسنة الأولى من التعليم المتوسط منطقية لحاجات المتعلمين فهم أمور دينهم من جهة ومن جهة أخرى غرس الروح الوطنية.

[1]  محفوظ كحوال: دليل الأستاذ، اللغة العربية في ضوء الكفايات الأدائية، ط1، 2007، دار المناهج للنشر والتوزيع عمان الأردن، ص22.

[2]  عز الدين ميهوبي: مقال بعنوان:”أطفالنا، هل يعرفون أبوليس؟،الموقع الرسمي AZZEDINEMIHOUBI,COM

[3]  عمر بوشنة: دلالة النص وعلاقته بالقيم التربوية في كتاب اللغة العربية للسنة الثالثة متوسط، مجلة آفاق علمية دورية نصف سنوية محكمة ،تصدر عن المركز الجامعي لتمنغاست الجزائر، ص51.

[4]  ماجد زكي الجلاد: القيم وتعليمها،دار المسيرة، ص47.

[5]  رضوان زياد: كيفن جيه أوتول: صراع القيم بين الإسلام والغرب، دار الفكر دمشق، 2010، ط1، ص123.

[6]  ماجد زاكي الجلاد: ص56.

[7]  جابر قميحة: مقال بعنوان”القيم الإسلامية … نتائج وخلاصات”، شبكة الالوكة.

[8]  بخوش عمار: مقال بعنوان:”إنهيار القيم بالمدرسة الجزائرية… لماذ؟”،جريدة  الشروق الجزائرية، العدد 153345     21       / 10 / 2015

[9]  عبد العزيز بن يوسف:مقال بعنوان:”اية قيم لمدرسة الغد في الوطن العربي” التربية والإبستمولوجيا، مجلة علمية محكمة ، المدرس العليا للأساتذة ببوزريعة، العدد الأول 2011، ص 10.

[10]   سعد لعمش : الجامع في التشريع المدرسي،2010، دار الهدى،  عين مليلة – الجزائر، ج1، ص15.

*شهادة الدكتوراه: تخصص الأدب المقارن والعالمي بجامعة حسيبة بن بوعلي الشلف.