+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

قصة قصيرة: الدماء الطاهرة
ريان أحمد الأعظمي

كان يسأل عابر سبيل ما عن وصول القطار جالسا على مقعد محطة القطار حيث أفصح مظهره عن شوقه إلى وصول القطار . بينما كان ينتظر بالقطار و يفكر في ابنه إذ وصل القطار فأسرع إليه و استسلم ابنه و عانقه ثم حمل حقيبة سفره و اتجه هو وابنه إلى السيارة . فلما وصلا إلى البيت . حضنته أمه و قبلت جبينه . كان محبوبا لدى أبويه و مدللا لدى أخواته بكونه وحيدا بين سبع أخوات . بعد معانقة أهل الأسرة دخل غرفته فوجد إبنه عريشا يلعب مع دميته  فمد يده إليه و رفعه إلى حضنه ثم أجلسه على السرير و ذهب إلى الحمام و استحم . بعد وقت قليل نادته أمه  قائلة . حمزة ! بني  الفطور متيسر ، هيأ للفطور فخرج من غرفته مع إبنه و كانت أسرته كلها على المائدة فأثناء الفطور استأذن  أمه للذهاب إلى ولاية غجرات مع إبنه وزوجته و أضاف قائلا ” أمي! أتمنى أن عريشا يحصل على الدراسة العليا حتى يصبح طبيبا و هذا من علمنا أنه لا يوجد في قريتنا أي كلية جيدة فلذا قد أتخذت هذا القرار “.فقالت أمه .إبني كما تعلم أني و اباك لا يستطيعان أي عمل . أمي ! ارجوك لا تقلقي . أنا استأجر خادمة تهتم بكما جيدا فبعد تفكير عميق سمحت له أمه بالذهاب إلى ولاية غجرات.

بعد اسبوع قام حمزة مع إبنه و زوجته بالسفر إلى ولاية غجرات

وكانت زوجته بنت قروية حيث ما زارت مدينة ما قط فكانت تشعر بحنين إلى بيتها فيهدئها زوجها قائلا .

ثمن ، حبيبتي ! لا تقلقي ستستأنين بالمقيمين و عندما يصبح عريش طبيبا تنسىين كل غم و هم .

نعم ، حمزة ! الله يوفقه . أتمنى كما تتمنى فاتحمل كل ما يحل بي في هذا الصدد .

ثمن ! سأذهب بعريش غدا إلى الكلية لأقوم بتسجيله فى الكلية .

في الصباح التالي ألبست ثمن عريشا أجمل من ملابسه .

وذهبت بحمزه إلى الكلية فقال مدير الكلية إنه مناسب للروضة الثانية فتم تسجيله فيها فكان يذهب إلى الكلية بدون غياب و لما أصدرت نتيجة الإمتحان حصل على الرقم الممتاز .

حمزة وثمن مسروران جدا بدوره البارز ويعتقدان أنه يحقق هدفه و يصبح طبيبا وخادم القوم يوما

حان العام الجديد من عام ألفين و اثنين من الميلاد فعقدت الكلية حفلة ثقافية بمناسبته فشارك فيها عريش و القى الخطبة و حصل على الجائزة الأولى و كان في الصف الثالث و يناهز العام التاسع من عمره في ذلك الوقت .

لما رجع عريش إلى بيته أعطى الجائزة أبويه فعانق أبوه وقبل جبينه قائلا ، بني ! سأذهب إلى السوق و سأشترى لك الدراجة فخرج حمزة من البيت مساء  لإشتراء الأدوية لزوجته لإنها حاملة و الدراجة لابنه لأنه حصل على الجائزة الأولى فاشترى الأدوية و الدراجة و اتجه إلى بيته و قد كان متأخرا حيث كان الليل يرخى سدوله و يحل الظلام . بينما كان في منتصف الطريق إلى بيته إذ ظهرت أمامه طائفة متطرفة مرتفعة صوتها ب (جے شری رام ، جے شری رام ،أُعل شري رام ، أُعل شري رام ) ففهم أن الشغب قد حدث في المدينة و إن أشنع الحوادث و أكثرها إرهاقا لا تحدث إلا ليلا فتفاجأ بالحمم النيرانية تحرق كل ما تقابله من بيوت المسلمين و مصانعهم فكان الحميم يحيط به من كل جانب و كان المتطرفون يقتلون من يجدونهم من المسلمين فكانت الدماء الطاهرة تراق بغير ذنب سوى أنهم مسلمون و يعبدون الله فسارع  إلى بيته مفكرا في زوجته و إبنه فلما وصل و جد إبنه ارتمى بين ذراعي أمه و يبكي بحرقة ووجد ثمنا أن روحها صعدت إلى بارئها لأن المتطرفون هتكوا عرضها و شقوا بطنها حيث حملها خرج منه ففقد عقله و رفع صوته قائلا ” حبيبتى ، يا ثمن :

وجهك.. سماء ثانية

سماء … بلاغيوم ولا نجوم و لا شمس و لا قمر.

وجهك … سما ء نقية من كل شيء .

كل ما فيها سماء ثانية .. تضج صفاء

و تضيق بالصفاء  .. ذرعا و ضجيجا .

(علاء عفاش )

كان يرثى حبيبته فسمع صوته المتطرفون فدخلوا البيت مرة أخرى و أخذوا يسلبون عريشا منه و كان ممسكا به حيث ما كان يسمح لهم بأن يأخذوه فكان أحد المتطرفين يضربه بعنق البندوقية بشكل هيستري و يرفع صوته ب (جے شری رام‌ ، جے شری رام ،أعل شري رام ، اعل شري رام) لكنه بقي مصرا على التمسك به فتقدم أحد آخر منهم إليه و أطلق رصاصة فخر على الأرض ميتأ و خرجوا من البيت مع عريش فكان يصرخ بصوت عال و يبكي بكل ما أتي من دمع .

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of