+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

بلاغة التشبيه في شعر الباغوي
يحيى محمد هارون وحفصة علي غوند

الملخص

تعد البلاغة العربية زماما للسان، وتثقيفا للكلام، ومقنعة للمخاطَب، وملاذا ومحيصا لمن اعتراه الاعتذار لدى غيره، فيلزم من أراد الوصول إلى فهم كلام العرب أن يدرس البلاغة التي من شأنها تفصيل الكلام من حقيقته إلى مجازه، ومعرفة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، وتمييز المقامات، وما يناسب كل مقام من المقال. كما يجب على المتكلم أن يوازن بين المعاني وأقدار المستمعين وأقدار الحالات فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاما ولكل حالة من ذلك مقاما، وهذا أجدر أن لا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق، ولا يؤتى الناطق من سوء فهم السامع.

وانطلاقا من هذا جاءت هذه للوقوف على قصائد الشاعر وتحليل ما فيها من جمالية التشبه الرائع بعنوان: “بلاغة التشبيه في شعر الباغوي”. وتتكون المقالة من العناصر التالية:

المقدمة

حياة الشاعر الباغوي

الدراسة النظرية عن التشبيه.

الدراسة التحليلية للتشبيه في شعر الشاعر

الخاتمة

الهوامش والمصادر

حياة الشاعر الباغوي

هو الشيخ([1]) الأديب الشاعر محمد تكر([2]) بن هارون بن محمد البَاغَوِيُّ([3]) المعروف بـ”مَالَمْ تُكُر”. ولد  محمد تكر الباغوي بعد استقلال نيجيريا من ربقة الاستدمار الإنجليزي بعامين، يوم الأربعاء 7 من شهر ربيع الأول سنة 1381هـ الموافق 1962م، بقرية مَشَايَا([4])  التابعة لمحافظة دَفْثِي(DAFCHI) ولاية يُوبِي– نيجيريا حاليا.

ولد الشاعر محمد تكر الباغوي في بيت ضاءت قاعته بالعلم وتجلّت ساحته بالكرم، نشأ وترعرع في أسرة تهتم بالعلم والدين اهتماما بالغا، فعاش حياة علمية طيبة تحت رعاية وتربية والديه الكريمين في صيانة على سيرة حسنة، وحالة حميدة من طلب العلم والفطنة والحفظ([5]) ويقول في الأرجوزة التي قرضها عن مولده:

سبع  ربيع   أول   قد   ولد  *  تكر   لهارون   فتى   محمد

إلى أن قال:

في حومة  القراء  من  قريتهم  * مَشَايَا  يعنون  بها  منهلهم

إلى أن قال:

أبوه هارون إمام الأدباء  * من صُكُتُو جاء لِغُوبِرْ نسبا([6])

قدم والده الشيخ هارون بن محمد من أراضي غُوْبِرْ.([7]) إلى قرية مَشَايَا الواقعة في الشمال الشرقي لمحافظة غَشُوَا (GASHUA)  ولاية يُوبي نيجيريا، مكث فيها بعض السنوات حيث أقام لنفسه فيها بنيانه المرصوص، وقلعته المشرفة المشتهرة بتلاوة القرءان، فلما قضى منها وطره وتحقق فيها حلمه انتقل منها إلى قرية دُوْرُنْ بَاغَا، فطاب له المقام وحظي بإقبال الناس له، فأنشأ في منزله حلقة علمية يقصد إليها طلاب العلم الذين تهيّأت نفوسهم للحفظ والترتيل، مغترفين من حوضه علوم الدين،كما يفد إليه الناس للإفتاء والتفقّه في الدين.([8])

فلما ذاع صيته في العلم والتفقه في الدين، عيّن إماما ومفتيا في القرية، فعَلاَ شأنه وجلا أمره، حيث تخرج على يده عدد غفير من الحفظة والعلماء المتفنّنين في ميادين العلوم الإسلامية المتباينة، فكان من حسن حظّ الشاعر محمد تُكُرْ من طبقاتهم، وظَلّ الشيخ هارون في خدمة الدين والأمة إلى أن وافته المنية، ولَبّى نداء ربّه رحمة الله عليه سنة 1416هـ الموافق 1996م.([9]) ولما قوي عزم  الشاعر واستوى على سوقه، شدّ الرحال إلى بعض المراكز العلمية المجاورة طلبا للعلم والتفنن في علوم الدين، فاستقرّ بمدينة زاريا التي تعتبر مركزا من مراكز العلم والمعرفة في نيجيريا، ومأوى للعلماء والطلبة، وهي من أوفر المدن علما، وأرفعها قدر وأجلها شأناً. ويصفها الكاتب غلادنثي قائلا:”وفي القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت هذه الولاية –زاريا– أهم مراكز التعليم في نيجيريا، ووفد إليها كثير من  طلاب العلم، واشتهرت بعلمي النحو واللغة”([10]) فمكث بها الباغوي، وغاص في محيط علمائها، وارتوى من معينهم أخلص أغداقها كأسا في علوم اللغة والآخر في فنون الدين.

ولم يقيّد الباغوي نفسه في معاقل علوم الدين في زاريا، بل مال برغبته الجيّاشة، وهمّته الملهبة إلى دراسة أشعار العرب ليقف على جواهر ألفاظها وأركان أساليبها، فاستوطن بدوحة المشايخ والأدباء في نيجيريا. لقد كونت شاعريته وذوقه الأدبي عوامل وخبرات عدة مكّنته من الانخراط في ضروب الإنتاج والإبداع. فقرض القصائد الرائعة مختلفة الأغراض في مناسبات عدة. مما يؤكد تمكنه في الصناعة الشعرية وجودة انتاجه الأدبي، ومن الأغراض التي دار في فَلَكِهَا الشاعر وقرض في ساحتها الشعر؛ المدح، والرثاء، والوصف، والشكوى، والعشق والحنين، والحِكَم، والاستعطاف، والعتاب، والألغاز، وغيرها مما قرض على صعيد المناسبات. ولم يزل الشاعر على قيد الحياة.

الدراسة النظرية عن التشبيه.

بلاغة التشبيه آتيةٌ من ناحيتين: الأُولى تأْليف أَلفاظه، والثانية ابتكار مشبَّه به بعيد عن الأَذهان، لا يجول إِلا في نفس أديب وهب الله له استعدادًا سليماً في تعرُّف وجوه الشَّبه الدقيقة بين الأَشياء، وأودعه قدْرةً على ربط المعاني وتوليدِ بعضها من بعض إلى مدًى بعيدٍ لا يكاد ينتهي.

بلاغةُ التشبيهِ من حيثُ مَبلغُ طرافتهِ، وبُعد مرماه، ومقدار ما فيه من خَيالٍ.

أما بلاغتهُ من حيثُ الصورةُ الكلاميةُ الّتي يوضع فيها، فمتفاوتةٌ أيضاً.

ويرى البيانيون أن التشبيه البليغ يعتمد على المبالغة والإغراق في ادعاء أن المشبه هو المشبه به نفسه، لذلك لا تذكر فيه أداة التشبيه، ولا وجه الشبه.

ويرون أن التشبيه البليغ ذو مجال واسع لتسابق المجيدين من الأدباء والشعراء، وانتقاء روائع بديعة منه.”[11]

هذه هي بلاغةُ التشبيه من حيث مبلَغ طرافته وبُعد مرماهُ ومقدار ما فيه من خيالٍ، أمَّا بلاغته من حيثُ الصورةُ الكلاميةُ التي يوضع فيها أيضًا. فأقلُّ التشبيهات مرتبةً في البلاغة ما ذكرتْ أركانُه جميعُها. لأنَّ بلاغةَ التشبيه مبنيَّةٌ على ادعاءِ أَنَّ المشبّه عين المشبَّه به، ووجودُ الأداة ووجهِ الشبه معاً يحولان دون هذا الادعاء، فإذا حذفتِ الأَداةُ وحدها، أو وجهُ الشبه وحده، ارتفعت درجةُ التشبيه في البلاغة قليلاً، لأَنَّ حذف أحد هذين يقوي ادعاءَ اتحاد المشبَّه والمشبَّه به بعض التقوية. أمَّا أبلغ أنواع التشبيهِ فالتشبيهُ البليغُ، لأنه مبنيٌّ على ادِّعاء أنَّ المشبَّه والمشبَّه به شيءٌ واحدٌ.

هذا- وقد جرى العربُ والمُحدَثون على تشبيه الجوادِ بالبحر والمطر، والشجاعِ بالأَسد، والوجه الحسن بالشمس والقمر، والشَّهمِ الماضي في الأُمور بالسيف، والعالي المنزلة بالنَّجم، والحليم الرزين بالجبلِ، والأَمانيِّ الكاذبة بالأحلامِ، والوجه الصبيح بالدينار، والشعر الفاحم بالليل، والماء الصافي باللجَيْنِ، والليل بموج البحر، والجيش بالبحر الزاخر، والخيْل بالريح والبرْق، والنجوم بالدرر والأَزهار، والأَسنان بِالبَرْدِ واللؤلؤ، والسفُنِ بالجبال ،والجداولِ بالحيات الملتوية، والشّيْبِ بالنهار ولمْع السيوف، وغُرَّةِ الفرس بالهلال. ويشبهون الجبانَ بالنَّعامة والذُّبابةِ، واللئيم بالثعلب، والطائشَ بالفَراش، والذليلَ بالوتدِ. والقاسي بالحديد والصخر، والبليدَ بالحِمار، والبخِيل بالأرض المُجْدِيَة.

الدراسة التحليلية للتشبيه في شعر الشاعر

المبالغة من ناحية العلو والارتفاع

ترى في هذا البيت وما بعده في هذا المثل أن الشاعر يدور حول الشمس والنجمة لأن هما أبعد شيء من المحسوسات التي يدركها الحس، وفي مدح الشيخ التجاني أبو العباس رضي الله عنه يقول:

هُوَ الشَّمْسُ كُلَّ الْأَوْلِيَاءِ كَوَاكِبٌ ** بِطَلْعَةِ شَمْسٍ أَنْجُمُ اللَّيْلِ تَخْجَلُ[12]

“وهي الصورة العليا في درجة البلاغة على ما ذكروا، وهي التي يكون التشبيه كله فيها “مؤكدا مجملا” أي: لا تذكر فيه أداة التشبيه، ولا فيه وجه الشبه.”[13] “، كقول شاعر:

هو الشّمس علماً والجميع كواكبٌ ** إذا ظهرت لم يبد منهم كواكب[14]

“والبليغ من التشبيه ما كان من هذا النوع -أعني البعيد- لغرابته ؛ ولأن الشيء إذا نِيل بعد الطلب له والاشتياق إليه كان نيله أحلى، وموقعه من النفس ألطف وبالمسرة أولى[15] ومن وجوه اختلاف في التشبيه البليغ، والاستعارة:

الأولى: اختلف البلاغيون في التشبيه البليغ، وهو الذي حذفت أداته ووجهه، أو لحق بهما المشبه على نية تقديره، وإرادته؛ فبعضهم عده تشبيها، وبعضهم جعله استعارة، وبعضهم فصل القول، فرأي جمهور البلاغيين أن نحو قولنا: محمد أسد، وكان خالد أسدا، وعلمت عليا بحرا، وفر الجبان نعامة، ومررت بفتاة بدر [16]

مثل قول الشاعر في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه [ من الكامل]

شَمْسُ الْأَنَامِ وَنُورُ أَقْطَارِ الدُّنَا ** شَافِي السِّقَامِ مَلِيكُ مَنْ بِأَوَانِهِ[17]

يرون أن مثل هذا تشبيه بليغ، ويفرقون بينه وبين الاستعارة من عدة وجوه، فالمشبه به في التشبيه البليغ محكوم به على المشبه، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق التشبيه؛ إذ يستحيل كون محمد أسدا على الحقيقة، وهذه الاستحالة قرينة على أن مقصود المتكلم إثبات مشابهة محمد بحقيقة الأسد، لا إثبات حقيقة الأسد له. أما في الاستعارة، فالمشبه به محكوم عليه بغيره، وقولنا كلمت أسدا، وغنت لنا ظبية، المشبه به وهو الأسد محكوم عليه.

ثانيها: أن التشبيه غرض مقصود لذاته في التشبيه البليغ؛ لإفادة المبالغة، وليس وسيلة لإفادة غيره، ولذا استحق اسم التشبيه. أما في الاستعارة فالتشبيه ليس غرضا مقصودا لذاته، بل هو مقصود تبعا؛ إذ هو وسيلة يتوصل بها إلى جعل المشبه واحدا من أفراد المشبه به، ولذا نتناساه ونتجاهله فيطوى المشبه ويحذف.

ثالثها: أن المشبه في التشبيه البليغ مذكور في الكلام، إما لفظا وإما تقديرا، أما في الاستعارة فيجب حذفه وطيه وتناسيه، ولذا كانت المبالغة في الاستعارة أقوى، والخيال أشد، فإذا قلنا: رأيت أسدا يخطب الناس، فقد يقع في الوهم قبل أن نقف على القرينة أن المراد الحيوان المفترس، وسرعان ما يندفع هذا التوهم بالقرينة، وذلك لا يتأتى في التشبيه البليغ؛ لوجود المشبه لفظا أو تقديرا، أو المحذوف وجه الأداة والمشبه هو عند الجمهور من التشبيه البليغ، ويرى بعض البلاغيين أن هذا الأسلوب هو التشبيه المحذوف الوجه والأداة، أو الذي يقع مشبها به فيه خبرا عن المبتدأ، أو في حكم الخبر، كما في الأمثلة التي مرت بنا، يرونه استعارة لا تشبيها.”[18]

قال الشاعر: في مدح الشيخ التجاني رضي الله عنه: [ الطويل ]

هو الشمس كل الأولياء كواكب ** بطلعة شمس أنجم الليل تخجل

سَمَاءُ نُجُومِ الْعَارِفِينَ وَشَمْسُهُمْ ** وَكَـــعْبَتُهُمْ عَـــبْدٌ شَــــكوُرٌ مُـهَــــلِّلُ

هُـوَ الْفَاتِحُ السَّامِي لِمَنْ يَتَدَخَّلُ ** وَخَـــاتِمُ أَصْـــحَابِ الْكَمَالِ الْمُكَمِّلُ[19]

فالشاعر في الأبيات الثلاث شبه الممدوح بتشبيه بليغ، حيث حذف أداة التشبيه ووجه الشبه، للمبالغة في التشبيه، ففي البيت الأول شبه الممدوح بالشمس بجامع النور والضياء والإشراق والاهتداء، وشبه الأولياء بالكواكب لأخذهم عن الممدوح من العلوم والمعارف كأخذ النجوم النور عن الشمس، وقارن بين حالة النجوم وقت طلوع الشمس، لما يحدث لها من اختفاء، بحال الممدوح ومن دونه، إذا ظهر بين الناس اختفى أمر غيره عن الناس، وتعود الزعامة له، وهذه الصورة أوضحت الفرق بين مرتبتين بين الممدوح وسائر من يضاهيه، وجعلت المشهد قريباً حاضراً في الذهن، كما قال الآخر:

لقد أشرقت أيامه الغر بهجة ** إذا الشهب لم تدرك فلا شك في الفجر “[20]

ويعنى بالفجر النبي صلى الله عليه وسلم، وبــ” الشهب” سائر الأنبياء والمرسلين، وقول الشاعر: ” بطلعة شمس أنجم الليل تخجل” ونسبة الخجل – وهو الحياء – للنجوم مجاز، لأن النجوم لا إحساس لها ولا شعور، حتى ينطبق عليها ما للإنسان من شعور وإحساس “وفي أسلوب التشبيه الذي يقوم على المقارنة – كما بينا – نجد موضوعا يوصف، سواء أكان هذا الموضوع شيئا محسوسا أم معنى يدرك بالفكر”[21] وفي البيت الثاني شبه الممدوح بالسماء بجامع الارتفاع في سمو القدر، وعلو المكانة على سبيل المبالغة، وشبهه بالكعبة بجامع التفاف الناس حوله، وإنما شبهه بالكعبة لما يرى من كثرة الناس حوله، وكثرة وفد الزوار إليه من شتى بقاع الأرض، والغرض من هذا وذاك شيء واحد، وهو التبرك والتقرب إلى الله، والصورة بين المشبه والمشبه به واضحة ظاهرة إذ لا تحتاج إلى جهد ذهني، أما في البيت الثالث فشبه الممدوح بالمفتاح بجامع إيصال الطالب إلى مقصوده، والذي خلف الباب المقفول يبغي الدخول، والدليل للولوج إليه والوصول إلى الغاية يكون مفتاحا، سواء كان حسيا أم معنويا، فقد أخذ الشاعر هذا المعنى من قوله عليه الصلاة والسلام: عن زيد بن أسلم، قال: يقال:« إن لله عبادا مفاتيح للخير مغاليق للشر، ولله تعالى عباد مغاليق للخير مفاتيح للشر»[22]

وقال الشاعر: في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه، من بحر[المتقارب]

وَذَا النَّجْمُ يَـهْدِيـــكَ فِي لَيْلَةِ الــــ** ــــضَّلاَلَــــةِ عَــــوِّلْ لَهُ تَــهْــــتَــدِ

وَذَا طَلْعَةُ الشَّمْسِ تُغْنِي الْوَرَى ** عَـــنِ الـــزُّهْرِ يَــاغُـمَّـةَ الْحُسَّدِ

  وَتَعْلُو عَلَى الْــكُلِّ تُعْطِي الـسَّنَا ** لِذِي الْقُرْبِ وَالْبُعْدِ فِي الْأَنْجُدِ[23]

وفي البيت الأول شبهه بالنجم في الهداية، وأراد به انصرف الشعراء عن مدح غيره، والميل إلى ساحة هذا الممدوح  صاحب القدر والشرف المنيف، والسخاء والبذل الفياض، لذا قال “عول له تهتدي ”  وفي البيت الثاني شبهه بالشمس إلا أنه جعله هو الشمس نفسه مبالغة، وفي التشبيه بالنجم اقتباس من القرءان الكريم في قوله تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)[24] وفي  تشبيه الممدوح بطلعة الشمس في قوله” تغني الورى عن الزهر” تعريض، كأنه يقول: إن ممدوحه هو طلعة الشمس في الضياء والإشراق، ويغني الناظر إلى النجم النظر فيه، ومن قول ابن الجهم:

والشّمس لولا أنّها محجوبةٌ ** عن ناظريك لما أضاء الفرقد “[25]

فالشاعر ينظر في الأشياء المتعلقة باعتبارها وسائل لإدراك الغاية، وهي الهداية للضال والتائه في حيرته، منها النجم والشمس، فشبه الممدوح بها في هديه وإرشاده للناس.

وقال: في مدح الشيخ أبي الفتح اليرواوي رضي الله عنه من بحر [ الكامل ]

أَفَـــلَتْ نُـــجُــــــومُ الْأَوْلِــــــــيَا ** ءِ، مَتَى طَلَعْتَ لَهَا انْقِلاَبَهْ

  إِذْ أَنتَ شَمْسٌ فِي الضِّيَا ** ءِ، إِذَا بَـــزَغْتَ لَهَا ذَهَــــابَــــهْ[26]

شبه الشاعر سائر الأولياء بالنجوم بجامع الإشراق والاهتداء، ويرى البلاغيون ” أن تشبيه وجه الممدوح بالشمس في الإشراق، مطروق مبتذل، يستوي فيه العامة والخاصة لوضوح وجه الشبه، إلا أن الشاعر يقصد في هذا المثال قوة السطوع، فشبه الممدوح بالشمس بجامع السيطرة والتفوق على سائر الكواكب والمراد بها الأولياء، كما عبر عن ذلك في موضع آخر في قوله: [من الكامل]

نُورُ النُّجُومِ وَإِنْ سَمَتْ وَهَدَتْ ** مِنْ ضَوْءِ شَمْسٍ سِرُّهَا يَسْرِي[27]

ويقصد بالنجوم هنا الأولياء، ووجه الشبه الاهتداء، ثم عدد ما تمتاز به الشمس على النجوم ويعني بذلك ممدوحه، من أن الشمس تعم الآفاق نورا، دون النجمة، فمهما بلغت في السطوع والإشراق قصرت عن ذلك، ثم إن الشمس تقوي النبت على سوقه، وتُظِهر ما هو مخفي في الثقوب والأغوار، وهذا ما لا تستطيع النجمة فعله، وأن نور النجوم مستمد من نور الشمس، وهذا هو الفارق البين بين الشمس والنجمة، وفي كل هذا شيء من الإلغاز والأحجية، حين يقصد بيان ما لممدوحه من الطاقة وما خصه الله به من التسخير في إرشاد العباد.

ومن ذلك قول الآخر:

والشمس في كبد السماء محلّها ** وشعاعها في سائر الآفاق [28]

ولذلك قال الشاعر: من [ الكامل ]

هَلْ تَسْتَطِيعُ حِسَابَ حِكْمَتَهَا ** وَتُرِيكَ عَيْنَ الْعَيْنِ بِالْيُسُرِ

وَهِيَ الـــدَّلِيلُ أَلَـسْتَ تَــعْرِفُـــهَا ** لِظُهُورِ ظِلِّ الْكَوْنِ بِالْأَثَرِ[29]

قال: علماء الجغرافية عن ممالك الحبشة وما تنتجه حرارة الشمس”وبسبب استحكام النارية – أي الحرارة – في بلادهم ( يعني بلاد الحبشة ) تكون معادن الذهب كثيرة، فإن حرارة الشمس ويبسها يغير الفضة ذهبا”[30] وهذه الميزة ما اعتبرها الشاعر في وصف الممدوح بالشمس من قبل الأعيان، وإرشاد الضال عن ضلالته.

وقال الآخر:

“والشمس تنفض زعفرانا في الربى  **  وتفت مسكتها على الغيطان”[31]

وقد امتازت الشمس بالخصائص العجيبة، وتؤدي في الكون دورا مهما، مما خصها الله من طاقات، مما جعل الشعراء يشبهون ممدوحيهم بها، لما لها من تأثير مادي ومعنوي، في الكون من إبرازِ ما هو مخفي وتقوية النباتِ على سوقه.

وقال: في مدح أبناء الشيخ أحمد أبي الفتح رضي الله عنه: من [مجزوء الرجز]

أَبْنَاءُ شَيْخِي كُلُّهُمْ ** وُرَّاثُ أَنْـــوَارِ الْـجَدَى

   نُــجُومُ لَـــيْلٍ إِنَّــــهُمْ ** شُمُوسُ يَوْمِي بِهُدَى[32]

فقد بالغ الشاعر في وصف أبناء الشيخ بالنور حيث شبههم بالنجوم، والشموس، بجامع الاهتداء، وحذف أداة التشبيه، وجعل المشبه هو نفس المشبه به مبالغة في التشبيه وذلك قوله ” نجوم ليل- شموس يومي ” بجامع وضوح الدلالات والإرشاد على طريق الهدى والسداد.

وقال: في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه: من [الوافر]

وَذَا قَمَرٌ مَنَازِلُهُ نُجُومٌ ** بُعَيْدَ حُلُولِهِ يَبْدُو ارْتِحَالاَ[33]

شبه الشاعر الممدوح بالقمر على سبيل المبالغة في التشبيه، في ظهوره بين الناس وشهرته وقوله: “وذا قمر منازله نجوم ” فكأن الممدوح قمر حقيقي لا مجازي، وذلك لشعور الشاعر بالسرور والابتهاج عند معاينة هذا الوجه الجميل المنبسط، أي أنه قمر في تلألئه وإشراقه على برسبيل المبالغة، لحذفه أداة التشبيه، بادعاء أن الممودح هو القمر نفسه، والصورة في هذا المعنى تُظهِر مكانة الممدوح ورتبته على غيره، وفضله كفضل القمر على سائر الكواكب، “والعلاقة بين المعنيين مشابهة الإنسان للقمر في الحسن، فقد شبهه ” أولا ” بالقمر في البهاء، ثم ادعى  مبالغة في التشبيه- أن المشبه فرد من أفراد المشبه به “[34] فصحة المعنى، وصدق القول، والنظرة الخلقية، والنظرة العقلية هي أساس بلاغة الكلام “[35]

أَبَواكَ فِي شَرَفِ النُّجُو ** مِ، كِلاَهُمَا بَدَرٌ مُنِيرُ

شبه الشاعر أصول ممدوحه بالبدر على طريقة التشبيه البليغ الذي لم تذكر فيه أداة التشبيه، ” أي كلاهما بدر في الإنارة، ومنزلتهما أعلى منازل، وذلك قوله: في شرف النجوم أي أعلاها، حيث منزلة النجوم أدنى من منزلتهما ومن ذلك قول الآخر:

تشرف أفق أنت بدر كماله ** فغرناطة تختال تيها على مصر”[36]

المبالغة  من حيث القيمة والغلاء

ومن ذالك قول الشاعر:

هُــوَ الْجَوْهَرُ الْــفَرْدُ مَــنْ نَـــــالَهُ ** فَــــلاَ فَــقْرَ إِلاَّ إِلَــــى الْأَوْحَــــــدِ

في هذا البيت  شبه الممدوح بالجوهر، وهو تشبيه بليغ حيث حذف أداة التشبيه، وحذف وجه الشبه وهو القيمة والغلاء لشيء ثمين، وجعل المشبه هو نفس المشبه به وهو الجوهر، وقال: في مدح الشيخ أبي القتح رضي الله عنه [من المتقارب]

أَلاَ إِنَّ ذَا الْقُطْبَ كَنزُ الْمُنَى ** وَمَنْ جَاءَ بِالصِّدْقِ لَمْ يَرْدُدِ[37]

شبه الشاعر الممدوح بالكنز على سيبل التشبيه البليغ الذي لم تذكر فيه أداة التشبيه، فتشبيه الممدوح بالكنز من حيث البذل والعطاء، وإن كان ما يهم الشاعر في التشبيه غير العطاء المادي، إنما يعنيه العطاء المعنوي وهو التوجيهات القيمة. كما في قول دعبل:

(فتى لا يرى المال إلا العطا ** ولا الكنز إلا اعتقاد المنن)[38]

 وقال الشاعر: في مدح الشيخ هاشم أبي الفتح رضي الله عنه [من مجزوء الكامل]

أُنْجِبْتَ جَوْهَرَةً مِنَ الْـــ ** ـــبَحْرَيْنِ شَرَّفَهَا الْقَدِيرُ[39]

وشبه الممدوح بالجوهرة: على طريقة التشبيه البليغ الذي لم تذكر فيه أداة التشبيه، ولا وجه الشبه، وذا تشبيه له، من حيث النبالة، والأخلاق الجوهرية، والأصل الطيب الحسن الذي بمثابة الجوهرة في الأصالة، وهو ليس جوهرة الصدف، إنه جوهرةٌ من جواهر الشرف، ” وياقوتة من يواقيت الأحراز، لا من يواقيت الأحجار.”[40] وفعاله في ظلمة الدهر مصباح. كأن قلبه عين، وكأن جسمه سمع. يرى بأول رأيه أواخر الأمور. ومنه قول الآخر:

فأنت جوهرة الأعناق، ما ملكت ** كفّاك من طارف أو تالد عرض[41]

ويشبه الكريم بالجوهر أو أخلاقه الفاضلة التي تهزه عند العطاء والبذل وفي دعوته الجفلى، فهو جوهر القاصدين ومن ذلك، قول الآخر:

جوهرة الصدق لها جوهر **  يحسدها الياقوت والدر “[42]

فالشاعر في تشبيهه الممدوح بالجوهرة، يراعي جوانب المعنويات في الممدوح أكثر من نظره للجوانب الحسية من حيث الجمال الظاهري، وما يعنيه الشاعر هنا الجمال الخلقي، والتحلي بمكارم الأخلاق، الذي ينير الوجه ويشرقه ويكون نوره حسا ومعنى، ولذلك فإن الممدوح يفوق الجوهرة حسنا ” وكم من جوهرة نفيسة قد شينت بقرينة لها بعيدة منها، وأفردت عن أخواتها المشاكلات لها.”[43]

ومن ذلك قول الآخر:

وغير عدلٍ إن قرنا بها ** جوهرةً في التاج ملموسة” [44]

وقال الآخر:

فالوجه جوهرة، والجسم عبهرة[45] ** والريح عنبرة، والكل من نور[46]

المبالغة من ناحية المنفعة والإحتياج

وقال الشاعر في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه [من المتقارب]

أَلاَ إِنَّهُ الظِّلُّ مِنْ فَوْقِنَا ** غَمَامٌ لَنَا دَامَ يَسْقِي الثَّرَى[47]

شبه الشاعر الممدوح بالظل بجامع الإحاطة والطمانينة، على سبيل المبالغة في التشبيه، حيث جعل الممدوح هو الظل الظليل المريح لمن لاذ بجانبه، وشبهه بالغمام بجامع البذل والعطاء والإرواء، ويكون في البيت أكثر من سر بلاغي، إذ يحتمل أن يكون فيه معنى الكناية عن صفة الممدوح من الكرم، والإيواء الذي شمل كل ما ذكر في الشطرين.

وقال: في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه – ووصف كرمه الفياض: [من البسيط]

أَعْمَالُهُ دِيمَةٌ: مَا انْفَكَ سَيِّدُنَا ** يَدُومُ فِي مَا ابْتَدَا مَا كَانَ وَقَّفَا[48]

شبه الأعمال الخيرية بالديمة، على طريقة التشبيه البليغ الذي لم يذكر فيه أداة التشبيه، ولا وجه الشبه.

يقول: إن أعمال الممدوح الخيرية من الجود والكرم والسخاء، كديمة مدرارة من حيث العموم والشمول، وصار هذا ديدنه وشيمته، يتواصل على مر الأيام، ثم حذف أداة التشبيه ووجه الشبه مبالغة في التشبيه، فكأنه يعني أن عطاء الممدوح ينوب مناب الديمة، من حيث الاكتفاء والإغناء عند الجميع، فلذا جعل الشيئين شيئا واحدا.

وقال: في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه [من الكامل]

هُوَ مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ صَاحِبُهُ ** إِنْ غَاصَ فِيهِ يَفُوزُ بِالدُّرَرِ[49]

شبه الشيخ بمجمع البحرين، على طريقة التشبيه البليغ، بجامع الفنون وشتات المعارف، وحذف أداة التشبيه ووجه الشبه مبالغة في التشبيه، وتشبيه الكريم بالبحر مبالغة في الكرم، لأن البحر يلفظ بدرره وجواهره دون مقابل، وعلى هذا اتخذ الشاعر الممدوح بحراً، يستخرج منه الدرر والجواهر.

ومنه قول الآخر:

يا له قاموس فضل قد طوى ** مجمع البحرين بين الدفتين”[50]

إذا نظر الشاعر إلى البحر فإنه لا يذكر زُرقته وموجه الهادر؛ وإنما يتخذه مادة للتأمل؛ إنه يرنو إلى ميتافيزيقية البحر، من حيثُ غاياته، وغاية الإنسان والوجود، فيتحول الإنسان بحرًا، والبحر إنسانًا كما يقول “بودلير”:” أيها الإنسان الحر ستحب البحر البحر مرآة “.[51]

وقال الشاعر: في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه [من الكامل]

وَفُتُوحُهُ بَحْرٌ يَفِيضُ مِنَ الْـــ ** ــعِرْفَانِ فِيهِ حَلاَوَةُ الشَّهْدِ[52]

الفتوح ما يفتح الله على عباده الصالحين من أنوار قدسه: من المعارف، والعلوم اللدنية، فشبهه بالبحر الفائض على سبيل المبالغة في التشبيه، ثم حذف منه أداة التشبيه، وذكر أن هذا البحر ليس بحرا مالحا، وإنما هو بحر ذو حلاوة، كحلاوة العسل الأبيض، ليطمئن مريد السلوك في هذا المنهج، وليتجرد عن خاطره لخطورة هذا المسلك، يقول: المعارف بحر، لكن لا تحوجك إلى التزود بماء تشربه كما يفعل راكب البحر الحقيقي، ” تشبيه شيئين مختلفين بالذات، جمعهما معنى واحد مشترك، كقولك: حاتم كالغمام، وعنترة كالضرغام.

ووقوع حسن البيان والمبالغة في التشبيه على وجوه: منها، إخراج ما لا تقع عليه الحاسة، إلى ما تقع عليه الحاسة.” [53]

وقال: في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه [من البسيط]

وَشَوْقُ حَضْرَتِكُمْ بَحْرٌ عَلَى خَلَدِي ** جَرَتْ عَلَيْهِ سَفِينُ الْمَدْحِ فِي الزَّمَنِ[54]

والبيت نظير ما سبقه من المبالغة في التشبيه، من إخراج ما لا تقع عليه الحاسة، إلى ما تقع عليه الحاسة، والخلد القلب، وفي المخصص ” الخَلَد: البال. وقال ابْن دُرَيْد: هُوَ الْقلب. وقال أَبُو زيد: هُوَ الخاطر وَالْجمع أخلاد “[55]

وتشبيه الشوق بالبحر يوحي باستغراق الشاعر في الشوق، ويفعل العشق بالعاشق من شمول وإحاطة، وتجريده من الحيلة كما يفعل البحر بالغارق فيه، ومن ذلك قول القائل:

خذ بكفّي لا أمت غرقا ** إنّ بـحر الـحبّ قد فارا[56]

وقال الشاعر: في مدح الشيخ إبراهيم إنياس الكولخي رضي الله عنه [من الكامل]

اَلشَّيْخُ إِبْرَاهِيمُ مَنْ هُوَ فِي ** هَذِي الطَّرِيقَةِ حُقَّةُ الْعِطْرِ[57]

شبه الشاعر الشيخ بحقة العطر وهي وعاء كجراب يُحمل فيه العطر، على طريقة التشبيه البليغ الذي لم تذكر فيه أداة التشبيه، ولا وجه الشبه، والتقدير أن تأثيره في تحبيب الطريقة إلى قلوب الناس، كرائحة العطر التي تفوح من الحقة فيعشقها كل الناس.

المبالغة من حيث المعرفة والخبرة

وقال: في مدح الشيخ أبي الفتح رضي الله عنه: [ من الطويل ]

لأَنْتَ جُنَيْدُ الْقَوْمِ بَلْ زِدْتَ فَوْقَهُ ** جُهَيْنَةُ أَخْبَارِ الْحَقِيقَةِ مَقْصَدِي[58]

شبه الشاعر تمكن الممدوح في معرفة طريق القوم أي السادة الصوفية وتحققه فيه، بالإمام الجنيد” وهو الإمام أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني ، نزيل هراة ، كان إماما ، فاضلًا ، متقنًا ، ورعًا ، عالمًا ، عاملا بعلمه[59]، شبه به علي سبيل المبالغة في التشبيه، إذ الإمام جنيد هو الزعيم لهذه الطائفة، ففي البيت تم حذف الأداة ووجه الشبه على سبيل المبالغة، وحذف المشبه، أيضا لا يخرج الكلام عن دائرة التشبيه، لأن القاعدة المشهورة تقول: أن المقدر كالمذكور كما في قول الشاعر: (جهينة أخبار الحقيقة ) “خلافا لما في نحو قولنا مثلا: في الاستعارة رأيت أسدا، وحدثته، وشاهدت بحرا في المسجد…لأن المرجع في هاتين الأخيرتين مبنيتان على تناسي التشبيه، وبولغ في طيه هو المشبه، وبولغ كذلك في تجاهله، ولذلك نقول: إن هاتان من قبيل الاستعارة، رأيت أسدا وحدثته، وشاهدت بحرا في المسجد مثل هذا لا يعد تشبيها، وإنما يعد استعارة.

أما المشبه به فهذا هو الذي يتحتم ذكره، ولا يتأتى حذفه بحال من الأحوال؛ لأن في حذفه تفويتا للغرض المقصود من التشبيه.”[60] ومنه تشبيه حالة الجهيني في معرفته بقاتل أخ الجهينية، ونقل لفظ ” جهينة الأخبار” للمشبه وهو الشيخ أبو الفتح على سبيل المبالغة حيث شبهت هيئة من يعرف الشيء على وجه الحق بهيئة الرجل المنسوب إلى جهينة، بجامع معرفة الشيء على حقيقته، وحذف أداة التشبيه والمشبه على سبيل المبالغة.

الخاتمة:

تحدثت الصفحات السابقة عن التشبيه من حيث المفهوم والوظيفة، ثم طبقت ذلك في شعر الشاعر الباغوي، وأخيرا حصل الباحثان على النتائج التالية:

  • أن الشاعر الباغوي نشأ وترعرع في بيت علم وثقافة وفي بيئة مكتظة بالعلماء والشعراء مما كونه شاعرا موهوبا.
  • أنّه أنتج قصائد رائعة في مختلف الأغراض.
  • أنه قرض ما يربو على ثمانين قصيدة
  • -أنّه استعمل أنواعا من المجازات الرائعة وخاصة التشبيه.

الهوامش والمراجع:

[1]  وسمّي بالشبخ لعلمه وأدبه، لا لكثرة سنّه. ينظر: عمر علي حطيجة، لاميات الباغوي في مدح الشيخ أبي الفتح اليرواوي: دراسة أدبية، بحث تكميلي قدمه إلى قسم اللغة العربية جامعة عثمان بن فودي صكتو، نيلا لدرجة الدكتوراه في اللغة العربية، سنة 1439 الهجرية.ص:11

[2]  وسمّي بـ “تكر” لأنه أوّل مولود لوالده فسمي بمحمد، وكان من عادة قبيلة الفلاني، تسمّي أول مولود سمّي محمد بـ “تكر”. ينظر: عمر علي حطيجة، لاميات الباغوي، المرجع نفسه، والصفحة ذاتها.

[3]  نسبة إلى دورن باغا، قرية تقع على ضفة بحيرة تشاد، في ولاية برنو ـ لقد اشتهر أهالي هذه القرية بصيد السمك. ينظر: عمر علي حطيجة، لاميات الباغوي، المرجع نفسه، والصفحة ذاتها.

[4]  نسبة إلى قرية مشايا التي ولد فيها الشاعر ، تقع حاليا في محلية دَفْثِي بولاية يوبي .

[5]  محمد تكر الباغوي، أرجوزة عن تاريخ ولادته، مخطوطة، توجد النسخة بمكتبة الشاعر الخاصة ص: 1

[6]  محمد تكر الباغوي، أرجوزة عن تاريخ ولادته، المرجع نفسه والصفحة ذاتها.

[7]  غوبر قبيلة كبيرة تسكن بين الجمهوريتين: نيجيريا ونيجر، أسست دولة واسعة قبل جهاد الشيخ عثمان بن فودي تغمده الله برحمة رضوانه. ينظر: عمر علي حطيجة، لاميات الباغوي، المرجع نفسه، والصفحة ذاتها.

[8]  عمر علي حطيجة، لاميات الباغوي في مدح الشيخ أبي الفتح اليرواوي، المرجع نفسه، ص:12.

[9]  نور أحمد إبراهيم، فن المديح لدى محمد تكر باغا “دراسة أدبية” بحث قدّم إلى قسم اللغة العربية، جامعة عثمان بن فودي، صكتو، لنيل درجة ماجستير في اللغة العربية، سنة 2010الميلادية، ص: 13

[10]  غلادنثي، شيخو أحمد سعيد، حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا، النهار للطبع والنشر والتوزيع، ط/3، 2007م، ص:44

[11] – البلاغة العربية: عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة، ج2، ص 176.

[12] – ديوان الشاعر، ص5.

[13] – البلاغة العربية: عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة، ج2 ص 174.

[14] – نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، ص 452.

[15]–  بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة، ج3، ص 445.

[16]–  البلاغة – البيان والبديع: مناهج جامعة المدينة العالمية، ص 146.

[17] – ديولن الشاعر، ص 145.

[18] – البلاغة – البيان والبديع: مناهج جامعة المدينة العالمية، ص 147.

[19] –  ديولن الشاعر، ص5.

[20] –  ديوان الوسائل المتقبلة: أحمد الفازازي الأندلسي، أنشأه 604 هـ المطبعة الميمنية طرابلس، ص 56.

[21]–  في البلاغة العربية علم البيان: د/ هدار، ص 34.

[22]–  حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الناشر، السعادة – بجوار محافظة مصر، 1394هـ – 1974م، ج3 ص 223.

[23] –  ديولن الشاعر، ص 268.

[24]–  سورة النحل 63.

[25] – التمثيل والمحاضرة: لأبي المنصور الثعالبي، تحقق، عبد الفتاح محمد الحلو، الناشر، الدار العربية للكتاب، ط2، 1401 هـ -1981 م، ص229.

[26] –  ديولن الشاعر، ص 183.

[27] – المرجع السابق، ص 138.

[28] – التمثيل والمحاضرة: لأبي المنصور الثعالبي، ص230.

[29] – ديولن الشاعر، ص 138.

[30]–  الروض المعطار في خبر الأقطار: عبد الله بن عبد المنعم الحِميرى، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة – بيروت – ط2، 1980 م، ص 361.

[31]–  المطالع البدرية في المنازل الرومية: محمد الغزي العامري: تحقيق المهدي عيد الرواضيّة، دار السويدي، بيروت – لبنان، ط1، 2004 م ص 43.

[32] –  ديوان الشاعر، ص 211.

[33]– ديوان الشاعر ، ص 117.

[34] – المنهاج الواضح للبلاغة، ج3، ص 92.

[35] – جمهرة البلاغة: الدكتور أحمد مطلوب، عضو المجمع العلمي العراقي     وأمينه العام – بغداد، ص 21.

[36] – نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، ج6، ص 76.

[37] – المرجع السابق، ص 242.

[38] – ديوان دعبل بن علي: دعبل الخزاعى، ابو على دعبل بن على بن رزين، د ت، ص285.

[39] – ديوان الشاعر، ص 159.

[40] – التمثيل والمحاضرة: لأبي منصور الثعالبي، ص 438.

[41] – نهاية الأرب في فنون الأدب: أحمد بن عبد الوهاب شهاب الدين النويري، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، ط1، 1423 هـ، ج5، ص 175.

[42] – أحسن ما سمعت: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1421 هـ -2000 م، ص 87.

[43] – عيار الشعر: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا، تحقق: عبد العزيز بن ناصر المانع، مكتبة الخانجي – القاهرة، د ت، ص 11.

[44] – بدائع البدائه: علي بن ظافر بن حسين الأزدي الخزرجي، طبعة: مصر سنة 1861 م، ص 81.

[45] – عبهر: العبهر: اسم للنرجس، ويقال للياسمين. وجارية عبهرة: رقيقة البشرة ناصعة البياض، قال:قامت ترائيك قواما عبهرا، العبهر: الناعم من كل شيء ( كتاب العين) باب الرباعي من العين ، ص281

[46] – طوق الحمامة في الألفة والألاف: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، تحقيق: د. إحسان عباس، دار النشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت / لبنان، ط2 – 1987 م، ص 251.

[47] – ديوان الشاعر، ص 263.

[48]– المرجع السابق ، ص 68.

[49] – ديوان الشاعر ، ص 138.

[50] – تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين: رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو، دار المشرق – بيروت، ط3، ص 101.

[51] – الأدب المقارن: كود المادة، المرحلة: بكالوريوس المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية، الناشر: جامعة المدينة العالمية، د ت، ص 525.

[52] –  ديوان الشاعر، ص 130.

[53] خزانة الأدب وغاية الأرب، ابن حجة الحموي، ج1، ص 384-385.

[54] – ديوان الشاعر، ص 75.

[55] – المخصص: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي، ج4، ص 49.

[56] – العقد الفريد: أحمد بن محمد بن عبد ربه، ج6، ص 294.

[57] – ديوان الشاعر، ص 139.

[58] – المرجع السابق، ص 27

[59] – طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح، تحقيق محيي الدين علي، ج1 ص436، دار البشائر الإسلامية

طبعة سنة 1992م-  بيروت لبنان.

[60] – البلاغة 1 – البيان والبديع: مناهج جامعة المدينة العالمية، ص37

*قسم اللغة العربية، جامعة عثمان بن فودي ، صكتو – نيجيريا

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of