القصيدة: ويعطي على قدر البلاء النوائلا
الشاعر محمد أطهر رضا الهدوي

إذا ما أردت اليسر في العسر والبلا

توكّل على الله الذي يدفع البلا

ولا تيأسنْ في محنة العيش من منح

على قدر أعداد البلا تركب العلا

أعد نظرة الإمعان في الكون والزمن

ستأتيك أمثال العطايا على البلا

فلو لم يقع يوسف في البئر محنةً

لما عرش مصر بعده مرّة علا

وموسى لقد ألقتْه في اليم أمُّه

فصار ربيبا للعدو ومرسلا

ولو لم يضحّ النفس في أرض كربلا

حسين لما الإسلام في الأفق قد علا

ولو لم يُصب عبد بحمى ولا مرض

لما نال غفران الإله إذا قلى

فثق بعد ليل طال في تعب العلا

بأن صباح السعد قد جاء مُقبلا

وراء جميع الفوز والمجد والعلا

ليال وأجبال من الكد والبلا

لكل نجاح القوم أيضا حكاية

من الجد والتشمير كانا مسلسلا

إذا ما أحب الله عبدا من الورى

يصبّ عليه النائبات ليُبتلى

وفي كل آفات الحياة فوائد

سيدركها من كان في الخلق عاقلا

يلوم الغبي القدر عند المصيبة

ويطلب ذوالعقل الحلول من البلا

فمن لم يذق مرّ الكفاح وضيقه

سيُحرم من حلو النجاح ومِن علا

إذا ما أراد الله للعبد منحة

وفضلا سيبلوه من المحن والبلا

على قدر حجم المحن يهدي الفضائلا

ويعطي على قدر البلاء النوائلا

هنيئا لمن أغرقه القدر في البلا

سيتحفه الله العظيم نوائلا

لئن كان صرف الجهد للفوز معسرا

فإنتاجه لا بد ينمو مفضّلا

وكيف تذوق العين نور البشائر

إذا لم تذق في الليل حزنا مثقّلا

وإن جاء كورونا وباء ومحنة

فقد عاد منها منحة علّم الجيلا

*محاضر في جامعة دار الهدى الإسلامية بنغال

التواصل:           atharraza192@gmail.com