لا غرو في أن البروفيسور زبير أحمد الفاروقي أستاذ الأساتذة، ومن الأنسب أن يقال إنه أستاذ جيل كامل. وله خبرةطويلة في تدريس اللغة العربية وبصفة خاصة في مجال الترجمة والترجمة الفورية، عن طريق هذا الحوار، سنتسفيد من خبراته الواسعة في مجال التدريس والترجمة. قد نال الأستاذ العديد من الجوائز وأخص بالذكر الجائزة التقديرية من فخامة رئيس الجمهورية الهندية في عام 1999م لخدماته المتميزة للغة العربية. كان الأستاذ رئيس التحرير لمجلة ثقافة الهند الحكومية لمدة خمس سنوات، كما كان رئيسا لقسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي. نقدم إلى قراء المجلة أهم قبسات من حواره المفيد.
س. أخبروني من فضلكم عن بيئتكم التي نشأتم فيها؟ وسلطوا الضوء عن الوالدين الكريمين
ج: ولدت في بلدة معروفة تسمى “صبرحد” بمديرية جونفور في ولاية أتر براديش في 10 سبتمبر سنة 1943م، علما بأن مدينة جونفور كانت مركزا شهيرا للعلوم الإسلامية وعلمائها إبان حكم السلاطين الشرقيين في القرن الخامس عشر. ولدت في أسرة دينية كانت تحب العلم والعلماء و نشأت في بيت جدي من الأم الذي اهتم أكثر من أي شخص آخر بتعليمي و تربيتي، بينما كان والدي يرغب في أن اشتغل بالتجارة.
س. ماهي المناهل العلمية التي استفدتم منها من المدارس والجامعات؟
ج : درست أولا بمدرسة البلدة “مدرسة فاروقية”” التي أسستها أسرة الفاروقيين ومنهم من تخرجوا في مدرسة الإصلاح المعروفة في سراي مير بمديرية أعظم جراه فأكملت فيها دراسة مرحلة التعليم الابتدائي، ثم درست الكتب العربية من مقررات الدرس النظامي وحفظت القواعد النحوية والصرفية شعرا، والفضل أولا يرجع إلى أساتذة المدرسة في غرس حب اللغتين – العربية والإنكليزية في نفسي، وبعد ذلك قمت بشد الرحال إلى ديوبند عام 1955-1956حيث تم قبولي في الصفوف المتوسطة وأكملت فيها دراسة مقررات شهادة الفضيلة والتخصص في الأدب.
وبعد التخر ج في دارالعلوم بديوبند عام 1961م انقطعت سلسلة الدراسة النظامية حيث لم يكن هناك سبيل للحصول على التعليم العصري بسبب مشكلات اقتصادية وأيضا بسبب عدم اعتراف الجامعات بشهادة المدارس العربية في ذلك الوقت. فبدأت أبحث عن وظيفة ووجدتها في مدرسة دينية في مدينة بنجالور. قضيت هناك سنة واحدة ثم رجعت إلى ديوبند حيث وجدت وظيفة مساعد لرئيس تحرير مجلة دار العلوم الأستاذ أزهر شاه قيصر، نجل العلامة أنور شاه الكشميري رحمهما الله. اشتغلت بهذه الوظيفة لمدة سنتين مع الاستمرار في الاستفادة من مختلف المراكز الخاصة لتطوير قدرتي في اللغتين – العربية – والانكليزية. وأثناء هذه الفترة حضرت امتحان اللغة الانكليزية بمستوى الثانوية العامة في جامعة عليجراه الإسلامية وحصلت على الشهادة في مادة اللغة الإنكليزية فقط، ولكني لم اطمئن على ذلك حيث لم أكن مؤهلا على أساس تلك الشهادة للالتحاق بمرحلة بكالوريوس في أي جامعة، وبعد سنتين من العمل في دار العلوم انتقلت إلى دلهي حيث وجدت وظيفة في سفارة المملكة العربية السعودية، وجنبا لجنب العمل في السفارة حضرت امتحان الثانوية العامة لهيئة الامتحانات الثانوية بولاية مادهيا براديش كطالب منتسب فضلا عن دراسة برنامج الدبلوم العالي في اللغة العربية في مدرسة اللغات الأجنبية التابعة لوزارة الدفاع، حكومة الهند، وأن الحصول على شهادة الثانوية العامة أتاح السبيل للالتحاق بمرحلة بكالوريوس في كلية ذاكر حسين التابعة لجامعة دلهي، وعلى أساس شهادة بكالوريوس نلت وظيفة مترجم ومذيع باللغة العربية في إذاعة عموم الهند حيث اشتغلت خمس سنوات واصلت خلالها دراستي بمرحلة ماجستير بالأدب العربي في جامعة دلهي. إضافة إلى عملي في الإذاعة كنت أترجم نشرة أسبوعية خاصة لوكالة الأنباء العراقية وبعض الجرائد الكويتية تحت رعاية وكالة بريس آسيا انترناشيونال في نيو دلهي. تركت العمل في الإذاعة عندما تم تعييني محاضرا في قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة الملية الإسلامية عام 1976م.
س. كيف كان سفركم العلمي في دار العلوم بديوبند؟ وأخبروني عن بيئتها العلمية والثقافية؟
ج : في دارالعلوم ديوبند وجدت بيئة علمية مثالية وأساتذة متميزين بنبوغهم العلمي وهم كانوا بمنتهى من الإخلاص تجاه الطلبة . ولكن الأمر الذي كان يقلقني كثيرا أنه لم يكن هناك نصيب يذكر للغة العربية الحديثة والإنشاء والترجمة في المقرر الدراسي، فقد كان يشمل نماذج من الأدب الكلا سيكي فقط تتمثل في ديوان الحماسة وديوان المتنبي ومقامات الحريري، وذلك لم يكن كافيا لتطوير المهارة في الإنشاء والترجمة، فبدأت أحضر الحلقات الخاصة للغة العربية والتي كان يتطوع بعض العلماء بتنظيمها خارج دار العلوم لطلبة المدارس، وكان لتلك الحلقات دور كبير في تطوير مهارتي اللغوية.
س. كيف كانت رحلتكم العلمية والحياة التدريسية في الجامعة الملية الإسلامية؟ وكيف تختلف هذه الجامعة عن الجامعات الأخرى من حيث البيئة والتعليم والتعلم؟
ج : لكل جامعة ميزاتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من الجامعات، فالجامعة الملية الإسلامية فضلا عن تاريخها المعروف ودورها في كفاح الاستقلال تتميز بخصائص أخرى ومنها اهتمامها بالتربية الأخلاقية وتركيزها على بناء شخصية متزنة واعتدالية للطالب وبرامجها التعليمية التي تشمل تعليم اللغة الأردية ومبادئ الأخلاق والدين والثقافة كمواد إجبارية لكل طالب بصرف النظر عن تخصصه.
أما بالنسبة لتعليم اللغة العربية في الجامعة، فيحاول الأساتذة أن يعتمدوا الطريقة المباشرة وأن يلقوا المحاضرات باللغة العربية مع تشجيع الطلبة على طرح الأسئلة بنفس اللغة.
باشرت العمل بالجامعة الملية الإسلامية عام 1976م في قسم الدراسات الإسلامية والعربية والإيرانية وهو القسم المشترك للدراسات الإسلامية واللغة العربية واللغة الفارسية، وظل كذلك حتى عام 1988م قبل أن تم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام مستقلة ومنها قسم اللغة العربية وآدابها، ولم أكن أحمل شهادة الدكتوراة حينذاك فسجلت للدكتوراة تحت إشراف رئيس القسم المشترك الأستاذ مشير الحق رحمه الله الذي استفدت كثيرا من توجيهاته، وكملت الأطروحة بعنوان مساهمة دار العلوم بديوبند عام 1982م.
فضلا عن المواد الأخرى درست مادة الترجمة طوال فترة تدريسي بالجامعة والتي امتدت على حوالي 32سنة وإلى جانب وظيفة التدريس توليت مهمة رئيس التحرير لمجلة ثقافة الهند التي كان يصدرها المجلس الهندي للعلاقات الثقافية من عام 1995م إلى عام 2001م، وكرمني فخامة رئيس الجمهورية بشهادة تقديرية عام 1999م. وفي سنة التقاعد أى في عام 2008م اشتغلت استاذا زائرا لشهر واحد في جامعة سومطرة الشمالية في اندونيسيا، و مستشارا تعليميا بجامعة انديرا غاندي المفتوحة سنة كاملة.
س. من هم الذين يرجع الفضل إليهم في بناء شخصيتكم يا سيدي؟
ج : لا أنسى فضل أساتذتي في مدرسة البلدة ودار العلوم بديوبند و جامعة دلهي في تربيتي و دورهم في بناء شخصيتي وأخص بالذكر منهم الأستاذ معراج الحق والأستاذ محمد نعيم والأستاذ محمد حسين والأستاذ أنظر شاه الكشميري والأستاذ فخر الحسن والأستاذ نصير الدين خان والعلامة إبراهيم البلياوي وشيخ الحديث العلامة فخرالدين رحمهم الله (في ديوبند) و الأستاذ خورشيد أحمد فارق والأستاذ عبد اللطيف إعزازي والأستاذ محمد سليمان أشرف والأستاذ نثار أحمد فاروقي والأستاذ شيو راي تشودري (جامعة دلهي) و الأستاذ عبد الخالق النقوي (مدرسة اللغات الأجنبية التابعة لوزارة الدفاع، حكومة الهند و الأستاذ مشير الحق (الجامعة الملية الإسلامية) رحمهم الله).
س. سمعنا عن سماحتكم بأنكم كنتم أستاذا مقبولا ناجحا. فما هي الميزات البارزة للمعلم الناجح؟
ج : من الميزات الأساسية للمعلم الناجح أن يكون أمينا و مخلصا في أداء واجباته ويتقيد بالمواعيد المحددة للفصول الدراسية، ولايحضرها بدون استعداد تام مسبق لتدريس المادة التي يدرسها، ويتيح المجال للتفاعل مع الطلبة وفيما بينهم ويشجعهم على طرح الأسئلة ويجيب عنها برحابة الصدر ويخلق جوا في الفصل يستفيد فيه كل طالب على السواء بدون أن يشعر بأنه يهمل من قبل المعلم.
س. ماشاء الله. كنتم أستاذا لردحة من الدهر لمادة الترجمة، وتلاميذكم يحمدونكم ويثنون عليكم. أما تدريس مادة الترجمة فهو أمر شاق وصعب للغاية؟ كيف يمكن للأستاذ أن يدرس هذه المادة كمادة سهلة ميسورۃ؟
نعم، قمت بتدريس الترجمة بالجامعة الملية الإسلامية لمدة حوالي 32 سنة تعلمت خلالها أكثر مما علمته في مجال الترجمة، ذلك من خلال إعداد الدروس و انتقاء المواد المناسبة لتعليم الطلبة كل يوم حيث كان هذا العمل يتطلب قراءة الصحف الإنكليزية والعربية بانتظام واختيار النصوص على اختلاف مواضيعها وأنواعها والبحث عن المصطلحات الجديدة في اللغتين – الإنكليزية والعربية. فكان الطالب لايتعلم الترجمة فحسب بل كان يطلع على المستجدات في المجالات المختلفة، وكان من عادتي تسجيل كل مصطلح و تعبير جديد في كراسة مما أجده في الصحف والمجلات أو من خلال البرامج الإذاعية أو الكتب وهي موجودة عندي حتى الآن.
إذا كان الأستاذ يدرس مادة الترجمة بنهج مخطط لا بصورة عشوائية و يتدرج من الأسهل إلى الأصعب فلا يمل الطالب وتزداد عنده الرغبة في تطوير المهارة في هذه المادة، وعليه في الوقت ذاته أن يكون مطلعا على أحدث الطرق والتقنيات المعتمدة في الجامعات و المعاهد المتخصصة العالمية لتدريس الترجمة.
س. كيف يمكن للطالب أن يكون خبيرا وماهرا في مجال الترجمة العلمية والأدبية؟
لايمكن تحقيق المهارة في الترجمة في فترة محددة أو قصيرة أو الاكتفاء بحضور الفصول الدراسية، بل يتطلب الأمر التمرين والممارسة بشكل نظامي وقراءة النصوص على اختلاف أنواعها بما في ذلك الأعمال المترجمة في كلتي اللغتين، وكشرط أساسي يجب على الطالب أن يتقن القواعد في اللغتين و يمارس تطبيقها كتابة و نطقا و يقرأ الأصناف الأدبية المختلفة فضلا عن الصحف و المجلات من أجل الاطلاع على الأساليب المختلفة للكتابة و التعبير، و يجمع لديها مخزونا كبيرا للمصطلحات والتعابير ولا يمكن ذلك إلا من خلال كثرة المطالعة والقراء والاستماع إلى البرامج الإذاعية وخطب الكتاب والأدباء البارزين. كما يجب الاطلاع على الثقافة والعادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية المرتبطة بكلتا اللغتين وأن مجرد الاعتماد على القواميس و المعاجم لايكفي لتحصيل المهارة في الترجمة، فالكلمات لها معان مختلفة في السياقات المختلفة، والطالب يحتاج لقدر كبير من الممارسة للتعرف على المعنى المناسب في سياق معين.
س. علمنا بسمحاتكم بأنكم مترجم قدير ولكم باع طويل في مجال الترجمة الفورية، نرجو من سماحتكم أن تخبرونا على المؤهلات والقدرات اللازمة في باب الترجمة للقراء والدارسين.
ج : الترجمة الفورية هي أصعب مرحلة في مجال الترجمة حيث تتطلب قبل أي شئ آخر أن يكون المترجم قد حصل على المهارة الكاملة في الترجمة الخطية و الترجمة الشفهية المتعاقبة وأن يوجد لديه مخزون واسع للمصطلحات و التعابير، إضافة إلى ذلك يجب عليه أن يقوم بدراسة شاملة لموضوع المؤتمر المطلوب فيه الترجمة الفورية.
وتجربتي للعمل في مجال الترجمة الفورية بدأت عام 1984م في إحدى مؤتمرات حركة عدم الانحياز في نيو دلهي، و شجعني على ذلك صديقي الراحل العقيد ناراين، الملحق العسكري السابق للهند في القاهرة، و كان يجيد اللغتين -العربية والإنكليزية. كانت هذه بداية عملي مترجما فوريا في المؤتمرات العالمية.
س. ما هو الدافع الحقيقي لتأليف كتابكم “مساهمة علماء دار العلوم بديوبند في الأدب العربي“؟
ج : في الحقية أن كتابي ” مساهمة دار العلوم بديوبند في الأدب العربي” هو رسالة أعددتها لنيل شهادة الدكتوراة أثناء عملي بالجامعة الملية الإسلامية.
س. ماهي الميزة البارزة لهذا الكتاب؟ أخبروني من فضلكم بإيجاز عن بعض النقاط البارزة من ذلك؟
الحقيقة أنه أول كتاب في موضوعه حيث تناولت فيه الأعمال الأدبية نثرا وشعرا لأساتذة وخريجي دارالعلوم بديوبند حتى عام الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسها (1400هـ/1980م)، واكتفيت بالاشارة إلى أهم أعمالهم في علوم القرآن والسنة. وقد استفاد من هذا الكتاب عدد كبير من الباحثين في الجامعات المختلفة.
والدافع الحقيقي لتأليف هذا الكتاب تمثل في شعوري بأن الكتاب والباحثين اكتفوا في مؤلفاتهم بإبراز آثار علماء الدار في العلوم الدينية المختلفة ولم ينتبه أحد منهم إلى ضرورة البحث في آثارهم الأدبية.
في مقدمة الكتاب استعرضت باختصار مساهمة الهنود في آداب اللغة العربية بدءا من عهد الفتوح الإسلامية ومرورا بعهد الاستعمار الإنكليزي وانتهاء بعهد الاستقلال مع ذكر الخلفية الخاصة بإقامة مدرسة دار العلوم بديوبند وغيرها من المدارس العربية.
رتبت الكتاب تحت فصول مستقلة لكل من النثر والشعر واللغة و النحو والصرف والحواشي والتعليقات، و في الفصل المختص بالنثر ذكرت ما لعلماء الدار وخريجيها من مؤلفات أدبية و رسائل وخطب و مقالات وتراجم، و في فصل الشعر ذكرت كل ما قرضوه من قصائد ومعظمها في الحمد والمديح النبوي والمدح العام والتهنئة والترحيب والمواعظ و الحكم ومراثي. وفي لمحة موجزة أشرت إلى مساهمتهم في العلوم و الفنون الإسلامية.
ومما يلاحظ أن علماء الدار ركزوا جل عنايتهم في النثر على المواضيع الدينية والعلمية فانتجوا فيها آثارا يعترف بقيمتها العالم الإسلامي كله، و لم يعتنوا أي اعتناء بإنتاج ما يعد من باب القصة و الرواية و المسرحية حيث رأوا أن هذه الأصناف الأدبية لاتليق و شأنهم نظرا لمواقفهم الدينية. أما اكتفاؤهم بقرض الشعر على طراز الشعراء القدامى وعدم اقتداء شعراء النهضة و العصر الحديث فسبب ذلك فيما أرى أنه لم يكن أمامهم نماذج من الشعر الحديث.
س. ماهي الكتب العلمية والأدبية التي تفضلونها أكثر في حياتكم؟ وما هو الاتجاه الذي ترغبون فيه القراءة؟
أحب قراءة الكتب في التاريخ والثقافة والأدب الروائي مثل مؤلفات أحمد أمين وشوقي ضيف ومحمود عباس العقاد ومحمود تيمور ونجيب محفوظ، كما أحب قراءة الإنتاجات الشعرية لشعراء العصر العباسي والعصر الحديث خاصة مدرسة التجديد، وقد ترجمت بعض قصائدهم إلى الأردية شعرا.
س. تشكو المدارس والجامعات الدينية العربية في الهند من افتقار تنمية المواهب والقدرات لدى الطلاب في مجال الدراسات العربية والإسلامية، كم طالبا يقدرون على إعطاء إجابات مقنعة للتساؤلات والتحديات التي تحيط بالمسلمين والعالم الإسلامي؟ ونرى كثيرا منهم لا يهتمون اهتماما جديا بإتقان اللغة العربية واستخدامها في أحاديثهم وكتاباتهم بوصفها لغة حية عصرية؟ كيف تنظرون هذه الأزمة؟ ما هو التشخيص لديكم لهذا المرض؟
ج : الحمد لله لم يعد هذا المرض على ما كان من الشدة قبل عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن حيث لم تكن التسهيلات الكافية متاحة للطلبة لتطوير قدرتهم اللغوية، وفي عصرنا هذا قد ظهر عدد لابأس به من المتضلعين في اللغة العربية ولهم نشاطات أدبية وثقافية كثيرة تبعث على الأمل بأن لهذه اللغة الكريمة مستقبلا زاهيا في بلادنا.
س. في هذه الأيام ماهي المشروعات العلمية والأدبية لديكم؟ والكتب الجديدة الأخرى تحت قيد الطبع؟
ج : أقول بصراحة أنه لا يوجد عندي مشروع علمي يذكر في الوقت الحاضر، وكما تعلمون أنني أتولى مسؤولية مستشار تعليمي لدى الملحقية الثقافية السعودية، ومن خلال مشروعات الملحقية أقوم بتنسيق وتنفيذ الفعاليات الثقافية بمختلف المناسبات وآخرها كان دورات تدريبية لأساتذة اللغة العربية في الهند عا 2019م والندوة العلمية التي أقيمت على هامش معرض نيودلهي الدولي للكتاب عام 2020م.
وفي السنوات الأخيرة قمت بمراجعة عدد من الكتب المترجمة من اللغة الأردية إلى العربية من قبل أساتذة الجامعات ضمن مشروع مؤسسة الفكر العربي “حضارة واحدة – سلسلة كتب مترجمة”.
س. أخيرا، ماهي رسالتكم تجاه مستقبل طلاب اللغة العربية في المدارس الدينية والجامعات العصرية الحكومية الهندية نظرا إلى مشكلات البطالة وتحدياتها؟
ج : في أيام البطالة المتزايدة هذه مازلت أرى أن هناك مجالا واسعا للعمل، وهو مجال الترجمة، ولا أعتقد أن الشخص الذي لديه قدرفائقة في اللغتين – الانكليزية والعربية- يعيش حاليا دون عمل. ولذا أرى أن تدريب المترجمين أمر في غاية من الأهمية ويستحق الأولوية و الاهتمام المتزايد لدى المسؤوليين والأساتذة في المدارس و الجامعات.
أخيرا أشكركم شكرا جزيلا على إتاحة هذه الفرصة وعلى هذه المعلومات النافعة عن حياتك المليئة بالنشاطات وتجاربك الشخصية وآرائك المفيدة عن مادة الترجمة وآفاقها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Leave a Reply