+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

كلمة المجلة

الحمد لله الذى علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأكرم وبعد.

يبدو أن غيوم كورونا المكثفة قد انجلت، وقد ظهر الصبح بعد ليل حالك طال على الناس، فالهند أكثر البلد معاناة خلال الموجة الثانية لكورونا، وهناك كانت سيول من أموات الناس حتى امتلأت القبور بالنعشات، واكتظت المحرقات بالجثث وحتى ظهرت صفوف القبور الممتدة على ضفاف النهر للهندوس الذين لا يدفنون عادة بل يحرقون جثث موتاهم. فثلاثة شهور ماضية بدت كأنها موسم الأموات، وأنا بنفسي كنت من المصابين حتى جاء وقت كنت لا أدري هل سأبقى حيا في اليوم القادم أو أموت، وكنت أشعر كأنني في صراع دائم بين الموت والحياة، فكنت أحيانا استغفر وأتوب، وأحيانا أدعو الله أن يشفيني شفاء عاجلا، والشئ الآخر الذي أثر في قلبي هو تباعد الاطباء عن المرضى وتعاملهم معهم معاملة المنبوذين، وهذه المعاملة غير الإنسانية لم تفعل إلا في زيادة الشعور بالإحباط واليأس لدى المرضى، فكما يعرف لابتسامة طبيب أثر كبير في نفوس المرضى، فهي تخفف ثقل المرض من قلوب المصابين، وبفضل الله، بعد أيام مريرة، عثرت على طبيب كان رجلا طيبا وعامل معي كما يعامل الطبيب مع المرضى في الحالة العادية، فشفاني الله على يديه رغم أنني كنت على وشك الموت، ولله الحمد على ذلك، وأتمنى وأدعو أن لا تعود علينا تلك الأيام الحزينة مرة أخرى وأن يرحمنا الله ويعفينا من الموجة الثالثة المتوقعة. ورغم هذه المعانات، لم نتوقف عن العمل في خدمة لغة الضاد، فها هو العدد الثالث من هذه السنة بين أيديكم.

وهذا العدد يحتوبي بين دفتيه مقالات قيمة وإبداعات رائعة، ففيه قصة مثيرة للأخ محمود عاصم تحكي عما مرت به الهند خلال الموجة الثانية للكورونا، وقصيدة حافزة للتفكير للشاعر والناقد المغربي أحمد الناموسي، وكذلك يحتوي على خواطر للأخ محمد ريحان الندوي. أما من باب الدراسات، فيحتوي على المقالات القيمة تتناول موضوعات متنوعة، فمقال “جمالية الإيقاع الخارجي في الشعر الصوفي” للأستاذة حسين نجاة تتحدث عن ديوان ابي مدين شعيب الغوث، ومقال صابيح يمينة يتنال المولد والدخيل والمعرب في المعجم الوسيط، ومقال الأستاذ أورنكزيب الأعظمي يدرس كلمة “الإقامة” معناها ودلالاتها في القرآن الكريم وكلام العرب، وكذلك مقال الدكتوراه حيزية كروش يلقي الضوء على علم الدلالة  وماهيته وموضوعه، وهكذا المقالات الأخرى تتحدث الموضوعات المهمة.

وأخيرا، نشكر كل من تعاون معنا في إخراج هذا العدد مقدرين جهودهم العلمية والأدبية، كما نشجع الكتاب والشعراء والباحثين الذين لم تنشر مقالاتهم في هذا العدد لنقص ما في الكتابة أو بسب تكرار النشر، على أن يراجعوا كتاباتهم مراعين بشروط البحث العلمي، ونتمنى أن ينال هذا العدد رضا قرائنا الكرام وحسن إعجابهم، وندعو الله سبحانه تعالى أن يوفقنا لمزيد من خدمة العلم والأدب.

رئيس التحرير

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of