الخواطر: علاقة سلطنة عُمان بجمهورية الهند
مريم الشكيلية

علاقة سلطنة عُمان بجمهورية الهند.. عندما يقرأ شخص هكذا عبارة يتبادر في ذهنه منذ الوهلة الأولى هو إنني على صدد كتابة مقال تاريخي أو إنني سوف أفتح كتبا تاريخية أو درسا في التاريخ لا يمكنني أن أغير ذهن القاريء في ما يدور في ذهنه لأنه فعلاً فعلاقة سلطنة عُمان بالجمهورية الهندية علاقة ذات إمتداد تاريخي طويل وهذه العلاقة علاقة صداقة متينه إعتمدت دائماً وأبداً على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة ناهيك عن كون عمان والهند وبحكم موقعهما الجغرافي فهما عملا في البحر منذ الأزل وهذا بحد ذاته تلاقي بين البلدين.. ولو إنني فتحت كتب التاريخ لازدحمت السطور في كتابة عمق العلاقة بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند الصديقه وفي كافة المجالات منذ آلاف السنوات إلى يومنا هذا.. ولكنني اليوم لست في صدد سرد تفاصيل العلاقة بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند من الجانب التاريخي أو في المجالات المختلفة والتي لها أهميتها في المعرفة ولكنني اليوم وفي هذا المقال وهذه السطور أود أن أسلط الضوء في الجانب الثقافي لما له من أهمية بين شعوب البلدين لكون سلطنة عُمان وجمهورية الهند لهما كنوز وتاريخ في هذا المجال أعني المجال الثقافي والأدبي وإنني أتسائل لماذا لا نستفيد نحن كشعوب من ثقافة بعضنا البعض.. لحظة فقط أريد أن أستوقف هنا وأقول إن ما أقصده هنا بالإستفادة هو أن نأخذ ما يخدم شعوبنا وما يتناسب مع بيئة كل من البلدين وما يحافظ على هويته ونسيجه فالجانب الثقافي هو جانب متشعب وعميق وكبداية لا بد من معرفة الشعوب بتاريخ هذه العلاقة وعمقها فهذه العلاقة لا يمكن أن تستثني الجانب الثقافي فالجمهورية الهندية لها تاريخ ثقافي ممتد وسلطنة عمان أيضا لها جانبها الثقافي العريق الذي حفظ لها هويتها العربية والإسلامية وتفردها الخاص في هويتها العمانية وهذا بالضبط ما لفت إنتباهي وهو محافظة كل من البلدين على هذه الهوية الخاصة بهما رغم كل التغير الذي يحدث في العالم ولكن لاتزال عمان والهند أول ما تشاهده حين تنزل أرضهما هو الهوية الوطنية التي تميزهما من لباس مواطنيهما وطرق معيشتهم وغيرها وهي ما تشكل جانب ثقافي وهوية لديهما…وأقول هنا كيف نطور بعضنا البعض في خدمة هذا الجانب ونستفيد من تجارب بعضنا البعض لنتقدم بهذا الجانب لما يخدم شعوبنا ويعزز من هويتنا الثقافية ويحافظ عليها…..

*كاتبة من سلطنة عمان