+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

نظرات في كتاب مليكة معطاوي-الترجمة أفقًا للحوار
حسن الحضري -مصر

 يقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22]، فذكر -سبحانه- اختلاف الألسن ضمن ما خصَّه بالذكر من آياته التي لا تُحصَى، وفي آية أخرى يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) [الحجرات: 13]؛ وفي مقدمة وسائل التعارف يأتي التخاطب، ومن هنا يبدو دور الترجمة في نقل لغة الخطاب بين هذه الألسن المختلفة التي ذكرها الله تعالى.

   وكونُ الترجمة وسيلة من وسائل التخاطب؛ لا بد أن تعبِّر تعبيرًا دقيقًا عن لغة المتكلم أو الكاتب؛ حتى يصل المعنى الذي يقصده إلى المخاطَب أو القارئ بطريقة صحيحة تمكِّنه من فهم المعنى المراد، وبالتالي التعامل معه وفقًا لذلك.

    ومن هنا تبدو أهمية كتاب «الترجمة أفقًا للحوار» للدكتورة مليكة معطاوي([1])؛ حيث تتناول فيه أثر الترجمة في لغة الحوار، من خلال عرضِها للخطاب الغربي النقدي المعاصر في المغرب؛ وقد تناولتْ أمثلة تطبيقية، تعرضتْ فيها لمقارنة الترجمات وتوضيح علاقتها بالأصل، بطريقة توضح الهدف من دراستها؛ التي تستقصي آثار الترجمة في التبادل الحضاري والمعرفي، مع الوقوف على ما يمكن تسميته بـ«مؤثرات الترجمة»؛ وهي العوامل التي تؤثر في مدى سلامة الترجمة ومطابقتها للأصل من حيث اللفظ والمعنى، وهو الأمر الذي يختلف باختلاف المترجمين.

   وقد قسمت الكاتبة كتابها إلى بابين؛ تكلمت في الباب الأول منهما عن خصائص النصوص النقدية الغربية المعاصرة المترجمة وأثرها على الأدب المغربي الحديث؛ وجعلته في فصلين؛ تناولت في أولهما حركة ترجمة الدراسات الأدبية النقدية في المغرب، وتناولت في الفصل الثاني المناهج النقدية الغربية المعاصرة في الأدب المغربي الحديث؛ ثم تكلمت في الباب الثاني عن الاختلاف والائتلاف بين المتن في اللغة الفرنسية واللغة العربية؛ وقسمته أيضًا إلى فصلين؛ وضعت في أولهما قراءة في عتبات المتن المدروس وكيفيات ترجمتها، وتناولت في الفصل الثاني الترجمة ومستويات الصياغة العربية.

   ويرجع سبب تناوُل الكاتبة للغة الفرنسية تحديدًا، إلى طبيعة العلاقة بين الثقافة المغربية وبين مثيلتها الفرنسية في فترة الاحتلال الفرنسي لدول المغرب العربي، التي امتدت لعقود، وأيًّا كانت اللغة التي تناولتها الكاتبة في هذا الموضوع فهي نموذج يمكن القياس عليه نظريًّا وتطبيقيًّا.

    ويمكن القول: إن هذا الكتاب يدرس الجانب النقدي عند النقاد المغاربة، ومدى تأثُّرهم بالنقاد الفرنسيين من خلال عملية الترجمة التي قام بها المغاربة للنقد الفرنسي، تقول مليكة معطاوي في مقدمة كتابها: «يندرج موضوع الخطاب النقدي المعاصر في الترجمات النقدية المغربية (1982- 2012) ضمن حقل دراسات الترجمة، وتحديدًا ضمن مجال نقد الترجمة، الذي يعتبر مجالًا قائمًا بذاته، انخرط فيه بعض الباحثين العرب، لكنه ما زال يحتاج إلى التأصيل والتطوير»([2]).

    ثم تقول: «تناولنا في هذه الدراسة إشكالية ترجمة النصوص النقدية الغربية المعاصرة، من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، من خلال نماذج ترجمات مغربية مختلفة، حددنا خلال دراستها الكيفية التي قَدَّمت بها هذه الترجمات العربية، العناصر المكونة للخطاب النقدي الغربي المعاصر (المكونات الثقافية، المكونات اللغوية… إلخ)، مع تركيزنا على قيمة هذه النصوص في لغاتها الأصلية؛ من روسية وألمانية وإنجليزية، وعلى انتقالها إلى اللغة الفرنسية، التي لعبت دور الوسيط بين تلك اللغات وبين اللغة العربية»([3]).

    وهذا الكلام يكشف سعة أفق الكاتبة، وثقافتها الموسوعية؛ فهي شاعرة وكاتبة وناقدة ومترجمة، فتوافرت لها أدوات إِعمال الحِسِّ النقدي بطريقة شمولية صحيحة، تستطيع من خلالها الحكم على عملية الترجمة حكمًا صائبًا، من خلال تتبُّع أبعادها الرئيسَةِ، التي من شأنها أن تؤثر في سلامتها وجودتها إيجابًا أو سلبًا، ولا سيما أن الواقع قد أثبت من خلال استقراء النصوص والمؤلفات المترجمة، وقوع أخطاء جوهرية في بعض عمليات الترجمة، تؤدي إلى فهم النص الأصلي بطريقة مختلفة اختلافًا كليًّا أو جزئيًّا عن مفهومه الحقيقي، وتتنوع هذه الأخطاء ما بين أخطاء في نقل المعنى من لغة النص، وأخطاء أخرى ربما كانت أشد خطرًا، تتمثل في الاقتصار على التعامل مع اللغة الوسيط -في حال وجودها- وإغفال اللغة الأم.

    وتفتتح الكاتبة الباب الأول بإلقاء الضوء على أهمية الترجمة كأحد عوامل التقدم والرقي، فتقول: «شكَّلت حركة الترجمة في لحظات معينة من التاريخ العربي، إحدى الإمكانات التنموية التي كان لها الفضل في الانفتاح على العالم وعلى ثقافة وعلوم الآخرين، بل اعتُبِرت لدى الدول المتقدمة مدخلًا ليس فقط لفهم الآخر؛ ولكن أساسًا لتطوير الذات، بالقدر الذي يؤثر في الاقتصاديات كما في العلوم والمعرفة والحياة؛ ذلك أن حركة الترجمة لَصِيقة بنهج الدولة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتطورها رهين بتطور الدولة في هذه المجالات»([4]).

   ثم تبدأ في الحديث عن الفكرة الرئيسَة في كتابها -وهي الترجمة في المغرب- فتقول: «ويمكن الحديث عن الإرهاصات الأولى لحركة الترجمة في المغرب، من البعثات الطلابية التي أرسلها السلطان الحسن الأول إلى أوربا، اقتداء بالنموذج المصري في عهد محمد علي، لكن هذه البعثات لم تأت بنتيجة؛ حيث عادوا بعد وفاة الملك الحسن الأول، وتغير النظام، فعادوا إلى أوربا، بالتالي لا يمكن الحديث عن الترجمة في المغرب إلا ابتداء من بداية القرن العشرين، مع ظهور جريدة «السعادة» التي كانت تهتم بالترجمة بإيعاز من فرنسا؛ بهدف تجميل صورة المستعمر والتوطئة للاستعمار«([5]).

   وهذا يكشف عمليًّا أحد أسرار تفوق الغَرْب على العرَب؛ حيث يهتم الغرْب بالحفاظ على لغتهم، والتمسك بهويَّتهم، ونشر ثقافتهم، بينما يتقاعس العرب والمسلمون عن ذلك، بل ويسعون جاهدين إلى تقليد الغرْب تقليدًا أعمى لا يناسب ثقافتنا ولا علاقة له بهويَّتنا؛ كما يكشف أيضًا هذا الكلام عمليات الغزو الثقافي التي يقوم بها الغرْب تجاه الدول العربية والإسلامية.

   ثم تضع الكاتبة مقارنة بين حال الترجمة في المغرب وبين حالها في المشرق، فتقول: «ورغم أن المغرب راكم تجربة مؤسسة في المجال الترجمي، إلا أن المغاربة لم يقدموا إسهامًا ثقافيًّا في حركة الفكر العربي؛ بل راكموا تجارب خصَّت مجالات معينة؛ كالحديث والفقه، وتخلفوا في المجالات الأدبية الأخرى، مما جعلهم عالة على المشرق من الناحية الأدبية والثقافية والفكرية، وقد استمر هذا الوضع إلى حدود الثمانينيات من القرن العشرين؛ حيث تدخلت الترجمة لتمنح المغاربة دورًا رائدًا وحاسمًا في مجال الدراسات الأدبية النقدية»([6]).

   وتمضي الكاتبة في شرح دور المغاربة في ترجمة النصوص النقدية الغربية، مع ذكر نماذج لأهم المترجمين وأهم الأعمال المترجمة وأهم الصحف والمجلَّات الفكرية التي ساهمت في نشر هذه الترجمة، وأشادت الكاتبة في هذا الصدد بعدد من «المفكرين والباحثين والمترجمين من ذوي الاتجاه النقدي في مختلف المجالات الإبداعية والفكرية؛ مثل: إبراهيم الخطيب، ومحمد البكري، وحسن بحراوي، وبشير القمري، وعبد الكبير الخطيبي، ومبارك حنون، وسعيد يقطين، ومحمد بنيس»([7])، ثم قالت: «اهتم المغاربة بترجمة كتب رولان بارت في ثمانينيات القرن الماضي، فكانوا السبَّاقين إلى ترجمة نصوصه المؤسسة، والتي كان لها دور فعال في ترسيخ الحداثة الأدبية والنقدية في العالم بأسره»([8])، كما أشارت إلى القيمة العلمية لمؤلفات عدد من الفرنسيين الذين ترجم المغاربة أعمالهم؛ مثل: ميخائيل باختين، ولوسيان غولدمان، وجيرار جنيت وغيرهم([9]).

     ونلاحظ أن الكاتبة تؤكد على تركيزها في هذا الكتاب، على الاهتمام بنوع معين من المؤلفات الغَرْبية؛ هي المؤلفات النقدية؛ حيث تقول: «هكذا فتحت هذه الترجمات المجال للنقد العرَبي، للتعرف على مناهج نقدية جديدة لم تكن معروفة آنذاك»([10])، كما تشيد أيضًا بدور اتحاد كتَّاب المغرب في النهوض بحركة، من خلال إنشاء مجلة «آفاق» (1980م) التي اهتمت بترجمة النصوص النقدية الغربية المعاصرة([11]).

   ويتبين من كلام الكاتبة عن هذا الدور التنويري لاتحاد كتاب المغرب؛ الفارق الكبير بين حال اتحادات الكتاب في الدول العربية في تلك الفترة المذكورة، وبين حالها الآن وما آلت إليه من ضعفٍ فكري وثقافي؛ بسبب التحاق الكثيرين بها من غير أهلها، في ظل سياسة الأنظمة السياسية العربية في العقود الأخيرة، التي تهدف إلى القضاء على أهل الفكر والرأي والإبداع، وتهميش دورهم؛ حيث قامت بافتعال معارك معهم، وشغلتهم عن دورهم التنويري، ودسَّت بين صفوفهم بعض الجاهلين الذين اصطنعتهم وسلَّطتهم على تنفيذ مؤامراتها الدنيئة في التخلص من احتمال بزوغ أي نوعٍ من المعارضة.

      وترى مليكة معطاوي أنه «تبلورت حركة ترجمة الدراسات الأدبية النقدية في المغرب مع مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، إلا أنها ما زالت تخضع لإواليات ذاتية تظهر من خلال رغبة الذات في معرفة الآخر والانفتاح على فكره وثقافته»([12])، كما ترى أن اهتمامهم بالترجمة جاء نتيجة اهتمامهم «بموضوع الحوار بين الشرق والغرب، وحوار الحضارات بشكل عام؛ وذلك لإدراكهم ضرورة إحلال علاقات جديدة بين الطرفين، تسودها روح التعاون والتكامل، بدل علاقات الهيمنة والاستعمار التي سادت في السابق»([13]).

     وتعرض الكاتبة لأهم المترجمين المغاربة، وأهم الأعمال التي ترجموها، وطرقهم في الترجمة، والنظريات التي اتبعوها، والقيمة العلمية لما أنجزوا من أعمال في هذا المجال.

   وفي الفصل الثاني من الباب الأول، تعرض مليكة معطاوي المناهج النقدية الغربية المعاصرة في الأدب المغربي الحديث، ومن أهمها نظرية التلقي، التي عرفها المغرب في وقت متأخر مقارنة بالمناهج النقدية الغربية المعاصرة الأخرى؛ وهي عبارة عن منهج فلسفي متكامل، يسعى إلى إرجاع القيم الإنسانية المفقودة بعد الحرب العالمية الثانية، وخصوصًا القيم الأوربية([14])؛ وتؤكد الكاتبة أن «هذه النظرية من النظريات التي تميز المغرب بالجرأة في استنباتها في تربته النقدية؛ سواء عن طريق الترجمة، أو عن طريق الاطلاع عليها في اللغات الأخرى وخصوصًا الفرنسية»([15]).

   ونصل مع الكاتبة إلى الباب الثاني، فنراها تناقش موضوعًا له أهميته الكبرى التي تتعلق بمضمون النص المترجم؛ وهو موضوع: الائتلاف والاختلاف بين المتن في اللغة الفرنسية وفي اللغة العربية؛ وقد قدَّمت الكاتبة ذِكر الفرنسية باعتبارها لغة النص المترجم -حسب موضوع البحث-  بينما العربية لغة الترجمة؛ وتكمن أهمية هذا الموضوع في توضيح أثر دلالة اللفظ واختلافه من لغة إلى أخرى؛ حيث نجد بعض الأعمال المترجمة قد فقدت معناها بسبب عدم مراعاة هذا الجانب، غير أن الكاتبة تطرقت إلى عنصر آخر لا يقل أهمية؛ وهو دور المترجم أو الناشر في تأويل النص المترجم، والتدخل بالإضافة أو الحذف، بما يراه مناسبًا لتعميق فهم المتلقي أو الدارس؛ وذلك بإكساب الترجمة أبعادًا ومعانٍ مختلفة، في بيئة مغايرة ونسق ثقافي مختلف، كما ذكرت الكاتبة نماذج لتدخُّل الناشر في طريقة كتابة بيانات الكتب المترجمة على أغلفتها؛ بهدف الترويج أو التوضيح أو نحو ذلك؛ ومن أمثلة مليكة معطاوي هنا كتاب «جمالية المتلقي» لهانس روبرت باوس؛ حيث تم إضافة عبارة «من أجل تأويل جديد للنص الأدبي» إلى عنوان الكتاب، وغير ذلك من الاختلافات التي يبدو بعضها يسيرًا إلا أن له أهدافه، التي تناقشها الكاتبة بطريقة علمية واعية([16]).

   ثم تنتقل مليكة إلى «العتبات الداخلية للنص؛ التي تحيط به من الداخل وتتحدث عنه بصفة مباشرة أو غير مباشرة؛ إذْ توضحه وتفسره وتضيء جوانبه الغامضة أمام القارئ»([17])، ثم تتطرق الكاتبة إلى تفاصيل الإهداء والمقدمة وأثرهما في توضيح مضمون النص المترجم، وكذلك الهوامش والتوضيحات التي يضيفها المترجِم، أو  يحذفها لعدم جدواها بالنسبة إلى القارئ العربي؛ حيث إن هذه الكتب والنصوص -موضوع البحث- قد لعبت فيها اللغة الفرنسية دور الوسيط؛ حيث ترجموها عن الروسية والألمانية والإنجليزية، فضمَّنوا ترجماتهم شروحًا وتفاسير للقارئ الفرنسي، فلما قام المغاربة العرب بترجمة تلك المؤلفات إلى العربية؛ تصرفوا في تلك الشروح والتفاسير بالحذف والاختصار([18]).

   أما الفصل الثاني من هذا الباب، فتبحث فيه الكاتبة «الترجمة ومستويات الصياغة»؛ وهذا عنوان لافت يعبر عن مدى أهمية الموضوع، وتتناول فيه مليكة: مستوى المفردات، ومستوى التراكيب، ومستوى الرسائل؛ وتناقش في هذا الصدد وجود ما يسمى بالترجمة التقريبية لبعض المصطلحات، ووجود أكثر من ترجمة للمصطلح الواحد، إضافة إلى وجود بعض المصطلحات المرتبطة بمفهومها أكثر من ارتباطها باللغة؛ مثل: (Parodie) و(Harmonie) و(Morphologie) ومعانيها على التوالي: (باروديا) و(هارمونية) و(موفولوجية)؛ حيث يتم حينئذ تعريب المصطلح؛ أي: كتابته بالحروف العربية مع الحفاظ على نطقه في لغته؛ ومن أمثلة الاختلاف حول ترجمة المصطلح الواحد، تذكر مليكة مصطلح (Sujet) الذي يترجمونه حينًا بـ«موضوع»، وحينًا بـ«مبنى حكائي»، في حين أن الرُّوس يعنون به الصورة التي ترِد عليها المادة الحكائية في النص([19])؛ ولا شك أن هذه الاختلافات وإن بدت يسيرة أو متقاربة، فإنها تقلل من دقة المعنى، وتشكِّل تغييرًا ملحوظًا على المستوى العام.

   وتستعرض الكاتبة عددًا من المصطلحات الغربية، وترجماتها إلى اللغة العربية عند المغاربة؛ ثم تؤكد أن المترجمين المغاربة اصطدموا بمصطلحات ومفاهيم ثقافية تفتقر إلى ما يعززها في الحقل الثقافي المغربي، لكنهم استطاعوا بحكم التمرس إيجاد المقابلات الدقيقة للمصطلحات الفرنسية([20])، ثم تعرض مليكة معطاوي نماذج لترجمة مغربية وأخرى مشرقية للنص الواحد، موضحة الفروق بين الترجمتين، كما أن المغاربة أنقسهم يختلفون أحيانًا في ترجماتهم، مما يعني اختلاف دقة الترجمة باختلاف مؤثرات تتعلق بشخصية المترجم.

   ثم تتناول الكاتبة بالنقد والتحليل بعض الترجمات، فتوضح اختلاف الدلالة، والأزمنة التي تقع فيها الأفعال؛ ونحو ذلك مما يؤثر في دقة الترجمة.

    ولا شك أن الكاتبة قد خاضت غمار قضية لها موقعها في عالمنا المعاصر، وقد شملت دراستها هذه مسائل كثيرة في هذه القضية، توغلت إلى أدق تفاصيل عملية الترجمة، وقد قصرت الكاتبة بحثها على موضوع الخطاب النقدي، لكن القضية أشمل من ذلك، وهذا ما هو إلا نموذج يقاس عليه، ويضاف إليه حسب ما يعنُّ من أمورٍ، لها ما يقتضيها.

 ([1])الدكتورة مليكة معطاوي العربي، شاعرة وكاتبة وناقدة ومترجمة مغربية معاصرة.

 ([2])«الترجمة أفقًا للحوار.. الخطاب النقدي الغربي المعاصر في المغرب» للدكتورة مليكة معطاوي (ص 15)، طبعة: مقاربات للنشر والصناعات الثقافية- المغرب، الطبعة الأولى 2018م.

 ([3])المصدر السابق.

 ([4])المصدر السابق (ص 23).

 ([5])انظر المصدر السابق (ص 23).

 ([6])المصدر السابق (ص 24).

 ([7])المصدر السابق (ص 25).

 ([8])المصدر السابق (ص 26).

 ([9])المصدر السابق (ص 27).

 ([10])المصدر السابق (ص 29).

 ([11])المصدر السابق.

 ([12])المصدر السابق (ص 33).

 ([13])المصدر السابق (ص 35).

 ([14])انظر المصدر السابق (ص 115).

 ([15])المصدر السابق (ص 118).

 ([16])انظر المصدر السابق (ص 126- 133).

 ([17])المصدر السابق (ص 134).

 ([18])انظر المصدر السابق (ص 135- 145).

 ([19])انظر المصدر السابق (ص 147).

 ([20])انظر المصدر السابق (ص 156).

*عضو اتحاد كتاب مصر

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of