ترصد اللحظات وتتبع المستجدات ومشاهدة الحوادث والتعمق في جزئيات كل ما يمر الإنسان من مشاعر وخواطر والتبصر والنظر في كل ما فعل الإنسان في الأيام الخالية خلال رحلة وسير في الأماكن المختلفة من أرض الله الواسعة، ثم تعبيرها في سطور في أسلوب أدبي شيق وإطلاق سراح الأقلام لكتابة كل تفاصيلها بدقة تامة وتسجيل هذه الذكريات الحلوة والمرة ومشاركتها مع الآخرين وتضطرهم أن يكونوا معك في عالم خيالي ويشعرون كأنهم كانوا في تلك الرحلة بكل وجودهم ويتقاسمون كل سرور وحزن ذلك السفر، هي موهبة لايعطيها الله لكل قاص ودان من المؤلفين والكتاب، بل هي عطية خاصة من الله للرحالين الذين خلدوا أسماءهم في التاريخ.
إن التاريخ الإسلامي حافل بتذكرة مثل هؤلاء الرحالين، والمكتبة العربية ملئية بكتابات وإنجازات أسلافنا الذين فندوا حياتهم في قطع مسافة هذه الصحراء وجاءوا بالأعاجيب وفصلوا الكلام عن كل ما شاهدوا من الأحداث اليومية في مجتمع قضوا فترة بينهم، فالآن تعتبر هذه السطور مرجعا أساسيا لتاريخ حقبة ذلك الزمان، ورحلات أبي الريحان البيروني وإبن بطوطه هي خير دليل في سياق التاريخ الهندي لفترة عاشا فيها في أرض الهند.
وحصلت لأدب الرحلات أهمية ملحوظة في هذا الزمان في المجتمع الأوربي والأمريكي وتحظى مؤلفات الرحالين وفيديوهاتهم بشعبية واسعة لأنهم يحبون السير في الأرض ويعتبرون الرحلة من أهم أجزاء مغامرة لشرف مروم وهدف إبداعي حيث أنهم يعتقدون أن تشمير الساق للرحلات والسفر هو أفضل وسيلة لتوسيع معرفة الثقافات وأهم خطوة في تنويع المصادر للتعرف على تقاليد مجتمع، إضافة إلى كونه خير سبيل لتوسيع آفاق الفكر والنظر وتساعد في تفقه خلال تمديد أبعاد التجربة والمشاهدة. وهناك عادة لدى عدد كبير من الأوربيين والأمريكيين أن يدخروا نسبة من دخلهم ثم خلال سنة أو لعدة سنوات ثم يشدونا الرحال خلال إجازتهم السنوية إلى بلدان يتمنون زيارتها.
ولكن للأسف مع مرور الزمان قل اهتمام العرب والمسلمين إلى هذا الفن الهام والإبداعي من بين الفنون الأدبية الأخرى ويرجع السبب إلى قلة اهتمامنا للتعرف على ثقافات الآخرين ربما هو من أسباب تخلفنا في قيادة وريادة المجتمعات الأخرى في العالم.
وأما المهتمون باللغة العربية في الهند فلا يوجد لديهم عناية بمثل هذه الفنون الأدبية الإبداعية مثل القصص والمسرحيات والروايات إلا قليلا ولكن نرى في الشمهد الهندي الأدبي الحالي باللغة العربية أن الشباب أبدوا رغبتهم بهذا الصدد وشرعوا بتقديم الأعمال الأدبية الإبداعية وهذه ظاهرة إيجابية تجدر كل الإشادة والتقدير في الأوساط الأدبية والأكاديمية باللغة العربية في الهند.
الشيء المهم في هذا السياق بأن العدد الكبير من المشاركين في المسابقة التي عقدتها مجلة أقلام الهند حول أدب الرحلة، يشير إلى اتجاه جديد في هذا المسار ويضطرنا إلى تفكير إيجابي ويجعلنا أن نعبر عن أملنا بأن الجيل الجديد سوف يسجل معلما أدبيا جديدا ويسير لإضاءة طرق أدبية غير تقليدية وبالتالي يؤدينا إلى مستقبل باسم ليس في مجال أدب الرحلات بل في جميع الفنون الأدبية والعلمية ويأتي بغال ونفيس من قطعات أدبية بارعة وكتابات إبداعية من أدب الرحلات والقصص القصيرة والمسرحيات والفنون الأدبية الأخرى.
وأكثر ما فقدنا خلال الإغلاق الكامل لبلداننا والحجر الصحي بسبب تفشي فيروس كورنا هو الرحلات والسير إلى الأماكن المختلفة للتنزه والتسلية والاستراحة وتحصيل العلم، وكنا مشتاقين إليها ولكن بسبب حالة الطواري جلسنا في البيت مضطرين حائرين بدون العمل. لهذا السبب دعت مجلة أقلام الهند الأدباء والقراء أن يكتبوا خواطرهم خلال رحلاتهم العلمية والترفيهية، ويشاركوا معنا مشاعرهم وأحاسيسهم من حزن وفرح وعجب، ولله الحمد قد شارك عدد لا يستهان به من الأقلام الواعدة، والكتاب والأدباء من العرب والعجم وكتبوا قطعات أدبية. وقد تم الإعلان عن النتائج لهذه المسابقة قبل يومين، ونقدم تهنئة خاصة للفائزين كما نقدم باقة الشكر لجميع المشاركين.
وتفاصيل الفائزين كما يلي:
الفائز الأول: رحلة إلى القاهرة-إبراهيم الحجري-المغرب
الفائز الثاني: على ضفاف وطن-د.ياسين جمول-السوريا
الفائز الثالث: الرحلة اليابانية للشيخ علي أحمد الجرجاوي-لطفي فكري محمد محمود-مصر
الجوائز التشجيعية:
رحلة الذهاب والإياب-محمد بو سلام-المغرب
رحلة أسوان مدينة السحر والجمال: الكاتبة إيمان مصطفى – مصر
نشكر جميع المشاركين على حسن التواصل، ونقدم باقة الشكر لأعضاء لجنة التحكيم الذين بذلوا جهودا جبارة ضمنت أكبر قدر ممكن من العدل في الوصول إلى الفائزين.
وفيما يلي تفاصيل لجنة التحكيم:
تكونت لجنة التحكيم في المرحلة الأولى من:
د. مزاج الرحمن تعلقدار
الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية، جامعة غوهاتي، غوهاتي، آسام، الهند
د. مخلص الرحمن
الأستاذ المساعد، كلية هيرالال بهكت (جامعة بردوان) بيربهوم، ولاية بنغال الغربية، الهند
د. محفوظ الرحمن
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي، الهند
د. عظمت الله
أستاذ ضيف، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي، الهند
د. علي أختر
صاحب كتاب “فلسطين كي جليان”، وصاحب قناة المعرفة
تكونت لجنة التحكيم في المرحلة الثانية من:
أ.د. راضية بن عريـبة
أستاذ محاضر قسم أ، جامعة حسيبة بن بوعلي – الشلف- الجزائر
أ.د. أحمد سيدي
أستاذ تعليم عالي متعاون بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، موريتانية
تكونت لجنة التحكيم في المرحلة الثالثة النهائية من:
د. محمود حافظ عبد الرب مرزا
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية، جامعة الله آباد، الهند
د. هيفاء شاكري
أستاذة مساعدة، قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي، الهند
الشكر موصول للجميع.
ألف مبارك للفائزين مرة أخرى.
Leave a Reply