أشدو فتأتي قوافي الشعر تتقدُ
وأقرأ الشوق في عينيك ينعقدُ
ما الشعر والأفُقُ النوريّ أخيلةٌ
في البال أنت هزار مولع غرد
أنت القصيدة في أبهى مفاتنها
فكيف ُتبنى لها في زهوك العَمَدُ؟
وأنت منك نديم الليل محتفِلٌ
ما للكؤوس وما في ملئها أمد
تأتي القصائد من مغناك مشرقة
فضوؤها بجبين الشمس متحد
والله ما انسحبت في الليل شاردة
إلا وطاف بنا في روضك المدد
إني نسيت زماني حين تكتبني
في خلوة يتساوى السبت والأحد
هنا الهتافات من شوق ومن طرب
هنا القلوب على الإلهام تتّحدُ
على شواطئ هذا النهر مرتحل
ظامٍ وأحلم بالسقيا ولا أرد
وها هنا نهَرٌ نجواه خالدة
في ضفتيه لغات الحسن تتّسد
من أين لي مثل هذا الأنس يَفتح لي
بابَ الجمال وكم أعطى وكم يعدُ
إن كان في رقة الأشعار عذبُ فمٍ
فلوحةٌ أنتِ فيها ريشةٌ ويدُ
أنا ابن عطر مداد العمر مغترب
والقوم قد وجدوا في الطيب ما وجدوا
أنا ابن حلم سرى يختال في مهج
ما مثله بسجلات المنى بلدُ
الحاملون على الأكتاف أفئدة
الحالمون بخيط الشمس إذ وعدوا
وحاضرون وإن غابوا سأذكرهم
طول الزمان بنور للعلا شهدوا:
أنّ التشوق للذكرى يلوعني
ما مثله في التياعات الجوى أحد
حرف اشتياقي ما أحصته قافية
ذرات قلبيَ لا عَدّ ولا عددُ
ولا نسجتُ قوافي الشوق أغنيةً
إلا تعانقَ فيها الروحُ والجسدُ
قيثارتي ألق الرؤيا وفتنتُها
عزفٌ على وتر الإحساس منفردُ
ومِنْ ذرى الدهشة الورقاء نغمتها
لحن الخلود ويُعلي صوتَه الأبدُ
نصفان نصفُ انتظارٍ لا أوان له
والنصف يسألني هل في اللقاء غدُ؟
Leave a Reply