+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

حوار مع الأستاذ البروفيسور محمد راشد الندوي
الدكتور محمد ريحان الندوي

إنه لمن بواعث الفرح والسرور إننا في هذا العدد نتكلم مع الأستاذ الفاضل محمد راشد الندوي الذي استفاد من أساتذة العجم والعرب.إنه من تلامذة السيد أبي الحسن الندوي والأستاذ علي الطنطاوي، والأستاذ محمد المبارك، والأستاذ عز الدين التنوخي والأستاذ عمر الدسوقي، واستفاد من تجارب  المحقق الأستاذ عبد العزيز الميمني، وطه حسين، وعباس محمود العقاد.وطنه أعظم جراه في ولاية أترابراديش من مواليد سنة 1936م. إنه استقى من مناهل العلوم والمعرفة المتعددة بداية من دار العلوم التابعة لندوة العلماء وجامعة دمشق، وجامعة القاهرة. له يد طولى في اللغة العربية والأدب العربي، بعد كسب العلوم والمعرفة تم تعيينه كبروفيسور في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة عليجراه الإسلامية وبعد مدة قليلة أصبح أستاذا في قسم اللغة العربية إنه تربي جيلا واستفاد منه عدد لا يستهان به. نقدم هنا أهم المقتبسات من هذا الحوار.

س. لو سمحت سعادة الأستاذ أخبرني عن بيئتك العلمية والأدبية التي نشأت فيها؟

ج. أنا أشكر الله تعالى أنني نشأت في بيئة علمية دينية، أبي كان عالما تخرج من دار العلوم التابعة لندوة العلماء وكان تلميذا للعلامة السيد سليمان الندوي، وأبي كان متفوقا بين الطلاب، بعد ما أكمل العلوم ذهب إلى جامعة دهاكا بنجلاديش وأكمل دراسته العالية حيث كان من أقربائي أستاذا في التفسير والحديث في هذه الجامعة، فقضى أبي ثلاث سنوات في هذه الجامعة واستفاد من علماء التفسير والحديث واللغة العربية، وبعدما عاد إلى وطنه أعظم جراه تم تعيينه كأستاذ في مدرسة الإصلاح، قضى أبي هنا مدة طويلة كأستاذ التفسير والحديث واللغة العربية، لا شك فيه أن أبي كان أستاذا مقبولا بين الطلاب، وبعد ذلك جاء أبي إلى ندوة العلماء حيث كان أستاذا في التفسير والحديث وكان لأبي شغف زائد مع القرآ ن الكريم. قضيت مع أبي مدة طويلة وتلمذت على يديه ولكن من سوء حظي أنه توفي قبل أن أكمل دراستي. وعلي فضل كبيرلأبي المرحوم في تربيتي وتثقيفي.

س. من هم الذين يرجع الفضل إليهم في بناء شخصيتك العلمية والأدبية؟

ج. لا شك فيه أنني استفدت كثيرا من العلامة الأستاذ أبي الحسن علي الندوي، والفضل الكبير يرجع إليه في بناء شخصيتي العلمية، وكان الشيخ أبو الحسن الندوي صديقا لأبي وكان العلامة يحب أبي حبا بكونه صوفيا متواضعا بكل معنى الكلمة، كما كان أبي قويا في اللغة العربية وفي التفسير والحديث لأجل ذلك كان محبوبا للعلامة أبي الحسن الندوي وكان مقبولا لدى الطلاب. لأجل ذلك اتخذني العلامة كابن له، وأذكر أن زملائي الأستاذ محمد رابع الندوي والأستاذ واضح رشيد ومحمد الحسني كنا كأصدقاء والعلامة كان لا يفرق بيننا، ومحمد الحسني كان يقول أن خالي يحبك أكثر منا جميعا، وأذكر حينما أنهيت امتحان التخصص في الأدب فسألني العلامة كيف كان الامتحان؟ (بعدما إنه وقع النتائج، ويعرف أنني نجحت) فأجبت سأكون متفوقا بإذن الله تعالى، فسألني كيف عرفت؟ فأجبت إنني علي يقين ونفسي مطمئن بحمد الله على ذلك.

س. من هم الآخرون سوى العلامة أبي الحسن الندوي تأثرت منهم؟

ج: بعد إكمال دراستي التخصص في الأدب، ذهبت إلى دمشق لنيل العلوم العالية وتأثرت من علماء العرب، من أمثال الشيخ علي الطنطاوي محمد المبارك، والأستاذ العلامة محمود شاكر، والأستاذ عمر الدسوقي، والأستاذ مصطفى زرقاء، كلهم كان أساتذتي في جامعة دمشق.

س. كيف كان اللقاء مع الشيخ علي الطنطاوي؟

ج: استفدت من الشيخ علي الطنطاوي وطريقة إلقاء درسه، وكان لغته لغة عربية سليمة فصيحة تأثرت منه كثيرا، حينما لقيت منه أول مرة في دمشق، سألني لماذا جئت إلى دمشق؟ فأجبت للاستفادة والقراءة لدى علماء العرب، فتبسم وقال الشيخ أبو الحسن الندوي في الهند وتركته وسافرت إلى دمشق، فأجبت: هممنا أن نستفيد منكم كذلك، فقال: مرحبا بكم وأهلا وسهلا، استفدت كثيرا من العلامة الشيخ علي الطنطاوي والأستاذ مصطفى زرقاء في العلم والأدب والعلوم الشريعة خلال إقامتي في جامعة دمشق.

س: كيف كان اللقاء مع المحقق والأديب عبد العزيز الميمنى وكيف وجدته واستفدت منه؟

ج: أذكر أنني كنت يوما في جامعة دمشق ولقيت من الأستاذ عز الدين التنوخي وكان صديقا للأستاذ عبد العزيز الميمني فسألنى هل تعرف الأستاذ عبد العزيز الميمني هو سيحضر غدا سنذهب لترحيبه إلى المطار هل تصاحب معنا؟ فقلت لم لا يا أستاذ، هذا شرف لنا. وحينما جاء العلامة عبد العزيز الميمني فخصص له غرفة كبيرة في الفندق فكنت أذهب إليه بعد صلاة العصر وأبقى معه حتى العشاء، وخلال هذه الفترة استفدت من علمه ونبوغه، وجدته كأنه مكتبة متحركة، تسأله وهو يجيب بدون توقف. إنه حضر لاشتراء الكتب لمعهد الإسلامي لباكستان. مرة ذهبنا لاشتراء الكتب من المكتبات المتفرقة فذهبنا إلى بائع الكتب فالأستاذ الميمنى كان يتكلم بلغة عربية فصيحة، بدأت أتكلم مع بائع الكتب بلغة عامية، فقال البائع: لغتك أقوى من هذا الشيخ. فقلت له: إنه أستاذ الأساتذة وأستاذ الجيل، فضحك وتعجب. إنه كان حريصا على المخطوطات النادرة مهما وجدها يتفرغ لها وبدأ يطالع ويحاول أن يشتريها بأغلى ثمن. إنه عرفني علماء الكبار في دمشق ولقيت معه من العلماء والأدباء والشعراء والمحققين كذلك. إنه بلغ من عمره السبعين وكان متحركا نشيطا كالشاب.

أذكر أن رئيس المجمع العلمي في دمشق دعاه للعشاء، فحضر ووجد بعض المخطوطات النادرة فبدأ يطالع والناس حضروا لحفلة العشاء والعلامة الميمنى لا يبال بهم بل استغرق في المطالعة حتى جاء خادم المجمع وأخبره بأن الطعام جاهز والناس ينتظرونك، فقال:

          تمتع من شميم عرار نجد                 وما بعد العشية من عرار

          شهور انقضينا وما شعرنا                بانصاف ونحن على شرار

شاهدت بعيني هاتين أنه حينما كان يحضر في المجلس يأتي إليه الأدباء والشعراء والعلماء ويجلس أمامه كالتلامذة. تأثرت كثيرا من العلامة الميمنى من علمه وفضله وحرصه للعلم وأهله، وحينما كان يحضر العلامة الميمنى في دمشق ومصر كنت أذهب إليه واستفيد منه.

س. كيف وجدت العلامة محمود شاكر صاحب جائزة ملك فيصل من حيث العلم والفن، وما رأيكم فيه؟

ج: طبعا، عرفت العلامة محمود شاكر بواسطة العلامة عبد العزيز الميمني، حينما ذهبت إلى بيته وجدته مستغرقا في المطالعة و حجرته كانت مملوءا بالكتب أذكر أن في بيته كان أكثر من ثلاثين ألف كتاب في موضوعات شتى خاصة في التفسير والحديث واللغة والمخطوطات العلمية، وأمهات الكتب كلها موجودة في مكتبته العامرة، ودهشت من ذوقه العلمي الخاص القوي، وطبعا الأستاذ محمود شاكر كان مشهورا بين المصريين كناقد وأديب وشاعر ومحقق، كان حريصا لجلب الكتاب، وفي الحقيقة إنه كان محققا بمعنى الكلمة. من أحسن مؤلفاته في التحقيق: (1) التفسير الطبري، حققه وراجعه وعلق عليه، في جزئين،(2) طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام، (3) أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني،(4) حياة المتنبي من شعره. ومن مؤلفاته النافعة: (1) مدخل إعجاز القرآن(2) أباطيل: ففيه رد على العلماء الذين نقدوا على الثقافة الإسلامية. والأستاذ محمود شاكر كان متحمسا للغة العربية.

س. كان الأستاذ محمود شاكر متحمسا للغة العربية، فماذا فعل لإثرا ء اللغة العربية؟

ج: إنه كتب مقالات وبحوث دفاعا عن اللغة العربية، ورد على أفكار طه حسين ونقده نقدا خاصة في قضية الانتحال. وله مقالات قيمة شيقة عن الأدب والشعر والثقافة الإسلامية وعن القرآن وإعجازه.

س. كيف استفدت من الأستاذ طه حسين وكيف ترى أسلوبه؟

ج: كان الأستاذ طه حسين يلقي المحاضرة كل يوم الأربعاء في جامعة القاهرة، وكنت أذهب كذلك وأشارك في محاضرته بكل استمرار وأستفيد منه. وكان الأستاذ يلقي المحاضرة  ساعة ونصف ولا يقف ولا يتكرر ويتكلم بلغة عربية سليمة فصيحة، يتكلم على طول، لا شك أن طه حسين أستاذا ناجحا بل من أحسن أستاذ جامعة القاهرة.  لا شك له آراء وأفكار خاصة وأخطأ في ذلك، ولكن كان أديبا بارعا وناقدا كبيرا وأستاذا ناجحا. قرأت كتابه “الأيام” عدة مرات واستفدت من هذا الكتاب من حيث الأسلوب واللغة والأدب. قبل ذهابي إلى القاهرة قد قرأت معظم كتبه “على هامش السيرة” و “حديث الأربعاء” و “في الشعر الجاهلي”. كان أسلوبه أسلوبا رائعا أدبيا.

س. وما رأيك في قضية الانتحال؟

ج: لابد أن أذكر أن طه حسين درس في جامعة الأزهر، ثم سافر إلى باريس فإنه استفاد من الثقافة العربية والغربية وهكذا كان جامع الثقافتين، لا ريب إنه كان قويا وفصيحا في اللغة العربية وكان متضلعا في اللغة الفرنسية كذلك، استفاد من الكتب الإسلامية من التفسير والحديث كما استفاد من أفكار الغرب وكتب المستشرقين وقرأ ما كتب المستشرقون عن اللغة العربية والثقافة الإسلامية. وطبعا الإنسان إنسان فحاول أن يجدد، فلما عاد من باريس عين أستاذا في جامعة القاهرة ، فألقى محاضرات عن الشعر الجاهلي ونقل أفكار علماء الغرب والمستشرقين وقال: “إن الشعر الجاهلي أكثره منحول”. لا شك أن هناك عدد كبير من علماء مصر الذين نقدوا نقدا على هذه الفكرة لطه حسين مثل الأستاذ محمود شاكر، والأستاذ أحمد تيمور،  والأستاذ ناصر الدين الأسد. وآخر وأهم الكتاب من منظوري الخاص في هذا الموضوع هو رسالة الدكتوراه لناصر الدين الأسد، هو تلميذ شوقي ضيف، وشوقي ضيف تلميذ طه حسين، وهذه الرسالة من أحسن كتاب في هذا الموضوع، وأما اسم الرسالة “مصادر الشعر الجاهلي” للدكتور ناصر الدين الأسد، والدكتور طه حسين كان موجودا في مناقشة هذه الرسالة والناس يقول : بأن طه حسين قد راجع عن رأيه بعد ما ظهر هذا الكتاب. وأذكر أن ناصر الدين الأسد قد استفاد من آراء العلامة محمود شاكر في إعداد هذه الرسالة، فرأيته إنه كان يذهب إلى بيته والأستاذ يملي عليه.

س. كيف استفدت من الأستاذ عمر الدسوقي؟

ج: في الحقيقة كان الأستاذ عمر الدسوقي مشرفا على رسالتي الماجستير حول الشاعر معن بن أوس، في جامعة دمشق، إنني استفدت منه كثيرا خاصة حينما كنت أناقش معه الموضوعات الأدبية. حينما تم لي القبول في قسم الماجستير فكرت من يشرف على رسالتي، فزملائي في دمشق قالوا: أن أستاذ عمر الدسوقي إلى الآن قد أشرف على الأقل ثلاثين رسالة، طبعا إنه قوي في مجال البحث، لو تم تعيينه كمشرف على رسالتك تستفيد منه كثيرا. فذهبت إلى غرفته، وقلت له: يا أستاذ أتمنى أن تكون مشرفا على رسالتي فأجاب: نعم، فكرت أنا أن أشرف على رسالتك، ورحب بي، لا تقلق أنا أشرف..أنا أشرف. طبعا قد رسم لي خطة وقال: في ضوء هذا المنهج تدرس، ففيها أجوبة كيف الرسالة تكتب؟ وكيف تكون الأبحاث؟ ثم ذكر المصادر والمراجع. ولكن حينما جاء الأستاذ الميمني أضاف ثلاثين كتابا في المصادر والمراجع. وكنت أذهب كل يوم إلى بيت أستاذ محمود شاكر وإنه أستاذ الأساتذة، وإنه أستاذ في هذا الموضوع الخاص وأستفيد منه ومن مكتبته العامرة. فلما أكملت رسالتي وكتبت كل شيئ عن الشاعر معن بن أوس وذهبت  إلى الأستاذ عمر الدسوقي وأعطيته رسالتي. وبعد يومين لقيت منه  فقال هذه الرسالة ما تنفعش (لا تنفع شيئا) اللغة ما تنفعش. وبحث خال. وقال: لا بد أن تكتب من جديد وتغير موضوعا. ورجعت إلى البيت وقرأت ووجدت أنني كنت مستعجلا في تسليم البحث، ثم بعد ثلاثة أشهر قرأت كل شيئ وأضفت في البحث ورتبت من جديد وذهبت إلى الأستاذ الدسوقي وسلمت الرسالة مرة أخرى وقلت ماذا تقول الآن يا أستاذ فقال: الآن مقبول وتطبع. وفي المساء جئت إلى بيت الأستاذ محمود شاكر وقدمت الرسالة أمامه وقلت له أن الأستاذ عمر الدسوقي قد وافق على الرسالة وقال: الآن تطبع. فقال الأستاذ محمود شاكر: أترك الرسالة سأنظر، وبعد يومين ذهبت إلى بيته فقال: هذه الرسالة ما تنفش، ما كتبت شيئا، فقلت له قد وافق على ذلك الأستاذ عمر الدسوقي، فقال: عمر جاهل لا يعرف شيئا. وقال: إذا لم تقبل رأيي فأنا لا أذهب في المناقشة، وقال: ما قرأت الكتب؟ فقلت قرأت يا شيخ. فقال: إذهب وأقرا لفظا لفظا من “لسان العرب” واختر جميع الأبيات لمعن بن أوس منه. كما لازم تقرأ كلمة كلمة لكتاب “الأغاني” من أوله إلى آخره في عشرين جزءا وكما أخبر بعض الكتب الأخرى عن الموضوع. فقضيت ليلا ونهارا في القراء والدراسة وحضرت في جنابه بعد ثلاثة أشهر ثم قرأ الأستاذ محمود شاكر من أوله إلى آخره ووافق على ذلك.

س. ما هي أهم المؤلفات للأستاذ عمر الدسوقي؟

ج: له كتابات نافعة أدبية من أشهرها: (1) في الأدب الحديث (2) نشأة النثر الحديث وتطوره، (3) المسرحية: نشأتها وتاريخها وأصولها، (4) إخوان الصفا، (5) والنابغة الذبياني، ومن أحسن أعماله كتابه “في الأدب الحديث”.

س. كيف ترى البحوث والرسائل التي تسلم في الجامعات بعد هذا؟

ج: طبعا إذا كان المشرف قويا ومطلعا على المصادر والمراجع وقويا في المادة فالباحث يستفيد منه كثيرا، لا بد أن يكون الأستاذ أقوى من التلميذ وأعلم منه حيث أن الأستاذ يستفيد من التلميذ أيضا.

س. أي نصيحة للباحثين والكتاب كي يكتبوا رسالة علمية؟

ج: لا بد للباحث والكاتب أن يقرأ صفحة صفحة للمصدر والمرجع الموجود بكل دقة وإمعان، لا يترك شيئا متعلقا بالموضوع. لما يقرأ هذه المصادر والمراجع كلها يتقوى فكرته، ثم لما يكتب البحث يكون متحمسا ويأتي بشيئ جديد.

 س. كيف كان اللقاء مع الأستاذ عباس محمود العقاد وكيف استفدت منه؟

ج: حينما كنت في القاهرة سمعت أن للعقاد مجلس خاص في كل يوم الجمعة من الساعة التاسعة صباحا إلى ساعة اثنا عشر ظهرا كل يوم الجمعة. والأدباء والشعراء والعلماء كانوا يحضرون في مجلسه، فكنت أحضر في كل يوم الجمعة إلى بيته على الميعاد. فالناس يسأل والأستاذ يجيب. شاركت في مجلسه ثلاث سنوات باستمرار، كان الأستاذ أديبا وناقدا وشاعرا. للعقاد أبحاث ومؤلفات في كل موضوع، ومن أحسن أعماله ” القرآن كما فهمت” وسلسلة العبقريات” إنه لم يترك أي موضوع إلا ترك فيه كتابا. قال مرة: إنني قرأت في علم النفس أكثر من مئتين كتاب. قلت له مرة: “يا أستاذ يقول الناس العقاد معقد”. فقال:” أنا أكتب في أبحاث علمية وتكون فيها معلومات قيمة وآراء نافعة فالقارئ الذي لا يعرف ذلك الموضوع يجد صعوبة في فهمه، أما الذي يعرف ذلك الموضوع يستفيد ويتلذذ، والذي لا يعرف يقول العقاد معقد”. فأسلوب العقاد أسلوب علمي رصين ودقيق وقال لي مرة: “لا يمكن لشخص أن يغير كلمة من بحثي إذا غير كلمة أنا أعرف ذلك، أفكر في كل كلمة أضعها في مكان. من أحسن أعماله الأدبية: “حياة المتنبي من شعره” “حياة الرومي من شعره”.

س. لقيت من عالمين كبيرين العقاد ومحمود شاكر فمن هو العبقري؟

ج: كلاهما عالمان كبيران وهما محققان عظيمان لا شك فيه. لا أفضل شخصا على شخص.

س. ما هو الفهرست الخاص الذي أعطاك الأستاذ أبو الحسن الندوي للمطالعة والدراسة للمهارة اللغوية وتنمية الذوق الأدبي؟

ج: طبعا، إن الطالب الذي يريد إتقان اللغة العربية فالأستاذ الندوي ينصح له أن يقرأ أمهات الكتب الأدبية، الكامل للمبرد، البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب  العمدة لرشيق القيرواني، والأغاني  للأصفهاني. كان الأستاذ محمود شاكر يقول: إن الذي يفهم أنه يعلم اللغة العربية ولا يقرأ القرآن والحديث والفقه ويستفيد منه فهو كذاب. فلا بد لأديب اللغة العربية أن يقرأ هذه الكتب أيضا. إن اللغة العربية تأثرت كثيرا من القرآن والحديث، وفي هذا الفهرست “تفسير الطبري” و”والبداية والنهاية للعلامة ابن كثير” و”الأغاني للأصفهاني”. قرأت هذه الكتب لفظا لفظا لا أقول أنني فهمت كل ما قرأت ولكن عرفت المصادر للغة العربية.

س. ما رأيك في المقررات الدراسية في الجامعات؟ هي في حاجة إلى التغيير أم لا؟

ج : أنا كتبت عدة مقالات وألقيت عدة محاضرات حول هذا الموضوع، ولما كنت رئيسا لقسم اللغة العربية غيرت في المنهج كثيرا وأضفت شيئا جديدا حيث أن الطلاب  الذين تخرجوا من جامعتنا في ذلك الوقت كانوا قويا في اللغة العربية. لا بد للتغيير في المنهج حسب المقتضيات.

س. ما هي مؤلفاتك يا أستاذ؟

ج: (1) الشاعر معن بن أوس، (2) مقالات في ثلاث مجلدات في العربية، (3) (المجتمع المصري في الشعر الحديث)جديد عربي كي مشاهير في الأردية.

س. في الأخير أي نصيحة للقارئ؟

ج: أنا أقول لكل طالب وباحث أن يعين هدف المستقبل، ماذا يريد أن يكون في المستقبل؟ أستاذا، أديبا، مترجما، روائيا، صحفيا ففي ضوء هذا الهدف يدرس ويقرأ ويتقدم إلى الأمام.

شكرا جزيلا يا أستاذ على إتاحة الفرصة للحوار لمجلة أقلام الهند.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of