+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

حوار مع البروفيسورة مه جبين أختر
عبد الحكيم

تعد البروفيسورة مه جبين أختر- الرئيسة السابقة بقسم اللغة العربية، الجامعة العثمانية، حيدر آباد، الهند – من أهم الأساتذة البارعات المجدات في الهند التي حصلت على جائزة ”أفضل مدرسة” من حكومة كرناتكا، ولها مشاركات فعالة في تأليف الدروس في كتب المدارس العربية الحكومية، ولها العديد من الكتب العربية والأردية المهمة حول موضوعات مختلفة من الأدب والفن والتاريخ والثقافة، كما لها العديد من المقالات العلمية والأدبية والفكرية والتاريخية التي تم نشرها في الجرائد الوطنية والعالمية، ومن أهم كتبها على سبيل المثال: أمين الريحاني، دراسة لدور الشاه ولي الله الدهلوي ومولانا آزاد في التفسير، وأمثال الحديث، ومولانا وحيد الزمان كيرانوي حياته وخدماته، والنشاطات الأدبية في عصر ما قبل الإسلام، ومساهمة الشيخ محمد عبده في الأدب العربي وغيرها الكثيرة. وإن الهدف  الوحيد من هذا الحوار إبراز جوانب مختلفة من حياة البروفيسورة مه جبين أختر التي قدمت –ولا تزال-  خدمات جليلة في العديد من المجالات العلمية والأدبية والاجتماعية بفضل تأليفاتها القيمة والمقالات والبحوث الأكاديمية منذ عدة سنوات، وعن طريق عرض خبراتها الموسعة في التأليف والتدريس وقدراتها المتكافئة على الترجمة العربية والإنجليزية للإفادة العامة. وهو كالآتي: –

السؤال: أولاً حدثيني من فضلك عن أسرتك الكريمة والبيئة التي نشأت فيها، وكذلك أخبريني عن الأسرة التي تنتمين إليها؟

الجواب: أنا من أسرة السادات وهي مرتبطة بالسلسلة الجشتية، واسم والدي السيد نصير الدين باشا الذي كان أحد كبار علماء سلسلته، وأسرتي تعتني بالتعليم الديني بجانب اهتمامها بالتعليم الديني، وتنتمي أسرتي إلى خواجه معين الدين الجشتي (غريب نواز) ومن هنا يوقرنا الناس توقيرا ويطلبون منا الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، وقد نشأت وتربيت في جو علمي وأدبي نقي.

السؤال: أستاذة! نشأت في عصر عندما كان الوالدين لا يسمحون أولادهم وخاصة بناتهم للقراءة والمطالعة، فلو سمحت هل يمكن لنا أن نسأل كيف كانت الأوضاع وخاصة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي نشأت فيها؟

الجواب: كان النجباء والعقلاء في عصرنا يؤثرون تعليم البنات، ومن لم يرون تعليمها يوجد أمثالهم الجهال في الوقت الحاضر أيضاً، أنا أفتخر على أنني نشأت في عصر بعد (1960م) كان فيه الإخلاص وقل الافتراق في الدين، فيكرم الناس بأعمالهم الباطنة دون ملابسهم الطاهرة، ولم تكن تحول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في سبيل التعليم، فيتعلم فرد واحد ثم يعلّم الجميع، ومن مزايا أسرتي أنها لم تكن تفضل ترويج فتاة لم تكمل دراستها على الأقل إلى البكالوريوس، نعم كان في المجتمع أناس ولم يزل إلى الآن يعتقدون أن تعليم البنات أو سماحهن الحرية يحدث فيهن فسادا، كان والدي يقاطع أمثال هؤلاء، ويقول لنا إن هذا ضيق فكري يعني شك في التربية، فهل تعليم البنين وسماحهم الحرية لا يفسدهم؟ فلم يفرق والدي قط بين البنين والبنات في التعليم والتربية، ومن ثم أحمل شهادتي الماجستير والدكتوراه، والجدير بالذكر أن جدي الأعلى من الأم الدكتور عبد اللطيف كان مفسر القرآن الكريم وكان أستاذا بارزا في القسم الإنجليزي بالجامعة العثمانية حيدر آباد- الهند.

السؤال: حدثيني من فضلك على الأقل كيف بدأت مسيرة التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي والعالي بقدر من الإيجاز؟

الجواب: درست الابتدائية إلى السنة الثانية في المدرسة، ثم واصلت الدراسة من السنة الثالثة إلى الثانوية العالية في المدرسة والكلية الحكومية، وعلى قلة عدد الأساتذة هناك وقلة حجم تدريسهم كنت أكمل المقررات الدراسية عند والدي، ثم أكملت الدراسة الجامعية والدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في الجامعة العثمانية بالدرجات الممتازة مما منحتني به الحكومة المنحة الدراسية، وبجانب ذلك أكملت تدريب إخصائي اللغة (Language Pandit)، ومقرر معرفة المخطوطات.

السؤال: حصلت على شهادة الدكتوراه من الجامعة العثمانية بحيدر آباد، فهل يمكن لي أن أسأل على أي عنوان قمت بالتحقيق في درجة الدكتوراه، ومن هو مشرفك في الدكتوراه، هل تستطيعين أن تخبريني شيئا عنه؟

الجواب: حصلت على شهادة الدكتوراه بعد تقديم الرسالة بعنوان “مساهمة الشيخ محمد عبده في الأدب العربي” إلى القسم العربي بالجامعة العثمانية، حيدر آباد- الهند، والرسالة كانت تحتوي على خمسة أبواب وكل باب من الأبواب متكون من عدة فصول، ولكن نظرا إلى تعميم فائدتها، طبعت هذه الرسالة بعد الحذف والإضافة والتعديل في شكل كتاب، وأما مشرفي في درجة الدكتوراه فهو كان البروفيسور إبراهيم الندوي، الذي كان مشرفا على رسالتي للماجستير بعنوان “نتائج الفكر الأدبي للأديب أمين الريحان”، وكان يعامل معي أثناء الإشراف معاملةالمعلم الشفوق فجزاه الله خيراً، ولأجل ذلك، أتعامل مع الطلاب الذين يعدون مقالاتهم للماجستير والدكتوراه تحت إشرافي، علما بأن باحثين قد أكملا دراستهما للماجستير والدكتوراه حول حياتي وخدماتي.

السؤال: قضيت عمرك الطويل في الدراسة والتدريس فضلاً عن التأليف والتصنيف والكتابة والترجمة، وعملت كأستاذة بارعة في مختلف الجامعات والكليات في الهند مثل الجامعة العثمانية- بحيدر آباد،وجامعة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدر آباد، وحتى أصبحت رئيسة لقسم اللغة العربية في الجامعة العثمانية، فكيف كانت تجربتك فيها كأستاذة للغة العربية وآدابها؟

الجواب: إني عملت كرئيسة لجنة الدراسات بجانب رئيسة القسم العربي بالجامعة العثمانية، ومن حسن حظي أن من تلامذتي في ذلك الوقت من كانوا من إيران والعراق والمملكة العربية السعودية وأفغانستان ومصر واليمن، فتوفرت لي كأساتذة اللغة والأدب فرصة لدراسة لغتهم وأدبهم وثقافتهم وفكرهم وتوعيتهم بالثقافة الهندية والعلم والأدب الهندي، ومن هنا كنت أوفر لهم مشروعا خاصا بالثقافة الهندية والأدب الهندي ليدرسوا عن الهند، كما حاولت التأكيد عليهم بأنه لا يكفي لهم أن يكونوا طلابا من أهل اللغة، بل لا بد لهم في العصر الراهن من معرفة اللغة العربية والإنجليزية، وكذلك دراسة اللغة الأردية إذا أمكن، وقد أثرت توجيهاتي فيهم فعلا حيث أن الطلاب الأجانب الذين كانوا ضعافا في اللغة الإنجليزية اعتنوا باللغة الإنجليزية والأردية وأجادو بهما حين رجعوا إلى بلادهم وكانوا يجاهرون فخرا بأنهم يعرفون ثلاث لغات. وبجانب ذلك ألحقت أول مرة في المقررات الدراسية للماجستير و UG مادة بعنوان “Women writing” تتناول دراسة خدمات نخبة من النساء من العصر الجاهلي إلى العصر الحاضر في اللغة العربية والأدب العربي، وهذه المادة تدرس بانتظام، وتتناول النظم والنثر والتاريخ والتفسير والحديث والفلسفة والصحافة، كما أنني قمت بترجمة بعض الكتب العربية المعقدة في الصرف والنحو والبلاغة إلى اللغة الأردية والإنجليزية السهلة، وأرى المجتمع لا يهتم بخدمات النساء العلمية والأدبية أو الأسرية إلا قليلاً، ومن هنا لا بد للنساء أن يعرفن أنفسهن. يقترب الطلاب مني كأستاذة، فكثيرا ما يشاورون في مشاكلهم الخاصة، فأرحبهم بالمشورة والتعاون، غير أن أحدا إذا كذب أو حاول التضليل نبهته جيدا لئلا تتأصل هذه العادة، وبجانب ذلك أحاول ربط الطلاب بالمنحة والوظيفة حسبما يتيسر لي.

السؤال: ليست المبالغة فيه أن يقال بأنك تعدين من أهم الأساتذة الممتازة في الجامعة العثمانية  بحيدر آباد، أنت حصلت على جائزة أفضل مدرسة من حكومة كرناتكا، فهل تستطيعين أن تخبريني شيئا عن أهمية هذه الجائزة في الهند وخاصة بجنوب الهند؟

الجواب: ذلك من فضل الله تعالى أنني أعد من الأساتذة البارعين في الجامعة العثمانية، وذلك لأنني قمت بجانب التدريس ببعض المهمات الإدارية أمثال:

  • Director of Minorities cell- Osmania University- Hyderabad
  • Member of Selection committees
  • Controller of Examinations
  • Editor- Departmental Journal- Al Tanweer
  • UGC member committee
  • Director and Convener of the seminars
  • Member of Research committee
  • Secretary- All India Arabic Teachers Association
  • Sub-Editor National Arabic Jouranal- Aqlam al wayidah

كما كنت رئيسة لبعض الإدارات الحكومية وغير الحكومية، والحمد لله على ذلك، وحيثما فوضت إلىّ مسؤولية قمت بأداء حقها وأفتخر على ذلك، إلا أن ذلك زاد عدد حسادي مما حرضني على إجادة عملي، منحتني حكومة كرناتكا الجائزة الموسومة بـ” The best teacher Award” وحكومة آندرا براديش جائزة باعتراف الخدمات المتواضعة، وأكاديمية الرفاعي بغجرات جائزة، كما منحت من الجامعات والإدارات الهندية والخارجية العديد من جوائز تذكارية على الخدمات العلمية فأشكر كلها، علماً بأن حكومة كرناتكا بجامعة بيجا فور منحتني جائزة في ضمن اللغة العربية القديمة على مقالاتي ومحاضراتي بعنوان”النشاطات الأدبية في العصر الجاهلي” وأكبر ما يهمني تقدير الناس إياي.

السؤال: يعلم كل من له إلمام بالتاريخ أن مدينة حيدر آباد التي ولدت فيها تعد منذ أول يومها كمدينة علم وأدب وفن وتاريخ،كما أنها أنجبت في أرضها الخصبة الخضراء العديد من الأعلام الكبار والكتاب البارزين والمشايخ النابغين والمؤلفين المثقفين الباحثين في كل ميدان من العلوم والفنون فإلى أي مدى تأثرت بهؤلاء العلماء النابغين الذين كانت لهمجولة وصولة في شتى المجالات من العلم والأدب؟ ومن هم الذين قاموا بالمساهمة الكبيرة في بناء شخصيتك الفذة علميا وأدبيا وتاريخيا وثقافيا ومترجما وصحافيا؟

الجواب: لا شك في أن مدينة حيدر آباد لها تاريخ قديم في العلوم والفنون، وأنها أنجبت العديد من العلماء الكبار والمشائخ العظام في كل ميدان من العلم والأدب والتاريخ، لكنني لم أتأثر بشخصية أو عالم في حيدر آباد، غير أنني أحترم وأبجل كثيرا صوفي الدكن الشيخ عبد الله شاه فقد بايع على يديه بعض أفراد أسرتي، أما الشخصيات التي شجعتني في مجال العلم والأدب والتاريخ والثقافة والترجمة والصحافة فهم والدي الكريم، وزوجي الدكتور آزاد، والأستاذ البروفيسور عبد الستار خان، والبروفيسورة قمر النساء بيغم، والبروفيسور محسن العثماني الندوي والبروفيسور نثار أحمد.

السؤال: من المعلوم للجميع أن دائرة المعارف العثمانية لعبت ولا تزال تلعب دورا مهما في بث التراث الإسلامي وجمع النوادر والنفائس من المخطوطات القيمة، كما أنها ساهمت ولم تزل تساهم مساهمة نافعة في جمع الآثار العلمية والفنية والمعارف الثمينة وصونها وحفظها من الضياع والتلف، وإن هذه المؤسسة لم تزل تتقدم إلى التقدم والازدهار تحت إشرافك، فسؤالي هنا يا أستاذة هل تخبرينني عن خدمات ومساهمة هذه المؤسسة العريقة الشهيرة في أنحاء العالم، والتحديات التي تواجها هذه المؤسسة في الوقت الحاضر؟

الجواب: لا شك فيه، أن دائرة المعارف العثمانية مؤسسة تراثية عريقة، وقد فوض إلي منصب سكرتيرها ورئيسها في وقت حيث وقعت هذه المؤسسة فريسة للمصالح الذاتية والسياسة الدينية الداخلية لغير المؤهلين، وضاعت فيها عدة كتب، فكانت لي فيها مسؤوليتان، إحداهما صيانة الدائرة وتطويرها، والثانية القضاء على سياسة المنافقين، فبحمد الله قمت بهذين المهمين خير قيام، واتخذت بعض القرارات الجريئة بعد موافقة الجهة العليا، بدون أن أخاف أي لومة لائم لأجل صون الدائرة من عبث العابثين، ولتطويرها. قد تم نشر من دائرة المعارف الإسلامية لأول مرة وتحت إشرافي الجاد تراجم إنجليزية من العربية لست عشرة مخطوطة قديمة في صور الكتب، كما طبعت ونشرت مخطوطة  “تفسير الملتقط”  للشيخ بنده نواز بالتحقيق لأول مرة في ثلاث مجلدات باللغة العربية. وقد عقد لأول مرة في تاريخ دائرة المعارف لمأة سنة مؤتمر دولي لثلاثة أيام في شهر مارس عام 2018م بعنوان “دائرة المعارف: الإنجازات والطموحات”. ولا يزال يبقى على مواصلة بعض الأعمال، وبجهودي المتواصلة ونظرا إلى خدمات الدائرة قامت حكومة ولاية تلنغانه بإضافات في ميزانية الدائرة مما زادت به رواتب الموظفين كثيرا، وكل من صيانة العمارة وتلوينها وتصليحها مدرج في سجل المكتب، وكذلك المحافظة على الدوام للموظفين، وكل ذلك تم اهتمامه بعد خمس وثلاثين سنة. وتطبع وتنشر مخطوطة شرح الكرخي وخزانة الأكمل أول مرة في الهند من الدائرة بصورة الكتاب. إن الدائرة تحتاج في الوقت الراهن في قسم الدراسات إلى باحثين قضوا من حياتهم عشرين سنة في المدرسة أو الكلية للدراسة، ليكون مؤهلين ومجيدين بجانب اللغة العربية والأردية في موضوعات العلوم كالطب والعلوم والتجارة والرياضيات وغير ذلك لما توجد في الدائرة مخطوطات في هذه الموضوعات القيمة لابد من فهمها وترجمتها، وأما الذين يحملون الشهادات ولا يمتازون بالعلم البالغ فلا يفيد توظيفهم في دائرة المعارف البتتة. ومن هنا قمت باختيار وتوظيف جماعة من الموظفين المؤهلين، وكان اختيارهم وقبولهم من خلال الاختبار التحريري والمقابلة الشخصية التي أجريت بإشراف جماعة البروفيسور من الخارج، فإنه لا لتحقيق ونشر المخطوطات من تجاوب الموظفين مع التكنولوجيا الحديثة، والجدير بالذكر أن الحاسدين بثوا آراء متناقضة حول الدائرة، غير أن الجهة العليا من الإدارة لا يهمهم ذلك.

السؤال: أي شخصية علمية وأدبية أعجبتكم أكثر، ولماذا؟

الجواب: لم أتأثر إلا بوالدي وزوجي الذين هم مسلمون مخلصون لا يوجد تناقض بين قولهم وعملهم، الذين يكرمون غير المسلمين أيضاً على أنهم عباد الله، ولا يفضلون أنفسهم فلا يفتون عليهم بغير علم.

السؤال: كيف ترين الأديبات والكتابات والأستاذات البارعات في الهند أمثال البروفيسورة فرحانه صديقي، والبروفيسورة عصمت مهدي، والدكتورة هيفا شاكري، والدكتورة سطوت ريحانة؟

الجواب: هؤلاء النساء الفاضلات البروفيسرات كلهن يستحقن كل الاحترام والتقدير والتقليد اللاتي يؤدين واجبات البيت والخارج خير أداء.

السؤال: في الحقيقة، أنت كاتبة ومترجمة جيدة للغة العربية في حيدر آباد، ولا تزالين تكتبين في اللغة العربية والإنجليزية والأردية، فسؤالي هنا يا أستاذة ما هي المشاكل المهمة التي تواجهين خلال الترجمة شفويا وتحريريا؟

الجواب: كتبت باللغات العربية والأردية والإنجليزية، ومن المشاكل أثناء الترجمة فهيفهم فكر المؤلف ثم إيصاله إلى المعنى القريب ثم اختيار اللفظ المناسب.

السؤال: أنت تكتبين البحوث الأكاديمية والمقالات الأدبية في الجرائد والمجلات الدولية والوطنية، ولا شك فيه القول إن لديك تجربة كثيرة ومهارة فائقة في العلوم والفنون واللغات العديدة، لذلك أوجه إليك سؤالا ما هو شيء مهم واجهتخلال كتابة هذه البحوث والكتابات العلمية والأدبية في اللغة العربية والإنجليزية؟

الجواب: أعتني في كتابة البحوث الأكاديمية في أي لغة بأمرين، اختيار موضوع فريد ثم الاهتمام بجمع المواد والرجوع إلى المصادر.

السؤال: فهل بإمكانك أن تقولي ما هي الكتب العلمية والأدبية والفكرية والتاريخية المفضلة لديكم وما هي الكتب والمؤلفات التي قد استفدت منها كثيرا خلال تأليف الكتب؟

الجواب: يعجبني قراءة الكتب الأدبية والتاريخية الفريدة ثم الكتابة حولها، وكل ما استفدت به من الكتب في مؤلفاتي متعلقة بالموضوع، ولم أخص قط كتابا دون كتاب.

السؤال: أستاذة! لك مشاركات فعالة في المؤتمرات الوطنية والعالمية، وكذلك 78في تأـليف الدروس في مقررات المدارس الحكومية، فسؤالي هنا ما هي إنجازاتك العلمية والفكرية والأدبية، الرجاء أن تخبريني بقدر من الإيجاز؟

الجواب: من حسن حظي أن عدة دروسي داخلة في المقررات الحكومية، وهي حول موضوعات متنوعة تتضمن الخدمات العلمية والفكرية الأدبية للنساء، وقد طبعت مجموعة لمقالاتي بعنوان “ساعة مع الأدب العربي” كما طبعت حوالي تسعين مقالة لي- وهي علمية وأدبية وتاريخية- في مختلف المجلات والجرائد ومطبوعات المؤتمرات والندوات والاجتماعات، غير أن أكثرها لم ترسل إليّ نسختي، أريد أن أجمع كلها، وإن سمحتني الفرصة سيتم هذا العمل بمشيئة الله، فذاك يفيد الباحثين القادمين من حيث كثرة الموضوعات في مكان، وهذا أدنى أمنيتي في سبيل خدماتي العلمية والأدبية والتاريخية والفكرية، وقد قمت بإكمال أربعة مشاريع لـ”U.G.C” وطبعت، كما قمت بعقد تسع مؤتمرات وندوات وطنية ودولية.

السؤال: أنت قمت برحلة علمية وتربوية إلى البلدان المختلفة مثل الإمارات العربية المتحدة، والعراق، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، فأخبريني من فضلك من نتائج علمية وتعليمية حصلت عليها خلال هذه الرحلات العلمية والأدبية والثقافية؟

الجواب: أضافت رحلاتيإلى معلوماتي العلمية والأدبية وهيأت لي فرصة للتبادل الثفاقي ومشاهدة الحضارات المتنوعة.

السؤال: من فضلك أخبريني شيئا عن القضايا التي تناولت في كتابك الرائع “النشاطات الأدبية في عصر ما قبل الإٍسلام؟

الجواب: كتبت كتاب “النشاطات الأدبية في العصر الجاهلي” بأسلوب جديد، ولا شك فيه أن الكتاب الآخرين أيضا كتبوا في هذا الموضوع إلا أنني قسمته على أبواب مختلفة وكتبته بأسلوب سهل في صورة نكات مما أثنى عليه من أثنى من الهند وخارجها، كما أنني أضفت إليه بعض المواد وترجمته بالأردية بعنوان “دور جاهليت مين عربي ادب كي سرغرميان” فهذا الكتاب مفيد جدا لاختبارات ـ” U.G.C” و “NET”.

السؤال: من هم الكتاب والأدباء الممتازون العبقريون من منظورك الخاص في العصور المختلفة؟

الجواب: بندت جواهر لال نهرو، وإنديرا غاندي، ومولانا أبو الكلام آزاد، وعصمت جغتائي، والبروفيسور محسن العثماني الندوي، والشيخ أبو الحسن علي الندوي، والدكتور حميد الله، والسر سيد أحمد خان، وغيرهم أدباء وكتاب بارزون.

السؤال: أنت تأثرت بالتصوف والسلوك كما سمعت من بعض أصدقائي، فسؤالي هنا كيف ترى التصوف في الهند، وما هو رأيك عن مولانا الرومي، وميرزا غالب وعلامة إقبال، أي شيئ مهم عن هؤلاء؟

الجواب: أنتمي إلى السلسلة الجشتية، فالتصوف جزء لازم من حياتي، إن لم تكن انتشرت التعاليم الصوفية في الهند لم ينتشر فيها الإسلام والأخوة والمودة والمساواة والاتحاد الوطني وغيرها من الأخلاق والقيم العليا. يوجد كتابي في هذا الموضوع بعنوان “خانقاهي نظام كي تعليمات وخدمات اور كرامات قرآن اور حديث وصحابه كي دليل سى”، أما الحديث عن التصوف الرومي وغالب والعلامة إقبال، فهؤلاء شخصيات عبقرية في عصورهم، ومطالعة أدبهم بمثابة علاج للمشاكل الروحية والنفسية.

السؤال: هل هنا في شمال الهند أي أديب أو كاتب عبقري قد أثر على شخصيتك الفذة أثرا قويا للغاية؟

الجواب: لم أتأثر بأي أديب من شمال الهند غير أن أدبهم يعجبني.

السؤال: ما هي النصائح والاقتراحات التي تريدين أن تقدمينها للأجيال القادمة وخاصة للذين يدرسون في المدارس الدينية في مختلف أنحاء الهند؟

الجواب: لا بد من تجاوب مقررات المدارس الدينية مع المقررات العصرية ليزول الشعور بالنقص من الطلاب في الوقت الحاضر، ويسايروا مع الآخرين في البلاد.

شكرا لك يا أستاذة! على إتاحة هذه الفرصة السعيدة الميمونة لإجراء هذا الحوار القيم المملوء بالمعلومات الكثيرة والتجارب الواسعة عن جوانب مختلفة من حياتك وإنجازاتك. مع السلامة، بارك الله فيك وأتمنى لك الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.

*الباحث في الدكتوراه، مركز الدراسات العربية والإفريقية، بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي- الهند.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of