يعد البروفيسور جمال الدين الفاروقي، الرئيس السابق لقسم اللغة العربية في كلية WMO، من أهم الأساتذة البارعين في ولاية كيرالا بجنوب الهند الذين ذاع صيتهم بين الأوساط العلمية والفكرية والأدبية بفضل ما يملكون من خبرات موسعة وقدرات فائقة على العلوم العربية والدراسات الإسلامية. وله العديد من الكتب العربية الأدبية والمقالات القيمة والبحوث الأكاديمية ومن أهمها: كتاب “أعلام المؤلفين باللغة العربية في البلاد الهندية”، كتبه بالمشاركة مع السيد عبد الرحمن منغاد والأستاذ عبد الرحمن آدرشيري، وكتاب “أعلام الأدب العربي الهندي”، و”دراسات في علوم البيئة “، و”دراسات في الثقافة والحضارة”، و”الطب الطبيعي في المنظور الديني والعلمي” مترجما من اللغة المليالمية، وقد أنتج كتابين في لغة ملايالام في الدراسات القـرآنية.
والهدف من هذا الحوار إبراز جوانب مختلفة من حياة البروفيسور جمال الدين الفاروقي الذي له جولة وصولة في العلوم الفنون في ولاية كيرالا- بجنوب الهند، وعرض خبراته الواسعة في المجالات الشتى من العلوم والفنون الترجمة والصحافة للإفادة العامة. وهو كلآتي: –
السؤال: أولاً حدثوني من فضلكم عن أسرتكم الكريمة والبيئة التي نشأتم فيها وكذلك أخبروني عن الأسرة التي تنتمون إليها؟
الجواب: أنا د. جمال الدين الفاروقي، وأسرتي مقيمة في ويناد، كيرالا، وهي منطقة جبلية ترتفع عن سطح البحر ألف متر. وكان والدي المرحوم حيدر بن فريد المولوي، وهو من أصل منطقة ملابورم، كيرالا، وصل إليها في الأربعينات في القرن الماضي، وذلك لمجرد زيارة وسياحة، إلا أنه بطلبٍ من أحد أصدقائه، تولّى إمامة المسجد في قرية موتل، ويناد، لأيام معدودة. ولكن تلك الوظيفة دامت واستمر فيها زهاء تسع سنوات، كان في خلاله يقوم بخطبة الجمعة وتعليم أولاد القرية. وحدث أن تزوج من أسرة مقيمة في نفس القرية.، وهي زينب، أمّنا الحنون رحمها الله، ورزقه الله منها عشرة أولاد، ستة ذكور (أنا، عبد الباري، خليل الرحمن، محمد عبد السلام، صالح، نعمة الله سهل) وأربع إناث (ميمونة، جميلة، بشرى، ثنيـة)، وأنا ثانيهم وولدت عام 1960. وكان والدي حريصا على تثقيف الأولاد بالثقافة العربية، ولذلك بعد الدراسة الثانوية توجّه كل منا إلى الكليات العربية، وتخرجنا جميعا بشهادة أفضل العلماء المعادلة للبكالوريا في العربية. وكلّنا بعد ذلك، مارسْنا تعليم العربية في المدارس والكليات. وإن ما يتميز به أسرتنا أن الأولاد كلهم درسوا العربية ويدرّسونها. ولا تزال هذه الميزة منقطعة النظير في المنطقة. أنا وأختي الكبيرة تقاعدْنا من العمل. ويظل الثمانية الآخرون يستمرون في عملهم.
السؤال: كيف كانت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي نشأت فيها؟؟
الجواب: كانت الأحوال الاجتماعية في تلك الأيام دنيئة للغاية. ولم يكن المجتمع يعطى كبير اهتمام للتعليم، فالكثير منهم يتوقف دراساتهم ما دون الثانوية. وأختي الكبيرة، ميمونة، هي البنت المسلمة الأولى التي أكملت الثانوية في قريتي مع أن المسلمين فيها يشكلون نصف السكان. والآن تغيرت الأوضاع تماما، وبدأت البنات يتدفقن إلى المدارس والكليات. أما الوضع الاقتصادي لأسرتي فهو كان في غاية الفقـر. وكان والدي رحمه الله يدرّس في المدرسة الدينية وقت الصباح ويعمل في المزارع بعد ذلك، وقد شقت عليه تربية الأسرة ذات الأعضاء الكثيرين، إلا أنه صبر وصمد في المعاناة. وكان سهمي خمسين روبية كلّ شهر، للطعام والنقل وسائر المصروفات، ترسلها لي أختي الكبيرة، إلا أنها لا تسمن ولا تغني من جوع. وتوليتُ أنا الإنفاق على الأسرة وتعليم الإخوة والأخوات بعد أن صرت معلما في الكلية.
السؤال: حدثوني من فضلكم على الأقل كيف بدأت مسيرة التعليم الابتدائي والتعليم والثانوي والعالي بقدر من الإيجاز؟
الجواب: الفضل في تكوين شخصيتي العربية يرجع إلى والدي رحمه الله أولا وقبل أي شخص آخر، إذ كان منذ صغر سنـّي يلقـّنُ عليّ مبادئ العربية، وبعد صلاة الصبح كل يوم كان يناديني وأجلس معه أتلو القـرآن، وهو يصحّح الأخطاء ويقوّم مخارج الحروف، حتى لو غلبه النوم في بعض الأحيان كان يصغي إليّ بقلبه، بحيث لا أستطيع أن أفلت منه أو أتساهل في التلاوة. وحين كنت في الثالث عشر من عمري، كان يشرح لي معاني الآيات في لغة مليالم، كما كان يدربّني عل إعرابها النحو ي. وكلما أتلو الآية كان يركـز على الأفعال ويعلمّني كيف تصرف إلى الماضي والمضارع والأمر، وكيف تصاغ منها المشتقات. وكان ذلك في أول الأمر صعبا عليّ. إلا أن إلحاحه وإصراره جعلني مطاوعا أمامه، ولم يلبث أن صارت العربية تحلـو لـي، واستطعت أن أجيدها وأفوق الآخرين في المدرسة الثانوية حيث كانت العربية تدرس كموضوع رئيسي.
وبعد الثانوية لم يكن أمام والدي خيار إلا مواصلة الدراسة العربية، فألحقني بكلية روضة العلوم العربية بفاروق، كالكوت، حيث درست خمس سنوات (1980 ــــــــ 1975) وتخرجت بشهادة أفضل العلماء، وتم تعييني في نفس الكلية مدرسا في عام 1981، وفي عام 1986 أخذت الماجستير في العربية من جامعة عليكرة الإسلامية، كما سنحت لي الفرصة للدراسة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، حيث درست سنة واحدة عام 1990، وكان بِوُدّي مواصلة الدراسة هناك إلا أن الحرب بين العراق والكويت حالت دون أمنيتي، إذ عمدت الجهات المعنية بالجامعة إلى ترحيل الطلبة الأجانب، ورجعت وباشرت عملي في كلية روضة العلوم حتى عام 1996، وخلال ذلك نجحت ُفي الاختبارات الوطنية لتأهيل معلمي الجامعات (NET). وفي عام 1996 انتقلتُ إلى كلية دليو إيم أو {WMO College} في مسقط رأسي حيث تم تعييني أستاذا في قسم اللغة العربية. وبعد قليل أنهيتُ بحثي للدكتوراه وفـزتُ بها عام 1998. وفي عام 2012 تعينت رئيسا لقسم اللغة العربية، ثم تمت ترقيتي إلى منصب عمادة الكلية عام 2014 وبقيت فيها إلى أن تقاعدتُ عام 2016.
السؤال: قد درست في الكليات العربية المختلفة في ولاية كيرالا الهندية، لو سمحت هل يمكن لي أن أسأل كيف تعلمت اللغة العربية وآدابها، ومن هم الأساتذة الممتازون الذين قد استفدت منهم أكبر استفادة؟
الجواب: الأساتذة في كلية روضة العلوم كثيرون، وأخص بالذكر منهم: الأستاذ سي.بي. أبو بكر مولوي، والشيخ محمد أبو الصلاح، والشيخ محمد كوتاشيري، والأستاذ ميـدوني مولولي، والسيد على كوتي مولوي، والسيد المرحوم عبد الرحمن، والشيخ حسين مدوور، وكنت شغوفا بالأستاذ محمد كوتاشيري الذي كان ولا يزال يمارس اللغة بكل جودة وإتقان تحريرا وتعبيرا. وكان يعلمنا الإنشاء والترجمة والتعريب، وعرّفنا بالأساليب الجديدة في العربية، مما حاولتُ محاكاته في غالب الأحيان، ونجحت في ذلك إلى حد كبير، والحمد لله. كما أن الشيخ حسين مدوور هو الآخر ممن لهم مساهمة في تكوين شخصيتي، وهو الذي أتاح لي فرصة الدراسة في الرياض. وكان ممن تخرج في جامعة أم القـرى بمكة المكرمة بمنحة دراسية من رابطة العالم الإسلامي، ولا يزال يقوم بجولاته وصولاته في العالم العربي والإسلامي.
السؤال: إن ولاية كيرالا تعد من منبع العلوم والفنون، ولقد أنجبت هذه الولاية العريقة الخضراء العديد من الأعلام الكبار والكتاب البارزين والمشايخ النابغين والمؤلفين المثقفين والباحثين المرموقين في كل ميدان من العلوم والفنون فإلى مدى تأثرت بهؤلاء العلماء البارزين والكتاب المرموقين؟ ومن هم الذين قاموا بالمساهمة الكبيرة في بناء شخصيتكم الفذة علميا وأدبيا وفي مجال الترجمة؟
الجواب: أنجبت كيرالا الكثير من العلماء ممن لهم دور رائد في نشر العربية دراسة وتدريسا وتأليفا. وكلهم أصحاب فضل وشرف، إلا أن التكوين العلمي واللغوي أدركته وأنا في كلية روضة العلوم، والأساتذة المذكورون أعلاه ساهموا في هذا التكوين.
السؤال: أي شخصية علمية وأدبية أعجبتكم أكثر، ولماذا؟
الجواب: ومن بين علماء كيرالا تأثرتُ كثيرا بشخصية الدكتور / محي الدين الآلوائي الذي سار مع العربية المسار الوطني والعالمي، ومع بروزه يمكن القول إن العربية في كيرالا بدأت تنطلق إلى أوسع نطاق.
السؤال: كيف ترون الأدباء والكتاب في الهند أمثال غلام آزاد البلغرامي، والشاه ولي الله الدهلوي، والنواب صديق حسن خان القنوجي، والشيخ السيد سليمان الندوي، والعلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي ؟
الجواب: السيد غلام على آزاد البلغرامي والشاه ولي الله الدهلوي والنواب صديق حسن خان والسيد سليمان الندوي كلهم من رواد العربية في الهند بدون مراء. وهم الذين قادوا حركة التأليف في العربية في بلادنا. الهند بوفرة علمائها وكثرة معالمها الثقافية ونوعية المؤلفات العربية، تـدين دائما لهؤلاء العباقرة. الذين بذلوا نفسهم ونفيسهم لإحياء اللغة وتجديد علومها وفنونها. أما العلامة أبو الحسن على الحسني الندوي فهو العبقري الفذ الذي سمع منه العالم العربي والإسلامي المعاصر الكثير والمثير من أفكار التجديد الثقافي والإصلاح التربوي والتحديث العلمي، وشهد مواقفه “الوسطية” في اتجاهاته ورؤاه التي جاءت مقرونة بين الأصالة والإبداع. وقد اندفعتُ كثيرا إلى مقالاته المنشورة في أسلوبه الرصين في العربية.
السؤال: فهل بإمكانك أن تقول ما هي الكتب العلمية والأدبية والفكرية والتاريخية المفضلة لديكم وما هي الكتب والمؤلفات التي قد استفدتم منها كثيرا خلال تأليف كتبك العلمية والأدبية؟
الجواب: في مجال الأدب اندفعتُ كثيرا إلى كتب د/ طـه حسين، ومهما يكن عليه من القيل القال، مؤلفاته توحي لنا كيف نجيد أساليب اللغة ومتى يحبذها القـراء، كما أن كتابات مصطفى لطفي المنفلوطي، والسيد العقاد، وتوفيق الحكيم تبقى دائما مصدرَ إلهام كبير لدى طلاب العربية. وكان معظم كتاباتي عن الأدب العربي في الهند، واستخدمت لها أمهات الكتب المؤلفة في بلادنا، مثل رجال السند والهند للقاضي أطهر المباركفوري، ونزهة الخواطر للشيخ عبد الحي الحسني إلى جانب المجلات الهندية من أمثال ” ثقافة الهند والبعث الإسلامي وغيرها كثير.
السؤال: ما هي إنجازاتكم العلمية والفكرية والأدبية التي قد تركتها وراءكم للأجيال القادمة؟
الجواب: أعلام المؤلفين باللغة العربية في البلاد الهندية ـــــــ هذا كتاب كتبته بالمشاركة مع السيد عبد الرحمن منغاد والأستاذ عبد الرحمن آدرشيري، نشره مركـز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي. وكتاب آخر في نفس الموضوع “أعلام الأدب العربي الهندي” نشرته مكتبة الهدى بكالكوت، وكتاب آخر “دراسات في علوم البيئة ” نشرته مكتبة ترورنغادي بكالكوت، وكتاب “دراسات في الثقافة والحضارة ” ونشرته مكتبة الهدى المذكوره أعلاه، وكان من المقررات لطلبة البكالوريا في جامعة كالكوت وكانور. وكتاب “الطب الطبيعي في المنظور الديني والعلمي” مترجما من اللغة المليالمية ونشرته مؤسسة هيجين، كالكوت. إلى جانب كتابين في ملايالام في الدراسات القـرآنية. هذا بالإضافة إلى المقالات في مجلة الشباب الإسلامية في ملايالام والتي أقوم بدوري في منصب مدير التحرير المساعد.
السؤال: قد قمت برحلة علمية مع العلماء الهنود من أمثال الدكتور نثار أحمد، والدكتور محسن العثماني الندوي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة أسبوع، أخبروني من فضلكم عن النتائج العلمية التي حصلت خلال هذا السفر العلمي الميمون؟
الجواب: سنحت لي الفرصة للرحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكة مع الأستاذ د. محسن العثماني والأستاذ د. نثار أحمد. وكان ذلك في ضمن برامج التبادل الثقافي بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية، حيث خصصت حكومة أمريكا مشروعا للأكادميين لزيارة بلادهم ومشاهدة إنجازاتهم المختلفة لتوفير التنوع الثقافي والتعايش السلمي في ذلك المجتمع. ومهما كانت الأخبار التي نسمعها عن تلك البلاد، ومهما كانت انحطاطهم الثقافي، إلا أنهم يحتفظون بالاحترام المتبادل والتسامح الديني بين مختلف الشعوب، والمواطن فيها يتمتع بالحرية المطلقة لاعتناق أي دين يختاره لنفسه دون أي معارضة لا من ذويه ولا من المجتمع ولا من الحكومة. وقد رأينا العديد من الذين اعتنقوا الإسلام رجالا ونساءً، ومن ينتمون إلى الأسر اليهودية والمسيحية وذووهم على دينهم القديم، إلا أنهم لا يجدون أي مضايقات أو معاناة، خلافا لما نشاهده اليوم في بلادنا. وأما المساهمات العلمية فرجالها يتميزون بمنهجهم العلمي المدروس، وليستْ الدراسات هناك عشوائية، وليس في الجامعات قيود أكاديمي، الواحد لو أثبتَ جدارته ومقدرته العلمية يمكنه الترقي إلى أعلى الدرجات العلمية بغض النظر إلى مؤهلاته الأساسية. وأما العربية فالاهتمام بها في السلك الأكاديمي ملحوظ، إذ ينطلق الكثير من الشباب إلى دراستها. وكذلك المدارس الابتدائية الخاصة لأبناء المسلمين، يدرسون اللغة ويعبرون فيها بكل طلاقة وروعة.
السؤال: من فضلكم أخبروني شيئا عن عملك الرائع ” أعلام المؤلفين باللغة العربية في البلاد الهندية” ما هي مكانة هذا الكتاب بين الأوساط العلمية والأدبية والفكرية في الهند وخارجها؟
الجواب: الاسم الكامل لهذا الكتاب:” أعلام المؤلفين بالعربية في البلاد الهندية” ورد ذكره تحت رقم 12، وسمعت من رجال مركز الجمعة أن قد نفدت الطبعة الأولى للكتاب، إلا أن الطلبات عليه ما زالت متزايدة، إذ تم إدراجه في المقررات الدراسية في جامعات كيرالا وتامل نادو. وأنا لا أزكي نفسي بهذا التأليف، إلا أنني أعتقد أنه قد جاء في وقت كان طلاب العربية في أشد حاجة إليه. والكتاب ينفع كثيرا لمن يحضر الاختبارات الوطنية لتأهيل معلمي الجامعات (NET) وغيرها من اختبارات المسابقة في العربية وطنيا وإقليميا.
السؤال: هل هنا في شمال الهند أي أديب أو كاتب عبقري قد أثر على شخصيتكم الفذة أثرا قويا للغاية؟
الجواب: منذ القدم جاء من شمال الهند كثير من العلماء والمؤلفين والأعلام ممن ازدانت بأعمالهم المكتبة العربية والإسلامية، إلا أني أنظر بكل تقدير واحترام إلى الإنتاج الفكري منذ القرن العشرين الذي جاء به علماء دار العلوم ديوبند، ودار العلوم ندوة العلماء لكنهو. وفي طليعتهم السيد سليمان الندوي ومسعود عالم الندوي والعلامة أبو الحسن على الندوي ونور عالم خليل الأميني والشيخ سعيد الرحمن الأعظمي والشيخ محمد رابع الندوي وغيرهم كثير.
السؤال: أنت صحافي لا تزال تكتب في الجرائد والمجلات العربية والمليالمية منذ سن مبكرة، فكيف تنظر إلى فن الصحافة؟ وما هي الفروق الواضحة التي تلاحظها بين الصحافة في الماضي والصحافة في هذا الوقت؟
الجواب: لست صحافيا بالمعنى الفنـي، إلا أني حاولت كتابة المقالات، وكلها جاءت منشورة في المجلات العربية وأبرزها: مجلة المنهل، ومجلة الحج والعمرة وكلتاهما من جدة، ومجلة البشري، والوعي الإسلامي من دولة الكويت، ومجلة أفاق الثقافة والتراث الصادرة من دبي، الإمارات، وقد تناولتُ عمودا خاصا في مجلة البشرى بعنوان ” صيد الخاطر” برهة من الزمن. وأما المجلات الهندية التي كتبتُ فيها، ففي طليعتها مجلة البعث الإسلامي الغراء، ومجلة ثقافة الهند الصادرة عن المجلس الهندي للروابط الثقافية ( توقفتْ حاليا)، ومجلة الداعي الصادرة عن دار العلوم ديو بند، ومجلة الصحوة الإسلامية الصادرة عن جامعة دار العلوم حيدرآباد، ومجلة صوت الأمة الصادرة من بنارس، ومجلة التضامن الصادرة من جامعة أزهر العلوم في آلوائي، كيرلا، ومجلة العاصمة الصادرة من كلية ترفاندرم الحكومية، ومجلة كيرالا الصادرة من قسم اللغة العربية بجامعة كيرالا، ومجلة الصباح من كلية الفاروق، ومجلة الجامعة الصادرة من الجامعة الإسلامية بشاندبورام، وغيرها كثيرة. وقد تم نشر حوالى 88 مقالة لي في هذه المجلات حتى الآن.
السؤال: ما هي التحديات والمشكلات التي تواجهها اللغة العربية في الهند؟
الجواب: ما أقول في هذه الأمور إلا ما يقوله السابقون والمعاصرون. التحديات أمامنا كثيرة، بل ما دمنا على نية صالحة وإرادة قوية وحزم ثابت فإن الأبواب ستفتح أمامنا للانطلاق بالعربية إلى أوسع الآفاق. وخصوصا في هذه الأيام حيث زادت الطلبات لمن يجيد العربية والإنجليزية، وكذلك في مجال التأليف والكتابة الإبداعية مما ينتظره العالم العربي، وثقافة الهند وآدابها وفنونها كانت ولا تزال محط أنظار العالم العربي، مما نجد المجال موسعا لخدمة لغة الضاد ولفت قلوب الشباب إليها.
السؤال: ما هي النصائح والاقتراحات التي تريدون أن تقدمونها للأجيال القادمة وخاصة للذين يدرسون في المدارس الدينية في مختلف أنحاء الهند؟
الجواب: نصيحتي لطلاب العربية وللأجيال القادمة أن يكرسوا حياتهم وجهودهم لإعلاء شأن العربية، لأنها أرست ثقافة الهند بالتفاعل مع الثقافة المحلية، وحروفها ما زالت موجودة ناضرة على جدران الآثار الإسلامية في العواصم الهندية ومدنها. ولا بد أن نحتفظ بأمجاد أسلافنا الذين ورثنا منهم هذه اللغة كابرا عن كابر، وليقمْ كل واحد منا لإحيائها وتجديد معالمها حتى إلى آخر إنسان يعيش فوق المعمورة.
شكرا لكم الأستاذ على إتاحة هذه الفرصة السعيدة المرموقة لإجراء هذا الحوار المفعم بالمعلومات القيمة عن جوانب مختلفة من حياتكم العامة. مع السلامة
* أجرى هذا الحوار لأقلام الهند الأخ عبد الحكيم الباحث في الدكتوراه، مركز الدراسات العربية والإفريقية، بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي.
Leave a Reply