+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

عبد الرحمن منيف روائيا عربيا
*محمد رحمت حسين

إن الرواية هي تعبير صادق ومرآة للمجتمع، ويعبر بها الروائي عما يجري في العالم من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية تعبيرا صادقا. ويكشف عما يدور في رؤوس الشعب من العواطف والوجدان. و قد أشار إليه “أرنست بيكر” قائلا: “إن الرواية تفسير للحياة الإنسانية، من خلال سرد قصصي نثري.” وأوضح هذه الفكرة بقدر من التفصيل “دوبرية” فهو يقول: “هي ذلك الشكل الأدبي، الذي يقوم مقام المرآة للمجتمع، مادتها إنسان في المجتمع، أحداثها نتيجة لصراع الفرد، ضد الآخرين، للملاءمة بينه وبين مجتمعه، وينتج عن هذا الصراع، خروج القارئ بفلسفة ما، ورؤيا عن الإنسانية؟”([1])

فكثير من الروائيين العرب من أمثال صنع الله إبراهيم، وجمال الغيطاني، والطيب الصالح، وعبدالرحمن منيف كتبوا في رواياتهم عن المجتمع العربي وكشفوا عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال النصوص الأدبية في نهاية القرن العشرين.

ويعد عبد الرحمن منيف من أبرز هؤلاء العباقرة الذين بذلوا قصارى جهودهم في إبداع الرواية العربية الحديثة ونالوا شهرتهم العالمية في نهاية القرن العشرين. وكان عبد الرحمن منيف ناشطا ومفكرا سياسيا وخبيرا اقتصاديا وصحفيا صادقا وأمينا ومحبا للفن التشكيلي وروائيا عربيا وكاتب قصص قصيرة وسيرة ذاتية. بدأ الروائي الكبير حياته الأدبية بعد أن بلغ أربعين سنة من عمره حيث أنه أصدر روايته الأولى “الأشجار واغتيال مرزوق” عام 1973م. وكتب 17 رواية بما فيها “مدن الملح” في خمسة أجزاء و”أرض السواد” في ثلاثة أجزاء.

وتمت ترجمة أعماله الرائعة إلى اللغات الأجنبية العديدة وأدرجت أعماله في برامج التعليم بجامعات أوربا وأمريكا ووافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على ترجمة أعماله إلى أكثر من 15 لغة أجنبية.([2])

حاز عبد الرحمن منيف على “جائزة تيسير سبول الدولية” التي تنتمي إلى الشاعر الأردني “تيسير سبول”(1939م-1973م) عام 1986م للرواية العربية.([3]) ونال جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في الحقل الثاني للرواية مع الكاتب المسرحي ألفريد فرج(1929م-2005م) في دورتها الثانية عام 1990م-1991م.([4]) وحصل على جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي في دورته الأولى عام 1998م.

حياته:

ولد عبد الرحمن إبراهيم منيف في عمان عام 1933م من أب سعودي و أم عراقية. كان أبوه ينتقل من نجد إلى العراق وسورية والأردن بحثا عن الرزق، ومات في إحدى هذه الرحلات.([5]) وتمت تربيته تحت إشراف جدته. وما زال منيف ينتقل من مكتب إلى آخر حتى التحق بالمدرسة الحكومية وأنهى دراسته الثانوية منها ثم غادر إلى العراق والتحق بكلية الحقوق ببغداد لكنه طرد منه قبل أن تنتهي دراسته مع جماعة من المواطنين الآخرين الذين شاركوا في احتجاج ضد “حلف بغداد” عام 1955م. فذهب إلى مصر وواصل دراسته حيث تخرج بجامعة القاهرة في الحقوق. ثم انتقل إلى يوغوسلافيا على المنحة الدراسية لحزب البعث. وواصل دراسته منذ عام 1958م إلى 1961م، ونال درجة العالمية “الدكتوراه” في اقتصاديات النفط  بجامعة بلغراد. وبدأ يعمل في مكتب حزب البعث الرئيسي في بيروت بعد عودته من يوغوسلافيا. وخلال هذه الأيام حوكم عليه أن لا يدخل في العراق لانتقاده حزب البعث وسحبت منه جنسيته السعودية عام 1963م لأفكاره السياسية ضد الحكومة. فغادر إلى سوريا والتحق بوزارة النفط وعمل فيها حتى نهاية عام 1974م.([6]) ثم مارس حياته في الصحافة وعمل في مجلة “البلاغ” الصادرة من لبنان، ومجلة “النفط والتنمية” الصادرة من العراق كرئيس التحرير. وفي عام 1981م تفرغ عبد الرحمن منيف كاملا لكتابة الرواية ووصل إلى فرنسا. ومكث هناك سنوات عديدة ثم رجع إلى دمشق وكرس حياته لكتابة الرواية حتى توفى في 23 يناير عام 2004م  في سوريا.

مؤلفاته الروائيية:

  1. الأشجار واغتيال مرزوق (1973م)، 2. قصة حب مجوسية (1974م)، 3. شرق المتوسط (1975م)، 4. حين تركنا الجسر (1976م)، 5. النهايات (1977م)، 6. سباق المسافات الطويلة (1979م)، 7. عالم بلا خرائط (1982م) ـ (اشترك معه في كتابتها جبرا إبراهيم جبرا)، 8. مدن الملح (خماسية): .Iالتيه (1984م)، .IIالأخدود (1985م)، .IIIتقاسيم الليل والنهار (1989م)، .IVالمنبت (1989م)، .Vبادية الظلمات (1989م)، 9.الآن … هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى (1991م)، 10. أرض السواد (ثلثة أجزاء)، (1999م)، 11. أم النذور (2005م).

مؤلفاته الأخرى:

وله مؤلفات عديدة في مجالات شتى. ففي قصة قصيرة “أسماء مستعارة” (2006م) و”الباب المفتوح” (2006م)، وفي السيرة “سيرة مدينة: عمان في الأربعينات” (سيرة ذاتية) ـ (1994م)، و”عروة الزمان الباهي” (1997م)، و”لوعة الغياب” (2001م)، و”ذاكرة للمستفبل” (2001م)، وفي الأدب والسياسة “الكاتب والمنفى: هموم وآفاق الرواية” (1991)، و”الديمقراطية أولا ـ ـ ـ الديمقراطية دائما” (1995م)، و”بين الثقافة والسياسة” (1999م)، و”رحلة ضوء” (2001م)، وفي التاريخ “العراق: هوامش من التاريخ والمقاومة (2003م)، وفي الاقتصاد “مبدأ المشاركة وتأميم البترول العربي” (1973م)، و”تأميم البترول العربي” (1976م)، وفي الفن الحديث “مروان قصاب باشي: رحلة الحياة والفن (1996م)، و”جبرا علوان: موسيقا الألوان” (2000م)، وفي أدب الصداقة” (2012م).

إسهاماته في الرواية العربية:

قد اختار عبد الرحمن منيف منهجا حديثا وموضوعا جديدا وفكرا رائعا في سرد الرواية العربية. وعالج في رواياته قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية. وركز على المجتمع الصحراوي وكشف عن المشكلات والهمموم والمعاناة والأحزان والأفراح وطريقة المعيشة والممارسات الاجتماعية وما إلى ذلك. وكتب تاريخ المجهولين الذين لم يكتبوا عنهم أحد. وعرض منيف في رواياته قضية اكتشاف النفط وآثاره على المجتمع العربي، وكشف عن الظلم والقسوة والعنف التي تمارسها السلطات العربية في السجن، وقدم معاناة العرب ومشكلاتهم في المنفى وفي مستشفيات المنفى بشكل خاص. وأشار إلى مشكلات حياة العرب في البلدان الغربية.

يبرز عبد الرحمن منيف باستخدام قضية النفط في رواياته. كان منيف خبيرا في اقتصاديات النفط حيث حصل على الدرجة العالمية “الدكتوراه” في اقتصاديات النفط وعمل في وزارة النفط. وعمل سنوات طويلة متواصلة كرئيس التحرير لمجلة “النفط والتنمية” الصادرة من بغداد. وكان يعتقد أن الكثيرين من يكتبون في البلاد العربية ليست لهم علاقة مهنية بالدراسات وليس من الشرط أن يكون الأديب خريج كلية الآداب، وتحديدا اللغة العربية، لكن يحدث أحيانا تطابق بالصدفة بين المهنة والهواية فيظهر الفن الرائع. و هذا ما وقع به.([7])

عالج عبد الرحمن منيف قضية النفط أولا في رواية “سباق المسافات الطويلة”. هي تسرد قصة دخول الإمبراطورية البريطانية العظمى والولايات المتحدة الأمريكية في إيران لتأميم صناعة النفط. يتخاصمان كلاهما بينهما للحصول على أكثر الثروات الشرقية. تدور هذه الرواية حول صعود حكومة مصدق وسقوطها.

يعتبر عبد الرحمن منيف أن اكتشاف الثروة  النفطية أمر مهم في البلاد العربية. وكان لها دور كبير في تغيير شكل المنطقة وطبيعة العلاقات. وتوجد تأثيراتها وانعكاساتها على المجتمع العربي كثيرة. ولا بد من التعامل معها من خلال الرواية. فأصدر روايته الرئيسية الشهيرة “مدن الملح” في خمسة أجزاء، والتي تحتوي حوالى 2500 صفحة.

قدم لنا عبد الرحمن منيف فيها آثار اكتشاف النفط على المجتمع العربي وعرض لنا حياة البادية البسيطة بكل تفاصيلها التي تعيش في المنطقة إسمها “وادي العيون”. تظهر فيها فجأة جماعة من الأمريكيين وهي تحمل معها توصية قوية من قبل الأمير المحلي. وتتجول في البادية وهي تبحث شيئا مهما ما لم تفسره للشعب البدوي قط. تتحرك الرواية إلى بلدة “حران” أينما يحتاج الأمريكيون إلى بناء ميناء ومد خط أنانيب إلى الآبار التي حفروها. وهنا يبدأ استغلال الشعب البدوي ليكونوا عمال البناء. فتبدأ الانتفاضة الأولى من قبل أهل “حران” ضد الشركة الأمريكية وسلطة الإمارة. تشتد هذه الانتفاضة وتعجز الشرطة عن إقماعها.

وفي الجزء الثاني أصبح “خزعل” سلطانا بعد أن يتوفي السلطان “خريبط”. فهو يغدق المال والعطاء على إخوانه ليمكن له أن ينشأ الدولة الجديدة من الثروة النفطية لكن بعضهم لم يأخذ شيئا. وتبدأ حركة مناوأة لحكم الأمير خزعل من قبل إخوانه ثم من قبل أناس فقراء.

تظهر آثار النفط بشكل واسع في الجزء الخامس. فنجد فيه أن الدولة الجديدة تتكون وتظهر الفوارق الطبقية بين الفقراء والأغنياء. وتتغير حياتهم الاجتماعية في مدينة “موران”. فهذا المجتمع كان مجتمعا بسيطا يعيش على الكفاف من قبل لكنه بدأ يعيش في المدينة بمشاكلها و تعقيداتها.

يقول عبد الرحمن منيف عن مدن الملح:

“أقدر أنّ الرواية يمكن أن تضيف جوانب معينة في وضع الشرق الأوسط ومناخه وبالتالي همومه. ومما لا شك فيه أن الحافز الأساسي لدي لكتابة هذه الرواية، كان الإحساس بأن موضوع النفط بحاجة إلى معالجة وإلى معرفة التأثيرات الكبيرة التي حصلت نتيجة وجود هذه الثروة التي لم يُحسن التعامل معها. ومن البديهي أن إلقاء الأضواء على جزء من ماضي هذه المنطقة سيساعد في قراءة الواقع الراهن ومعرفة هذا الغليان أو هذا الوضع الاستثنائي المتفجر. ولعل السعودية هي إحدى هذه المناطق التي هي بحاجة إلى إعادة نظر.” ([8])

وقد حاول عبد الرحمن منيف عندما عالج هذا الموضوع في “مدن الملح” أن يكتب التاريخ الذي لم يكتبه أحد من المؤرخين. فكتب تاريخا موازيا للناس المجهولين وللحياة التي كانت سائدة آنذاك. فهذه الرواية تؤرخ تاريخ المنطقة العربية أيضا. وإن كانت الشخصية الحقيقية لم تظهر فيها كما ظهرت في رواية “أرض السواد”. وهي في ثلاثة أجزاء وتحتوي على حوالي 1400 صفحة.

فروايته “أرض السواد” تحكي عن تاريخ العراق بين الفترة 1817-1821م. هي فترة صعود “داؤود باشا” إلى السلطة.

كان داؤود باشا آخر القادة المملوكين في العراق. وهو كان رجلا مثقفا وباحثا وسياسيا وواسع الاطلاع. كان يحب أن يجعل العراق حديثا على النمط الذي اختاره محمد على باشا في مصر. فأقام المصانع والمطابع والمدارس ووفر للجيوش فرصة التدريب. وبذل جهودا كاملا في تطوير الزراعة والصناعة والتجارة وجعل العراق محطة تجارية بين أوربا والهند. ودعا إلى وحدة البلاد العربية.

وكان في العراق ثلاث ولايات وهي الموصل وبغداد والبصرة.  وتندلع حركة التمرد في شمال العراق ضد السلطة المركزية ببغداد بتأثير من إيران والحركة الوهابية في الجنوب مما يسهل هدف بريطانيا من السيطرة على العراق. كان السيد عليوي يساعده في إخماد الحروب المتواصلة بين القبائل المتجاورة في الشمال. أما المندوب البريطاني كلاوديوس جيمس ريتش فأراد أن يخضع العراق لسيطرة بريطانيا فينشأ النزاع بين داؤد باشا والسيد عليوي. ويتم اعتقال السيد عليوي ثم يحكم عليه بالإعدام. ويهزم ريتش ويغادر من العراق.

ويمتاز عبد الرحمن منيف بمعالجة القضايا السياسية في رواياته. فيعالجها في رواياته ويكشف عن الهزائم والخيبات ومعاناة الشعب العربي وقسوة الحاكم وما إلى ذلك. وكان عبد الرحمن منيف ناشطا سياسيا فشاهد ما كانت تجري هناك من الأمور السياسية الداخلية ووصل إلى نتيجة أن الهزائم، التي مرت بالوطن العربي وتركت جرحا عميقا على الشعب وعلى روحه بشكل خاص، وقعت بالقادة العرب وهم المسؤولون عنها. فيقول:

“أنا أعتبر أن الكثير من العاملين في السياسة من هذا الجيل هم من الهشاشة والفجاجة إلى درجة أنهم هم المسؤولون عن الهزائم والخيبات التي مرت بنا”.([9])

ويعتقد عبد الرحمن منيف أن هناك خلل كبير في الحياة العربية. ولا بد من اكتشاف هذا الخلل وفضحه. وبسبب ذلك واصل معالجة القضايا السياسية وآثارها على المواطنين العرب وقام بإصدار رواية السجن “شرق المتوسط” التي تروي قصة المجتمع العربي ومعاناته في السجون. فنجد أن “رجب اسماعيل” كان في السجن وتجبره السلطة الظالمة أن يوقع على الورقة التي تكتب فيها أن السلطة لها القدرة الكاملة عليه ضد حريته وإكرامه النفسي وكانت هذه الورقة عبارة عن الموت. فهذه الرواية تسرد قصة حياة رجب اسماعيل. وهو ينتمي إلى أسرة لها خلفية عامة وهي تبذل جهودها الكاملة للتعليم والثقافة ليمكن لها أن تغير الأوضاع المالية والاجتماعية. والتحق رجب اسماعيل بمنظمة سرية حينما كان طالبا في الجامعة. وحوكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما بعد أن اكمل دراسته. وبدأ يحارب لسلامته وشرفه. تجيئ أمه وتشجعه على أن لا يوقع على تلك الورقة. فيعاني في السجن التعذيب. و بعد خمسة أعوام ماتت أمه. ويوقع على تلك الورقة ويذهب إلى فرنسا للعلاج الطبي. وأخيرا مات رجب ووجدت أخته أنيسة إبنه وهو يجمع الزجاجة ويملأ فيها النفط كى يحرق السجن ومن فيه.

نجد أن معاناة السجن والتعذيب لا تنتهي عليه بل تتعدي إلى الأجيال القادمة. ولذا تعامل عبد الرحمن منيف بها مرة أخرى في روايته “الآن … هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى”. تسرد هذه الرواية قصة “عادل الخالدي” الذي ذهب إلى فرنسا للعلاج الطبي بعد أن سجن أياما طويلة في مدينة “عمورية” وهو يعاني من العذاب في سجون عمورية من سجن العفير وسجن القليعة والسجن المركزي. والتقى مصادفة في المستشفي “طالع العريفي” الذي جاء من مدينة موران بعد أن سجن عشر سنين في سجونها وقد تحمل فيه التعذيب والوحشة وأبشع صور الإضطهاد والظلم وخاصة في سجن العبيد. وتمنعه السلطة من مغادرة المستشفي لأسباب أمنية وحتى بعد موته تدور مشكلة في كيفية نقل جثمانه إلى بلاده.

يتفرد عبد الرحمن منيف باستخدام اللغة العامية. ويقول: “كلما ازدادت روايتنا محلية، كلما اصبحت عالمية، بمعنى كلما كانت أقرب إلى الصدق في تصوير الجو المحلي . . كلما أصبحت أقرب الى العالمية.([10]) وكتب منيف في بداية رواية “أرض السواد” بعنوان “إشارة”: “لهجة بغداد مليئة بالكثافة والظلال، وقد استعملتها في الحوار، دون محاولة لإظهار براعة لغوية. أتمني على القارئ أن يبذل جهدا من أجل التمتع بجمال هذه اللهجة.([11])

أورد عبد الرحمن منيف اللهجة العراقية في “أرض السواد”. وهي توجد في الحوار الذي يجري في “قهوة الشط” بشكل كثير. نجد فيها أن بعض الكلمات تتغير بشكل كامل حيث يبدو أنها لا علاقة لها بالكلمة الفصيحة. فعلى سبيل المثال: يقولون كلمة “ليش” بمعنى “لماذا”، وكلمة “خوش” بمعنى “حسن”، وكلمة “شلونك” بمعنى “كيف حالك”، وكلمة “هسه” بمعنى “حالا”، وكلمة “زين” بمعنى “جيد”. وهكذا ينطقون “يگدر” بدلا عن “يقدر”، ونحچي” بدلا أن “نحكي”، “باچر” بدلا عن “باكر” بمعنى “غدا”، و”زغيرة” بدلا عن صغيرة، و”چبيرة” بدلا عن “كبيرة”. ويركبون حرف “ش” في بداية صيغة الماضي والمضارع ويقولون “شتقولون” بدلا عن “تقولون”، و”شقال” بدلا عن “قال”.

واستخدم اللغة العامية السعودية في رواية “مدن الملح”، و”شرق المتوسط”، و”الآن..هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى” أيضا.

قد عاش عبد الرحمن منيف ثلثة عقود في نهاية القرن العشرين وساهم في إبداع الرواية العربية حيث أنه استخدم التقنيات السردية الحديثة وعالج القضايا الجادة للمجتمع العربي. فهو كاتب جمع بين الإبداع والالتزام وتضمن السيرة الفردية والسيرة الجماعية. ومهد الطريق للفن التشكيلي في الرواية العربية وجعله جزءا منها. وأدرج الحكاية في البنية الروائية وهو يمزج بين المتخيل الطليق والتوثيق التاريخي وعرض كل هذه في الأشكال الفنية وهي الرواية العربية.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

مراجع البحث

[1] ـ د. نادر، أحمد عبد الخالق، الرواية الجديدة: بحوث ودراسات تطبيقية، ص23، دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع، ط 1، 2009م

[2] ـ الدكتور القشمعي، عبد الرزاق محمد، ترحال الطائر النبيل، ص 45، دار الكنوز الأدبية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، عام 2003م.

[3].http://www.jo-writers.org/ الرابطة-الجوائز 08/05/2014

[4]. http://www.alowaisnet.org/ar/  08/05/2014

[5] ـ الدكتور القشمعي، عبد الرزاق محمد، ترحال الطائر النبيل، ص 23، دار الكنوز الأدبية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، عام 2003م.

[6]– Munif a bio-history: An Arabian Master, By: sabry Hafez, pp 2-3, New Left Review 37, January-February 2006. It is available on www.newleftreview.org/II/37/sabry-hafez-an-arabian-master  08/05/2015

[7]ـ حسين الموازني، الروائي الراحل عبد الرحمن منيف و أول حوار ينشر له.

http://almayassa.net/index.php/2013-12-17-09-46-03/2014-03-08-12-40-71/2014-04-13-14-52-34?cbprofile=1#.U44EuvmSyeQ  06/03/2014

[8]ــ عصام بغدادي، الروائي المؤرخ عبد الرحمن منيف

http://forum.stop55.com/361232.html  14/09/2014

[9]ـ الدكتور القشمعي، محمد، ترحال الطائر النبيل، ص 26، دار الكنوز الأدبية، بيروت ــ لبنان، الطبعة الأولى 2003م.

[10]ـ الموسوي، محسن جاسم، الرواية العربية: النشأة و التحول، ص 201، الهيئة المصرية العامة للكتب، عام 1988م.

[11]ـ منيف، عبد الرحمن، أرض السواد، الجزء الأول، ص 10، المؤسسة العربية للدراسات والنشر والمركز الثقافي العربي للنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى، عام 2000م.

*الباحث بقسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دهلي

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of