+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

الدكتور محمد لقمان السلفي في ضوء مؤلفاته للأطفال: دراسة تحليلية
*محمد فيصل

نحن نعيش في زمن انقلبت فيه المعايير. ترجح وتفوق بعض الدراسات والأبحاث الهابطة عطاءا وإثباتا وجعلت مغريات الجوائز والأوسمة بعض الكتاب يستصغرون أعمالهم وقيمهم ويتغافلون عن مهمة قيمة تستند عليها الأمم ونتحصر عليها معانى الحياة  ألا وهو أدب الأطفال.

الطفولة مرحلة أكثر خطورة في حياة الإنسان إذ تفتق فيها مواهب الإنسان وتنمو وتتجاوب قابليته مع الحياة، هي كالأرض البكر المعطاء تصلح إن تستنبت فيها ما نريد. والعالم الإسلامى في حالة غفلة عن هذا التراث  الثمين وتزداد أهمية الموضوع يوما بعد يوم لأنه فيه تصطرع الأفكار والعقائد. وبسموم الانحراف والانحلال الأجيال الناشئة أصبحت أكثر تعرضا للخطر. لدينا تحديات كثيرة تفوق بعضها فوق بعض، المهم كيف نحمى أجيالنا، وبيوتنا وأسرنا من الغزو الفكري والدينى والثقافي والاجتماعي، وما أحوجنا للناشئة الإسلامية أن تغرس فيهم المبادئ الإسلامية النبيلة والتعود على حب الخير والفضيلة والاحترام التبادل والتسامح والعفو وعلى نبذ الخلافات والتشاجر والتباغض، فأدب الاطفال ينادينا ويتطلب منا بأن نجعله نموذجا وجذابا كي يكون منارا ونورا لوثبة القيم العظمى. ولم لا فإن الأجيال الناشئة هم العقول الرائعة وقوام الأمة.

نظرا إلى أهمية هذا الموضوع الخطير نرى على ساحة الأدب الشخصيات والعباقرة الهندية الذين زينوا بأقلامهم أدب الأطفال منهم شخصية الدكتور محمد لقمان السلفي حفظه الله الذي يتبؤا مكانة رفيعة في العصر الحديث بكونه هنديا يعد من كبار الباحثين في المملكة العربية السعودية، والذي له رتع وتجول في كثير من المجالات الأدبية والإسلامية والثقافية. وإنه قد راقب الدراسات العربية القديمة والحديثة وصبغها في قالب عصري قل نظيره في عصرنا الحاضر، والكلام عن شخصيته النادرة وإنجازاته في العلم والمعرفة طويل له ذيول، وحديث مستفيض لا نهاية له، يصعب لدى الباحث من أين يبدأه. وفي هذا المقال الوجيز نسلط الضوء على مؤلفاته للأطفال.

ألف الدكتور محمد لقمان السلفي كتبا رائعة قيمة رفيعة من التفسير والحديث والفقه والسيرة النبوية والسيرة الذاتية واللغة العربية وآدابها وغيرها من العلوم والمعرفة. وفي هذه العجالة نقوم بالبحث حول السلسلة الذهبية للقراءة العربية من الصف الابتدائي إلى الثانوية، لأن أدب الأطفال يقتضي أن تكون الدراسة إلى المستوى الثانوى. إذ يتفق النقاد على أن مرحلة الأطفال تنتهي إلى الثانوية، ولذا ستمحور دراستنا وفقا تاما لأدب الأطفال. فيوجد فيه القران الكريم، والأحاديث النبوية، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، والتراجم، والعلوم، والفكاهة، والشعر الحماسي الجاد، والشعر الغزلي وما إلى ذلك.

قبل الخوض في أعماق البحث يجدر بنا أن نتعرف على أدب الأطفال وسماته وفلسفته كي ينسجم الموضوع انسجاما تاما. فهناك تعريفات عدة حيث يختلف المنظور أو الإطار مرجعيا أو بيئة ومجتمعيا. يقول الدكتور إسماعيل  عبدالفتاح في هذا الصدد: “أدب الأطفال هو أدب واسع المجال، متعدد الجوانب، ومتغير الأبعاد طبقاً لاعتبارات كثيرة، مثل: نوع الأدب نفسه، والسن الموجه إليها هذا الأدب، وغير ذلك من الإعتبارات. فأدب الأطفال لا يعني مجرد القصة أو الحكاية النثرية أو الشعرية، وإنما يشمل المعارف الإنسانية كلها[1]“. وفي ضوء هذا التعريف يمكننا القول كل ما يكتب للأطفال في صورة تقليدية أو غير تقليدية منها قصصيا أو تمثيلات أو معارف علمية أو مادة علمية أو أسئلة أو استفسارات أو في شكل إلكترونى كلها تشمل مادة أدب الأطفال.

الخصائص الأساسية لأدب الأطفال:

تتعدد الخصائص لأدب الأطفال من حيث الأسلوب والمضمون أهم شيئ في هذا الباب يذكر أحمد نجيب  صاحب فن الكتابة للأطفال،[2] أن السمات الأساسية البارزة لأسلوب أدب الأطفال:

  • اختيار الألفاظ السهلة الواضحة، الغنية بالصور البصرية والمعاني الحسية.
  • استعمال أسلوب التكرار في الكتابة لتوضيح المعنى.
  • التشويق لجلب اهتمام الطفل.
  • كتابة الفكرة الواحدة بأساليب متنوعة يُراعى فيها مستوى الطفل.
  • الابتعاد عن أسلوب الوعظ والإرشاد والنصح المباشر.
  • اختيار العناوين المؤثرة وإيجاد أسماء لأبطال القصص مناسبة ومعبرة.
  • استعمال الحوار القصصي والمسرحي الملائم.[3]

محمد  لقمان السلفي في ضوء مؤلفاته للأطفال:

“السلسلة الذهبية” وضعها الدكتور محمد لقمان السلفي في إثني عشر مجلدا هي هدية أدبية جميلة وزاد أنيق عصري، تعد من الكتب الثمينة للجيل الجديد. وقد ظهرت هذه المجموعة الأدبية إلى حيز الوجود عبر الجهود الشاقة والممتعة لتكون نقطة إنطلاق كبرى ووثبة تربوية بناءة مثمرة أكلها دائم وظلها.

يقول الدكتور محمد لقمان السلفي في إعداد هذه السلسلة: “وقد استفدت في إعداد هذه السلسلة الذهبية من الكتب المقررة في مدارس المملكة العربية السعودية وجامعاتها، ومن المصادر والمراجع اللغوية والأدبية الأخرى الكثيرة وغربلتها وأدخلت في الموضوعات التى اخترتها التعديلات اللازمة ونقحتها وهذبتها حتى جعلتها لائقة مناسبة للطلاب والطالبات في البلدان غير العربية[4]“. ولقد سعى من قبل في الهند سعيا حثيثيا نخبة من العلماء لهم طابع تربوي، ولغوي وخلقي ومن أشهر الذين لفتوا أنظارهم إلى أدب الأطفال هو الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله حيث ألف عديدا من الكتب القيمة النافعة  للأطفال، على سبيل المثال كتاب “القراءة الراشدة” الذي هو كتاب قيم فيه ذخائر قصصية جميلة في أسلوب ممتع أخاذ في صورة تلائم ميول الأطفال وأمزجتهم وسيكولوجياتهم.

ومن خواص ندوة العلماء بلكناؤ اسم سليمان الندوي الذي له إسهام قيم في هذا المجال، ولا يفوتنى ذكر اسماعيل ميرتى الذي له عديد من الكتب الخاصة بالأطفال، ومنها دواوين شعرية وقصص وحكايات، ومن ثم العلامة محمد إقبال الذي ترك قصائد هامة للأطفال وبالأخص نشيد الأطفال الهنود لا تزال تترنم وتتردد على ألسنة العامة والخاصة لأسلوبها الأنيق ومعانيها السامية، وكذلك الذين ساهموا في كتابة أدب الأطفال فمنهم شفيع الدين نير وحسين حسان الندوي فكلهم جديرون بالثناء والتقدير.[5]

وإذا أمعنا النظر في مناهج الدراسات العربية في الهند وجدناها أنها كانت تشكو من ضعف ووهن كونها متلاصقة تامة بكتب قديمة في النثر والشعر بعيدة عن متطلبات العصر ومواكبتها، وأصبحت المرتكزات الأساسية للغة لغزا وعقدة متعمقة لا حل لها، بل دراسة اللغة العربية وعلومها كانت ترتفع وتثقل مستوى المتعلم، وحال المدرسين كضعف الطالب والمطلوب، وهم الأيادي السفلى فقراء في اللغة لا يحسنون قراءتها ولا التحدث بها ولا التعبير بها عن مشاعرهم وأحاسيسهم من جراء ذلك اضطر المتعلم إلى حفظ المواد وتجاوز المرحلة السابقة وأصبحت الغاية موقفاسلبيا وأهملت كثير من النواحي الوظيفية للغة العربية  منها التحدث، والاستماع والكتابة والقراءة.

وكانت الغاية في نطاق ديني يتهيأ الطالب لإصلاح المجتمع ونشر الدين[6]. وهذا الهدف الذي كانت المدارس الإسلامية تبتغيه لم تتحقق أكثر مما أرادت وعزمت، وكانت الأوضاع تقتضي تغييرا جذريا يلبى دعوة العصر كلغة حية سمحاء تكفل الطلاب والطالبات بالتذوق الأدبي وقدرة البيان والتعبير مصحوبا بالتربية الإسلامية، وتفي بحاجة الطلبة الهنود خاصة. فلبى دعوة العصر الملحة الدكتور محمد لقمان السلفي بإعداد هذه المجموعة الأدبية في إثنى عشر مجلدا على أساس أهميتها الوظيفية في الحياة وبما يناسب ميول الأطفال وسيكولوجياتهم واتجاهاتهم بحيث يستهويهم ويحقق علاقة سعيدة بينهم وبين الكتاب كما يقول الدكتور بهذا الصدد: “ولقد أعدت هذه الكتب لتعليم اللغة العربية على الطريقة الحديثة التى تسمى بالطريقة المباشرة DIRECT METHOD أعنى تعليم اللغة العربية مع قواعدها النحوية بدون استخدام كتب النحو، وبدون استخدام لغة الطالب الأصلية كوسيلة للتعليم، إلا عند الضرورة القصوي. وقد طبقت هذه الطريقة في كثير من المدارس المتخصصة لتعليم العربية ونجحت نجاحا باهرا فأعدت هذه السلسلة وفقا لهذه الطريقة المباشرة لتطبيقها في الهند وغيرها من بلدان العالم[7]“.

أهمية الطريقة المباشرة وصلتها القوية بأدب الأطفال:

ومن دون أي شك بأن هذه الطريقة المباشرة قد أحرزت مكانة الصدارة لتدريس اللغات الأجنبية وثقافتها كما شاهدنا بأعيننا المدارس التبشيرية كيف أنها استغلت هذه الطريقة المباشرة  لهيمنة اللغة الإنجليزية وغلبتها في الهند حتى تجبر المسلمين إلى تدريس أبناءهم في المدارس التبشيرية على حساب دينهم وتربيتهم. ولم لا فإنه بهذه الطريقة يتعود الطالب على مهارة الإستماع والكلام والقدرة على التفكير باللغة المدروسة، وعلى شرح المادة المدروسة، لا تستعمل لغة الأم بالإشارة أو الصورة أو الأفعال الحركية لإرتباط المفردات.

هذا من الثابت من التحقيق والتدريب بأن هذه الطريقة المباشرة استهدفت أن يصل الطالب إلى التفكير باللغة الأجنبية في وقت قليل دون أن يلجأ إلى الترجمة أو إلى استخدام لغة الأم وقد أكد الماهرون ودعاة هذه الطريقة على ضرورة المدرسين الأكفاء لغة ونطقا وكتابة منذ أول وقت في الدرس، وإلا مجرد الكتب كمثل برنس لا رأس له. وعلى المعلم أن يشوق تلاميذه ويسترعي انتباههم بالإشارة إلى الأشياء المتواجدة في الفصل مثل  السبورة، والمقاعد، والنوافذ، والأبواب ثم يتدرج المدرس إلى الموافق اللغوية تجاه الأشياء الموجودة في المدرسة ثم في البيئة المحلية ولتوضيح مفردات اللغة يحسن استخدام الصور أو الحركة أو التمثيل أو الرسوم والتركيز على تدريب المتعلمين على نطقها واستخدامها ببعض الجمل والعبارات باللغة العربية.

تقييم السلسلة الذهبية من منظور معايير أدب الأطفال:

بناءأ على تقسيم المراحل المدرسية التي قسمها المؤرخون وعلماء النفس، فإننا نقوم بمعالجة الكتب السلسلة الذهبية مضمونا ومعيارا من منظور أدب الأطفال نبدأ هذا البحث من المرحلة الإبتدايئة[8]. وتسمى هذه المرحلة مرحلة القراءة المبكرة أيضا تكون ما بين ٦-٨ في هذه المرحلة العمرية. وضع المؤلف أمامه في الكتاب الأول من القسم الابتدائي الاهتمام الخاص على تحفيظ الكلمات المفردة للأطفال ثم التراكيب البسيطة التى يستعملها الطالب في حياته الابتدائية يبتدأ الدرس الأول بكلمات عادية مثل أرنب، إبريق، أذن، يقرأ وفوق هذه الكلمات مكتوبة إقرا واحفظ واكتب. هكذا يتقدم الكتاب تدرجا تجاه الجمل البسيطة ثم الطويلة والصعبة. قبل نهاية هذا الكتاب وضع المؤلف العناوين المهمة مثل تلميذ أمين، في الطريق، التعاون، بسم الله، الغذاء المفيد.

وهذا النمط الذى اختاره المؤلف يساعد على بناء شخصية الطالب، ويفتح أمامه التعرف على الأشياء وربطها بالأحداث الواقعية التى يمر بها الطفل الشيئ الذي يسترعي انتباه الباحث رغبة لتقويمه وحسن جودته إذا الكتاب الأول من القسم الابتدائي يتضمن الصور والرسوم بألوانها المناسبة الزاهية لكان حسنا جيدا إذ يقتضي سن الطفل لانتباه فكره في صورة زاهية ملونة. أما مضامين الكتابين من المرحلة الإبتدائية تتضمن حكايات عن القيم الدينية والتربوية والخلقية وتفتح أمام الأطفال مجالات التفكير عن ربهم ونبيهم ودينهم وأهلهم وأصحابهم ومدرستهم وبيئاتهم. وتوحي المضامين لهذه المرحلة إلى انتصار الخير على الشر وغرس القيم وإثارة الأحاسيس والمشاعر بالتفاؤل واحترام الوالدين وطاعتهما والتفانى في خدمتهما وقواعد السلوك وحب الخير واستنكار الباطل.

لغة المرحلة الإبتدائية كما ذكرنا آنفا بأن المستوى الأول يحمل في طياته الكلمات المفردة ثم التراكيب البسيطة ثم الطويلة حسب التدريج. من خلال دراسة الكتابين للمرحلة الإبتدائية نجد بأن الطالب إذا يدرس الكتاب فيداعب مع الكلمات ويجد علاقة سعيدة بينه وبين الكتاب إذ يتسم بالخصائص والميزات التى أعدها أدباء الأطفال في كفة معايير أدب الأطفال. كما يذكر الدكتور في الكتاب الأول من القسم الابتدائي الكلمات المفردة مثل هاتف، وهلال، وهدهد، وهندوكي والكلمات إقرأ واحفظ واكتب مكتوبة فوقها. ولتدريب الطالب أو الطالبة يذكر اكتب الكلمات الآتية ومعنى كل منها مثل هاتف، وهدهد، وينتبه، وسهم، وهلال، يكسره، هندوكي، هودج ثم يذكر في الدرس الثلاثين التراكيب البسيطة مثل أذهب مع أبي إلى المسجد، أتوضأ قبل الصلاة، أصلي في اليوم خمس صلوات، صلاة الفجر ركعتان، صلاة الظهر أربع ركعات، صلاة العصر أربع ركعات، صلاة المغرب ثلاث ركعات، صلاة العشاء أربع ركعات[9].

الثانى مرحلة التمكن من القراءة والكتابة تسمى أيضا بداية المتوسطة وهي ما بين ٨-١٢ في هذة المرحلة الدراسية تبدأ شخصية الطفل بالظهور والتميز ويميل إلى الإعتداد بالنفس والقوة ويشعر الطالب بالتفرد عن المواقف التي تميزه عن الآخرين، ويتقدم إلى إبراز قدرته وشخصيته من خلال استخدام خبراته السابقة، والقسم المتوسط يحتوي على ثلاثة كتب.

مضامين الكتاب الأول من القسم المتوسط تهتم بأنواع من المغامرات السريعة المثيرة والوصف التام للأحداث والأمكنة والأشخاص. وتهدف إلى سلوك إجتماعي تربوي كي يتمثل الطالب في الحياة و زرع الثقة في نفس الأطفال وتعرفه على بعض المدن الهندية والانتماء لوطنه والتضحية في سبيله وتسعى إلى تحقيق الأهداف اللغوية كما ينبه الدكتور مشيرا وناصحا إلى أهداف. “فهذا هو الكتاب الثالث من السلسلة الذهبية للقراءة العربية والكتاب الأول للقسم المتوسط وهو امتداد طبيعي للكتابين الأول والثانى في القسم الإبتدائي ويسير في اتساق واضح محكم ويبدأ من حيث انتهي الكتاب الثانى من السلسلة ويمتاز عما سبق بخصائصه المتطورة النامية من الناحية الثروة اللغوية والتراكيب والأسلوب لأن السلسلة لا تعرف الوقفة الرتيبة الجامدة بل تمضى في خط صاعد نام ولكن من غير قفزة ترهق التلميذ والتلميذة وأرى بداية من هذا الكتاب أن يوجه المدرس طلابه إلى قراءة الدرس الذي يدرسه غدا في منزله حتى يتهيأؤوا للدرس القادم قبل الدخول في الفصل الدراسى[10]“.

وموضوعات المرحلة المتوسطة معظمها رائعة، تفوق بعضها بعضا من معانى سامية رائعة. منها ماذا تحب أن تكون؟ ديننا دين العمل، السيدة عائشة رضي الله عنها، عاصمة الهند مدينة دلهي، المسلون في الهند إخوة، المواصلات في الهند ،كشمير جنة على الأرض، لا تختلفا، الجدة والعسل، بطولة فتاة، تعلم من الطير، حريتى، وحدة المسلمين، نشاط أحبه، اللغة العربية، جلسة سمر،كلنا جنود، المسلمة الأولى، من هدي القران الكريم، من الأدب النبوي الكريم، احترام المعلم، الشباب المسلم، الإمام أحمد بن حنبل، الحمامة المطوقة، طرف علمية، نصائح وتجارب، حكم ونصائح، رياضة الجسم، الوقت من ذهب. كما يذكر المؤلف في الدرس الرابع والأربعين من القسم المتوسط موضوعه “المسلمون في الهند إخوة “كان والد بكر تاجرا يقوم كل أسبوع بأكثر من رحلة وكانت رحلاته إلى مدن الهند شرقا وغربا وجنوبا وشمالا اعتاد الأب أن يجلس في أوقات الفراغ مع أبنائه يسامرهم ويتحدث إليهم ويروي مشاهداته في البلاد التى كان ينزل فيها. حدثهم عن مدن الهند التجارية ونهضة العمران فيها، وعن مومبائ وبحرها وبنجلور وخضرة أراضيها، ولكناؤ وجمالها، وترددت على لسانه أسماء كثير من مدن الهند الأخرى. كان بكر يصغي إلى أبيه ويسأله ويعي ما يذكر. وفكر وقال: أبي إن الهند بلاد واسعة وكبيرة. قال الأب: نعم يا بكر. قال بكر: ومدن هذا الوطن الواسع كثيرة. قال الأب: نعم يا بني وسكانها كثيرون، ولغاتهم عديدة ولكن اللغة الأردية هي لغة ثقافة المسلمين في شتى أنحاء الهند، وأن المسلمين في جميع أنحاءها إخوة في الدين، عقيدتهم واحدة ودينهم واحد[11]“.

الثالث المرحلة مرحلة الثانوية وهي ما بين ١٢-١٨ في هذه المرحلة يمتلك الطالب القدرة على استخدام اللغة وفهمها بصورة جيدة وعواطفه ومشاعره تبدأ في الظهور لا بد للطالب أن يشغل أفكاره في تحمل المسؤلية والبناء في أسرته ومجتمعه وأن يكف نفسه عن الأفكار الهدامة. لأن هذه المرحلة مرحلة التغيير نفسيا وعواطفيا، وهذه المرحلة لها حساسية كبيرة، فتزداد مسؤولية الأديب بأن يربى عواطف الشباب تربية حسنة كريمة من الجنسين وتصعيد عواطفهما نحو السمو والخير. ولذا نرى صاحب السلسلة الذهبية أنه أحسن الكتابة بانتقاء الموضوعات تتناول جوانب شتى من المعرفة تحف عواطف الطلاب والطالبات بموضوعات تارخية وأدبية وتراجم الشخصيات لها نفوذ ووقع وتبصر إلى المسار الصحيح في الدنيا والآخرة. والمواضيع التي تبعثنا سرورا بأهميتها ومكانتها منها من عجائب العلم، كن رحيما، فتح مبين، صلاح الدين الأيوبي، كلنا نخطط، قصة السفن، لا تلوث بيئتك، لا تكن صغير النفس، أمل الشباب، طريقنا إلى القوة والعزة، طرف فكاهية، شيخ الإسلام ابن تيمية. ابن البيطار، أمير المومنين يحمل الدقيق على ظهره، السند باد البحرى، معركة عين جالوت، رثاء الأندلس، التفكير طريق الإيمان، محمد رسول الله، الإيمان طريق النصر، صلاح الدين الأيوبي، الرحالة ابن جبير، الرحمة بالحيوان، المرأة المسلمة وآثارها العلمية، قصص مرحة، قصة الطوابع، لماذا أحببت الفصحى، الإمام البخارى، ظرف وظرفاء.كما يذكر المؤلف في كتاب القسم الثانوي من الكتاب الأول في الدرس التاسع “كلنا نخطط”التلميذ يخطط، يعرف موعد الامتحان،فيتأهب له، ويعد ما يحتاج إليه من كتب، ويوزع العمل شهريا، وأسبوعيا، ويوميا، ويحدد وقت الجد والاستذكار، ووقت الراحة والمرح، ويختبر مدى نجاح تخطيطه من حين إلى حين، فإذا ظهر قصور تداركه وأعاد التخطيط من جديد، والتاجر يخطط -بقدر -حجم شراءه وبيعه وربحه، وحاجته من البضاعة ووسائل حصوله عليها، وأوقات طلبه لها، ويعرف في ضوء ذلك العوامل التي ساعدت على نجاحه، والعقبات التى وقفت في طريقه ويغيّر التخطيط من حسن إلى أحسن ناظرا إلى يومه في ضوء أمسه وإلى غده في ضوء يومه، والزارع يخطط ويحدد أهدافه من زراعته، وما تتطلب من مال وبذور وسماد، وما يتكلف ذلك وما ينتج، ويجرب الجديد من نظام الحرث والبذر والريّ ويقدر ما حقق من أهداف، وليعد تخطيطه وحسابه عند الحاجة، هذا هو التخطيط. و هو الآن أساس الحياة العملية الصحيحة لكل إنسان وفي كل عمل، مهندسا كان أو معلما أم طبيبا أم صانعا أم كان تاجرا أم زارعا. والحاجة إلى التخطيط ماسة في حياة المؤسسات والشركات وهو أشد ضرورة في حياة الجيوش والأمم[12]“.

بعد دراسة الكتب ومحتوياتها من القسم الإبتدائي إلى الثانويية يتوصل الباحث إلى القول بأن هذه السلاسل الذهبية تحيط بكثير من فنون النثر والشعر وتحف بها الميزات والخصائص لأدب الأطفال. وكل الفضل يرجع إلى صاحب رؤية عالمية مستقبلية، ولكن كونه باحثا نجد هذه السلاسل تخلو من فنون النثر الحديثة مثل الرواية، والمسرحية، والقصة القصيرة، والشعر الحر، والمسرحية الشعرية، والقصة الغنائية وغير ذلك من أنواع متعددة تعتبر رافدا مهما من روافد أدب الأطفال. وكذلك أظهرت الدراسة الحاجة الملحة إلى تدريب الأطفال على ممارسة الأنشطة الإبداعية وتذوقها من خلال عملية التفاعل والتمثيل والأشغال الفنية والإقبال على الكتب الإبداعية والجمالية والابتكارية هذا يساعد على تنمية قدرات الأطفال على الملاحظات الدقيقية ويزودونهم قوة ولياقة تستحق الغلبة والكرامة في عالم التقنية وثورة المعلومات.كما يجب تدريب الأطفال على التفكير الناقد وتشجيع تساؤلاتهم، والاهتمام بالإجابة عن استفساراتهم، وكذلك من الضروري أن يتعود الطالب على الصياغة اللغوية الصحيحة وتصحيح أخطائهم وتزودهم بالإجابة الشافية بدون أي تخويف وتهديد إذا يطرح الطالب أو الطالبة تساؤلات أو استفسارات. وإعطاءهم الفرصة للنقاش لتوضيح ما في ذهنهم عن استخدام  الكلمات والتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم بطلاقة ومهارة مع ذلك كله.

 أهم شيئ ينقصه لدى المدرسين لأدب الأطفال هو عدم دراسة سلوك الأطفال ومشكلاتهم[13]، ينادي الوقت بأن يتعرف المدرس على جانب كبير من المعرفة والدراية في هذا المجال إذا نريد للمدارس أن تحقق أهدافها وتؤدي رسالتها حق قدرها. فعلى المدرسين أن يتعلموا التعرف على مشكلات سلوك الأطفال وكيف يفطنون لها. نرى في معظم الأحيان أن المدرسين الناشئين هم يتولون دراسة أدب الأطفال بينما ينبغى للمدرس المدرب أن يتولى هذا المهام، هو ينظر إلى كل تلميذ مستقلا بذاته، ويحاول أن يفهم كل سلوك تلميذ على أساس فهمه لعمليات النمو ودراسته للظروف والخبرات التي تعرض لها التلميذ. ولتحقيق هذا الهدف يتطلب العمل الذكي والجهد المتواصل والتضحية العظيمة والعمل على الأصول والضوابط التى يقتضيها أدب الأطفال، إذاَ تكون هذه السلاسل الذهبية ناجحة بالمعنى الحقيقي للكلمة.

مراجع البحث:       

[1]  أدب الأطفال في العالم المعااصر عبد الفتاح إسماعيل ص ١٨ الطبعة الأولى مكتبة الدار العربية 2000.

[2] فن الكتابة للأطفال،دراسات في أدب الأطفال،  احمد ،نجيب ص 77.دار إقرأ ،بيروت 1983

[3]  أدب الأطفال أهدافه وسماته، بريغش، محمد حسن، ص ٢٢٣ الطبعة الثانية، مؤسس الرسالة، بيروت 1996

[4] القراءة العربية ،القسم الابتدائ،الكتاب الأول د.محمد لقمان السلفي، ص ٦ مركز العلامة ابن بازللدراسات الإسلامية مدينة السلام بيهار 2004.

[5] أدب الأطفال أهدافه وسماته، بريغش، محمد حسن ص ٧٣.الطبعة الثانية مؤسس الرسالة،بيروت 1996

[6]  مناهج الدراسات العربية في الهند، د.حسين الندوي، محمد اقبال ص ١٨٥، مركز الدراسات العربية المعهد المركزي للغة الإنجليزية، حيدرآباد 2005.

[7]  القراءة العربية ،القسم الابتدائي، الكتاب الأول،  السلفي، محمد لفمان ص ٧، مركز العلامة ابن بازللدراسات الإسلامية مدينة السلام بيهار .2004

[8] أدب الأطفال أهدافه وسماته، بريغش، محمد حسن ص ١٣٩. الطبعة الثانية ،مؤسس الرسالة ،بيروت 1996

[9]  القراءة العربية القسم الابتدائ من الكتاب الأول، السلفي، محمد لقمان  ص 35، مركز العلامة ابن باز للدراسات الإسلامية مدينة السلام بيهار2004.

[10]  القراءة العربية القسم المتوسط من الكتاب الأول، السلفي، محمد لقمان، ص 9، مركز العلامة ابن باز للدراسات الإسلامية مدينة السلام، بيهار 2004.

[11]  القراءة العربية، القسم المتوسط من الكتاب الأول، السلفي، محمد لقمان، ص 139- 138،  مركز العلامة ابن بازللدراسات الإسلامية مدينة السلام، بيهار 2004.

[12]  القراءة العربية القسم الثانوي من الكتاب الأول. السلفي، محمد لقمان ص 35، مركز العلامة ابن بازللدراسات الإسلامية مدينة السلام، بيهار 2004.

[13]  كيف نفهم سلوك الأطفال، جرترود دريسكول ص 5 ، نشر الكتاب بالاشتراك مع مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر القاهرة _نيو يارك 1964.

*الباحث في الدكتوراه، في مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لعل نهرو، بنيو دلهي، الهند

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of