+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

أديب الهند واضح رشيد الندوي وموقفه من السياسة الوطنية والدولية
الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

 الملخص:

 كان الأستاذ واضح رشيد الندوي علما من أعلام الصحافة العربية في الهند. نهض بخدمة اللغة العربية واختار مجال الصحافة، نالت إنجازاته الصحافية إعجابا وتقديرا في الأوساط العلمية والفكرية والأدبية. قام الأستاذ الندوي بتحليل الأوضاع الراهنية تحليلا موضوعيا وأعرب عن موقفه ونظريته عن القضايا الاجتماعية والسياسية الوطنية والدولية من خلال مقالاته الشيقة وبحوثه القيمة. طفق الأستاذ الندوي يرافق الأحداث بصحافته، فلم يترك مناسبة اجتماعية وسياسية مرت دون أن يعبر رأيه في أسلوب صحفي متين، ولم يهتز الناس لحادثة إلا سبق إلى التحدث عن أثرها في نفسه. تسعى هذه الدراسة إلى اكتشاف الدور الذي قام به الأستاذ الندوي من خلال الصحافة العربية في الهند مع تسليط الضوء على رؤيته و موقفه من  السياسة الوطنية والدولية والقضايا الاجتماعية.

الكلمات الرئيسية: الأستاذ واضح رشيد الندوي، الصحافة العربية، القضايا  الاجتماعية ،الشؤون الدينية، السياسة الوطنية

 المدخل:

لم تفتقر الهند في يوم من الأيام إلى الرجال العظماء، رجال العلم والبصيرة، رجال الفن والسياسة، رجال الحكم والسيادة، بل أنجبت الهند على أرضها الخصبة في كل عصر من العصور رجالا زادوا من عزها وقدرها، وشأنها وشرفها، وأوصلوها إلى قمة الفخر والعظمة وجعلوا اسمها يتلألأ في صفحات التاريخ. كانت لهم جولة وصولة في الآداب والثقافة العامة، والفضل يرجع إلى” الصحافة” التي استخدموها لإيصال الأفكار إلى كل طبقة من الناس، وللتعبير عما في نفوسهم وقلوبهم، وبها بلغوا ما بلغوا قمة عالية من الأدب والبلاغة والفصاحة وقاموا بدور بارز فيما أرادوا وقصدوا من الهدف المنشود والغرض المطلوب وكسبوا بها أنظار الناس إليهم، وسيطروا على عقولهم وتملكوا زمام أفكارهم، فمن بين تلك الكوكبة النيرة الأستاذ واضح رشيد الندوي. كان الأستاذ الندوي من عباقرة العلماء ونوادر الزمان وأفذاذ الرجال قلما يجود بمثله الزمان. تميز الأستاذ الندوي بحسه الإنساني العالي وحبه للمشاركة الشعب في أفراحه وأحزانه ومعاناته من خلال مقالاته وبحوثه. لقد أحس شدائده بأضعاف من عامة الناس وهمومهم لأنه كان مرهف الحس وعميق الشعور.

ما هو الجديد في هذا البحث:

لقد اهتم الباحثون بدراسة عن حياة الأستاذ الندوي وإسهاماته في الصحافة العربية في الهند من الجوانب المختلفة ولكن رؤيته وموقفه من السياسة الوطنية والدولية من الجانب المهم الذي ما زال مجهولا عند الباحثين والنقاد. لقد أغمض الباحثون أبصارهم عن هذا الجانب المهم الذي له أهمية بالغة لتخطيط الفكر والعمل في مجال السياسة للأمة الإسلامية في بلدنا العزيز، إذن فالجديد في هذا المقال هو بحث عميق عن رؤية الأستاذ الندوي في باب السياسة ونظريته وموقفه من السياسة الوطنية والدولية.

 مولده ونشأته:

ولد الشيخ محمد واضح رشيد الحسني 1932م في تكيه كلان رائي بريلي، أترابراديش الهند. نشأ وترعرع في أسرة علمية دينية. تلقى مبادئ القراءة والكتابة في المدرسة الإلهية براي بريلي، ثم دخـل دار العلوم ندوة العلماء حيث تعلم اللغة العربية ووسّع ثقافته الأدبية والإسلامية، و نال شهادة العالمية وتخصص في الأدب العربي وتخرج فيها عام 1951م، ثم أنهى دراسته الثانوية في المدرسة الرسمية، والتـحق بجامعـة عليكره الإسلاميـة لمزيد من الدراسات، وحصل على شهادة الليسانس في اللغة الإنجليزية. بدأ محمد واضح رشيد النـدوي حياته العملية في إذاعة عموم الهند بدلهي مذيعا ومترجما من الإنجليزية إلى العربية، و ظل في وظيفـته حتى سنة 1973م. و كانت هذه الفترة تمثـل مـرحلة فاعـلة في مشـوار حيـاته، إذ منحت له الفرصـة لدراسـة العلوم السياسية و الاجتمـاعية، قام بترجمة المقالات والبـحوث العلمية والأدبيـة والسياسيـة والفنية التي تمت إذاعتـها من دلهي وعدد من محطات الإذاعـات إلى العـربية. تم تعيينه كأستاذ اللغة العربية وآدابها في دار العلوم ندوة العلماء عام 1973م، وخلال ذلك عين عميدا لكلية اللغة العربية وآدابها بدار العلوم، كما عمل مديـرا للمعهد العالي للدعوة و الفكر الإسلامي، ثم تولى عام 2006م رئاسة الشؤون التعليمية لنـدوة العلماء. شغل الأستاذ عـدة مناصب إدارية وعلمية منها: الأمين العام المساعد لمجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية، سكرتير المجمع الإسلامي العلمي بندوة العلماء،عضو مجمع أبي الكلام آزاد بلكناؤ، نائب رئيس دار عرفات، رائي بريلي. كانت له مشـاركات علمية ملحوظة في شتى المناسبـات داخل الهند و خـارجها، وقد اشترك في الندوات والمؤتمرات الوطنية والدولية. تشّرف بالحصول على جائزة الرئيس الهندي التقديرية، وذلك تقديرا لجهوده الطيبة في مجال الأدب العربي الهندي واعترافا بشخصيته البارزة. توفي الأستاذ الندوي في 16من يناير عام 2019م.

آثاره العلمية والأدبية:

كان الشيخ الندوي أديبا بارعا موهوبا. قد خلف لنا عددا ضخما من الكتب و المؤلفات في الفنون الأدبية المختلفة والدراسات الإسلامية ومن أبرزها: “تاريخ الأدب العربي (العصر الجاهلي” “أعلام الأدب العربي في العصر الحديث” ” مصادر الأدب العربي”،”أدب أهل القلوب”،” الشيخ أبو الحسن الندوي قائدا حكيما”، “الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند”،”أدب الصحوة الإسلامية”،”المسحة الأدبية في كتابات الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي”، حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطور المنهج”،” مختصر الشمائل النبوية صلى الله على صاحبها وسلم”، “لمحات من السيرة النبوية والأدب النبوي” “إلى نظام عالمي جديد” “من صناعة الموت إلى صناعة القرارات” “سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم” “من قضايا الفكر الإسلامي: الغزو الفكري”، وغيرها كتب تحت قيد الطبع في موضوع الأدب العربي، والفكر والثقافة، والإعلام، والسيرة، والتاريخ، بالإضافة إلى عدد من المقالات المنشورة التي نشرتها له مجلة ثقافة الهند الصادرة عن المجلس الهندي للعلاقات الثقافية بدهلي ومجلة البعث الإسلامي بعنوان “صور وأوضاع” ومقالات وافتتاحيات لصحيفة الرائد.

 الأستاذ الندوي صحافيا قديرا:

كان الأستاذ الندوي رجلا موهوبا، ذكيا بارعا، كاتبا قديرا وصحافيا كبيرا، وفي الحقيقة كان عبقريا في كل مجال من المجالات ، ومنها مجال الصحافة التي اتخذها كجزء من حياته واستخدمها لمصالح الأمة، وكان مولعا ومغرما بالصحافة. نالت إنجازاته الصحافية إعجاب الأوساط العلمية والفكرية والأدبية, وقد ساعده في تكوين شخصيته الصحفية اشتغاله بالإذاعة لعموم الهند. انتهز الأستاذ الندوي هذه الفرصة لتصقيل مواهبه الصحفية، إذ اطلع على الإعلام الغربي والصحافة الإنجليزية ومجلاتها الصادرة  في الغرب. وبحكم اشتغاله بالإذاعة منحت له فرصة لالتقاء القادة السايسين والمثقفين والمندوبين من البلدان المختلفة كما وجد الفرصة لإجراء المقابلة الصحفية مع رؤساء الأحزاب السياسية والجماعات المختلفة في أنحاء العالم شرقا وغربا. بدأ الأستاذ الندوي يكتب عن موضوع السياسة ويقوم بتحليل الأحداث والوقائع والأوضاع الراهنة والتعليقات الإذاعية. كان يضاهي في كتاباته الصحفية كبار الصحفيين العالم من حيث تقديم المواضيع السائدة وتحليلها تحليلا دقيقا موضوعيا وتوجيه المجتمع وتوعيته بكل ما يحدث في داخل الهند وخارجها. لقد استمر الأستاذ الندوي استخدام خبراته الصحفية ومواهبه الكتابية لتقوية الصحافة الإسلامية من خلال مقالته وبحوثه التي تم نشرها في المجلة الإسلامية “البعث الإسلامي” وفي الجريدة الإسلامية “الرائد”. ومنذ عام 1973م، بعد ما ترك وظيفته في إذاعة لعموم الهند بدأ يكتب عمودا تحت عنوان”صور وأوضاع”.

إن الأسلوب الذي اختاره الأستاذ الندوي تنعكس فيه أفكاره ونظريته وموقفه من السياسة الوطنية والدولية بكل وضوح وصراحة. جرى قلمه السيال في الموضوعات المتباينة من أدب وتاريخ  وسياسة  ودين وأخلاق.  يقول الأستاذ أشفاق أحمد الندوي وهو  يشير  إلى أسلوبه في الصحافة: ” له خبرة واسعة في مجال الصحافة العربية، يتخذ لكتابته الصحفية أسلوبا حديثا ممتازا وتحليلا سياسيا لقضية من القضايا الساخنة من المنظور الإسلامي، والمجتمع الإنساني، يتمسك في كتابته الصحافية بالموضوعية، ولا يبدو من كتابته أنه متخرج في مدرسة إسلامية هندية، لا يعرف إلا  الإسلام وتعاليمه فحسب، بل يعرف مختلف العلوم الشرقية والغربية. وهو مطلع على ما يحدث حول العالم من التغييرات السياسية والحركات الأدبية واللثورات الثقافية[1]. يتحلى أسلوب الأستاذ في تحليل الأوضاع السياسية والعلمية بالسهولة في التعبير  والتعمق في البحث، فإنه يحلل الأوضاع السياسية تحليلا دقيقا وينقد الأحداث بأسلوب متين، يستمد من دراسته الواسعة لتاريخ العالم الديني والسياسي والاجتماعي والحضاري ويصل إلى عمق الموضوع ويبين إيجابياته وسلبياته ويعبر عن موقفه من السياسة الوطنية والدولية ولا يخاف لومة لائم.

الفلسفة المادية الغربية وأثرها السلبي كما يرها الأستاذ الندوي:

تناول الأستاذ الندوي في مقالاته الفكر الغربي وفلسفته المادية وانتقد الأحداث التاريخية والسياسية والحضارية للغرب، لأنه رأى أن الحضارة الغربية هي حضارة الإرهاب والاستغلال. يقول “إن الاستغلال والإرهاب والاستبداد وأعمال القهر والقمع والمطامع الفردية والجماعية والتضليل وقلب الحقائق يتسبب في شقاء الإنسان.[2] رأى الأستاذ الندوي أن فقدان الشعور الإنساني يحدث بسبب اتباع الفلسفة المادية الغربية. والفلسفة المادية الغربية تدفع الإنسان إلى الاغتصاب والاختلاس والاستغلال والاستبداد. يقول الأستاذ الندوي في هذا الصدد: “إن مسألة الشعور الإنساني والوعي الإنساني الذي فقده الإنسان المتحضر اليوم لأنه يتبع فلسفات مادية غربية تبطل عمل الشعور واقتضاء الروح، بل فلسفات تدعو إلى الاغتصاب والاختلاس والاستغلال، وخدمة النفس وإسعادها، تعبر الخير والنجدة والإيثار والمؤاساة نفاقا ورجعية وأصولية، لا مكان لها في هذا العصر المادي.[3] قد أصبحت المادية شعار الحضارة الغربية والحياة الغربية منذ عهد عريق في التاريخ. تسربت المادية في كل جانب من جوانب الحياة حتى لم تخلو الحركات الروحية التي شغلت الناس كثيرا في أوربا في الزمن الأخير  إنما روحها المادية- خلافا للحركة الروحية والتصوف في الشرق الإسلامي. إن المادية والنزعة الأنانية تسيطر بشكل كامل على حياة المجتمعات الغربية والأوربية. إن مجرد سيادة هذه الأمم واستعلائها السياسي والمادي دعاية عظيمة لا يقاومها منطق ولا استدلال، ولا فلسفة ولا أخلاق.

الصراع الفكري بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية عند الأستاذ الندوي:

إن الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية ليس صراعا بين حضارتين. بل هو الصراع بين حضارة وفلسفة في الحياة تقوم على المادية واللادينية، وبين حضارة يمثل التوحيد عمادها ومحورها الذي لا تقبل الدوران على غيره من المناهج والمذاهب والفلسفات. بزغت شمس الإسلام ومع حلوله قد ظهرت الحضارة الإسلامية بروحها ومظاهرها، وقيام الدولة الإسلامية بشكلها ونظامها يعد بابا جديدا في تاريخ الإنسانية، وظاهرة جديدة في عالم السياسة والقيادة. فتغير  به مجرى التاريخ وانقلب به تيار المدنية والحضارة واتجهت اتجاها جديدا. فالحضارة الإسلامية هي الحضارة النموذجية لأنها تتبنى على دعائم ثابتة من الإيمان والأخلاق. وهي التي تتحدث في جزاء الأعمال وعقابها. وهي معجزة الإسلام أن الله قدر لهذه الأمة الإسلامية شريعة وقانونا وحضارة لاتزال ترشدها إلى الصراط المستقيم وتحل كل قضاياها وتفك كل معضلاتها، وتفتح مغاليقها. وقد كان  الأستاذ الندوي يصف الحضارة الإسلامية أنها حضارة إنسانية خالدة كخلود الرسالة السماوية. وقد ظهرت هذه الشمولية واضحة جلية في عطاء الإسلام الحضاري، فهو يشمل كل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية كما أن الإسلام يشمل كل متطلبات الإنسان الروحية والعقلية والبدنية. فالحضارة الإسلامية تشمل الأرض ومنة عليها إلى يوم القيامة لأنها حضارة القرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه وصيانته. الحضارة الإسلامية ليست جامدة وإنما ترعى كل فكرة أو وسلية تساعد على النهوض بالإنسان جميعا وتيسر لهم أمر حياتهم. مادامت تلك الوسيلة لا تخالف قواعد الإسلام وأسسه التي قام عليها، فهي حضارة ذات أسس ثابتة مع مرونة توافق طبيعة كل عصر من حيث تنفيذ هذه الأسس بما يحقق النفع للناس. إن الحضارة العربية الإسلامية هي حضارات الأخلاقيات في التعاملات وجعلت الإنسان مادتها وهدفها وهي ملائمة بفطرة الإنسان، وقد امتازت الحضارة الإسلامية بحرية الضمير  وأصبحت ذات صلة بالثقافات الأخرى تأخذ منها وتعطيها فكانت حضارة متميزة اكتسبت بذلك هذا المقام الرفيع من التاريخ الإنساني. جاءت رسالة الإسلام فكانت نورا أشع على العالم وأخرجت أقواما من وهدة الجاهلية إلى نور الإسلام ومن ضيق الدينا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

الأستاذ الندوي وموقفه من الإرهاب العالمي: 

إن الإرهاب هو استخدام العنف ضد الأفراد الأبرياء من أجل الحصول على غايات عسكرية سياسية أو فلسفية من فريق ثالث، من الحكومة أو من مجموعة ما. العنف يجب أن يستهدف المدنيين الأبرياء. والإرهاب قد يكون سياسيًا أو عقائديًا من دون أي قيود قانونية أو خلقية. أصبح الإرهاب في ظل الواقع المعاصر خطرا حقيقيا يواجهه الوجود البشري وسلامته، وعلى الرغم من أن قادة العالم  قد أوضحوا بأن الإرهاب ليس له دين، ولا جنسية، ولا يخص الإرهاب بالإسلام أو بالمسلمين. يوجد الإرهاب في كل ناحية من أنحاء العالم باسماء مختلفة كما توجد منظمات إرهابية في أوربا وأمريكا. إن هناك بعض الدول التي تدعم الإرهاب ماديا ومعنويا،. إن إسرائل على خريطة العالم هي دولة الإرهاب، ولا تخفى نواياها الإرهابية وعملياتها العدوانية ضد الفلسطنيين، يشير الأستاذ الندوي أن الهند تسلك على خطوة أمريكا في هذا الموضوع. فكلما وقعت تفجيرات في أي بقعة من بقاع الهند اتهم المسلمون بأنهم هم المسؤولون عن سائر هذه الأعمال المخربة. ولو أن الهند تواجه خطر الإرهاب من قبل المنظمات المتطرفة الهندوسية ومن قبل الحركات اليسارية. ويشكل هذا الإرهاب خطرا جديدا للهند من الناحية الخاصة وللعالم كله من الناحية العامة. ولكن الإعلام الهندي والعالمي يغض النظر عن هذه الحقائق، يقول الأستاذ الندوي:” وفي الوقت نفسه كان الإعلام العالمي يستتر على سائر أعمال العنف التي كانت تجري في العالم ضد المسلمين أو من قبل الجماعات المتطرفة من غير المسلمين اليمينين واليساريين. وقد كانت الدول الأوربية والآسيوية والإفريقية مسرحا لهذه العمليات، فكانت ثم هذا الحوادث بدون لفت النظر إليها، وكثير منها لا تذكر أو تذكر  هامشيا. فظل الإسلام والمسلمون هذه المدة خطرا موحشا للعالم، وفي لقاء جرى بين القادة والزعماء كان موضوع الإرهاب الإسلامي المزعوم على رأس قائمة الموضوعات”.[4]

 يعاني المسلمون في جميع أنحاء العالم من هجمات متواترة من القوات المعادية للإسلام، ويثير الإعلام في النفوس والعقول الحقد والكراهية ضد الإسلام والمسلمين. رأى الأستاذ الندوي أن غياب الإعلام الإسلامي الواعي هو سبب رئيسي لانتشار الحقد والكراهية ضد الإسلام والمسلمين في أرجاء العالم. يقول الأستاذ الندوي: ” إن غياب الإعلام الإسلامي الواعي هو العامل الأكبر  في تشويه صورة العالم الإسلامي، والموقف المعاند للإسلام والمسلمين في أوربا بصفة خاصة والعالم بأجمعه بصفة عامة، وخاصة في المناطق غير الإسلامية حيث يعم التصور أن المجتمع الإسلامي هو مجتمع الإجرام والعنف والكراهية.[5]

لقد حاول الأستاذ الندوي من خلال كتابته إصلاح المجتمع على أساس الدين السمح، يظهر هذا الجانب أقوى في جميع مقالاته وبحوثه، لأنه اطلع على الفكر الغربي، فقام بتشريح جثة الغرب الفكرية تشريحا دقيقا وأزال الستار عن الحضارة الغربية وعن الجانب السلبي الخفي من الفكر الغربي الذي يدفع إلى الاستغلال والاستبداد.  يكتب الأستاذ الندوي عن موقف الفكر الغربي و هو يشير إلى مضاره: ” إن الإرهاب والقسوة ليست نتيجة للسياسة الأوربية وحدها وإنما ترجع إلى الثقافة الأوروبية ومعطياتها الفكرية النفسية التي شاعت في العالم بعد الحرب العالمية الأولى. فإن بعض هذه المذاهب تدعو صراحة إلى العنف وإلى أخذ الحقوق بكل قسوة بل بخسة بدون رأفة، وعبر المودة والمحبة والرأفة والمساواة جنبا ونفاقا وخداعا، وقد دعا إلى هذا الموقف العنيد عدد من رواد الفكر الغربي.[6]

الأستاذ الندوي وموقفه من النظام الإسلامي:

يقوم النظام الدولي الجديد على ثلاثة عناصر: وجود قواعد تنظم العلاقات الدولية، والدول والمنظمات، والتفاعلات بين أجزاء النظام الدولي. ولفكرة النظام الدولي تاريخ عريق ينطلق من رغبة الإنسان في الوحدة الإنسانية. فكرة النظام الدولي ليست بالفكرة الحديثة أو المتأخرة، بل هي فكرة قديمة تضرب في جذور التاريخ، حاول خلالها الإنسان أن يمثل العالم النموذجي المثالي الذي يعيش فيه جميع البشر على مبدأ الوحدة الإنسانية القائمة على أسس قانونية طبيعية أو دينية أو وضعية – دون التمييز بين أفراد هذا النظام بسبب اللون أو المعتقد الديني أو العرقي، إلا أن الفكرة اصطدمت بمعارضة الدول القائمة في ذلك الحين، حيث شهد العالم حروباً ونزاعات جعلت فكرة خضوع الدول والشعوب لقانون واحد يعد ضرباً من الخيال، إلا أن فشل الفكرة في ميدان التطبيق لم يلغها من الذاكرة الإنسانية. إن البشرية تحتاج لإعادة اختراع الدولة أولًا، كما تحتاج لإعادة ضبط الأنساق السياسية والاقتصادية والثقافية التي تربط الأمم ببعضها البعض، ونحتاج كذلك إلى تفعيل منظومات القيم والأخلاق التي أرى أنها منعدمة في النظام الحالي تمامًا، وإن أردنا أن نسبر أغوار الأفكار والأيديولوجيات التي يمتلكها الإنسان اليوم. أما الإسلام “كدين” فلم يأتِ بنظام سياسي أو اقتصادي ولكنه شجع وبشدة على حرية الفكر، ولأن الإسلام شجّع على حرية الفكر فإن هذا كان سببًا واضحًا لكونه صالحًا لكل زمان ومكان. يرى الاستاذ الندوي إن الإسلام نظام متكامل للحياة، يشمل جوانب الحياة الفردية والاجتماعية والروحية والمادية، بدون تفريق وتمييز بينهما، ولا يقوم كيان الحياة الإسلامية ولا يتحقق له النصر والغلبة إلا إذا وجد ارتباظ وتركيب متناسب بين سائر هذه العناصر التي يتكون منها الصرح الإسلامي.”[7]

إن الإسلام دين عقيدة وعمل، ونصوصه في القرآن والسنة هي بالوضوح الكافي في إقرار المبادئ والتمسك بالموضوعية في العلاقات الإنسانية، بغض النظر عن الصياغات التعبيرية. لذلك فإن الشريعة الإسلامية هي شريعة مرنة تسمح بإقرار شرعية النظم والقوانين التي تخالف مبادئها. يهدف الإسلام إلى توحيد بني البشر في ظل نظام قانوني واحد هو الشريعة الإسلامية. فالشريعة الإسلامية موجهة للناس كافة، دونما تمييز على أساس الأصل أو العرق أو اللغة. هكذا نجد أن الأستاذ الندوي حمل لواء الإسلام وقام بدفاعه ورفع صوته لإعلاء الإسلام والمسلمين طول حياته. يقدم للناس من خلال كتاباته الصحفية أن الإسلام هو الحل الوحيد لكل مشاكلهم.

الأستاذ الندوي ورؤيته للسلام العالمي:

إن قادة العالم يحاولون من أجل تحقيق السلام العالمي، وكل الحروب التي شهدها العالم كانت من أجل تحقيق السلام، إلا أن كل هذه الحروب وجميع اتفاقيات السلام العديدة التي وقعت في الماضي بائت بالفشل ولم تنجح في تحقيق السلام في العالم، بل ربما أضافت المشاكل للدول الصغيرة، لأن السلام لا يأتي من الخارج، وإنما يأتي من الداخل. عندما ينعم الإنسان بالسلام الداخلي يعم السلام العالمي تلقائيا. فالسلام يعني الأمن والطمأنينة الذي هو عكس العنف والخوف والحرب، الذي يوفر للإنسان الحياة الآمنة والمستقرة، أما الدول التي تعاني من العنف والحرب، فإنها لا تعرف السلام ولا تنعم بالاستقرار، ولا يعيش شعوبها في أمن وسكينة. يقول الأستاذ الندوي: ” كان في الماضي نزع السلاح والسلام العالمي موضوعا من الموضوعات لدى زعماء العالميين. وفي ستار هذه المحادثات والمفاوضات كانت حركة وسائل حربية مدمرة من القنابل الذرية والهيدروجينية والصواريخ والقذائف تستمر، فإذا كان بلد غير غربي ملك شيئا منها قامت عدة دول لنزع هذا السلاح، وقد وقعت حرب العراق على هذا الأساس، فكانت الحجة وراء هذا الهجوم وتدمير العراق أنه يمتلك أسلحة ذات دمار شامل، ولكن لم تثبت، وقد ثتبت بعد تدمير العراق أن المعلومات التي هيأتها وكالة المخابرات الأمريكية كانت كاذبة. واعترف رئيس الوكالة ورئيس الوزراء البريطاني بأن العراق تعرض لهجوم عالمي على أساس هذه المعلومات الكاذبة. ولا تزال الأمور غير مستقرة، والآن توجه هذه التهمة إلى دول إسلامية أخرى وتفرض عليها القيود، وفي جانب آخر أن الدولة الصغيرة في العالم إسرائيل تمتلك الأسلحة المدمرة ولأنها لا تواجه أي ضغط أو فرض قيود.”[8] يرى الأستاذ الندوي أن هذا المواقف المتناقض للدول الغربية لا يساعد في إيجاد جو الأمن والسلام في العالم.

الأستاذ الندوي وموقفه من السياسة الوطنية:

يواجه المسلمون في الهند اليوم العديد من القضايا الهامة والنوازل العامة، ويواجهون مجموعة من التحديات الخطيرة ومن أبرزها: الحفاظ على الهوية الإسلامية والتي يشعر المسلمون بأنها مهددة بالذوبان فى مجتمع يغلب عليه الطابع الهندوسي. ويزيد من ذلك الشعور أن الحكومة تحاول تكريس ذلك الطابع فى المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية. ومنها الاضطهاد العنصري والعنف الطائفي. ولاشك في أن الاحتلال الإنجليزي الصليبي، والتعصب الهندوسي، كان لهما دور كبير في تدهور أوضاع المسلمين في الهند في القرون، إلا أن هناك عوامل أخرى أدت لهذا التدهور والتراجع الحضاري والسياسي لمسلمي الهند.  يمر المسلمون في الهند بأصعب مرحلة في حياتهم نتيجة تآمر الأحزاب الهندوسية المتطرفة، هذه المرحلة تشهد حملة إبادة منظمة تحت مرأى ومسمع الحكومة الهندية والعالم، ولكن دون تدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لقد تهاوى شعار “الهند كبرى الديمقراطيات في العالم ” إن دستور الهند يوفر الحرية الكاملة لمواطينها أن يمارسوا الأديان حسب اختيارهم، لأن الهند هي دولة علمانية بطبيعتها. ولكن في هذه الأيام، تواجه الهند خطرا كبيرا على ديمقراطيتها وعلمانيتها. إن بعض الجماعات المتطرفة تحاول أن تحول الهند إلى دولة هندوسية. الوحدة في التنوع في خطر كبير في هذه الدولة, ولأجل هذا، بدأت الشعوب الأقليات تشعر غير مأمون. قد أصبحت الاضطرابات الطائفية ظاهرة عامة في هذا البلد. الهنادك المتطرفون يهدفون ويقتلون أفراد من الطبقات السفلى والمسلمين على اسم البقرة. يقول الأستاذ الندوي: وإن الهند لا تستثنى منه، فإن السلمين يواجهون هجمات منظمة يمارسها الشباب الهندوس المتطرفون حتى في القطارات والحافلات باسم صيانة البقرة، وعمت هذه الظاهرة حتى وبخت المحكمة العليا الحكومية الراهنة التي يقودها حزب بهارتيا جنتا المعروف بعدائه للمسلمين، ووجهت إليه الأمر باتخاذ إجرائات صارمة ضد المهاجمين وتعيين سلطات خاصة لمراقبة أعمال العنف ومعاقبة المتورطين في أعمال العنف. قد وقعت في هذا الزمن من بعض الجماعات المتعصبة والمنظمات المتطرفة حوادث العنف والهجوم المنظم على المسلمين باسم تقديس البقرة وصيانتها، ورفع هتافات شركية وإجبار المسلمين عليها بدون أي مؤاخذة من النظام السايسي الذي يدعي بتحويل البلاد إلى دولة هندوسية، لا مكان فيها لغير المسلمين.[9] مع أن الوحدة في التنوع والتنوع في الوحدة هو الخلق الأساسي للمجتمع الهندي، ومع أن الإسلام يعتبر ثاني أكبر ديانة في الهند، فإن المسلمين لا يمتلكون حزبا قويا مؤثرا في الحياة السياسية الهندية، ويعانى مسلمو الهند من صدام مع الهندوس، وهما أكبر طائفتين دينيتين، وتعود جذور الخلاف إلى فترة دخول الإسلام شبه القارة الهندية، وسيطرة المسلمين على معظم أجزاء المنطقة، واعتنق الهندوس الإسلام حتى شكلوا أقلية مسلمة كبيرة ضمت حوالى ثلث سكان شبه القارة الهندية قبيل استقلالها من بريطانيا، وهو ما ترك شعوراً بالمرارة التاريخية لدى الهندوس.

الأستاذ الندوي وموقفه من السياسة الدولية:

تواجه الأمة الإسلامية في العالم العربي الذي كان مهدا للسلام ومنطلق الدعوة إلى الخير  والصلاح ومركز تجربة الحياة الإنسانية، محنا وشدائد وأصبحت الفريسة الأولى والرئيسية للمؤمرات ووسائل القمع والقتل والحظر على العمل لخير الإنسانية وإصلاح الحياة. واخترعت السياسة القاهرة تعبيرات مختلفة من الرجعية والأصولية والتطرف والتشدد وأخيرا الإرهاب: يقول الأستاذ الندوي ” لقد كان الشام قلعة من قلاع الإسلامية، وله تاريخ مجيد في صد الهمجات الأجنبية العسكرية والثقافية. وقد تغير الوضع في العراق أولا ويبدو أن سوريا ستصبح أكثر تعرضا للصراعات الدولية ويخشى أن تصبح مصرعا للحرب العالمية وتشير إلى ذلك تدخل أمريكا وحلفائها ولو كان متأخرا في قضية الشام، وهجماتها الأخيرة تشير إلى خطر باصطدام دولتين كبيرتين في هذا البلد الذي سيؤدي إلى تدمير كامل لهذه المنطقة ويكون للمسللمين أكبر نصيب في الخسائر التي تؤدي إليها هذه الحرب.”[10] إن استخدام مصطح التشدد الديني شائع اليوم، لكنه لا ينطبق على الإسلام والعمل الإسلامي، وإن قمع النزعة الدينية إجراء ضد طبيعة الإنسان.”[11]يقول الأستاذ الندوي: “لقد كان العراق والشام في التاريخ الطويل قبلة العالم، وكان يعد قوة كبرى، يؤم إلى بغداد والكوفة والبصرة رواد العلم. وكانت هذه المدن مراكز الإشعاع الفكري والحضاري، ولكن القيادات السياسية التي تولت الحكم في هذين البلدين كذلك كانت دمشق وحلب مراكز الثاقفة الإسلامية منذ نصف قرن وبعد انحسار الاستعمار قضت فترة حكمها في أعمال تصفية أصحاب العقول والولاء للوطن.[12]

يرى الأستاذ الندوي أن الدول الإسلامية بذخائرها والقوى البشرية التي تملكها، والأهمية الجغرافية التي تتمتع بها، وصلاحيات أبنائها، تستطيع أن تفرض على العالم، لا على أمركيا وروسيا وحدهما، إرادتها ورغبتها أكثر من إسرائيل، ولكن الشيئ الذي يحول دون هذا التحول الجوهري هو عدم وجود الانسجام بين الشعوب الإسلامية. قد حان الوقت أن يجتمع المسلمون تحت لواء الدين، فليكن هم قادة المسلمين تنمية الشعور بالذاتية والاستقلال، وتنمية روح إعادة الشخصية الإسلامية وتحريرها من أيدي المستعمرين الجدد، والاعتماد الذاتي الكامل بعدة الإيمان، ورصيد اليقين بأنهم خير أمة، وأن لهم شأن في المستقبل.  

 نتيجة البحث:

إن العلامة الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي يمتاز بالعلم والعمل، ويجمع بين العقل والحكمة، والخلق الحسن، وممن يضرب به المثل في التواضع، والأدب الرفيع، ذاع صيته في العالم العربي بمقالاته القيمة وأفكارئه الرائعة حول مواضيع مختلفة بالقضايا الاجتماعية والسياسية الوطنية والدولية. بذل كل ما في وسعه لإصلاح المجتمع الإسلامي وحماية الأمة الإسلامية على المستوى العالمي من خلال كتاباته الصحفية وقام بفضح العالم الغربي من جميع جوانبه. انتقد تاريخ الحضارة الغربية وثقافتها وفلسفاتها المادية. اتخذ الأستاذ في عرض الوقائع والأحجاث أسوبا علميا تحليليا وموضوعيا جديا وطريفا. لقد اختار الأستاذ الندوي الصحافة التي استخدمها طول حياته وجعلها وسيلة لنشر وإبلاغ ما لديه من الأفكار والتوجيهات والتوصيات تجاه الشعب الهندي. استطاع الأستاذ الندوي من خلال مقالاته وبحوثه أن يطرح فكرته. قد مارس في الأصناف الشعرية القديمة ومزج التجارب الذاتية وعالج القضايا الاجتماعية والوطنية وأعرب عما يدور في قلبه من الخلجات النفسية للإنسانية كله. كانت له رؤية جديدة  للأمة الإسلامية والعربية. تمكن من استخدام أسلوب الشيق في معالجة المشكلات للمجتمع الهندي والقضايا الاجتماعية والوطنية والإنسانية. جاءت مقالاته رقيقة ذات نزعة إنسانية بالإحساس الصادق والتعبير الفني والصور الجميلة التي تحمل العاطفة الإنسانية السامية. اختار الأستاذ الندوي في مقالاته وبحوثه الأسلوب الذي كان يلائم بالروعة القديمة ويوافق المقتضيات الحديثة وأعرب من خلاله عن تجاربه الذاتية وخلجاته النفسية في طرح القضايا الاجتماعية وأظهر أفكاره الرائعة ونظريته عن السياسية الوطنية والدولية. .

الهوامش:

[1]    أشفاق أحمد الندوي، النثر العربي المعاصر في الهند، دار عمر للطباعة والنشر، نيو دلهي، 2013م، ص، 330

[2]   مجلة  الرائد، دار العلوم ندوة العلماء لكناء، العدد20، 16أبريل، 1990م ص،6

[3]    مجلة الرائد، دار العلوم ندوة العلماء ، لكناء، العدد، 11-12، 16 نوفمبر، – ديسمبر 1999م

[4]   البعث الإسلامي، العدد 58، فيرائر، 2013، ص، 83

[5]   البعث الإسلامي، الجلد، 43، العدد 6، أبريل 1996م ، 89

[6]   البعث الإسلامي، الجلد 41، العدد 6، أغسطس عام 1996، ص، 96

[7]   البعث الإسلامي، المجلد، 64، العدد، 8، ديسمبر 2018، ص، 91

[8]    البعث الإسلامي، المجلد 64، العدد،5، سيبتمبر 2018ن ص، 94

[9]   البعث الإسلامي، الجلد، 63، العدد، 6، أكتوبر 2017، ص، 92-93

[10]   البعث الإسلامي، المجلد 64، العدد،2ن يونيو 2018، ص، 87

[11]   مجلة الرائد، الجلد، 60، العدد، 3-4 ص، 3

[12]   البعث الإسلامي، المجلد 64، العدد،2ن يونيو 2018، ص، 87

المراجع والمصادر:

  1. أشفاق أحمد الندوي، النثر العربي المعاصر في الهند، دار عمر للطباعة والنشر، نيو دلهي، عام 2013م
  2. أيوب تاج الندوي الندوي، الصحافة العربية في الهند، نشأتها وتطورها، مطبعة دار الهجرة، جامو، 1997م
  3. جمال الدين الفاروقي، الأستاذ عبد الر حمن محمد، والأستاذ عبد الرحمن حسن، أعلام المؤلفين بالعربية في البلاد الهند، مركز جمعة الماجد للثتاقفة والتراث ، دبئ، 2013م
  4. سعيد الرحمن الأعظمي، الصحافة العربية : نشأتها وتطورها، مؤسسة الصحافة والنشر، ندوة العلماء ، لكناؤ، الهند 2001م
  5. سليم الرحمن خان الندوي: الصحافة الإسلامية في الهند: نشأتها وتطورها، المجمع الإسلامي العلمي، لكناؤ، الهند. 2012م
  6. صهيب عالم، تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند، مركز الملك عبد الله بن عبد العزبز الدولي لخدمة اللغة العربية، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2016م
  7. محمد قطب الدين، ندوة العلماء في خدمة الأدب العربي والدراسات الإسلامية، مطبع الهند-الآسيوية نيو دلهي ، الهند 2010م

*الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها،  جامعة عالية ،كولكاتا – الهند

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of