+91 98 999 407 04
editor@aqlamalhind.com

القائمة‎

المصطلح الصوفيّ في معجم إصلاحات الصّوفيّة لعبد الرزاق الكاشاني: مصادره وإشكالاته
د. محمد سحواج

الملخص:

تهدف هذه المقاربة العلميّة إلى إبراز الدّور العلميّ للصوفيّة في خدمة الدّرس المصطلحي عبر التّاريخ، ولما كان تقديم النماذج السامية خير أداة لتبيان الدور الصّوفي في هذا الجانب، فقد اخترنا معجم اصطلاحات الصّوفيّة لعبد الرزاق الكاشاني(ت :736ه) قصد تجلية:

أ-المصادر التّي اعتمدها في بناء معجم اصطلاحاته.

ب-إشكالات الاصطلاح عنده.

الكلمات المفتاحيّة :

المصطلح الصّوفي؛ معجم الاصطلاحات؛ عبدالرزاق الكاشاني؛

  1. مقدمة:

تتجلّى أهمّية المصطلحات في تقريب مفاهيم ومضامين التخصّصات والمجالات العلميّة المتعدّدة، وقد حظيت المصطلحات عبر التاريخ بمكانة خاصّة لدى الباحثين في الاصطلاح وصناعة المعاجم المختصة ويعدّ الخطاب الصّوفي أحد المجلات الدّينيّة والمعرفيّة الذّي اهتّم به الباحثون.

قد تميّز الخطاب الصّوفي بسمات بلاغية واستعمارية كثيفة، جعلته خطابًا لا ينقاد بسهولة إلاّ من ذاق. وهذا ما دفع الباحثين إلى ضبط مصطلحات الخطاب الصّوفيّ، بغية استجلاء وإزالة كثافة الاستعمارية والتّأويليّة، ومن هؤلاء الباحثين عبد الرزاق الكاشاني (ت: 736ه) صاحب معجم “معجم اصطلاحات الصّوفيّة”.

ومنه سنحاول الكشف عن مصادر وإشكالات المصطلح الصّوفي في “معجم اصطلاحات الصّوفيّة” لعبد الرّزاق الكاشاني (ت: 736ه).

2- المصطلح الصوفي:

هو عبارة عن مفهوم تصّوري يعكس مضمون التجربة الذّوقيّة الوجدانيّة التي يعيشها المريد السالك في سفره الروّحاني من أجل تحقيق الوصال عبر أسفار ثلاثة، هي: التّخلي والتّحلي والتّجلي. (خوالدية 2014، 79)

ويقصد به – أيضا – ذلك اللّفظ الذّي انفرد به الصّوفية، وتواطئوا عليه، والإجمال والسّتر على من باينهم في طريقتهم، ليكون مستبهما على الأجانب، غيرة منهم على سره أن يتبع في غير أهله، بل هو معنى أودعه الله قلوبهم، وهو استخلاص لحقيقة أسراهم. (القشيري دت، 150).

    وهذا يعني أنّ العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة عرفيّة ترجع إلى خصوصّية التّجربة الصّوفيّة، ومن ثم، يتضح المصطلح الصّوفي بأنّه علامة سيمائية وإشارة رمزية لا يفهمها إلا سالك المريد والشيخ، ومن هنا فاللفظ الصّوفي لا يدرك بالعقل، وإنّما يستوعب ويتّحقق بالذّوق.

    فالمصطلح الصّوفي يتكون من دال ومدلول ومرجع، فالّدال عبارة عن فونيمات صوتيّة، أما المدلول فهو المضمون أو المعنى الذّي تعينه هذه الأصوات، وأما المرجع فهو الموضوع الحسّي الذّي تحيل عليه الدوال، غير أنّ الدّال الصّوفي يتجاوز الدّلالة الحرفيّة أو الظاهرية إلى الدلالة الإنزياحيّة، فلفظة “الخمرة” في مفهوم الصّوفي تتعدى دلالتها الحرفيّة (الفقهيّة) التّي تتمثل في السّكر والرجس، لتأخذ دلالة إنزياحيّة فتصير رمزًا للصّفاء والامتزاج الوجدانيّ والاتّحاد بين الذاتين: العاشقة والمعشوقة داخل بوتقة عرفانيّة واحدة.(خوالدية 2014، 79)

وعليه، يقطع المصطلح الصّوفي في بناء معناه محطات ثلاث، في أدائه وكشفه مضمونه ودلالته، كلّ محطة تتصل بالأخرى، وهي كما يلي:

أ-المحطة الأولى هي رحلة لغوية يعتمد فيها الصّوفي على الدّلالات اللّغوية، أي المعنى العام.

ب-المحطة الثانيّة رحلة دينّية شرعيّة يعتمد فيها الصّوفي كذلك على الدلالات الدينيّة (الفقهية)، أي المعنى الخاص.

ج- المحطة الثالثة: وهي رحلة صوفية، يصل فيها المصطلح إلى دلالته خاصة الخاصة.(زايد 2011، 24- 25)

وخلاصة القول إنّ المصطلح الصّوفي ليس بشبكة مفهوميّة مجردة ثابتة، وإنّما هو منظومة من المقامات والأحوال يتدرج فيّها السالك المريد في علاقات باطنيّة ذاتيّة.

3- من هو عبد الرزاق الكاشاني:

اسمه عبد الرّزاق وانّ شهرته الكاشي أو الكاشاني أو القاشانّي، وكاشان أو (قاشان) التي ينتسب إليّها، هي مدينة في وسط إيران وتقع جنوب غربي طهران.

وأما لقبه فهو كمال الدّين وكنيته “أبو الغنائم”، وانّ اسم أبيه أحمد ولقبه “جمال الدّين” وكنيته “أبو الفضائل”.

وبعض المصادر الأخرى كانت تقول أنّه عرف “بملا عبد الرّزاق الكاشاني” فاسم “الملا” باللغة الفارسيّة تعني حامل الفقه أو الفقيه.(الكاشاني 1984، 31- 32)

اختلفت الباحثون في تاريخ وفاته فقد ذكر بعضهم أنّه توفي عام 720ه، وقال بعضهم الآخر 730ه ورجح بعضهم عام 735ه ولكنّ نسخًا من كتبه المخطوطة تشير إلى أنّه انتهى من تأليفها عام 735ه، ولهذا أصبح عام 736ه الموافق لـ 1335م هو التاريخ المفترض لوفاته، وهكذا دفن في مدينة شيراز الإيرانية في عام 76ه.(الكاشاني 1996، 17)

أتقن العربيّة والفارسيّة، له خمسة وعشرون كتابًا معروفًا، وله كذلك كتب أخرى غير معروفة، ومن الكتب المطبوعة والمعروفة كما أوردها على القاسمي.(القاسمي دت، 722-723)

  • شرح كتاب منازل السائرين للهروي الحنبلي (مطبوع).
  • شرح كتاب فصوص الحكم لابن عربيّ (طبع في مصر، وفي إيران).
  • تأويلات القرآن، في التّفسير الصّوفي للقرآن الكريم.
  • اصطلاحات الصّوفيّة، وهو معجم لشرح المصطلحات الصّوفية التي وردت في الكتب الثلاثة الأولى (مطبوع عدة مرات).
  • كشف الوجوه الغر في معاني نظم الدُّر، في شرح تائية ابن الفارض (مطبوع).
  • السّراج الوهاج، في تفسير القرآن الكريم باللّغة الفارسيّة.
  • رشح الزلال في شرح الألفاظ المتداولة بين أرباب الأذواق والأحوال (معجم لشرح المصطلحات الصّوفية، “مطبوع”).
  • رسالة في القضاء والقدر مترجمة إلى فرنسية ومنشورة في مجلة JASVIII:t.
  • لطائف الاعلام في إشارات اهل الالهام، وهو معجم موسوعي لشرح المصطلحات الصّوفية.
  • حقائق التأويل ودقائق التّنزيل.

4-التّعريف بمعجم اصطلاحات الصّوفيّة:

يقول محمد حسن عبد العزيز أنّه اول معجم مختص بالمصطلحات الصّوفيّة (عبد العزيز 2000، 152)، فكان تأليفه له أصلا قد ورد في مقدمة معجم اصطلاحات الصّوفية حققه عبد العال شاهين، وطبعته دار المنار عام 1992 الطبعة الأولى، يقول فيها الكاشاني: “فإنّي لما فرغت من تسويد شرح كتاب منازل السائرين وكان الكلام فيه، وفي شرح فصوص الحكم، وتأويلات القرآن الحكيم مبنيا على اصطلاحات الصّوفية، ولم يعارفها أكثر أهل العلوم المنقولة والمعقولة ولم يشتهر بينهم، سألوني ان أشرحهما وقد أشرت في ذلك الشرح إلى ان الأصول المذكورة في الكتاب من مقامات القوم تتفرع إلى ألف مقام (…) فتصديت للإسعاف بسؤالهم (…)”.(الكاشاني 1992، 46)

ويضم المعجم 610 مصطلحا (510 في القسم الأول منه، و100 مصطلح في القسم الثاني منه).

أما القسم الأول فمرتب ترتيبًا على حروف أبي جاد وأما القسم الثانيّ فمبوب تبويبًا على تبويب كتاب منازل السائرين للهروي (ت: 481ه)، فالقسم الثّاني يحتوي على عشرة أقسام (موضوعات او مجالات)، وكلّ قسم يتضمن عشرة مقامات، وكل مقام يتفرع إلى عشرة منازل (الكاشاني 1992، 28-29)، ويمكننا توضيح ما قلناه سابقا بهذا المخطط:

قدّم الكاشاني مصطلحاته في معجمه وفق هذه المنهجيّة:

  • تعريف مختصر لمفهوم المصطلح.
  • يتبع التّعريف بالشرح.

جـ- يذكر الشاهد من القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو الشعر والنثر من كلام العرب.

5- مصادر المصطلح الصّوفي في معجم اصطلاحات الصّوفيّة :

اعتمد الكاشاني في نسج مادة اصطلاحات الصّوفيّة على الكتب الآتية:

منازل السائرين للهروي (ت 481ه )،واصطلاحات الصوفيّةلابن عربيّ (ت: 638ه)، وعوارف المعارف للسهروردي (ت: 563ه). وفيما يلي نخوض في تفاصيل هذه الكتب وأصحابها.

أ- منازل السّائرين للهروي (ت: 481ه)، هو أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي، شيخ خراسان في عصره، من أئمة الحنابلة، حافظ للحديث، وعارف بالأنساب والتاريخ، ولد سنة 396ه الموافق لـ 1006م، وقد توفي عام 481ه الموافق لـ 1089م.(المكتبة الشاملة 2005-2011)

له عدة مؤلفات، أهمها كتاب منازل السائرين الذي يضم مئة مصطلح صوفي، ثم قسم الكتاب إلى عشرة أقسام، هي على الترتيب الآتي: البدايات، والأبواب، والمعاملات، والأخلاق، والأصول، والأودية، والأحوال، والولايات، والحقائق، والنهايات من هذه الأقسام بوبه كذلك إلى عشرة أبواب، حيث بيّن محتوى هذه الأبواب العشرة بمنهجية واضحة المعالم، وتتمثل في:

  • يستهل الباب بآية من القرآن الكريم.
  • يعرف المصطلح (الدلالة الظاهرية الشرعية، أي المعنى الخاص).
  • يذكر درجات المصطلح الثلاث، وهي:
  • أخذ القاصد في السّير.
  • دخوله على المشاهدة الجاذبة إلى عين التوحيد في طريق الفناء.(الهروي 1988، 07)

ب- عوارف المعارف للسّهروردي (ت: 563ه)، هو عبد القاهر بن عبد الله بن مُحمّد بن عموية ابن سعد الصديقي البكري ضياء الدّين أبو النجيب السُّهْرورَّدي فقيه شافعي واعظ، من أئمة المتصّوفين ولد سنة 490ه الموافق لـ 1097م بسُّهْرَوردٍ وسكن بغداد، وتوفي عام 563ه الموافق لـ 1168م في بغداد.(الزركلي دت، 174)

صنّف السهروردي تصانيف كثيرة، أهمها ومماله صلة بموضوع بحثنا.

عوارف المعارف يضم ثلاثة وستين بابًا، منها ثلاثة التي تطرقت إلى الاصطلاحات الصّوفيّة، وهي: الباب التاسع والخمسون وعنونه بـ الإشارة إلى المقامات بالاختصار والايجاز”.

الباب الواحد والسّتون وخصه في شرح كلمات من اصطلاح صوفية الأحوال.(السهاوردي 1999، مقدمة الكتاب)

ج- اصطلاحات صوفية لابن عربيّ (ت: 638ه)، هو أبو بكر محي الدّين بن علي بن محمد بن عربي (نسبة إلى حاتم طيء)، ولد بمدينة مرسية على الجنوب الشرقي من بلاد الأندلس، ولد في رمضان عام 560ه، وتوفي سنة 638ه بدمشق له أكثر من مئتي مؤلف، أهمها الفتوحات المكية، وفصوص الحكم، واصطلاحات الصوفية.(عربي 2002، 04)

أما كتاب “اصطلاحات الصّوفية” للشيخ محي الدّين بن عربي فهو معجم يضم واحدا وتسعين ومئة مصطلحًا صوفيًا.

6- إشكالات المصطلح الصّوفي في معجم اصطلاحات الصّوفية:

إنّ الاصطلاحات الفنيّة الخاصة ضرورة انسانيّة يفرضها التّطور الفكريّ والعلميّ وتدعو إليّها التّجارب الحياتيّة.

يؤدي تشعب الاختصاصات إلى انفراد كلّ اختصاص بشبكة مفهوميّة تعبر عنها مجموعة من الاصطلاحات وتتطلب اصطلاحات الاختصاص بعضا من المواصفات، منها:

  • التّحديد والدّقة.
  • تحاشي الاشتراك اللّفظي والتّرادف والغموض.(عزام 2010، 164)

ومن هنا، هل المصطلح الصّوفي في معجم اصطلاحات الصّوفيّة لعبد الرّزاق الكاشانيّ (ت: 736ه) يستجيب لهذه المواصفات؟ يعتري المصطلح الصّوفيّ عند الكاشاني الترادف والاشتراك اللّفظي، مما يضفي عليه التّعدد بنوعية المعنوي واللّفظي.(عزام 2010، 182)

6أ- التّعدد في المعنى (التّعدد المفهومي):

وضع الكاشاني أكثر من مصطلح للتعبير عن المعنى الواحد في صور مختلفة، حيث جعل للمصطلح الواحد مجموعة من الدّلالات، أو معاني التي تتمايز، أو تتباين مع امكان التّلاقي والتّداخل فيما بينها تبعًا للأحوال والمقامات، بسبب تفاوت الحظوظ أو الاقدار والأنواع التي تصيبها كلّ منهم بحسب مقامه ومنزلته.

 ويطالعنا الكاشاني في معجم – اصطلاحات الصّوفية بعدة نماذج من التّعدد المفهومي للمصطلح الواحد، ومنه مصطلح التوبة (الكاشاني 1992)، يقول: “وأصلها في البدايات الرجوع عن المعاصي بتركها والإعراض عنها، وفي الأبواب: ترك الفضول القوليّة والفعليّة المباحة وتجريد النفس عن هيئات الميل إليها وبقايا النزوع إلى الشهوات الشاغلة عن التّوجه إلى الحق – وفي المعاملات: الإعراض عن رؤية فعل غير، والاجتناب عن الدواعي والأحوال النفس برؤية أفعال الحق وفي الاخلاق التّوبة عن الرذائل النفسانية وعن إرادته وحوله وقوته وفي الأصول الرجوع عن الالتفات على غير وفتور في العزم وفي الأودية الانخلاع عن عمله لمحو عمله في علم الحق، والتّوبة عن شهود صفاته في حضوره مع الحق وفي الأحوال عن السلو عن المحبوب والفراغ إلى ما سواه ولو إلى نفسه وفي الولايات عن التّذكر بالتّلوين، والحرمان عن نور الكشف وفي الحقائق عن مشاهدة غير وبقاء الآتية وفي النهايات عن ظهور البقية.

ومن هنا نجد هذه المعاني والاذواق للتّوبة عند الكاشاني، لا تنفصل بعضها عن بعض، بحيث تكوّن منظومة سلوكيّة يتدرج في تجربتها المتصوف متناقلاً من حال إلى حال أو من مقام إلى مقام.(عزام 2010، 51)

6ب- التّعدد اللّفظي:

أثبت الكاشانيّ أكثر من مصطلح للتّعبير عن المعنى الواحد، حيث جعل للدلالة الواحدة مجموعة من الاصطلاحات، فوظف التّرادف اللفظي بغية تنويع وسائل التّعبير من أجل إضاءة الإيحاءات المتباينة في الأحوال والمنازل.

وأورد الكاشانيّ في هذا السيّاق الالفاظ المترادفة، ومنها:

  • باعتبار انتقاء تعدد الصفات والأسماء والنسب والتعينات عنها وأما الاحدية اعتبارها مع إسقاط الجميع وأحدية الجمع اعتبارها من حيث هي بلا إسقاطها وبلا إثباتها بحيث يندرج فيها نسب الحضرة الواحدية المذكورات”. (الكاشاني 1992، 51)

وهناك شواهد أخرى تثبت قضية التعدد اللفظي في معجم اصطلاحات الصّوفية الاسم الأعظم(الكاشاني 1992، 54) والحضرة الإلهية(الكاشاني 1992، 54)، الواحدية(الكاشاني 1992، 73) والواحد(الكاشاني 1992، 73)، حقيقة الحقائق(الكاشاني 1992، 82)، وتسمى حضرة الجمع وحضرة الوجود، وحق اليقين(الكاشاني 1992، 83) وشهود الحق وجمع الأحدية، المعلم الأول(الكاشاني 1992، 107)ومعلم الملك هو آدم عليه السّلام.

نلاحظ أنّ التّعدد اللفظي في المصطلح الصّوفي عند الكاشاني أدى إلى انعدام التّجديد والدّقة والوضوح في الاصطلاح الصّوفي عنده، مما يصّعب على المتعلم التّمكن من الحقائق في أسرع وقت وأقل جهد.

6ج-العروج المصطلحي:

يعرفُ المصطفى عزام بقوله: “هو إضافة المصطلح إلى نفسه لتعميق معناه مثل “إخلاص الإخلاص” و “فناء الفناء” و “خاصة الخاصة” او إضافة المصطلح عينه إلى المتصف به مثل “توبة العامة” أو توبة المبتدئ” و “توبة الخاصة” أو “توبة المتوسّط” وتوبة “خاصّة الخاصّة” أو توبة “المتمكن”، كما أنّهم قد يستعملون مصطلحات مترادفة ولكنّها تختلف بحسب من تطلق عليه مثل ترادف” “اللوايح” و “اللوامع” فاللوايح جمع لايحة، وقد يطلق على ما يلوح للحس، واللوامع أنور ساطعة تلمع لأهل البدايا تمن أرباب النفوس الضعيفة الطاهرة، غير أنّ الأول للأسرار الظاهرة والثاني للأسرار الباطنة”.(عزام 2010)

ونستدل على ذلك ببعض العروجات المصطلحيّة التّي تجلت في معجم اصطلاحات الصّوفية لعبد الرّزاق الكاشاني (ت: 736ه)، وهي:

6ج أ-إضافة المصطلح إلى نفسه:

  • حقيقة الحقائق (الكاشاني 1992، 82) هي الذات الاحدية الجامعة لجميع الحقائق.
  • لب اللب(الكاشاني 1992، 90) هو مادة النور الإلهي القدسي.
  • جمع الجمع(الكاشاني 1992، 67) شهود الخلق قايما بالحق ويسمى الفرق بعد الجمع.
  • نور الأنوار(الكاشاني 1992، 118)هو الحق تعلى.
  • قطب الأقطاب(الكاشاني 1992، 162) (القطبية الكبرى) وهو باطن بنوة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • رب الأرباب(الكاشاني 1992، 77) هو الحق باعتبار الاسم الأعظم والتّعيّن الأول هو منشأ جميع الأسماء.
  • وصل الوصل(الكاشاني 1992، 165) وهو العود بعد الذهاب والعروج بعد النّزول وهو عين الجمع الأحدية التي هي الوصل المطلق في الأزل أدنى المهاوى.

6ج ب-إضافة المصطلح عينه إلى المتصف به:

بيّن هذا النوع من العروج المصطلحي عند الكاشاني في هذا الجدول:

المصطلح المصطلح الإضافي دلالته
*الحرية(الكاشاني 1992، 82)

الانطلاق

عن رق الأعيار

حرية العامة

حرية الخاصة

حرية خاصة الخاصة

رق الشهوات

رق المرارات

رق الرسوم

*الطاهر(الكاشاني 1992، 85) طاهر الظاهر

طاهر الباطن

طاهر السّر

طاهر السرو والعلانية

العصمة من المعاصي والمخالفات

العصمة من الواسوس والهواجس.

من لا يدخل عن الله طرفة عين.

بتوفية حقوق الحق والخلق جمعيالسعته برعاية الجانبين.

الكيمياء(الكاشاني 1992، 89) كيمياء العوام

كيمياء الخواص

كيمياء السعادة

استبدل المتاع الأخروى

تخليص القلب عن الكون

تهذيب النفس باجتناب الرذايلواكتساب الفضائل.

السّر(الكاشاني 1992، 120-121) سر العلم

سر الحال

سر الحقيقة

سر التجليات

سر القدر

 

سر الربوبية

سرُّ سرَّ الربوبية

هو حقيقة العالم.

ما يعرف به من مراد الله فيهما.

حقيقة الحق في كل شيء.

هو شهود كل شيء في كل شيء.

علم الله من كل عين في الازل مما انطبع فيها من الأحوال.

هو التوقف الظهور

هو ظهور الرب بصور الأعيان.

العبادة(الكاشاني 1992، 125-126) العبادة

العبودية

 

العبودة

غاية التّذلل لله للعامة.

صحة وصدق القصد إلى الله في سلوك الطريقة للخاصة.

مقام أحدية الفرق والجمع لخاصة الخاصة.

إنّ هذا العروج المصطلّحي هو تفصيل للمراحل السّلوكيّة والوجدانيّة عند المتصّوف، وهذا التّفصيل المرحلي السّلوكي الوجدانّي يتطلب ألفاظًا جديدة للتعبير عن هذه الحالات العرفانيّة المرحليّة، مما يستدعي توليد اصطلاحات خاصة من اصطلاح عام. (عزام 2010، 194)

وختاما، فإنّ معجم اصطلاحات الصّوفيّة لعبد الرزاق الكاشاني(ت736ه)، يمثل نموذجا من نماذج المعاجم المختصة ،حيث استطاع جمع مادة معجمه من كتب مختصة (منازل السائرين للهروى،واصطلاحات الصوفية لابن عربي، عوارف المعارف للسهروردى )، واستخدم التّرتيب الألفبائي والموضوعاتي في ترتيب مواد معجمه.

 

قائمة المصادر والمراجع:

  1. أدبية النّص بين الإبلاغ النفعي والإبداع الفني، محمد زايد، عالم الكتب الحديث، الأردن، ط1، 2011.
  2. اصطلاحات الصّوفية، محي الدّين عربي، تح: سعيد هارون عاشور، مكتبة الآداب، القاهرة، ط1، 2002.
  3. الأعلام، الزكلي، ج: 04.
  4. الخطاب الصّوفي بين التأوّل والتأويل، محمد المصطفى عزام، مؤسسة الرحاب الحديثة للطباعة والنشر والتّوزيع، بيروت، لبنان، ط1، 2010.
  5. الرّسالة القشرية، القشري القاسم عبد الكريم، تح: عبد الحليم محمود .ومحمود بن الشريف، ج1، دار المعارف، القاهرة، دط، دت.
  6. الرّمز الصّوفي بين الإغراب بداهة والإغراب قصدًا، أسماء خوالديّة، منشورات الضفاف ودار الأمان ومنشورات الاختلاف، ط1، 2014.
  7. عبد الرزاق الكاشاني إسهامه في تطوير المعجمية العربيّة، على القاسمي، مجلة مجمع اللغة العربية، دمشق، مج: 77، ج: 04.
  8. عوارف المعارف للسهوردي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، دط، 1999، (مقدمة الكتاب).
  9. كتاب منازل السائرين، الهروي (ت: 481هـ)، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان، دط، 1988.
  10. لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام، عبد الرّزاق الكاشاني (ت: 736هـ) تح: سعيد عبد الفتاح، دار الكتب المصرية، القاهرة، دط، 1996، ج1.
  11. المصطلح العلمي عند العرب، تاريخه ومصادره ونظرياته، دار الهاني للطبعة، دب، دط، 2000.
  12. مصطلحات الصّوفية، عبد الرّزاق الكاشاني (ت: 736ه)، تح: عبد الخالق محمود، دار المعارف، القاهرة، ط2، 1984.
  13. معجم اصطلاحات الصوفيّة، عبد الرزاق الكاشاني (ت: 736ه)، تح: عبد الغال شاهين، دار المنار للطباعة والنشر، القاهرة، ط1، 1992.
  14. المكتبة الشاملة (2011 – 2005) isLamReligion.Com بتاريخ 2018 – 01 – 27 على الساعة 20:47.

*أستاذ محاضر أ، قسم اللغة العربية، كلية الآدب والفنون، جامعة الشلف، الجزائر

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of